الحديث عن الأكل بلا شك ممتع ولذيذ وفاتح للشهية. إلا أنه بالتأكيد لا يتساوى مع متعة تناول هذا الأكل أو التهامه والتلذذ به بتمهل وتروٍ ومزاج.. إنه مزاج المذاق المتجدد، ومتعة الاندماج التام مع الطعم والرائحة وأيضًا بالصحبة المشاركة فى هذا الاحتفال والاحتفاء بمائدة الطعام وما عليها من أكلات شهية تفتح النفس.. وبالتالى تزيدنا فى الغالب إقبالًا على الحياة ودنيانا. لقد اعتادت الصحف الأمريكية الكبرى والصغرى معًا أن تقدم لقارئاتها وقرائها ملحقًا أسبوعيّا كل يوم أربعاء تحديدًا مخصص للأكلات والمشروبات والطبخ وثقافة التذوق والاستمتاع بما لذ وطاب وبكل ما يدخل فى إطار عوالم بالهنا والشفا. لم تعد صفحات الأكل (غالبًا 8 صفحات) مجرد وصفات وطريقة طبخ وتقديم الأكلات بقدر ما تتضمن ثقافة تلك الأكلات وتفاصيل الاستمتاع بها والتلذذ بمعرفة مكوناتها ومدلولاتها الغذائية والصحية وكيف أنها أحيانًا بعد أن ولدت وترعرعت فى مكان ما جغرافيًا انتقلت واندمجت مع أكلات مكان آخر ومختلف فتشكلت بشكل جديد، وطعم ألذ أكلات بلا حدود.طبق الطعام بما تحويه وتتضمنه مع مرور السنين وتواصل الشعوب والشيفات والوصفات والمطابخ صار بوتقة لأكلات الشعوب ومذاقها ومزاجها وثقافتها الشعبية. كما أن صفحات هذه الملاحق الأسبوعية شكلًا ومضمونًَا تقدم ما يخطف العين ويبهره من فنون الأكلات والمشروبات بألوانها المتعددة والمتنوعة. ويجب أن أذكر هنا أن هذه الوجبة الصحفية الدسمة لا تقتصر فقط على المكتوب والمنشور فى الصحافة الورقية بل نجدها بالوسائط الأخرى بالفيديو وأخواتها فى الطبعات أو المواقع الإلكترونية لهذه الصحف تنشر بالصوت والصورة ما يبدو شهيًا ولذيذًا..وما يعد مثيرًَا للاهتمام وإضافة للمعرفة الإنسانية. كم تغيرت الأكلات فى السنوات الأخيرة.. نجد أشكالًا ومضامين جديدة (إذا جاز التعبير) للسلطات والسندويتشات والهامبورجر ومفاهيم الوجبات السريعة والأكلات النباتية وبالطبع أنواع الشوربة. كما تنوعت بشكل عام فكرة المشويات والعصائر والآيس كريم والزبادى وأيضًا العيش (الخبز) بكافة أنواعه. إن قراءة بعض العناوين فى هذه الملاحق تكشف لنا عن عوالم عديدة من المثير والممتع والشهى.. عن وصفات أكل بسيطة وسهلة ومفيدة يمكن إعدادها فى نصف ساعة وعن ظاهرة انتشار القرنبيط بجميع طرق طهيه فى المشهد الأمريكى. وماذا يعنى إضافة السماق أو حبات الرمان للأكل . وأيضًا عن الأكلات المتوسطية والشرق الأوسطية التى صارت تحتل مكانًا متميزًا فى دائرة اهتمام ذواقى الأكل فى مغامراتهم المذاقية. ودائمًا نرى اهتمامًا مكثفًا ومتجددًا لأكلات الشعوب من جميع بقاع العالم وأماكن تقديمها وإمكانية تناولها محليًا. ولا شك أن الحلويات تجد دائمًا المغامر المتذوق للأحلى أينما كان. أن المادة المقدمة أو الوجبة الصحفية فى هذه الملاحق كما جرت العادة مكتوبة بنفس وفيها نفس مثل الطبيخ تمامًا ولذلك تقبل عليها وتلتهمها بعيونك وقد تدفعك هذه الكلمات للذهاب إلى المطبخ وإعداد ما قرأته لتتناوله وتتلذذ به. وتجد على صفحات ملحق الأكل تلاقى وتواصل وتشابك خبرات وتجارب طهاة وطاهيات محليين وعالميين مشهورين ومغمورين يجمعهم عشق الطبخ والطبيخ والمطبخ وهات أحلى ما عندك.. بما أن الوجبات خصوصًا التى تقدم كعشاء تصاحبها المشروبات الروحية فى أغلب الأحوال فإن الحديث عن الخيارات من النبيذ بجميع التفاصيل الدقيقة يحتل مساحة من ملحق الأكلات ونقرأ من خلال اختيارات الخبراء ما يمكن تسميته القدرة على اختيار النبيذ الذى يتوافق مع الوجبة المقدمة.. خصوصًا فى موسم الأعياد والأسابيع القليلة التى تسبق الكريسماس ورأس السنة.. الحديث عن الأكل ضرورة.. خصوصًا إذا كانت شهيتنا مفتوحة وراغبة فى المغامرة والمعرفة والاستمتاع. ومثلما هو الحال فى أى مجال فإن هذا الحديث لا يعنى أبدًا شوية صور ملونة وثرثرة وأى حاجة وتسد. هكذا يجب أن يكون.. لذيذًا وشهيًا وصحيًا ويفتح نفسنا للمزيد من تفاصيل حياتنا