بعيدًا عن التحليلات الفنية لمباريات منتخبنا الوطنى فى مونديال روسيا8102، وأيضًا دون التطرق للخطط الفنية التى وضعها الأرجنتينى هيكتور كوبر لخوض غمار البطولة، فإنه تبقى حقيقة أساسية نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» وأعاد موقع «بيزنس إنسايدر» نشرها مستخدمًا الرسوم التوضيحية وخريطة تفصيلية لروسيا، باعتبارها إحدى أكبر الدول من حيث المساحة على هذا الكوكب. مما يجعل السفر بين المدن المستضيفة للمباريات أكثر صعوبة مقارنة بكؤوس العالم الماضية.. ووفقًا لمباريات البطولة - التى تقام فى 12 ملعبًا موزعة على 11 مدينة - فقد حدد «أندرو بيتون» محرر صحيفة «وول ستريت جورنال»، إجمالى المسافة التى قطعها كل فريق فى البطولة على أساس مكان معسكرهم الأساسى، بالنسبة لأماكن إقامة مبارياتهم الثلاث فى مرحلة المجموعات..وكما هو واضح من الجدول المرفق، فإن جدول مباريات مصر هو الأكثر قسوة من أى فريق آخر فى البطولة، حيث تم اختيار مكان معسكر الفريق فى أقصى الجنوب بمدينة جروزنى عاصمة الشيشان، مما يستلزم القيام برحلات ذهابًا وإيابًا إلى الملاعب الواقعة فى أقصى الشمال والشرق فى أول مباراتين (أورجواى وروسيا) بإجمالى 5288 ميلًا مع إقامة اللقاء الثالث مع السعودية، بينما بلغ إجمالى ما قطعه المنتخب السعودى3657 ميلا، ومنتخب الأورجواى 2898 ميلا وروسيا 1320 ميلا..وبطبيعة الحال، فإن هناك من وجه الاتهام إلى الدولة المضيفة بإرهاق منافسيها فى المجموعة، لكن سرعان ما اكتشفنا أن إدارة منتخبنا هى التى اختارت «جروزنى» بناء على طلب كوبر برغبته فى إقامة الفريق بمكان «هادئ» وإن لم يحدد مدينة بعينها(!)، بينما ذهب آخرون إلى إضفاء أبعاد سياسية لهذه الإقامة فيما يتعلق بدولة الشيشان ورئيسها، فى الوقت الذى عزا البعض- على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»- إلى الرغبة فى توفير نفقات الإقامة المدفوعة من جانب الاتحاد الدولى للعبة والمقدرة ب مليون و800 ألف دولار! ربما لفت أنظارنا اختيار «جروزنى»- تحديدًا- مكانًا لإقامة منتخبنا الوطنى، ولكن يبقى السؤال الذى نحتاج لإجابة صريحة عليه: ألم يكن فى المستطاع اختيار فندق فى ضاحية هادئة وفى نفس الوقت قريب من أماكن إقامة المباريات الثلاث، ولنا فى معسكر منتخب كولومبيا بمدينة Saransk المثل والقدوة، حيث إنه الفريق الذى تميز بقطعه أدنى مسافات سفر فى كأس العالم- حوالى761 ميلًا فقط - من خلال مبارياته الثلاث الأولى من كأس العالم، وهو أحد فريقين لم يقطعا سوى 1000 ميل فى مرحلة المجموعات. هذه السطور لا تعنى أن الإقامة كانت عاملًا رئيسًا فى إخفاق منتخبنا وسوء نتائجه، ولكنها ربما تكون أحد هذه الأسباب، كما أن الإجابة بشفافية على أسباب اختيار «جروزنى» مقرًا للإقامة، ربما يكشف بعضا من السلبيات التى نتمنى تلافيها فى المستقبل القريب.•