كتب: جمال عبدالحميد أطلق الأفارقة أسماء وألقاب غريبة وعجيبة على منتخبات بلادهم شملت الحيوانات والطيور بجميع أنواعها سواء كانت المحبوبة منها إلى الناس أوغير ذلك من الأسماء الأخرى التى لها علاقة تاريخية بالثقافات الشعبية والمواريث القديمة لدى تلك الشعوب، فمن الأفيال والأسود مرورًا بالفهود والنموروصولاً إلى الفراعنة والملوك، وهذه هى حكاية المنتخبات الأفريقية المشاركة فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 مع الألقاب والأسماء المثيرة التى تشتهر بها. المجموعة الأولى: مصر - الفراعنة بخلاف معظم المنتخبات الأفريقية التى وقع اختيارها على الحيوانات لتكون لقبًا لهم اختار المصريون أن يلقبوا منتخب بلادهم بتسمية قديمة وهى (الفراعنة) نسبة إلى الحضارة الفرعونية، وهو لقب يعكس اعتزاز الشعب المصرى بحضارته الخالدة الضاربة فى عمق التاريخ؛ وهم فى ذلك يحبون أن يظهروا بأنهم أصحاب حضارة فرعونية لا تقبل سوى بالريادة فى كل شىء بما فى ذلك كرة القدم، ويحمل شعار المنتخب المصرى والبلاد صورة النسر الذهبى، وقد تحفظ البعض على لقب الفراعنة، إذ يرى هؤلاء أن مصر مرت بمراحل طويلة ومتعددة من الحضارات ويمكن اختيار اسم مناسب لوضعها الحالى يوضح حالتها الإسلامية والعربية التى تعطيها دائمًا القيادة. الكونغو الديمقراطية - الفهود فى بعض الأساطير الأفريقية يعتبر الفهد هو ملك الغابة لما يتمتع به من كفاءة وسرعة وقوة، وكان الفهد فى تاريخ الكونغو هو الوحش الملكى، ويرمز للقوة والشجاعة والاعتزاز، ويلقب منتخب الكونغو بالفهود لتشجيع اللاعبين على إظهار سمات وقدرات الفهد فى ميدان اللعب للتغلب على المنافس مهما كانت قوته أو مهارته، وبين الفهود والأسود صارخلاف كبير فى الكونغو الديمقراطية حول اللقب الذى يحمله منتخب الدولة، فحين كان اسم الدولة زائير، كان لقب منتخبها هو (الفهود) نسبة لرمز الدولة، ومع الوقت تغير اسم البلاد إلى الكونغو الديمقراطية، ومعه تغير اسم شهرة المنتخب إلى ( سيمبا ) أو الأسد، لكن المطالبة الشعبية باستعادة الاسم القديم أعاد لقب الفهود مجددًا. أوغندا - الكركى أو الرافعات الكركى أو الرافعات، وهو مستمد من الطائر المتواجد على علم أوغندا والذى يرمز للنعمة والسكينة، وتم اختيار الكركى بسبب أناقة شكله الخارجى ولأنه يعتبر من أجمل أنواع الطيور فى أوغندا، والذى أصبح محط اهتمام كبير فى السنوات الماضية؛ لأنه مهدد بالانقراض وتم اختصار اللقب إلى الرافعات فقط، ويطلق أيضًا لقب الأوناش على المنتخب الأوغندى نسبة إلى القوة الجسمانية الكبيرة التى يتمتع بها الشعب الأوغندى. زيمبابوى - المحاربون وتقول الأسطورة فى زيمبابوى أنه فى العصور الوسطى كان هناك أمير يدعى موتوتا ذهب من أجل البحث عن مصدر جديد للملح؛ لأن الملح كان يتم مقايضته بالذهب مع ممالك الجنوب، وحارب قبائل كانت تشتهر باصطياد الأفيال، وقاتل من أجل الملح فى سبيل إنقاذ شعبه من المجاعة لهذا تم إطلاق لقب المحاربين على منتخب زبمبابوى. المجموعة الثانية: نيجيريا - النسور الخضر النسور الخضر، ومصدر التسمية هو النسر الملكى المصورعلى شعار البلاد والذى يتوسط حصانين أبيضين ويتسم أداء الفريق النيجيرى بسمات النسر وهى القوة والسرعة والدقة، بالإضافة إلى أن نجوم نيجيريا دائما يتصفون باللعب المهارى وبالرشاقة فى الأداء والقوة والاندفاع البدنى. غينيا - الفيل الوطنى اسم الشهرة الحرفى لمنتخب غينيا هو (سيلى ناسيونال)، وهو مصطلح مأخوذ من لغة شعبية تسمى (سوسو) تتحدث بها قبائل السوسو، ويعد الفيل فى عرف هذه القبائل رمز البلاد وسبب قوتها ووحدتها، ولهذا أطلق على المنتخب الغينى لقب (الفيل الوطنى). مدغشقر- الجاموس مدغشقرهى جزيرة أفريقية تقع فى قلب المحيط الهندى قبالة الساحل الجنوبى الشرقى لأفريقيا وهى من الجزر العجيبة والفريدة والتى تختلف عن أى مكان آخر موجود على سطح الأرض، حيث تجمع بين الطبيعة الجبلية والغابات المطيرة والمساحات الصحراوية الشاسعة، بالإضافة إلى أن البلاد تمتلئ بالحيوانات بشكل غريب ومثير، لهذا تم إطلاق لقب ( باريا) وهو أحد أنواع من الجاموس المنتشر فى طول البلاد وعرضها على منتخب مدغشقر الذى نجح لأول مرة فى تاريخة للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية. بوروندى - السنونو والذى يُشارك لأول مرة فى تاريخه فى كاس الأمم الأفريقية بلقب (السنونو) أو طائر الخطاف وهى فصيلة من الطيور المهاجرة التى تشبه العصافيرتتراوح أطوالها من 18 إلى 20 سم، تبنى طيور السنونو أعشاشها فى السقوف العالية للأبنية القديمة. المجموعة الثالثة: السنغال - أسود التيرانجا يلقب ب(أسود التيرانجا) بعدما ظل فى السبعينيات يحمل لقب الأسود فقط، ثم اتخذ لقب التيرانجا ليفصل نفسه عن المنتخبات الأخرى التى تلقب بالأسود، مثل الكاميرون والمغرب، ويعتبر الأسد شعارًا وطنيًا للسنغال وتاريخيًا كان يرمز لقوة الملوك، وخلال الاستعمار الفرنسى كان يُعبر عن وحدة الشعب السنغالى، أما كلمة تيرانجا فتعنى المساعدة، وهى كلمة تدل على كرم الضيافة، وتعبر عن هوية الشعب السنغالى، وهى مصدر فخر لهم ويوجد شعار الأسد فى قمصان المنتخب السنغالى وفى شعار البلاد ككل، إذ يحوى أسدًا يماثل صور الأسود الموجودة لدى أعرق المنتخبات والأندية الأوروبية، بالإضافة إلى صورة شجرة وثلاث كلمات هى شعب.. هدف.. عقيدة. الجزائر - الفنك اختار المنتخب الجزائرى لقب الفنك أو ثعلب الصحراء وهو حيوان من صنف الكلبيات والذى يعتبر من الحيوانات المشهورة بالجزائر، حيث ينتشر بكثرة فى الصحراء الجزائرية وقد وضع ضمن قائمة أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض والفنك هو رمز تاريخى يُعبر عن ثقافة المجتمع الجزائرى المعروف بصلابته وتماسكه فى المحن والأزمات، وقد تم اختيار الفنك شعارًا لمنتخب الجزائر لوجود خصائص معينة يتصف بها هذا الحيوان تم إسقاطها على أداء المنتخب الجزائرى. كينيا - نجوم هارامبى (نجوم هارامبى) تعنى حرفيًا (الكل يجتمع) فى اللغة السواحيلية الكينية وهو تقليد كينى تبناه (جومو كينياتا) أول رئيس وزراء، ثم أول رئيس لكينيا كمفهوم لضم البلاد سويًا لبناء دولة جديدة بعد استقلال كينيا عام 1963، حيث شجع المجتمعات المحلية على العمل سويًا لجمع الأموال لجميع أنواع المشاريع المحلية. تنزانيا - ملوك الطوائف بعد غياب 39 عامًا عن الظهور فى العرس الأفريقى الكبير تأهل منتخب تنزانيا إلى المشاركة فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية الثانية والثلاثين بعدما احتل المركز الثانى فى المجموعة الثانية عشرة برصيد 8 نقاط خلف أوغندا المتصدر ب13 نقطة ويُلقب المنتخب التنزانى باسم (ملوك الطوائف) وهو اسم يعود لفترة حكم المسلمين لشبه جزيرة أيبيريا (الأندلس). نواصل الأسبوع المقبل