نتابع انتقاد بعض وسائل الإعلام لرئيس تركيا تأسيسًا على ما يتخذه من مواقف تثير علامات استفهام كثيرة، فضلًا عن سلوكيات تعكس عدم قدرة على تسيير وتحديث دولة كانت لها وضعية مهمة وعلاقات إقليمية ودولية متميزة .. وفى التقدير، فالحُكم الحالى فى هذه الدولة هو نتاج طبيعى ل«الإخوان المسلمون» الإرهابية وأيديولوجياتهم، الذين قدروا ضرورة الاستيلاء على الحُكم فى أنقرة وفرض سيطرتهم التامة كقاعدة انطلاق، تحقيقًا لأهدافهم فى المنطقة، وفرضًا لوضعية خاصة تجاه الغير للتعامل معهم من هذا المنظور .. فتم بداية تخليق عملية الانقلاب للتصفية وللتخلص من جميع القيادات والعناصر المؤثرة - مدنيين وعسكريين، التى قد تشكل خطورة على حركة الإخوان ومناهضتها.... إلخ . وما تم فى أنقرة، هو إجراء متداول ونابع من قاموس عمل الإخوان باستخدام كل الأساليب للسيطرة على الحُكم: اغتيالات... تفجيرات وفوضى ... إلخ. حيث رأينا سيناريو.. مشابهًا لما حدث فى مصر لتولى الحُكم فيها .. فيصبح إردوغان، ومرسى وجهَى عُملة واحدة. وتابعنا إخفاقات الحُكم فى تركيا، الذى يرتكز على قاعدة الإسلام السياسى، فيندفع ليكون السَّنَد الطبيعى بالضرورة لكل الحركات والكيانات الإرهابية يدعمها ويرعاها... وفى الوقت ذاته يحاول استثمارها والإتجار بها لدى الغير لتحقيق منافع تعود على ناسه بالخير ... فمن عمليات ابتزاز للأوروبيين بتأكيد قدراته على فتح أبواب جحيم هجرة غير مشروعة، تغزو دولها وتكون غطاءً لتسلل الجماعات الإرهابية فيها، إلى تأكيد دور محورى يدعم حكومة الإخوان فى ليبيا ويعتبر ذلك ذخيرة لأزمة له للانضمام للاتحاد الأوروبى، وفى الوقت ذاته يمارس الأسلوب ذاته فى حلف الأطلسى فيستعين بتسليح روسى متطور إبرازًا لدوره وباعتباره الحليف القوى الذى لا غِنَى عنه.. وعلى هذا يقدر الإخوان هناك أنهم امتلكوا وسائل تأثير تتيح لهم تنفيذ مخططاتهم فى المنطقة.. وما فشلوا فيه فى مصر يجعلهم فى تركيا أكثر تشبثًا وشراسة لمحاولات الاستحواذ على مقدرات بعض من دولنا، مستندين فى ذلك على الدعم المطلق لمن يشاركهم النهج نفسه، فضلًا عن التوافق الضمنى لقوى إقليمية ودولية بأن تظل المنطقة تحت ضغط مستمر، ومصر بالأساس.. وعلينا أن نكافح هنا لتحقيق تقدُّم وتنمية مأمولة لشعبنا، الذى يتزايد بمتوالية هندسية يصعب معها لأى معدلات تنمية الوفاء باحتياجاته، وحيث يتزايد صياح الإسلام السياسى والمتأسلمين من كل المنابر المتاحة - وهى بالآلاف- بتحريم تنظيم النسل والدفع لزيادة المواليد، بمقولات سَلفية عديدة.. فنكون بذلك وبتحفيز الإسلام السياسى قد سقطنا فى فخ الإضرابات كخطوة رئيسية للسيطرة على مصر.. باعتباره الهدف الأسمَى ل«الإخوان» الإرهابية؛ ليتمكنوا من منطقتنا. إلّا أنه على مرسى أنقرة أن يتذكر الدرس.. بأن التغيير آتٍ لا ريب فيه؛ خصوصًا وهو يهدر مقدرات شعب له تاريخ وحضارة فى عشوائية سياسية يحكمها ضيق أفق ويخيم عليها جهالة.