الآيس كريم أو الجيلاتى ..أو الجلاس .. أو الدندورمة .. تحول فى عقود قليلة إلى واحدة من أكثر الحلويات شعبية فى غالبية دول الدنيا، حتى صار العالم يلتهم منه أكثر من 13 مليار لتر فى العام. ارتبط الآيس كريم بحياتنا فى الطفولة، وأيام الإجازات والمصيف والمبيت فى بيوت الجدات اللواتى لم يكن يحرمن أحفادهن من متعة الاستمتاع بالحلوى الجميلة. نتذكر الايس كريم بثلاجاته البيضاء وأكوابه البلاستيكية ثم الورقية أو البسكوتية. كم مرة اتسخت ثيابنا ونحن نأكله فى الطريق أثناء تسوقنا مع آبائنا وأمهاتنا، والتهمناه مراهقين دون انتظار تذوق طعمه، لنعود للاستمتاع به شبابا وكبارا فى المرات القليلة التى نتوجه فيها لشرائه. مع كل هذا، بدأت فى السنوات القليلة الماضية توجهات طبية تحذر من كثرة تناول الايس كريم خصوصا للأطفال، وهو ما قلل من مبيعاته نسبيا فى بعض دول العالم الصناعى، لكن الشركات لم تعدم الحيلة، فخرج آيس كريم الزبادى "الصحي"، ومثله جيلاتى الدايت أوغيرهما، لكن مهما قيل عن الحبيب الأول، فلايمكن نسيانه أبدا..
ترتفع معدلات استهلاك الآيس كريم فى مصر وحول العالم خلال أشهر الصيف، لحاجة الكثيرين إلى تناول المأكولات الباردة والمثلجة للتخفيف من الطقس الحار، وتنشط الشركات فى مصر أو حول العالم لإنتاج الآيس كريم خلال الصيف، لتلبية هذا الطلب، ويقل الإنتاج فى الشتاء لقلة الطلب. وذكر موقع «worldstopexports» المختص بإحصائيات الصادرات العالمية أن العالم شهد تطورا كبيرا فى تصدير الآيس كريم خاصة عام 2016، حيث رصدت حركة التجارة عمليات تصدير بقيمة 3.4 مليار دولار بنسبة ارتفاع وصلت إلى أكثر من 11% عما كان عليه الوضع فى عام 2012، والذى جرى فيه تصدير كميات بقيمة 3 مليارات دولار. فرنسا الأولى فى التصدير وأكدت الدراسة الإحصائية المنشورة فى الموقع أن فرنسا تتصدر قائمة الدول المصدرة للآيس كريم حول العالم بقيمة صادرات تصل إلى 447.5 مليون دولار، بينما تحل ألمانيا فى المركز الثانى بفارق طفيف بعدما بلغت قيمة صادراتها 444 مليون دولار، وتأتى بلجيكا فى المركز الثالث ب 388 مليون دولار، ثم إيطاليا فى المركز الرابع ب 247 مليون دولار. وعلى صعيد الدول العربية احتلت الإمارات الصدارة بقيمة 69 مليون دولار من الصادرات فى عام 2016 وهى تمثل 2% من إجمالى صادرات الآيس كريم حول العالم ففى 5 أعوام فقط نمت الصادرات الإماراتية بنسبة 202%. أما مصر فجاءت فى المرتبة 64 حول العالم بقيمة صادرات من الآيس كريم تصل إلى 1.9 مليون دولار لعام 2016. انخفاض الاستهلاك عالميا شركة «مينتيل» الإنجليزية المهتمة بمسح الأسواق وإعداد بيانات الاستهلاك والمبيعات، أكدت فى تقرير صادر لها يوليو 2017 أن معدلات استهلاك الآيس كريم حول العالم بدأت تنخفض فى عام 2016 لتصل إلى 13 مليار لتر مقابل 15.6 مليار لتر فى عام 2015. وتتوقع الشركة انخفاض مبيعات الآيس كريم أكثر خلال العامين المقبلين، بسبب اتجاه الكثير من المواطنين خصوصًا فى أوروبا لاتباع أنظمة غذائية حالية محدودة السعرات الحرارية. وذكر التقرير أن 29% من الإيطاليين يتطلعون لخفض استهلاكهم من الألبان ليسهم ذلك فى التأثير على المبيعات خصوصًا فى أوروبا، بينما تزداد بقوة معدلات الاستهلاك، فى آسيا وتحديدًا فى الهند. وكشف التقرير عن أن إنتاج الصين من الآيس كريم بلغ 4.3 مليار لتر فى عام 2016 وهو الأعلى من بين دول العالم بفضل معدلات السكان المرتفعة، بينما بلغت المبيعات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية 2.7 مليار لتر فى نفس العام فى المركز الثانى. مصر مستوردة للآيس كريم لا توجد إحصائيات دقيقة حول طبيعة الاستهلاك داخل مصر بسبب انتشار العربات وكثرة بيعه عن طريق الأفراد العاديين وليس الشركات المتخصصة. ومن النادر أن يقوم مصنع بالاعتماد على إنتاج الآيس كريم طوال العام، فإذا ما أراد الاستمرار عليه أن ينتج منتجات أخرى لاسيما أن الشركات الكبرى داخل مصر تلجأ إلى إنتاج منتجات أخرى مثل الشوكولاتة والزبادى والأجبان بجانب الآيس كريم كى تعمل طوال العام. ويقول محمد شكرى رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات إن شركة نستلة لديها أكبر حصة مبيعات فى السوق المصرية، تليها آيس مان وهاواى وهما محليتان. وذكر شكرى أن هناك نحو 50 مصنعا للآيس كريم تنتشر فى المحافظات، وتننج باستمرار طوال العام، ولكن يقل الإنتاج فى الشتاء، أغلب المصانع فى المناطق الساحلية مثل دمياط والإسكندرية، بينما تنتشر بعض المنشآت الصناعية فى محافظات بالصعيد، فتلك الصناعة لم تعد مقصورة على المصانع الكبيرة وحسب، بل هناك استثمارات صغيرة ومتوسطة تظهر فى محافظات مصر وبقوة. وأصدر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تقريرا أكد خلاله أن مصر استوردت مثلجات آيس كريم وبوظة تزيد نسبة اللبن بها على 50% بقيمة 2.6 مليون جنيه فيما تم استيراد أنواع أخرى تحتوى على لبن بنسبة 50% أو أقل بقيمة 4 ملايين جنيه، وذلك فى الفترة من يناير وحتى أكتوبر عام 2016 مع ملاحظة أن هذه الأرقام قبل تحرير سعر الصرف الذى بدأ فى نوفمبر من العام الماضى، وشهدت ارتفاع سعر الدولار من 8.88 جنيه إلى ما يقرب من 18 جنيهًا فى الوقت الحالى. •