سياسيّا، بدأت الثمانينيات باغتيال الرئيس «السادات» على يد إرهابيى التنظيمات الدينية المتطرفة، ويتقلد «حسنى مبارك» الحُكم الذى استمر فيه 30 عامًا. أراد «مبارك» الخروجَ من الأزمة الاقتصادية التى عاشتها مصرُ، نتيجة للحرب الطويلة وما تلاها من سياسات الانفتاح، فنظم مؤتمرًا اقتصاديّا فى 1982، أوصَى بتنفيذ خطط خمسية للتنمية، نَفذ منها بالفعل خطتين (1982-1987، و1987-1992). مهدت الخطتان الطريقَ لبنية تحتية واسعة، ساهمت فى تنشيط السياحة لتصبح أحد المصادر الرئيسية للدخل، إلى جانب البترول وقناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج. توسعت العاصمة وظهرت أحياء ضخمة مثل مدينة نصر و6أكتوبر، ومدن صناعية مثل العاشر من رمضان، وافتتح الخط الأول من مترو أنفاق القاهرة (1987) وازدحمت العاصمة بالسيارات بعد افتتاح عدة مصانع لتجميعها مع سياسة التقسيط المريح. ومع ذلك، توقفت تعيينات الخريجين فى الحكومة (1984)، فاتجه ملايين الشباب للقطاع الخاص، ما فتح بابًا لتوسُّع اقتصادى كبير، شمل المدارس والمستشفيات والعيادات ودُور النشر والمصانع والمنتجعات. فى المقابل لم يتطور القطاع العام وتعثرت شركاته فنيّا وماديّا، وارتفعت نبرة «الخصخصة» مع مجىء حكومة عاطف صدقى، ولم يتوقف الجدل حول خطواتها حتى الآن. جاءت الثمانينيات بأفكار بتقاليد وإبداعات وابتداعات جديدة، أثرت فى صورة مصر اقتصاديّا وثقافيّا واجتماعيّا حتى اليوم.