تسللت الأجواء الرمضانية إلى كل بيت لتعطره بنفحات من البركة والسعادة لعلها تلطف هذا الجو المشحون بسبب المذاكرة والامتحانات للشهادة الثانوية العامة أو لامتحانات المدارس الدولية.. ولكن حرارة جو مع شدة الأعصاب مع دروس المراجعة، مع الصيام معادلة طويلة تحتاج لمقدار كبير من التوازن حتى تمر بسلام!! للأسف هذه المعادلة قد تختل عند بعض الأسر نتيجة التوتر، لذا كان لا بد من محاولة لتجاوز هذه الحالة من الضغط العصبى الذى تسببه الامتحانات مع مجهود الصيام؟! وخلال السطور القادمة نسمع آراء الأمهات والأولاد ونصائحهم حول تجربة الامتحانات فى رمضان.. • ربنا يكون فى عونهم.. وعونا منى صابر أم لطالب فى الشهادة الثانوية تقول: الامتحانات فى رمضان أكيد صعبة مع الحر والصيام، ولكن ندعو الله أن يعديها على خير وطبعا لو شعرت أن ابنى مجهد سأجعله يفطر يوم الامتحان، لكن المفيد أن أيام رمضان كلها سهر فى البيوت، مما يشجع الأولاد على السهر والمذاكرة، أما العيب فهو للأسف «مافيش جو رمضان» ولا وقت للعزومات، فكل واحد قافل على نفسه مذاكرة ودروس، ثانيا على المستوى الاقتصادى فالمعروف أن مصاريف رمضان كتير فزاد عليها مصاريف الدروس وإحنا كأهل متوترين بسبب الامتحانات وبسبب المصاريف وربنا يعيننا ويعينهم، ولكن يجب أن نخفف عنهم التوتر ولا نظهر لهم قلقنا وننظم لهم يومهم بحيث يحافظون على تركيزهم ولا نشتتهم بمسلسلات وبرامج رمضان.. المهندسة سارة سليم أم لبنت فى الثانوية العامة ولولد فى المستوى العاشر فى الشهادة البريطانية تقول: «القلق والتوتر الذى يصيب الأولاد بسبب الامتحانات سيكون مضافا إليه تعب الصيام مع الحر وهناك أيضا الخناقة بيننا وبينهم للإفطار فى رمضان فى أيام الامتحانات، الأولاد يريدون الصيام ونحن كأهل نخاف عليهم وعلى صحتهم وتركيزهم بسبب الامتحانات لصعوبة تركيز الأولاد فى هذا الحر فى الامتحان وهو ما يضايقهم ويسبب جدلا بيننا وبينهم.. وأهم شىء أن نكون كأمهات واعيات لقلق أولادنا فلا نضيف عليهم ضغوطًا ونظهر لهم التوتر وأيضاً نهتم بنوعية الأكل فيكون صحيًا وخفيفًا ونكثر لهم من السوائل والعصائر الطبيعية».. المهندسة حنين أم لولدين فى الشهادة البريطانية IG تقول: هى فرصة ليلتزم الأولاد ويتحملوا المسئولية بدل الخروج والسهر ليلا، والنوم صباحا، وينظموا وقتهم فيذاكروا ويناموا فى أوقاتهم المعتادة حتى لا تتأثر ساعتهم البيولوچبة وتتأثر قدرتهم على التركيز فى الامتحان، والصيام سيكون ثوابه مضاعفًا لأن فيه مشقة ومش لازم مسلسلات فى رمضان فهى تعاد طول السنة، ولما يخرجوا يروحوا يصلوا التراويح ويرجعوا يناموا عشان امتحاناتهم.. رأيى أنه فرصة ليكون شهر التزام وإنجاز على المستوى الدراسى والروحى.. أحمد طالب فى الثانوية العامة يقول ضاحكاً: «ماما وبابا قلقانين أكثر منى المشكلة فى حرارة الجو فبدلا من أن أظل نائماً طول النهار فى غرفتى وأشغل التكييف سأذاكر وأنزل امتحاناتى ولا سهر ولا خروج إلا بعد انتهاء الامتحانات.. الخروجة الوحيدة ستكون صلاة التراويح».. ليلى طالبة فى الشهادة البريطانية تقول: «امتحاناتنا فى رمضان جعلتنا نستعد قبله بفترة وهذه ميزة لأننا تركيزنا فى رمضان أقل».. وتكمل ضاحكة «يارب أستر ونقدر نقاوم المسلسلات فى رمضان!!». • نصائح من مجرب «امتحانات ومذاكرة مع الحر، ولا فيه فرجة على التليفزيون ولا بنام براحتنا» هذه هى شكاوى الأولاد ومخاوفهم من امتحانات رمضان ولكن استطاعت الأمهات إحداث توازن وتنظيم لفترة امتحانات أولادها فى رمضان.. هديل أم لثلاثة أولاد أكبرهم كان العام الماضى فى الثانوية العامة وهذا العام ابنتها فى الثانوية العامة امتحانات الاثنين فى رمضان، ولكن سلوكها اختلف من عام لآخر تقول: «كنت دائمة الشجار مع ابنى حول الإفطار فى رمضان لأجل الامتحانات وهذا سبب له التوتر كان ممكن بقليل من الهدوء عالجت الموقف، كذلك كنت متوترة من تغيير مواعيد نومه فى رمضان وسهره للمذاكرة للفجر وأحيانا خروجه مع أصدقائه واكتشفت أن هذا الضغط الذى مارسته عليه أتى بنتيجة عكسية، لذا أنا أكثر هدوءًا هذا العام وأركز أكثر على حالتها النفسية وأكلها المتوازن المفيد حتى لا يحدث تصادم معها كما حدث مع ابنى العام الماضى.. وهذه نصيحة لكل أم، الحر والعطش والزهق والمذاكرة والدروس كله يمر لكن الضغط والتوتر هو ما يؤثر بالسلب».. مريم محمود أم لطالب فى الثانوية العامة كانت لها تجربة أيضاً العام الماضى مع ابنها الأكبر فى الثانوية العامة أيضاً تقول: «كنا متوترين العام الماضى ولم نشعر بمجيء رمضان ككل سنة بسبب امتحانات ابنى فى الثانوية العامة ولكن بعد التجربة زالت مخاوفى هذا العام مع ابنى الأصغر وقمت بتلافى أخطاء العام الماضى وأريد مشاركتها مع الأمهات: اشترى الفانوس ووضبى البيت مع أولادك لتنزعى منهم التوتر، اختارى يوم امتحان واجمعى ابنك بأصحابه على الفطار، ولو يوم واحد فى الامتحانات، يكفى الضغوط الواقعة على ابنك من المذاكرة، والدروس والامتحانات فلا تجعلى البيت كله متكهرب» ومافيش سيرة إلا المذاكرة، السوائل والفاكهة والمكسرات شيء أساسى بين الفطار والسحور كلها تزيد التركيز ومفيدة للمذاكرة. الدكتورة ليلى عبدالغفار ليست فقط طبيبة أطفال بل أم لولد وبنت فى الشهادة البريطانية تكررت امتحاناتهما فى السنوات الماضية فى رمضان تنصح كل أم أولادها امتحاناتهم فى رمضان: المذاكرة فى رمضان لها شقان يجب على كل أم أن تهتم بهما لتستطيع تحقيق التوازن ويمر الشهر الكريم بسلام الشق الغذائى والشق النفسى. أولا: الجزء الغذائى يجب أن تحرص كل أم على تغذية أولادها بوجبات تحتوى على كميات كافية من الفيتامين والأملاح المعدنية خصوصا الحديد وفيتامين B للقدرة على الدراسة والتركيز.. وكذلك اللحوم الحمراء والحبوب والسبانخ لاحتوائها على كميات عالية من الحديد، والأغذية الغنية بڤيتامين B مثل البيض والمكسرات وحبوب القمح لأنها غنية به، لذا يجب أن يحتوى طعام الإفطار والسحور على ذلك. أيضاً الأسماك تعمل على تحفيز الدماغ وتزويده بالعناصر اللازمة لعمله بكفاءة. • لا مانع من اللجوء للمكملات الغذائية ومهم الحرص على تناول بعض الوجبات الخفيفة طوال الفترة من الإفطار للسحور كالفاكهة مثل الموز والتفاح أو بعض الخضراوات كالجزر أو المكسرات وأغذية الطاقة التى تساعد فى البقاء على مستوى السكر فى الدم معتدلاً كالموز والبطاطا.. كذلك شرب السوائل أساسى أثناء المذاكرة كالمياه أو بعض العصائر الطازجة وتقليل نسب الكافيين لأنها تساعد على التوتر والعصبية فيكفى كوب واحد من الشاى أو النسكافيه يوميا واستبداله ببعض العصائر. الشق الثانى وهو النفسى وهو لا يقل أهمية عن الشق الغذائى فكل أم تكون متوترة وقلقة على امتحانات أولادها أثناء صيامهم لا يجب أن تنقل لهم التوتر وإذا شعرت بأن ابنها مضغوط لا مانع أن تأخده وتتمشى معه قليلاً وليكن فى النادى أو حتى فى الشارع.. كذلك لا تدعى تغيير المواعيد تؤثر على راحة الابن فالحصول على وقت كاف من النوم ليلا يساعد على عمل الدماغ بصورة أفضل. ونظمى معه كل احتياجاته فى الامتحان فى المساء قبل النوم أثناء وقت الفطار لأن التوتر يزيد صباحاً أثناء الصيام قبل الامتحان ونكون معرضين للنسيان. •