وزيرة السعادة والفرح هى لحظة... تلك التى يترك فيها الإنسان حياته السابقة خلفه يمشى بكامل إرادته إلى طريق يجد فيه روحه الحائرة هى هداية من نوع خاص... يسمو فيها الإنسان بأفعاله إلى عنان السماء ليتحول إلى ملك يمشى على الأرض يسمو عن كل شىء ليس له مطلب فى الحياة سوى أن يكون سببًا فى خلق السعادة والفرح... تلك اللحظة تحديدا التى قابلت ماجى جبران أو ماما ماجى كما يحلو للآلاف من الأطفال مناداتها. أما بين الإعلام والصحافة المصرية والعالمية فتلقب بالأم تريز تيمنا بالأم تريز الهندية التى كانت نورا من العطاء والخير لكل فقير ومحتاج وعاجز لتستمر الأم تريز المصرية على نهج وخطى تريز الهندية تكمل مسيرتها بنفس العزيمة والجلد تصنع الأمل رافعة شعار (لا تدع فرحك تخطفه الظروف)تستمر فى رحلة العطاء لأكثر من ثلاثين سنة من خلال مؤسستها (ستيفن تشيلدرن) الخيرية لتمنح البهجة والسعادة للآلاف من الأسر الفقيرة وتعطى الفرح للآلاف من الفقراء وتعيد الكرامة لآلاف المعوزيين فيتعلمون حرفة ويتقنون صنعة تقيهم الحاجة وتقى المجتمع من جموح حاجتهم وعوزهم. قدمت ماما ماجى حلم التعليم لأكثر من أربعين ألف طفل وقامت من خلال مؤسستها أيضا بتقديم التدريب للآلاف من الأمهات ليقدرن على رعاية أولادهن، وكذلك تدريبهن على تعلم الحرف المختلفة ليعشن حياة كريمة مع أطفالهن... التحول فى حياة ماجى جبران كان عجيبًا ومفاجئًا لتترك التدريس فى الجامعة الأمريكية بعد وفاة خالتها وكانت وقتها فى منتصف الثلاثينيات من العمر تعيش فى رغد ورفاهية من العيش مع زوجها وولديها وتتعهد بينها وبين نفسها أن تساعد الفقراء على درب خالتها مثلها الأعلى لتذهب إلى حى الزبالين لأول مرة فى حياتها ولتعرف أن الأمر لم يكن شعورًا عابرًا لتقديم المساعدة، لاسيما بعد أن هالها كم الفقراء وكم الأطفال الذين يبحثون عن الحياة فى حياة استكثرت عليهم أن يحيوا طفولتهم كأقرانهم يعيشون بين أكوام من القمامة. هنا توقفت ماجى جبران عند تلك اللحظة الحاسمة الكاشفة لتترك كل شىء وتذهب إلى أكثر الأماكن فى مصر عوزا وبؤسا وفقرا... يساعدها أكثر من 1400 متطوع يخدمون شهريا حوالى الثلاثين ألف أسرة. من صورة السيد المسيح وهو يغسل قدم أحد تلاميذه تستلهم الأم تريز المصرية الفكرة وتجعل غسل أقدام الأطفال سنة لها فى كل لقاء لها معهم تغسل أقدامهم بينما ينشد الطفل معها نشيد بلادى بلادى لك حبى وفؤادى تقبله وسرعان ما تحضر له شبشب صغير يليق بقدميه النظيفتين..! ينتهى من غسل قدميه بينما لايزل نشيد بلادى بلادى على لسانه يتغنى به حتى نهايته يجلس بجانب ماما ماجى يأمل فى أن يحصل على بعض الحلوى ودعوة له بالصلاح والخير من لسان أمه الرؤوم.... غاسلة قدميه من منحته حلم الحياة كما يجب أن تكون.... • عندما سألتها عن شعورها اليوم وهى مازالت تعطى بلاحدود؟ - لترد قائلة إنها تشعر بنفس المشاعر وبنفس السعادة كأنها تساعد طفلا للمرة الأولى وتكمل أن كل طفل أقابله أشعر أن الله أرسله إلى هبة ليمنحنى السلام عندما أساعده حتى لو أطبطب عليه أشعر بعدها أنى إنسانة ولايمكن أن أشعر ولو للحظة بالروتين وهو أنى أقدم المساعدة وخلاص لا هى مشاعر أعيشها كما اللحظة الأولى عندما مددت يدى بالمساعدة لأول مرة فى حياتى.. أذكر زمان كنت أهزر مع صديقاتى وأقولهم يعنى لو بقيت وزيرة هتعملوا معايا إيه اليوم أشعر أنى وزيرة وسبب للسعادة والفرح للآلاف ليس المهم اللقب أو الجائزة المهم هتعمل إيه او عملت إيه والناس ستمنحك القابا على قدر محبتهم لك هى ألقاب فى القلوب لا يعرف قيمتها إلا من يمنح ويعطى. • اليوم نحن فى مدرسة فرح 1 وهناك مدرسة اخرى انشأتيها فى محافظة القليوبية فى منطقة الخصوص أيضا وهى مدرسة فرح 2 ماذا يتعلم أطفالك داخل المدرستين؟ - هى مدارس من الحضانة لكل طفل محتاج لم يدخل المدرسة إلى سن التعليم العالى ونخلق بداخلهم كيف يكون كل واحد منهم إنسان وكيف يخدم كل طفل مجتمعه وفى داخل المدرسة هناك مشغل لتعليم الفتيات وورشة لتعليم الأولاد صنع الأحذية وأيضا هناك عيادة صحية للأطفال والكبار داخل المدرسة يقصدها أهالى منطقة الخصوص. • بماذا تشعرين عندما تقابلين واحدا من أطفالك وقد أصبح شابا ناجحا؟ - تضحك.. طبعا أشعر بالفخر والحقيقة أذكر مرة كنت أمشى فى الشارع ووقفت فجأة سيارة ونزل منها شاب طول بعرض وقرب منى فشعرت بالخوف لحظة لأنى لم أعرفه وبعدين قال لى أزيك يا ماما مش عارفانى أنا فلان شوفى أنا ناجح أزاى وعندى بيت وعربية وعاوزه أقول أن فيه شباب بعد ما بيتخرجوا بيصروا أنهم يردوا الجميل للأطفال زى ما علمناهم بالظبط، وعلى فكرة ده بيحصل لى فى أى مكان خارج مصر أقابل أولادى وأشعر بالفخر بهم وأن تعبى لم يذهب هدر.. • ماهو أغرب طلب طلبه منك طفل؟ - الحقيقة الغريب أن ممكن أقول لطفل نفسك فى إيه أو حلمك إيه وأجده يرد على ويقول لى: ولا حاجة مش عاوز حاجة والله كنت أبكى شوفى قد إيه لديه شعور أنه مش من حقه يطلب أو يتمنى أو يختار أو حتى حلم وده أصعب شعور ممكن يشعر به طفل المفروض أنه اتخلق علشان يفرح ويعيش،لكن بنحاول نعيد له أحلامه بكل مانستطيع وعلى فكرة مصر ولاده ومن الصعب بيتولد أجمل إحساس فى الحياة ورغم أنه لدينا كثافة سكانية وملايين الأطفال لكن بالوعى والعطاء ممكن يصبح كل أطفال مصر هم قوتها وطريقها حتى تكون من أفضل الأمم.السر وراء كل مجتمع ناجح أن يحترم كل واحد أحلام الآخر ويخلق له فرصة لتحقيقها.. • لماذا لديك خوف عندما تحصلين على تكريم أو جائزة ولما اعتكفتى عندما قيل إنك ترشحتى لجائزة نوبل للسلام؟ - لأنى رغم كل شىء أشعر أنى مقصرة وكان واجب على عمل المزيد ومساعدة ناس أكتر وبذل مجهودًا أكثر يعنى لا أنظر ماذا قدمت للآلاف ،ولكن انظر ماذا لم أقدم للملايين المحتاجة والأطفال الفقيرة هكذا انظر للأمر نفسى أعمل حاجة لكل محتاج وأعطى فرصة للحق والخير والجمال داخل كل محتاج للمساعدة بأن يظهر أجمل ما بداخله بعد أن عطف عليه المجتمع.. • لماذا أهديت الرئيس السيسى قلادة زرقاء عندما منحك التكريم بوسام الكمال فى عيد الأم وهل كان يعلم بأنك ستهديه هذه القلادة؟ - اللون الأزرق هو يحمى من الحسد والشر لذلك أهديته قلادة زرقاء وأشعر أن هذا الرجل عمل شيئًا جميل لمصر وأى حد النهاردة معترف بذلك سواء معه أو معارض له كفاية أنه وضع حياته على كف يده لتنجو مصر وهو لم يكن يعلم أى شىء عن القلادة ولكن عندما قدمتها لبسها فورا.. وهذا أسعدنى كثيرا.. • ما الشىء الذى ندمت عليه الأم تريز المصرية ؟ - ربما ندمت أن بعض عمرى ضاع قبل مساعدة الفقراء وأقول مع نفسى ياريت كان عندى عمر قد اللى راح عشان أساعد الناس لكن أنا مؤمنة أنه فيه بعدى كل أولادى اللى ساعدتهم واللى بيشتغلوا معى وبيساعدونى وهم وأن كنت أستحق أى جائزة أستحقها لأنهم ساعدونى بل هم من يستحقون كل أوسمة وجوائز العالم وأشعر أنهم لن يخذلونى وسيكملون الطريق بعدى الحقيقة الكنز داخل الإنسان وليس خارجه، ورغم أن الإسكندنافيين من أغنى شعوب العالم لكن لديهم أكبر أرقام للانتحار السعادة داخلنا فعلا وأن نخلق فرصة لكل إنسان هو مايساوى كل كنوز الأرض.•