«لايهمنى اسمك.. لايهمنى عنوانك.. لا يهمنى لونك ولا بلادك مكانك يهمنى الإنسان ولو ملوش عنوان»، هذا هو الشعار الذى رفعته «ماجى جبران»، الملقبة ب«الأم تريزا المصرية»، وذلك لعطائها المتدفق، وكونها نموذجًا لشخصية نسائية يشعر جميع المصريين بالفخر والاعتزاز تجاهها، إذ وهبت حياتها للأعمال الخيرية، وخدمة الفقراء والمحتاجين فى الأحياء العشوائية. «ماجي جبران»، سيدة مصرية، كانت أستاذة جامعية في جامعة القاهرة، والجامعة الأمريكية، وهى ابنة فيزيائي معروف، وزوجة رجل أعمال، وأم لطفلين، وتحيا حياة رغدة في منطقة مصر الجديدة، كان لوفاة خالتها التى كانت مهتمة بالفقراء والمساكين والأطفال كبير الأثر على تحول شخصيتها، إذ حاولت أن تسير على نفس خطاها، وذهبت لزيارة أحد العشوائيات، وتقول: «كان وقت عيد الميلاد المجيد وأحضرت لعبا للأطفال، وفي وسط كل البؤس المحيط بي، وجدت صبيا صغيرا تحت كوم من النفايات، ثم وجدت طفلا آخر بجواره، كانوا أفقر من الفقر، ولا أحد هناك ليساعدهم». إذا رسم ليوناردو دافشنى بخطوطه وألوانه البديعة لوحة «عذراء الصخور» للسيدة مريم، فإنه يستطيع وبكل سهولة أن يرسم لوحة «عذراء الأرض» لماجى حبران، التى تحمل نفس الملامح الهادئة البسطية التى تشعر أمامها بالسلام والصفاء النفسى الناجم عن تواضع شديد وزهد بالغ النظير فى الحياة المادية بكل صراعاتها وصخبها. كرست «ماجى» حياتها لخدمة الفقراء والمعدمين فى الأحياء والمناطق العشوائية، وبدأت على نطاق ضيق فى دائرة مصر القديمة، حيث تبنت أطفال الشوارع، فقدمت لهم الرعاية والحنان، وعملت على إنشاء المدارس، لخدمة وتعليم الأطفال دون أدنى تمييز ينصب على الدين أو الجنس أو اللون. رصدت تقارير عالمية، أنها تساعد ما يربو من 250 ألف أسرة فقيرة، ويعمل معها مايقرب من 1500 متطوعًا فى العمل الخيرى الذى تقوم به. تترأس «جبران» منظمة ستيفن تشيلدرن الخيرية منذ عام 1985 والتي تهتم بالأطفال فى الأحياء الفقيرة والمناطق المهمشة. كانت الأم تريزا تعمل فى صمت، بعيدًا عن الإعلام حتى أعلنت اللجنة المشرفة على توزيع جوائز نوبل لعام 2012، أنها من ضمن المرشحين للجائزة المخصصة للسلام، حتى أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية، على حد سواء. كما بدأت الدعوات لها بالفوز، لتنضم لقائمة المصريين الحاصلين على الجائزة العالمية الأولى، وهم نجيب محفوظ، أنور السادت، أحمد زويل، والدكتور محمد البرادعي الذي أصدر حزبه الدستور بيانًا انذاك أعلن فيه دعمه ل«الأم تريز المصرية». حاول الكثيرون الحصول على لقاء صحفي أو حتى مجرد تصريح منها أثناء خروجها من حضانة السلام بجوار دير الأنبا سمعان الخراز بشارع صلاح سالم، بعدما زارت أطفالها الأحباء وغسلت أرجلهم، ولكنها رفضت، واعتُبر ذلك أول ظهور إعلامي ل «ماما ماجى» رغم صمتها. سارعت «جبران» في اليوم التالى، للاعتكاف والدخول في خلوة روحية، نائية بنفسها عن كل الهالات والأضواء الإعلامية، تقول جبران: «في كل مرة أسمع الكنية التي أطلقت على، أشعر وكأن الأم تيريزا تقول لى: إنني أباركك»، وتتدارك: «إننى لست جديرة أن أرتدي ثوبها، لكنني أعرف أنها دائما بجواري، إن الحب يملأ قلبينا»، ويستمر عطائها نهرا متدفقا لا يتوقف من المحبة والخير والسلام التى تنشرهم على من حولها. «البديل» تحتفل بأعياد المرأة فى مارس