رسالة محبة.. لسيد حجاب

سيد حجاب شاعر
من مواليد برج الحب..
تاريخ ميلاده طبقا للتقويم الميلادى 23-9-1940..
وطبقا للتقويم الإنسانى.. فقد ولد سيد حجاب فى يوم الإبداع من شهر الجمال من عام الوطنية.. عندما صرخ صرخته الأولى فى الحياة.. قرر ملاك الشعر أن يفتح صفحة جديدة فى ديوان العرب كتب فى أعلاها «سيد.. من سادة الموهبة»..
وترك لنا أن نملأ تلك الصفحة بآيات الإعجاب.

شعريا..
سيد حجاب ومنذ أن قدمه صلاح جاهين فى عدد «صباح الخير» بتاريخ 27-7-1961، كان صاحب تجربة إبداعية ناضجة أشار لها وقدمها قبل جاهين الشاعر فوزى العنتيل فى مجلة «الرسالة الجديدة»، الذى قدمه كشاعر فصحى عام 1956، كما قدمه الناقد الدكتور عبدالقادر القط حين نشر له «ثلاث أغنيات إلى البعيد» فى مجلة الشهر التى كان يرأس تحريرها سعد الدين وهبة.
كما تحدث عنه وبشر به الناقد الدكتور محمد مندور فى البرنامج الثانى بالإذاعة المصرية فى برنامج «كتابات جديدة».. الذى كانت تقدمه الإذاعية القديرة سميرة الكيلانى..
•••
وهكذا نستطيع أن نعتبر التقديم الذى قدمه به صلاح جاهين فى مجلة «صباح الخير» هو الإعلان الرسمى عن ميلاد شاعر عامية كبير من خلال قصيدة رائعة عنوانها «أنا ابن بحر»..
فإذا تأملنا فى هذا التقديم الذى نفتتح به هذا الملف على الصفحتين التاليتين.. فسنكتشف شيئا مثيرا.. أن سيد حجاب كان عمره وقتها 21 عاما، أما صلاح جاهين نفسه فقد كانت سنه 31 عاما حين كتب هذا التقديم.. أى أنهما تقريبا من جيل واحد !!
عشر سنوات فقط كانت تفصل بين هاتين القمتين من قمم شعر العامية المصرية اللذين نضعهما فى مصاف المؤسسين مع العبقرى فؤاد حداد وغيرهم من شعراء هذا الجيل العظيم الذى أهدى مصر فناً رائعا ولد من رحم فن رائع آخر هو فن الزجل.. الذى وصل إلى قمته التى لا مزيد عليها مع إبداع بيرم التونسى.
•••
وطنيا..
فإن سيد حجاب ظل مخلصا لكل القيم النبيلة التى تبنى على أساسها الأوطان..
على المستوى الإبداعى.. فأية قراءة لإبداع سيد حجاب من أول قصيدة ولآخر ديوان ستخرج بجواهر إبداعية تنتصر لقيم الحرية والجمال والعدل والفكر الراقى والمشاعر النبيلة.
انتصر سيد حجاب لحرية الإنسانية فى جميع اختياراته وحرية الشعوب فى تحديد مصائرها.
انتصر لقيم العدل والمساواة..
على المستوى الإبداعى أيضا..
افتتح سيد حجاب جامعة شعبية من خلال أغانيه الدرامية.. انضم إليها ملايين المعجبين الذين صاروا طلابا فى تلك الجامعة.. يحفظون من خلالها مقرر المحبة الغامرة لكل ما يحفظ للأوطان سلامتها ويحفظ للإنسان تفرده وتألقه..
•••
أما على المستوى الإنسانى.. فقد دفع سيد حجاب ضريبة الوطنية فى شكل شهور قضاها فى المعتقل أيام شبابه الأولى لم تفعل به إلا أنها زادته صلابة على صلابته.. وأكدت له أنه على الطريق الصحيح.. طريق الحرية الذى لا يضاء إلا بالتضحيات..
كان سيد حجاب دوما عند حسن ظن الوطن.. وقد كافأه الوطن مكافأة استثنائية لا تتوافر إلا لقليلين على مستوى العالم.
فبعد ثورتين عظيمتين فى التاريخ المصرى الحديث، كان من الضرورى كتابة دستور يعبر عن أشواق مصر إلى الحرية وإلى التقدم.. وإلى رفع المظالم التى أثقلت كاهلها لعقود طويلة..
وكأن مصر كانت تدخر مهمة كتابة ديباجة هذا الدستور لواحد من أجمل أبنائها وأكثرهم إخلاصا للمبادئ.
فكان أن اتفق أعضاء لجنة الخمسين الذين يمثلون جميع الاتجاهات والطبقات والأفكار فى المجتمع المصرى على أن يكون سيد حجاب هو صاحب هذه المهمة، بالإضافة لدوره الفعال فى صياغة مواد دستور الثورة المصرية.
•••
والآن..
دعونا نحتفل بمرور 76 عاما على ميلاد الشاعر الكبير سيد حجاب.. من خلال هذه الصفحات التى مهما زادت فإنها لن توفى هذا الصديق العزيز حقه.. دعونا نتمنى له الصحة والعافية ودوام الإبداع.
تعالوا نردد معه أنشودة الحياة الخالدة التى عبر عنها فى أعذب رسالة حب.. تلك التى أسماها «تجيش نعيش» وغناها على الحجار ولحنها ياسر عبدالرحمن والتى يقول فيها:
سمرا وبعيون كحيلة
وجديلة ديل الكحيلة
يانى ورمانى زمانى
مالى فى هواكى حيلة
وباقولك إيه تجيش نعيش
هوى نبتديه ولا ينتهيش
•••
يا سمرا حبك أخدنى
من روحى وبقيتى روحى
سلسال حنانك وعدنى
يداوى حزنى وجروحى
بحر الحياة موجه عالى
وأنا طوق نجاتى فى إيديكى
تعاليلى ميلى تعالى
وأنا أعيش معاكى وبيكى
وباقولك إيه تجيش نعيش
هوى نبتديه ولا ينتهيش. •