مثل كثير من العالمات المصريات، حياتها مليئة بالاجتهاد والتفوق والتميز إلى أن وصلت لمرحلة الجامعة والتحقت بكلية الطب فى جامعة المنصورة فازدادت اجتهاداً وشغفاً بالعلم الذى لا حدود له. فالعلم كما تصفه فرحة الشناوى بحر ملىء بالأسرار كلما ظننت أنك حفظته عن ظهر قلب فوجئت بكل ما هو جديد. بعد تخرجها قررت الطبيبة الشابة أن تتخصص فى أمراض المناعة وفصائل الأنسجة، وبالفعل استكملت دراستها العليا فى هذا التخصص تحديداً باعتباره من العلوم الحديثة فى هذا الوقت، وهناك تقدم كبير فى هذا التخصص فى العالم، وتُنشر أبحاثه بشكل دورى،فرغبت الشناوى أن تكون ركناً من أركان هذا التخصص فى مصر. لعلمها وذكائها كان اسم فرحة الشناوى متصدراً قائمة المنحة الدراسية لفرنسا، وبالفعل سافرت لمدة 9 أشهر فى منحة دراسة بمستشفى سان لورى بباريس، وتتلمذت على يد دكتور جون دوسيه الحاصل على جائزة نوبل فى الطب لاكتشافة فصائل الأنسجة التى لها دور مهم فى زراعة الأعضاء ووظائف الجهاز المناعى. لتعود الشناوى لمصر محملة بهذا العلم، لتكون أول امرأة تنشئ معملا فى هذا التخصص، وبدأت فى تكوين مجموعات علمية من التلاميذ المتفوقين الذين أصبحوا الآن أساتذة مشهورين فى جميع أنحاء العالم. أحلام فرحة الشناوى لتقدم الطب فى مصر لم تتوقف عند هذا الحد، ففكرت مع زملائها فى طب المنصورة دعوة الدكتور الفرنسى الذى تتلمذت على يده لمصر، لأجراء عمليات زراعة كبد وتعلم الفريق الطبى المصرى هذا النوع من العمليات الذى أصبح لا غنى عنه فى عصرنا الحالى، وبالفعل قد كان. الأمل فى الحبل السرى أحدث أحلامها التى تحققت فى السنوات القليلة الماضية كان إنشاء مركز أبحاث وبنك الخلايا الجذعية من الحبل السرى بجامعة المنصورة، الذى اعتبرته الشناوى واحداً من أهم الآمال التى يسعى إليها مرضى السرطان، حيث يتم استخلاص الخلايا الجذعية وحفظها من الحبل السرى، لكى يستخدمها الإنسان فى حالة تعرضه للمرض اللعين وضرورة قيامه بعمليه زرع النخاع. خلال هذه الفترة لم تقتصر حياة الشناوى على الدراسات والأبحاث العلمية فقط، بل تقلدت العديد من المناصب الهامة أبرزها توليها منصب عمادة طب المنصورة، وكانت أول امرأة تتولى هذا المنصب حينها، وتولت فى فترة أخرى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا، وأخيرا شغلت وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحوث. مشوارها العلمى والمهنى المتميز جعل اسم فرحة عبدالعزيز مأمون الشناوى مرشحاً لعدد من الجوائز العالمية، وحصلت على جائزة الدولة التشجيعية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجائزة الحكومة الفرنسية فيربس جو فانيل من الرئيس الفرنسى جاك شيراك، وجائزة دولة فرنسا بوسام ضابط عظيم من الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند. أما عن حياتها الشخصية، فتؤكد أن الفضل الأول والأخير لما وصلت إليه كان لأمها، لأنها من اكتشفت تفوقها الدراسى وشجعتها على استكمال مسيرتها التعليمية، ولم تنس أيضاً زوجها الذى كان دائما مشجعاً أساسياً لها. «مقدرش أقول إنى ست بيت متميزة، لكنى رغم كل الضغوط اللى كنت بتعرض لها فى العمل قدرت أربى أولادى كويس وأوصل بيهم لبر الأمان». •