عندما تنطلق مشاعر الحب فهى كزهور الربيع جميعها فواحة إلا أن لكل منها عطره الخاص، والذى يعرف بطريقة التعبير عن الحب، فلكل حب طقوسه وعاداته التى قد تتغير من عصر إلى عصر وزمن إلى آخر. من حب الستينيات الجرىء إلى حب الثمانينيات الخجول إلى حب الألفينات المجنون. قد تطور شكل ومفهوم الحب، فلكل وقت تكون للحب لغة يتحدث بها. إنها اللغة متعددة الكلمات والوصف والتعبير.. والآن وبعد أن تعدينا الألفينات ببعض السنوات التى كانت قد أضافت هى الأخرى رتوشا على شكل الحب الذى تعدى التعبير اللفظى إلى الحركى والفعلى بتعليق لافتات فى الشوارع تحمل كلمات الحب والهجر والعتاب والعشق، فبعد أن كنا قد اعتدنا على مشاهدة الشكل التقليدى للافتات استخدمت كلافتات الدعايات الانتخابية إلا أن هذا الأمر هو الذى كسر القاعدة وتطورت اللافتات السياسية إلى لافتات حب تحمل طابع كيوبيد.. ورغم أنه دائما ما كان الوصف الأكثر شيوعا عن الحب هو الجنون والتهور والانطلاق فكان هذا الجنون أيضا دائما ما يتم فى إطار من الخجل و«الكسوف» إلى أن شاهدنا ولأول مرة، فتاة تعبر عن حبها بطريقة قد تبدو للبعض جريئة فى تعبيرها عن حبها لحبيبها محمد، وأكدت أنها تتمسك به، وذلك من خلال لافتة تم تعليقها بأحد شوارع مدينة كفر الشيخ. وتحمل اللافتة رسالة حب واعتذار علنية مرسوماً عليها «قلوب حمراء وصور رومانسية». وقالت الفتاة لحبيبها: «محمد حبيبى.. أنا بحبك أوى أوى.. مش عاوزاك طول العمر تزعل منى أبدًا.. بحبك أوى أوى». ومع أن تعليق اللافتات ليس بالأمر الغريب فإن هذه اللافتة قد جذبت انتباه المارة. وأبدى كثيرون إعجابهم بها وكيف أن هذه الفتاة متمسكة بحب هذا الشخص وبمصالحته، بينما أبدى فريق آخر استياءهم باعتبار أنها «قلة أدب». سيدة مصرية أخرى من مدينة السويس كان هناك خلاف بينها وبين زوجها وفكرت فى طريقة مختلفة لمصالحته، بعد خلافات عديدة كانت قد وقعت بينهما وتطور الأمر بأن أصبحا على وشك الانفصال وقد اهتدى تفكيرها إلى مصالحته بتعليق لافتة فى الشارع تعتذر له فيها عن أخطائها واختتمتها بجملة «بحبك يخرب بيت أمك». وكان أحد جيران هذه السيدة قد علق على ما فعلته قائلا إنها كانت تريد مصالحة زوجها بعد أن أوشك على طلاقها لسوء معاملتها فقامت المرأة بتعليق لافتة حمراء بشارع التحرير فى السويس، كتبت عليها عبارات اعتذار لزوجها، ودونت فى آخرها اسمها وزوجها ويدعى محمد مجدى وتضمنت اللافتة كلمات تقول: «وحشتنى مقدرش أعيش من غيرك».. «أنا عمرى ما هفرط فى حبك».. «ده حبك عندى بالدنيا».. «بحبك يخرب بيت أمك». أما عن واقعة رومانسية أخرى حدثت فى المنصورة قامت بها سيدة احتفالا بعيد ميلاد زوجها عن طريق تعليق لافتة تعبر فيها عن حبها له حيث ظهرت اللافتة مكتوباً عليها « كل سنة وأنت طيب يا أرق زوج وأحن أب وعقبال سنين كتيير وبالنسبة للفرصة مش مهم المهم وجودنا مع بعض» وأضافت «واخد بالك يا كبير». . وانتهت اللافتة بكلمة «بحبك». كذلك ظهرت لافتة فى المنصورة لفتاة أرادت أن تعبر لحبيبها عن حبها فى مناسبة عيد الحب مكتوب عليها «حبيبى محمد كل عيد حب واحنا مع بعض» حبيبتك شيماء. فتاة أخرى كتبت لافتة «يا أكسجين الحياة، دايبة أنا، عاشقة أنا، ياحتة من جوه قلبى» وكتبت اسمه فى أعلى اللافتة حمادة. امرأة أخرى تبدو أنها أكثر حبا وطاعة لزوجها، فكتبت هى الأخرى لافتة فيها «حبيبى محمد أنا بحبك أوى أوى مش عاوزاك طول العمر تزعل منى أبدا، بحبك أوى أوى أوى، يا أبو سوسو، حبيبتك وخادمتك المطيعة». رجل آخر أراد أن يحتفل بزوجته فى عيد الحب فكتب لزوجته لافتة فيها «زوجتى الحبيبة بموووووت فى أمك»، وفى جانب اللافتة «عيد الحب أحلى معاكى». وهناك شاب أراد أن يعبر لخطيبته عن حبه فكتب لها لافتة «كل سنة وأنتى طيبة ياقلبى وربنا يقدرنى وأسعدك» خطيبك مصطفى، وعلى الجانب الآخر شكل قلب مكتوب فيه «قطتى» وأسفلها حرف es.. كانت هذه مجرد نماذج للتعبير عن الحب بطرق قد تبدو مختلفة أو مجنونة كما عبر عنها بعض الفتيات والشباب عند سؤالهم عن مدى قبولهم لهذه الطرق فى الحب. • طريقة مجنونة فتقول سلمى عبدالرحمن طالبة بحقوق القاهرة «الحب ليس له طريقة أو أسلوب، وإن كنت أتفق مع الفتيات اللائى عبرن عن حبهن بهذه الطرق المجنونة والمختلفة لأن الروتين هو ما يقتل الحب ويجعله بلا روح لذلك التجديد مهم وضرورى لاستمرار حالة الحب السعيدة بين الطرفين، وأتمنى عندما أرتبط بمن أحب أن يقوم بعمل مفاجأة لى حتى بتعليق لافتة تعبر عن حبه فسأكون فى منتهى السعادة لأنه فكر وتعب ليرسم الابتسامة على وجهى». أما نشوى ممدوح مدرسة لغة إنجليزية ترفض أن يصل الحب إلى هذا المستوى وتعتبر أنه فضيحة للبنت، معللة رأيها «ازاى شاب يعبر عن حبه لفتاة ولا يربطه بها أى علاقة إلا كلام حب أو مجرد مشاعر لم تصل لتكون علاقة رسمية حقيقية حتى يعبر عنها أمام الجميع. وبالتالى أنا باعتبره فضيحة للبنت أكتر منه تعبيراً عن الحب. ولكن أنا بحب العلاقة اللى بتكون قائمة على الاحترام وعدم الخروج على التقاليد والأصول». • من حقها شريف فهمى محاسب بأحد البنوك يقول: خطيبتى هى زوجتى المستقبلية ومن حقها أن أصالحها بأى شكل أو طريقة هى تحبها، وعجبتنى جدا طريقة المصالحة والتعبير عن الحب بالشكل ده لأن أى بنت بتحب إنها تكون ملكة أو أميرة عند اللى بيحبها، وكمان البنات لطبيعتهم الرومانسية بيحبوا المفاجآت. عشان كده عمرى ما هتردد إنى أعمل كده كطريقة لمصالحة خطيبتى أو زوجتى. ريم يسرى طالبة بالجامعة الأمريكية تضحك قائلة «زمان البنت كانت تحب الورد والشيكولاتة لكن دلوقتى إحنا بنحب المفاجآت غير المتوقعة وغير التقليدية، وده بيعبر عن مدى اهتمام الشخص ده بيكى لأن لو بيحبك فعلا هيعمل المستحيل وأى حاجة مجنونة عشان يرضيكى. وكل ما كانت الحاجة دى صعبة أو مكلفة بحس بقيمتى عنده. وعموما إحنا بنات اليوم بنحب التعبير عن الحب المجنون والغريب مش التقليدى الروتينى ولا يجذبنا إلا الشاب المتطور اللى ممكن يعمل أى حاجة عشان اللى بيحبها لأنه لو مغامرش عشانها دلوقتى فأكيد مش هيعمل ده بعد الجواز.•