هى واحدة من بنات الواحات البحرية، عشقت التراث والصناعات اليدوية، فأسست مشروعا بالتعاون مع سيدات دهشور، لمنتجات تراثية مختلفة أصبح لها سوق فى جميع أنحاء العالم، والفكرة بسيطة.. وهى إعادة تدوير المخلفات الزراعية.. وتسويقها فى معارض عابرة للقارات. بالخوص والمخلفات الزراعية، استطاعت عبير أن تصدر لكثير من دول العالم فى تجربة تنوى أن تتوسع فيها، وتتمنى لو ينضم إليها كثيرات حيث باب رزق وتمكين اقتصادى. اسمها عبير جداوى، ومشروعها اسمه بدارة.. تقول عن الفكرة والبدايات والغرض من المشروع وتفاصيل أخرى: «اتولدت فى الواحات بمدينة الخارجة وتعلمت فى إحدى الواحات بالوادى الجديد، وهى منطقة مصرية غنية بالمناظر وأشجار النخيل والطبيعة وتعلمت فن التطريز على يدى جدتى.. وتطريز جدتى كان كله مستوحى من الطبيعة». أضافت: «مع تزايد الاهتمام بالحرف اليدوية والتراث، انتقلت إلى القاهرة حيث حصلت على منحة دراسية فى معهد بلازا سبينيلى فى فلورنسا - إيطاليا، وتخصصت فى الحرف اليدوية السياحية». وتستكمل حديثها: «درسنا هناك إزاى ترتبط المدن بالثقافات والحضارات، وإن المنتجات اليدوية بتكون سفير فى العالم كله لأى سائح، هى الحاجة الوحيدة التى يخرج بها لأهله من البلد التى كان فيها ليحكى عن البلد مع الصور، ودى كانت نقلة كبيرة فى حياتى ولما رجعت من هناك كان حلمى إنى أغير أفكار السياح عن القرية.. وليس مجرد أن يحصل السائح من رحلته على مجرد هدايا إنما ياخد قطعة من تاريخ». تكمل: «حلمى كان البداية مع عدد من السيدات وإنى أقدر أوصل بهن أن يصبحن قرية منتجة، فبدأت أفكر بعدها من أين أبدأ.. فرحت دهشور وبدأت من هناك مع 3 سيدات أخريات.. كن النواة الأساسية لبداية المشروع، وكنت زرعت فيهن كل الحاجات التى تعلمتها خلال المنحة.. فى السنين الماضية». تقول عبير: «بدأنا فى مشروع بدارة.. واتجهنا إلى تدوير المخلفات الزراعية إزاى نخليها منتج لديه استخدام يعود على المجتمع أو على الأفراد بالنفع ويكون مصدر دخل ونحافظ به على البيئة مع تجسيد الطبيعة على الملابس». «بدارة» مشروع من طراز فريد لأهل الواحات، عبارة عن سلة تصنع من خوص النخل وتضع فيه العروس جزءًا من جهازها، وهو مشروع يرمز للبهجة والسرور والسعادة، ويعتمد على الحفاظ على الحرف اليدوية عند أهل الواحات. و«بدارة» مؤسسة كبيرة تعمل بها 350 سيدة من سيدات الواحات ودهشور، موضحة أن قصة هذا المشروع أصبحت حلمًا كبيرًا لسيدات الواحات، وهو مشروع لإعادة المشروعات اليدوية مرة أخرى.
حكاية مشروع ريادة
توضح عبير الخطوات الأولى التى كانت وراء تأسيس هذا المشروع الريادى لتحقيق الهدف منه فى الجمع بين الحرفيات وتدريبهن خلال سنوات.. وتقول: «أسسنا بدارة عام 2017 واستخدمنا المخلفات الزراعية من الخوص ونخيل الليمون ومخلفات الحلفا وأوراق الموز مواد خام أساسية لمنتجات حديثة مستوحاة من الطبيعة». «اخترت اسم بدارة لأنها ترمز إلى الفرحة وتمثل سلات الخوص فى الواحات حيث كانت العروسة تضع فيها جهازها بعد تزيينها.. وأصبحت بدارة علامة تجارية تدعم النساء فى المناطق الريفية اللاتى يحتاجن إلى عمل.. وتتيح العمل من المنزل وتوفر الدخل». كما قالت عبير: «معظم النساء العاملات فى بدارة.. حاصلات على تعليم منخفض أو بلا تعليم.. أو عاطلات عن العمل، أو مطلقات ولديهن أطفال». تؤمن عبير أن «العمل الجاد يتفوق على الموهبة» وتقول إن هذا هو شعار بدارة.. وتضيف: «ساعدت الكثير من السيدات من خلال تدريبهن على تنفيذ المنتجات بأعلى جودة وأفضل تقفيل وأفضل الخامات.. بمصادر دخل متعددة.. ووصل مجموع السيدات فى كيان بدارة حتى الآن 418 سيدة من دهشور و70 سيدة من الواحات.. وهؤلاء تنتشر مُنتجاتهن فى السعودية وألمانيا وإيطاليا». وحسب عبير، فإن هذه السيدات: «من خلال المهارة الفريدة استطعن تحويل الزخارف المستوحاة من الطبيعة إلى شكل من أشكال الفنون الجميلة.. ومع تطور فلسفة المشروع أصبحت هذه الزخارف علامة مميزة لمنتجاتنا، وازدادت قيمتها بفضل التطريز الريفى المصنوع يدويًا». حلم عبير أن تحول بدارة إلى مركز للواحات والحرف اليدوية الريفية فى مصر، ومصدر للمهارات والإلهام لهذه الحرفة.. حيث ستساعد هذه التجارب النساء على تعلم الأصول والمهارات اللازمة لتصميم وإنتاج المصنوعات من مخلفات النخيل، وكذلك فن التطريز الريفى فى قصص ملهمة للتمكين الاجتماعى والاقتصادى. تقول عبير إنها شاركت بمنتجات مؤسستها خلال فعاليات مختلفة بأكثر من فرصة لتعريف العالم بمنتجات وصناعات مصر اليدوية، وكان من ضمن المنتجات حافظات مكياج ونقود من الجلد وكليم ومفارش طاولة وسلال خوص، وكذا مفارش ديكور وحقائب. استخدمت بدارة فى منتجاتها أكثر من 461 طنا من قش النخيل وألياف الحلفا المعاد تدويرها.. وتقول مؤسسة بدارة: «عملنا شنط من قماش وخوص وعرجون مع الخياطة والتطريز اليدوى.. وأهمية هذه المنتجات أنها صديقة للبيئة.. وفيها بصمات سيدات بسيطة». وتوضح عبير: «أحرص دائمًا على أن تكون الخامات المستخدمة مصرية كما الأيادى العاملة.. وكنا نستخدم مخلفات النخيل والخوص والعرجون قبل أن نلجأ إلى استخدام خامة الحلفا التى تنمو على أطراف الترع». أما نقطة التحول كما قالت عبير.. فكانت عندما انفتحت أمامها مبادرة إبداع من مصر التى كما قالت: «ساعدونى فى تسويق منتجات المشروع.. وبفضل التطوير وتعزيز المهارات الحرفية، تنوعت منتجاتنا بسرعة وتضاعف حجمها ووصلت إلى أسواق متعددة.. ويتزايد عدد السيدات العاملات باستمرار.. كما تستمر الراغبات فى التدريب فى الزيادة.. ثم الدمج فى العمل».