تحظى مصر بمصداقية دولية.. فهى الدولة التى تسعى دوماً وتتعاون لترسيخ السلام الدولى باعتباره الأساس للأمن والاستقرار وللدفع لتعاون دولى نافع لشعوبنا.. وتجسد حالة كورونا المشهد الدولى فبينما تتعاون مصر وغيرها من الدول لتبادل المساعدات والأبحاث والدراسات لمواجه الوباء ، يقف على طرف نقيض رؤساء آخرون-وهم قلة- يعملون على تأزيم الموقف الدولى واستثمار هذه الوضعية لتحقيق الطموحات فى سراب العظمة والأمجاد إحياء لوهم عنصرى يعيشونه فى اللحظة ثم تدوسهم أقدام شعوبهم بعد ذلك ..وقدر مصر أن تتعرض دوماً لمحاولات ضغوط من أشباه الزعامات التى تحظى فى بعض الأحيان بصمت دول كبرى إن لم يكن بدعم بعضها، باعتبار أن تحجيم مصر هو خط استراتيجى مستقر لدى الولاياتالمتحدة بالأساس باعتباره محققاً لأهدافها فى منطقتنا..فنرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يقدر أن الظرف الدولى والإقليمى والداخل الفلسطينى موات يساعده فى تحقيق التوسعات الإسرائيلية بما يكسبه شعبية داخلية إزاء وضعيته السياسية المهتزة، ويتفق مع أهداف حماس فتتجذر وضعيتها بتداعيات تلك السلبية على أمن سيناء. وينضم رئيس الوزراء الإثيوبى المتطلع لعمل «بطولي» يحقق له شعبية وسنداً داخلياً حتى يصبح الرئيس القومى لإثيوبيا.. فيتمادى ويدخل شعبه فى معارك وهمية وينضم له رئيس أركان جيشه بحديث أجوف عن استعداده لمعارك«وهمية» ويعلم قبل غيره أنه لا يقدر عليها ولا اقتصاد بلده يتحملها...وينضم إردوغان بسفينته المعطوبة للزمرة فهو الذى خلّق الانقلاب فى بلاده لينهى أى معارضة موجودة أو محتملة، وخرج لمغامرات خارجية سعياً لتصفية خصومه فى الخارج.. وحتى بعد أن وأد عناصر فى الجيش والشرطة والحزب فهو ما زال لا يشعر بالأمان ويعيش القلق وبالضرورة يظل الخارج ملعبه خاصة وما تتيحه أزمة كورونا من فراغ لخفافيش الظلام لتتحرك وتحقق مكاسب.. ويأمل تحقيق نجاحات سريعة تدعمه حتى على حساب المتعارف عليه من مبادئ حسن الجوار والمصالح المتبادلة.. إلخ فيبتز الجميع بدءًَا من حلفائه الأوروبيين وهو المتطلع ليكون بينهم فى اتحادهم، فيفتح باب هجمة هجرة غير محسوبة لدولهم بالتوازى مع مداعبة روسيا والحصول على الطائرات المتطورة والتى قد تفتح ثغرة فى مجالات تكنولوجيا الدفاع لحلف الأطلسى وهو العضو فيه.. ويستغل وضعيته هذه باحتلال أراضٍ فى سوريا وقد يكون مثلها فى العراق بحجة تأمين المجال الحيوى التركى من الإرهاب الكردي..إلخ وفى ذات الوقت يقوم بعمل منظم للسيطرة على شرق المتوسط سعياً لموارد طاقة فى أشد الاحتجاج لها.. وتكون ليبيا، هى العنصر اللازم لذلك فترسيم الحدود البحرية معها خطوة لذلك ثم احتلال أراض فى شرقها وغربها حيث منابع الطاقة غاز/ بترول تحقق له السيطرة بمنافع لبلاده وباعتباره العنصر اللازم لضمان تدفقات هذه الطاقة للدول الأوروبية.. إلخ.. وتتدفق معه الميليشيات لهذه المناطق. وهو ما يجب أخذه بالاهتمام باعتبار التهديد الأمنى لحدودنا الغربية حيث الإمكانات المتاحة لنشر الإرهاب فيها، خاصة من منطقة واحة جغبوب والتى ظلت معقلاً للعناصر المتشددة لوضعيتها الدينية والجغرافية والتى تتيح سيطرة على حقول النفط والغاز فى المنطقة فضلاً عن ترابطها جغرافياً وتاريخياً بواحة سيوة بما يجعل الحفاظ على جغبوب ضرورة أمنية لمصر..ودون الدخول فى جدل تاريخى وقانونى أدى إلى أن مصر عطلت ممارسة سيادتها على هذه الواحة وهى المصرية ومن تراب مصر.. فقد آن الأوان إزاء التطورات المتلاحقة أن نقوم بواجبنا بكنس هذه المنطقة تماماً وفرض وجودنا المادى وممارسة سيادتنا الكاملة فيها، والتاريخ والوثائق والخرائط والقانون سند. .فإذا كنا نتحدث عن حق الحياة للمواطن المصرى بمنع حجب مياه النيل عنه، فإن حق الحياة أيضاً يوجب حماية المواطن من الإرهاب الموجود والقادم لنا من الشرق الليبى.وتكون جغبوب المصرية الحل. .فتكون أرضاً لترسيخ سلام واستقرار منطلقاً لتعاون مصرى/ ليبى وللتبادل الحر للمنافع، مجسداً نموذجاً يحتذى به للجوار وألا تكون مركزا دعويا مروجا للتطرف.