يعد الأديب الكولومبى الشهير «ماركيز» أيقونة أدب أمريكا اللاتينية المعاصر من أكثر أدباء الغرب الذين تم تحويل أدبهم الروائى والقصصى إلى تمثيليات إذاعية فى الإذاعة المصرية، وذلك من خلال إذاعة البرنامج الثقافى، والتى تناولت أعماله الأدبية منذ عام 2005، وهو العام الذى شهد الاهتمام بشكل مكثف بأدب ماركيز «1927-2014». كما تقول د. ناهد الطحان الإذاعية والمخرجة فى كتابها «المعالجات الدرامية لأدب ماركيز فى الإذاعة المصرية» والذى صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وقد بدأ الاهتمام بأدبه من خلال برامج درامية مثل «من روائع نوبل»، وبرنامج «روائع عالمية» ثم تأكد هذا الولع من خلال ما درسته من معالجات درامية لقصصه فى إذااعة البرنامج الثقافى، ومنها قصة «ليس فى بلدنا لصوص»، والتى أعدتها دراميا للإذاعة إيزابيل كمال، وقصة «أجمل رجل غريق فى العالم»، وأعدها مختار عبدالعليم، وحكاية الرجل المجنح» التى أعدها للإذاعة مصطفى السيد عن قصة بعنوان «رجل عجوز بأجنحة هائلة»، كما قدمت إذاعة البرنامج الثقافى أيضا رؤية مصرية لرواية «مائة عام من العزلة» لماركيز على مدى ثلاثين حلقة فى مسلسل إذاعى أعده منير عتيبة بعنوان «حكايات ماكوندو»، ومن المعروف أن «ماكوندو» هى مزرعة موز قديمة بالقرب من مسقط رأس ماركيز، وقد حَوَّل اسمها إلى عالم من االطاقة السحرية والضوء والوهم، والكوندو هو الموز الذى يُعد له كفاكهة أبعادا دينية وسحرية فى كولومبيا فهو يشفى من الأمراض العضال. واستخدم ماركيز اسم «ماكوندو» فى ثلاث روايات بالإضافة إلى روايته الأشهر «مائة عام من العزلة»، والتى بيع منها أكثر من ثلاثين مليون نسخة فى أنحاء العالم، وبفضلها أصبحت «ماكوندو» من أشهر الأماكن فى الأدب الروائى الأسبانى كما ذكرت د. ناهد الطحان كما أكدت على أنه تم إضافة شخصيات جديدة، وعلاقات بالحدث جديدة فى قصة «أجمل رجل غريق فى العالم» فى المعالجة الدرامية المصرية فى الإذاعة وكذلك فى مسلسل «حكايات ماكوندو». وتفسر ذلك بأنه معالجة فنية تتلاءم مع طبيعة الدراما التى تتكون من مواقف مجسدة تعتمد على مفهوم «هُنا والآن»، وهو ما يختلف مع طبيعة الحكى أو السرد التى تؤخر وتقدم فى الأحداث بحرية مطلقة، وقد تمت هذه المعالجات الدرامية بشكل يحافظ على فكر العمل الأدبى الأصلى، وأجوائه العجائبية. وبذلك تكون الإذاعة المصرية قد قدمت للمستمع المصرى والعربى أروع أعمال ماركيز برؤية مصرية مبدعة. إن أهم ما يميز أعماله هو أن الأحداث السحرية تقعد فى سياق سردى واقعى كما تقول ماجى آن بوزو فتبدو الأحداث الخارقة على أنها حدث عادى كالأمور التى تحدث يوميا وأهم ما يميز التناول الدرامى لأعماله هو تحويل السرد إلى مادة مسموعة نابضة بالحياة من خلال مؤثرات صوتية وموسيقية ومسامع ولحظات صمت أيضا فتؤثر فى خيال المستمتع ووجدانه.