الجامعة البريطانية في مصر تعقد المؤتمر السابع للإعلام    تعرف على سعر السبيكة الذهب اليوم (جميع الأوزان) وعيار 24 بداية تعاملات الخميس 18 أبريل 2024    موعد بدء التوقيت الصيفي 2024 في مصر (اضبط ساعتك)    تراجع مؤشرات الأسهم في وول ستريت عند الإغلاق اليوم    "شعبة الدواجن" تزف بشرى سارة بشأن أسعار الفراخ والبيض    تعرف على موعد نزول دعم سكني أبريل 2024 في السعودية    تراجع سعر كارتونة البيض (الأبيض والأحمر والبلدى) واستقرار الفراخ بالأسواق الخميس 18 ابريل 2024    تراجع سعر الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء الخميس 18 ابريل 2024    فلسطين.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة صوريف شمال الخليل    الخارجية الأمريكية: نتخذ جميع الإجراءات لمنع إيران من زعزعة استقرار المنطقة    شاهد ركلات الترجيح وملخص مباراة مان سيتى ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    الدفاع المدني في غزة ينتشل جثامين 11 شهيدا من مناطق متفرقة بخان يونس    خالد أبو بكر: المنطقة قيد الاشتعال.. إسرائيل وإيران «فرحانين باللي عملوه»    عاجل.. أولى تصريحات جوارديولا بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا واعتراف مهم    لقد تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    بعثة الأهلي تصل مطار لوبومباشي استعدادا لمواجهة مازيمبي    23 لاعبا فى قائمة الإسماعيلى استعدادا لمواجهة زد فى الدورى    إبراهيم صلاح: كنت أتمنى مشاركة محمد شحاتة أساسيًا أمام الأهلي    طاقم حكام مباراة الإسماعيلي وزد في الدوري المصري    بعد تحسن الأحوال الجوية.. إعادة فتح ميناء نويبع البحري وانتظام الحركة الملاحية    الطيران المدني تكشف سبب هبوط طائرة العربية بمطار القاهرة    بحجه تأديبه.. التحقيق مع بائع لاتهامه بقتل ابنه ضربًا في أوسيم    مصرع طفل غرقًا بنهر النيل في المنيا    «الأرصاد» تعلن حالة الطقس ال 6 أيام المقبلة بداية من الخميس 18 أبريل 2024    3 ظواهر تضرب البلاد خلال ال24 ساعة المقبلة.. انخفاض مفاجئ في الحرارة    فتاة تقفز من السابع تاركة والدها وخطيبها ينازعان الموت بالوراق    حظك اليوم برج العقرب الخميس 18-4-2024 مهنيا وعاطفيا.. استغل قدراتك    حظك اليوم برج الميزان الخميس 18-4-2024.. «كن مبدعا»    في خطوات سهلة.. طريقة التقديم في مسابقة «لون حلمك» لذوي الاحتياجات الخاصة    خبير ل التاسعة: مستقبل مصر فى مجال التكنولوجيا الرقمية    الفنان عمر الشناوي يروى ل"التاسعة" كواليس دوره في مسلسل الحشاشين    في الحلقة 39 من الصديقات.. سجن سوزان نجم الدين عام ونصف وبيع ممتلكاتها    ماهر زين يكشف عن سن التزامه الديني وامنيته لترك صدقة جارية بعد وفاتي (فيديو)    طارق الشناوي: اللغة العامية لم تجرح «الحشاشين».. وأحمد عيد كسب الرهان    أسباب نهي الرسول عن النوم وحيدا.. وقت انتشار الشياطين والفزع    رئيس جامعة المنوفية يتابع المرضى من الأشقاء الفلسطينيين بالمستشفيات الجامعية    لماذا فشل جيش الاحتلال في صد هجوم "عرب العرامشة"؟    مجلس أوقاف القدس يندد بمخططات بن جفير لتغيير الوضع التاريخي في الأقصى    نشرة منتصف الليل| خفض سعر الرغيف الحر وتوجيه عاجل للحكومة بشأن الكلاب الضالة    أسامة عرابى: قلق جماهير الأهلي طبيعى والدوافع ستكون مختلفة أمام مازيمبى    حسام عاشور: قررت الاتجاه لمجال التدريب وجوزيه حذرنى من تدمير موهبتى    مقال شامل عن استخدام VPN مجاني في الألعاب المحظورة    وظائف خالية بقطاع تعليم الوادي الجديد.. تعرف عليها    المتحدث الإعلامي للإخوان : الجماعة تجدد الدعوة إلى وقف الحرب في السودان    زوجي بيضربني وبيعايرني باللقمة.. ماذا أفعل؟.. أمين الفتوى يرد    ماذا قال "القومي للمرأة" في رصده وتحليله لدراما رمضان 2024؟    إطلاق النسخة الأولى من المهرجان الثقافي السنوي للجامعة الأمريكية بالقاهرة    «النواب» يتدخل لإنهاء أزمة المناهج غير الأخلاقية بالمدارس.. والحكومة تستجيب    "ضربها طلقتين في بيت أبوها".. قصة مقتل ممرضة على يد زوجها لطلبها الطلاق بعد الزفاف    صحة فاقوس: مقاومة يرقات الذباب واستمرار العلاج الاقتصادي بالشرقية    حسام موافي يحذر: نقص سكر الدم خطر على هذا العضو    عدد أيام إجازة شم النسيم 2024 .. «5 بالعطلة الأسبوعية»    خالد الجندي: الشيطان شغله يجعلك تيأس من رحمة الله    أمين الفتوي: لابد من تعامل الزوجة مع زوجها بحسن نية    بعد تحذيرات الأرصاد.. «الصحة» توجه 7 نصائح للتعامل مع التقلبات الجوية    إحالة 57 موظفا من المقصرين في عملهم للتحقيق بالشرقية    معامل مجمع الإسماعيلية الطبي تحصل على الاعتماد من المجلس الوطني للاعتماد إيجاك (EGAC)    أبرز أدعية شفاء المريض.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية 22 مومياء فى موكب التاريخ
نشر في صباح الخير يوم 07 - 04 - 2021

موكب المومياوات الذى سار فى شوارع القاهرة مساء السبت 3 إبريل يعتبر أهم حدث أثرى ثقافى فى القرن 21 وشاهدنا 22 ملكًا وملكة بينهم 18 ملكًا وأربع ملكات، وأنا سعيد الحظ أننى ترأست المشروع المصرى لدراسة المومياوات الملكية وقد كشفت عن مومياء الملكة حتشبسوت، بالإضافة إلى الكشف عن مقتل الملك رمسيس الثالث وسارت المومياوات فى شوارع القاهرة وقابلهم الرئيس عبدالفتاح السيسى داخل متحف الحضارة، وهى إشارة إلى أن الرئيس وحكومة مصر يهتمون بهذا التراث الذى يعتبر تراثًا عالميًا لتعرض المومياوات داخل متحف الحضارة بطريقة علمية، حيث تعرض المومياء وبجوارها التابوت وتماثيل الملك وكذلك نتائج الأشعة المقطعية والحمض النووى.
تعالوا بنا لنعرف المزيد من المعلومات عن الملوك الذين ساروا فى شوارع القاهرة.
الرئيس السيسى يستقبل المومياوات فى متحف الحضارة


مومياء الملك سقنن رع تاعا الثانى
عصر الانتقال الثانى، الأسرة السابعة عشرة
عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى تعد مومياء الملك (سقنن رع تاعا الثانى) واحدة من المومياوات الملكية الأكثر روعة على الإطلاق. كان الملك (سقنن رع) حاكمًا لطيبة - الأقصر حاليًّا - خلال أواخر عصر الانتقال الثانى، فى حين كان (الهكسوس) يحكمون شمال مصر لأكثر من قرن مضى، وكانوا يهددون أراضى طيبة ناحية الجنوب.
تؤكد المصادر التاريخية قيام الملك سقنن رع تاعا ببداية الحرب ضد هؤلاء الغزاة، والتى استمرت على يد ولديه (كاموس)و(أحمس الأول)، وقد تزوج الملك من أخته الزوجة الرئيسة (إياح حتب)، وأنجب ابنتين هما (أحمس نفرتارى) و(أحمس نبيتا)، بالإضافة إلى ولديه كاموس وأحمس.

الملك رمسيس الثانى - رمسيس الثالث

تُوفِّى الملك سقنن رع تاعا عن عمر يُناهز الأربعين عامًا. وتُظهِر جمجمته علامات جروح مروعة؛ تدل على موته شهيدًا؛ جراء المعارك ضد الهكسوس. ومن المرجح أن هذا الحاكم قد تم دفنه فى الأصل فى (ذراع أبو النجا) -الجانب الشمالى لجبانة طيبة- حيث دُفِن بها ملوك الأسرة السابعة عشرة، ثم تم نقل جسده فى النهاية إلى خبيئة، حيث عُثِر عليه هناك فى عام 1881م.
وتم العثور على مومياء الملك سقنن رع تاعا داخل تابوت ضخم من خشب الأرز -خشب باهظ الثمن مستورد من الشام- ذى شكل آدمى، على هيئة مومياء ملفوفة بدون أذرع ظاهرة، ويرتدى غطاء الرأس الملكى النمس، وعلى جبهته حية الكوبرا -فقدت رأسها الآن- بينما يتسلل جسمها فوق رأسه. ويظهر وجه التابوت مُبتسمًا مناقضًا لظروف وفاة الملك الدموية. لذلك يحتمل ألا يكون هذا تابوته الأصلى، حيث يبدو أنه صُنِع فى وقت لاحق قليلًا.
وتقترن إصابات الوجه المكتسبة فى القتال عادًة بكسور فى الساعدين، حيث إنها رد فعل طبيعى لحركة الذراعين لحماية الوجه، ومع ذلك كان ساعدا الملك سقنن رع تاعا غير مصابَتيْن إطلاقًا، وكانت يداه مشوهتين؛ بطريقة تشير إلى أنه تم ربطهما ببعض عند الرسغين خلف الجسم لبعض الوقت؛ وربما يشير هذا إلى أنه كان أسيرًا، وتم إعدامه من قبل خصومه الهكسوس.
تشير جميع الأدلة إلى أن عملية تحنيط الملك جاءت سريعة، وربما تمت بالقرب من المكان الذى لقى فيه مقتله العنيف؛ حيث قام المحنطون بإزالة الأحشاء، ووضع قطع الكتان والمواد الأخرى داخل تجويف الجسم، كما تُرك الدماغ داخل الجمجمة. ولم تكن هناك تمائم أو مجوهرات موضوعة على المومياء.
مومياء الملكة أحمس نفرتارى
ابنة سقنن رع تاعا الثانى وإياح حتب
عصر الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة
عثر عليها بخبيئة الدير البحرى بالكشف على تلك المومياء، تم التعرف عليها، واتضح أنها ابنة الملك (سقنن رع تاعا الثانى) من زوجته الملكة (إياح حتب)، وقد تزوجت الملكة أحمس نفرتارى من أخيها الملك أحمس الأول -أول ملوك الدولة الحديثة- حيث أنجب الزوجان الملكيان العديد من الأطفال، من بينهم الملك (أمنحتب الأول)؛ خليفته على عرش مصر.

تنظيم مبهر لاحتفال استثنائى

كانت الملكة أحمس نفرتارى ملكة قوية ومؤثرة خلال حياتها، حيث تم تصويرها على العديد من الآثار المعاصرة لها، بما فى ذلك لوحة قرابين شهيرة بالكرنك. وقد حملت عدة ألقاب منها «الزوجة الملكية العظيمة»، و«أم الملك»، و«سيدة مصر العليا والسفلى»، و«زوجة آمون العظيمة»، وهذا اللقب الأخير يضعها فى مرتبة عالية فى عقيدة معبود الدولة الأعظم (آمون).
حافظت الملكة على سلطتها فى عهد ابنها الملك (أمنحتب الأول)، كما ساعدت على إحداث تغيير إيجابى فى البلاد، بعد فترة الاضطراب خلال العصر الانتقال الثانى. وقد عمرت الملكة وتجاوزت عمر ابنها، حتى توفيت فى عهد الملك تحتمس الأول.
تم تكريم الأم والابن كزوجين مقدسين من قبل المصريين فى أوقات لاحقة، خاصة فى قرية دير المدينة -موطن الحرفيين المسئولين عن بناء المقابر الملكية- حيث كانا محور عبادة مخصصة، واعتبرا «الراعيان المقدسان» لجبانة طيبة.
مومياء الملك أمنحتب الأول
ابن أحمس الأول وأحمس نفرتارى
عصر الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة
عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى

ميريت آمون

تولى الملك (أمنحتب الأول) -ثانى ملوك الأسرة الثامنة عشرة- العرش وهو مازال طفلًا بعد وفاة العديد من الإخوة الأكبر سنًا، فحكم مصر بمساعدة والدته الملكة أحمس نفرتارى. يعتقد معظم العلماء أنه حكم لمدة عشرين عامًا تقريبًا، بينما يرجح آخرون أن مدة حكمه كانت ثلاثين عامًا.
قاد الملك أمنحتب الأول حملات فى النوبة وليبيا، كما بدأ أو أكمل عددًا من مشاريع البناء، بما فى ذلك معبد بالنوبة، ومقصورة رائعة للمعبود آمون فى الكرنك؛ مصنوعة بالكامل من المرمر المصري-وفقًا لنقوش السيرة الذاتية فى مقابر المسئولين المعاصرين له- حيث تم إحياء ذكراه كحاكم عظيم، وتم تقديسه بعد وفاته إلى جانب والدته طيلة قرون، وخاصة فى دير المدينة -قرية الحرفيين الذين بنوا المقابر الملكية فى وادى الملوك-.
ذُكرت مقبرة الملك أمنحتب الأول فى بردية (آبوت)، وبالرغم من ذلك فلايزال موقعها غير معروف حتى الآن، ويعتقد بعض العلماء أنها تقع فى منطقة (دراع أبو النجا)، بينما يرجح آخرون بأنها مقبرة صغيرة فى وادى الملوك. فى حين اقترح باحث بولندى -فى الآونة الأخيرة- أنها تقع فى منطقة الدير البحرى بالقرب من المعبد الجنائزى للملكة حتشبسوت.
مومياء الملكة حتشبسوت
ابنة تحتمس الأول وأحمس
عصر الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة

الملك سيتى الثانى رأس الملكة «تى»

تعتبر الملكة (حتشبسوت) من أهم السيدات النبيلات، حيث كانت ملكة قوية، ثم أصبحت ملكًا حاكمًا، وبفضل إنجازاتها المتعددة أصبحت واحدة من أشهر الشخصيات فى تاريخ مصر القديمة. كانت حتشبسوت ابنة الملك (تحتمس الأول) من زوجته الرئيسة الملكة (أحمس)، التى تنتمى إلى سلالة (أحمس) مؤسس الدولة الحديثة.
تزوجت حتشبسوت عندما كانت فتاة صغيرة من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثانى)، الذى جاء إلى العرش بعد وفاة والدهما الملك تحتمس الأول، وعندما توفى الملك تحتمس الثانى، ترك وراءه بنات وابنا من زوجته الثانوية (إيزيس) وهو (تحتمس الثالث)، الذى كان أصغر من أن يحكم بنفسه؛ فأصبحت حتشبسوت الوصية على عرش مصر، بل كانت هى الحاكم الفعلى للبلاد، ولها نفوذ فى كل شيء ما عدا الاسم الرسمى، حيث حكمت لعدة سنوات نيابة عن ابن زوجها.
منعت التقاليد فى مصر القديمة المرأة من أن تصبح ملكًا على البلاد، فقد كان دور الملك مقصورًا على الرجال فقط، ومع ذلك لا يمكن للملك أن يحكم بدون زوجة تقف إلى جانبه، حيث تتولى دور الملكة العظيمة، كتأكيد على رمزية التوازن فى الكون بين عنصرى الطبيعة؛ وهما الذكر والأنثى. ادعت حتشبسوت- باعتبارها ابنة ملك وزوجة آخر- أنها ذات دم ملكى نقى، وسرعان ما أعلنت نفسها ملكًا بالرغم من كونها امرأة! وقد كرست جدارًا كاملًا بأحد الأروقة فى معبدها الجنائزى فى الدير البحرى، تذكر فيه القصة الغامضة لولادتها المقدسة، حيث يظهر المعبود العظيم (آمون رع)، الذى زار والدتها أحمس فى الليل؛ لينجب منها حتشبسوت، وكان الهدف من ذلك هو التعبير عن شرعية بنوتها، وإثبات أن حكمها على مصر قد تم تحديده مسبقًا من قبل المعبودات المصرية.
مومياء الملك تحتمس الثالث من خبرو رع
ابن تحتمس الثانى وإيست الأولى
عصر الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة
عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى بدأ (تحتمس الثالث) عهده كملك بالاسم فقط؛ لكونه صغيرًا جدًا على الحكم عند وفاة والده، حينها لعبت زوجة أبيه حتشبسوت دور الوصى على العرش لعدة سنوات، ثم أعلنت نفسها ملكًا بشكل رسمى، مما أدى إلى انحسار دور تحتمس الثالث فى الحكم.

الفارس والعربة تمهيدا لخروج الموكب

أخذ الملك الشاب فى النمو على مدى عقدين، إلى أن أصبح واحدًا من الملوك المحاربين العظماء فى الدولة الحديثة-من المرجح أن حتشبسوت قد منحته قيادة جيوش مصر ضمن واجباته- حيث قام بعد وفاتها بسلسلة من الحملات العسكرية التى عززت موقف مصر، كواحدة من القوى العظمى فى العالم القديم. فتحت حكمه الأوحد، وصلت الإمبراطورية المصرية إلى أبعد مدى لها، من الفرات فى الشمال إلى الجندل الرابع للنيل فى الجنوب، ونجح فى تأكيد السيطرة المصرية فى بلاد الشام - سوريا وفلسطين المعاصرة- وتعتبر معركته الشهيرة فى (مجدو) -مدينة مهمة فى فلسطين القديمة- نموذجًا للتخطيط الاستراتيجى العسكرى.
كان الملك تحتمس الثالث صاحب إنجازات عدة؛ حيث حرص على ترك بصمته على إمبراطوريته الواسعة. فتحت قيادته، نفذت مصر سبع عشرة بعثة عسكرية كبرى على الأقل. كما ترك وراءه آثارًا لمشروعات بناء كبرى، من بينها صالة (آخ منو)، وهى صالة الاحتفالات فى معبد (آمون رع) ب (الكرنك)، حيث وضع قائمة للملوك، مُسجِّلًا بها أسماء أسلافه. وقد عُرِف عن الملك تحتمس الثالث اهتمامه بعالم الطبيعة، حيث أمر ببناء (حديقة نباتية) مزينة بالنباتات والحيوانات الغريبة التى رآها خلال حملاته الخارجية بالكرنك. لقد حكم تحتمس الثالث لمدة أربعة وخمسين عامًا -بما فيها عهده المشترك مع حتشبسوت- كانت فيها مصر مزدهرة وقوية.
مومياء الملك تحتمس الرابع من خبرو رع
ابن أمنحتب الثانى وتى عا
عصر الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة


الملك تحتمس الثالث - الملكة حتشبسوت

عثر عليها فى مقبرة أمنحتب الثانى تروى لنا (لوحة الحُلْم) التى أقامها الملك (تحتمس الرابع) بين أقدام أبى الهول بالجيزة، أن تحتمس الرابع عندما كان أميرًا صغيرًا، نام فى ظلال هذا التمثال الضخم، أثناء رحلة صيد فى الصحراء القريبة، فظهر له أبو الهول فى حلمه، وأمره بإزالة الرمال التى تغطى جسمه، مقابل أن يصبح الملك التالى على عرش البلاد. هذا الأثر يشير إلى أنه ربما لم يكن ولى العهد الشرعى، لكنه اغتصب العرش بطريقة أو بأخرى.
قام الملك تحتمس الرابع بحملة واحدة على بلاد النوبة، والتى ربما كانت حملة من الشرطة أكثر منها حملة عسكرية. ومن المعروف أنه أقام علاقات سلمية مع مملكة (ميتاني)-أعظم خصوم مصر فى الشمال الشرقي- وتزوج من أميرة ميتانى. يرجع الفضل إليه فى بناء ساحة أمامية كبيرة مسقوفة أمام الصرح الرابع فى الكرنك، كما بنى بها مقصورة صغيرة من المرمر المصرى.
دُفِن الملك تحتمس الرابع فى الأصل فى المقبرة، ولكن تم نقله إلى مقبرة الملك أمنحتب الثانى، فى وقت ما بعد السنة الثالثة عشرة من حكم الملك (سمندس).
مومياء الملك سيتى الأول من ماعت رع
ابن رمسيس الأول وسيت رع
عصر الدولة الحديثة، الأسرة التاسعة عشرة
عُثِر عليها فى مقبرة أمنحتب الثانى حكم الملك (سيتى الأول) ابن الملك (رمسيس الأول) - مؤسس الأسرة التاسعة عشرة- مصر لمدة واحد وعشرين عامًا على الأقل. حيث كان خلال الفترة السابقة على الحكم ضابطًا فى الجيش مثل والده، وبعد أن أصبح ملكًا قاد حملات مختلفة فى ليبيا والشام؛ لإعادة فرض السيطرة المصرية فى الخارج.
كان الملك سيتى الأول أول ملك مصرى يخوض معركة ضد (الحيثيين)-والتى كانت القوة العظمى الجديدة فى الشرق الأدنى- وتم تسجيل هذه الأنشطة والانتصارات العسكرية ببراعة شديدة فى معبد آمون بالكرنك.
أمر الملك سيتى الأول بتنفيذ العديد من مشاريع البناء الكبرى، سواء فى الكرنك أو أبيدوس، كما شيد معبدًا جنائزيًّا بالبر الغربى لطيبة. وفى عهده بدأ تصوير مشاهد المعارك على نطاق واسع على جدران المعابد المصرية، كطريقة للدعاية السياسية والإعلان عن قوة الملك. يرجع إلى عهد الملك أقدم خريطة جيولوجية فى العالم، وهى مسجلة على بردية - محفوظة حاليًّا فى (تورينو)- حيث تصور تلك البردية منطقة مناجم الذهب ب (بير أم فواخير) و(وادى الحمامات).
كانت زوجته الرئيسة هى الملكة (تويا) ابنة قائد عجلة حربية كبير يُدْعى (رايا)، وأنجب الزوجان ثلاثة أطفال، أحدهم هو الملك رمسيس الثانى (العظيم) خليفته فى الحكم.
تعد مقبرة الملك سيتى الأول فى وادى الملوك واحدة من أفضل وأجمل المقابر الملكية، حيث تحتفظ مناظر جدرانها بألوانها الزاهية، بما فى ذلك اللون الأزرق الداكن؛ تقليدًا لسماء الليل الذى ظهر على بعض الأسقف. عُثِر على ممر قديم غير مزين فى الجزء الخلفى من حجرة الدفن، يمتد لمسافة 173.5م، ولكن تم ترك العمل بالممر عندما مات الملك.
مومياء الملك رمسيس الثانى أوسر ماعت رع ستب إن رع
ابن سيتى الأول وتويا
عصر الدولة الحديثة، الأسرة التاسعة عشرة
عُثِر عليها فى خبيئة الدير البحرى يُعَدّ الملك (رمسيس الثانى) أشهر ملوك الدولة الحديثة، حيث خلف والده الملك (سيتى الأول)، وأصبح ملكًا فى سن ما بين الخامسة والعشرين والثلاثين من العمر. وتمتع بحكم طويل يصل لنحو سبعة وستين عامًا، كما ترك كمًّا مهولًا من الآثار والنقوش.

ساعات قبل بدء موكب العظمة

كان لدى الملك رمسيس الثانى العديد من الملكات، وأنجب حوالى مئة طفل، بينما كانت زوجته الرئيسة هى الملكة العظيمة (نفرتارى)، والتى بنى لها معبدًا بالقرب من معبده (أبى سمبل) بالنوبة. وتُعدّ مقبرتها فى وادى الملكات هى أجمل مقبرة بجبانة طيبة. ومن المرجح أن الملك رمسيس الثانى قد تزوج أيضًا من ابنته (ميريت آمون).
يعتبر الملك رمسيس الثانى من أعظم محاربى مصر، فقد سجل أحداث معركة (قادش) -التى دارت فى السنة الخامسة من حكمه ضد مملكة (الحيثيين)- على آثار متعددة. على الرغم من أن النتيجة الفعلية للمعركة كانت تكافؤ الكفتين، إلا أن الملك كان فخورًا للغاية بشجاعته الشخصية وبراعته العسكرية، متفاخرًا بأنه قد أنقذ مصر بمفرده من مصير الهزيمة الساحقة. وقد استمر فى مناوشات مع (الحيثيين) لسنوات عديدة، لكنه وقع فى النهاية على معاهدة سلام -الأولى فى التاريخ- مع ملكهم، وتزوج ابنته لإتمام التحالف الذى أقامه. وقد تم العثور على مقبرة السفير الذى سلم معاهدة السلام فى سقارة.
بنى الملك رمسيس الثانى معابد فى كل أنحاء مصر والنوبة، ومن أشهر مشاريعه الإنشائية معبد أبى سمبل والرامسيوم-المكرس لعبادته الجنائزية- وكذلك إضافاته فى معبد الأقصر، كما أسس عاصمة جديدة وهى (بر رمسيس) فى الدلتا. كما أقام العديد من التماثيل الخاصة به، واستولى على عدد كبير آخر من التماثيل التى كانت تخص ملوكًا سابقين.

..وحملة الكتان الملكى

تم دفن الملك رمسيس الثانى فى الأصل فى المقبرة، ولكن نُقِلت جثته إلى خبيئة الدير البحري؛ لحمايتها من النهب. تم إرسال المومياء فى أواخر القرن العشرين إلى متحف الإنسانMusée de l'Homme بباريس؛ لدراستها وترميمها، حيث كانت تعانى من حالة سيئة. ومن المثير أنه ضمن وثيقة سفره الرسمية أدرجت وظيفته أنه (ملك مُتوفَّى).
مومياء الملك مرنبتاح با إن رع مرى نترو
ابن رمسيس الثانى وإيست نفرت الأولى
عصر الدولة الحديثة، الأسرة التاسعة عشرة
عُثر عليها فى مقبرة أمنحتب الثانى كان الملك (مرنبتاح) الابن الثالث عشر للملك (رمسيس الثانى)، من زوجته الملكية الكبرى الثانية. ونتيجة لطول عهد والده؛ فقد اعتلى العرش فى سن كبيرة، وحكم لمدة أحد عشر عامًا فقط. كان الملك مرنبتاح ملكًا نشطًا، شارك فى عدد من الحملات العسكرية، حيث أوقف تحالفًا بين الليبيين وشعوب البحر، الذين هاجموا دلتا مصر فى عامه الخامس، كما أخمد تمردًا فى النوبة. وترجع لعهده واحدة من أهم القطع الأثرية وهى (لوحة النصر)، أو ما يعرف خطأً ب (لوحة إسرائيل)، والتى تحتوى على أول ذكر لإسرائيل. دُفِن الملك مرنبتاح فى المقبرة فى وادى الملوك، ولكن تم نقله فى مرحلة ما إلى مقبرة الملك أمنحتب الثانى مومياء الملك رمسيس الثالث أوسر ماعت رع مرى آمون

متحف الحضارة الطريق الأخير للمومياوات الملكية

ابن ست نخت وتى ميرنى ست
عصر الدولة الحديثة، الأسرة العشرون
عُثر عليها فى خبيئة الدير البحرى بعد وفاة الملك (سابتاح) والملكة (تاوسرت) آخر حكام الأسرة التاسعة عشرة، انتقل عرش مصر إلى ملك يُدعى (ست نخت) الذى كانت أصوله غامضة، وإن كان على علاقة بالدم الملكى للرعامسة. حكم الملك ست نخت لبضع سنوات فقط، ثم خلفه ابنه الملك (رمسيس الثالث)، والذى يُعتبر آخر (الملوك المحاربين) العظماء فى الدولة الحديثة.
خاض الملك (رمسيس الثالث) -على مدار حكم دام اثنين وثلاثين عامًا- عددًا من المعارك البارزة، حيث عُرف عنه مهارته الكبيرة فى فنون الحرب. وتميز العقد الأول من حكمه بمعارك ضد الليبيين وشعوب البحر، الذين احتشدوا عند مصر؛ نتيجة قلاقل واضطرابات سكانية بمنطقة البحر المتوسط. أمضى الملك رمسيس الثالث سنواته الأولى منشغلًا بإرساء الوضع السياسى الداخلى فى مصر، فى أعقاب الارتباك السياسى الذى حدث فى العهود السابقة، وبنى معبده الجنائزى الكبير فى مدينة (هابو)، حيث سجل على صروحه انتصاراته العسكرية. وتكشف برديات هذا العهد عن صعوبة الوضع الاقتصادي؛ الذى تفاقم بسبب نفقات حروب الملك ضد الغزاة. فتشير إحدى البرديات إلى أن أول إضراب عُمالى مسجل، قام به الحرفيون الملكيون فى منطقة (دير المدينة)؛ بسبب حرمانهم من أجورهم.

العربات الملكية تخرج من متحف التحرير

على الرغم من الانتصارات والإنجازات العظيمة التى حققها الملك رمسيس الثالث، فقد وقع ضحية لمؤامرة دبرتها زوجته الثانوية (تي)؛ من أجل تنصيب ابنها (بينتاؤور) على العرش. فتخبرنا العديد من البرديات عن هذه المؤامرة التى عرفت باسم (مؤامرة الحريم)، والتى شارك فيها العديد من الضباط، وأفراد من بلاط الحريم الملكى ومسؤولو المحكمة العليا. ليس من الواضح من البرديات التى سجلت محاكمات المتآمرين إن كانت المؤامرة نجحت أم لا.

الأضواء والإبهار فى ميدان التحرير


لكن أظهرت صور الأشعة المقطعية التى أجراها مشروع المومياوات المصرى بوضوح، أن حَلْق الملك قد تم قطعه من الخلف. كما أكد تحليل الحمض النووى أن الرجل المجهول E (المومياء الصارخة الموجودة أيضًا فى خبيئة الدير البحري)، كان ابن الملك رمسيس الثالث، والذى يمكن أن يكون هو نفسه الأمير بينتاؤور.

وجه رمسيس السادس - تمثال تحتمس الأول

دُفِن الملك فى البداية فى المقبرة ، وهى فى الأصل مقبرة والده الملك (ست نخت) المهجورة، والذى تم استعادة موميائه من قِبَل الكهنة فى وقت لاحق، وانتهى به المطاف فى النهاية إلى خبيئة الدير البحرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.