(1) ربما أكون متقلبة المِزاج صعبة المِراس.. عصية المنال ربما تكون تصرفاتى غير مفهومة لكل النساء والرجال ربما لا أكترث لتغيير «تسريحة» شَعرى وتلوين أظافرى ربما لا يسكرنى إلا الخطر والسفر إلى المحال قد أكون سريعة الغضب وسريعة النسيان سريعة الملل قد أصحو من النوم كل يوم مضطربة الأحوال قد أكون كالحصان المجهد لكننى لا أخسر السباق قد أكون بائسة يائسة أجرى وراء السراب والظلال قد أكون كثيرة البكاء قليلة الود قليلة الوفاء قد أتشبه أحيانا بالنعام وأدفن رأسى فى الرمال ربما تطول فترة صمتى ربما تكثر مرات غيابى قد أكون مجرد وهم قد أكون محض خيال لكننى «أحبك» (2) لا تبحث عنى فى محلات الأزياء والماكياج والعطور ابحث عند البحر على أوراق الشجر فى تغريد الطيور ابحث عنى بين آهات القصائد والكلمات داخل عيون أضناها البكاء فى رشاقة السابحات المنبوذات وندم لا تغفره السماء ابحث فى قلوب خدعها الزمن ابحث فى زمن غيرته القلوب ابحث فى بقايا فناجين قهوتى وفى أدراج تحفظ بقية كرامتى ابحث فى صهيل الخيول فى المطر والسيول ابحث فى كل مكان إلا «قلبك» (3) أخذنى إلى أسرار التراب والهواء والنار والماء علمنى التواضع والصبر وكيف أتصالح مع الأشياء ثم... «مات» نسى أن يعلمنى كيف تنمو الزهرة وسط الخراب وكيف تحتمل الورد قسوة الصحراء (4) أنا فى حزنى «سعيدة» أنا فى متاعبى «مستريحة» أنا فى سجنى «حرة» أنا فى صمتى «فصيحة» أنا فى غيابى «حاضرة» أنا فى قبحى «مليحة» (5) مهما فعلنا مهما احتفلنا لن نفى ثورة 30 يونيو حقها إنها «الساحرة» التى حولت التراب إلى ذهب واليأس إلى عصافير خضراء فى 30 يونيو توحدت الملايين ضد سماسرة الأوطان وتجار الدين وبائعى النساء فى 30 يونيو أجهض الشعب المصرى أكبر مؤامرة عرفها التاريخ فى ثورة لها عنفوان الشلالات وصمود الجبال ثورة مسالمة لا تريق الدماء (6) ماذا تنتظر لتفتح الباب وترحل؟ لا شىء نقوله لا شىء نفعله لماذا لا تأخذ سجائرك وصمتك ومفاتيح سيارتك وترحل؟ اتركنى أمحو الأوقات التى لا تشبهنى اتركنى أغسل جسدى بالماء الذى أوحشنى اتركنى أرتب الأشياء التى بعثرها الضجر اتركنى أكمل القصائد التى أوقفها السهر اتركنى أرجع إلى أغنياتى ودفء بكائى علنى أتذكر اسمى الحقيقى وأتعرف على الملامح النائمة على وجهى ارحل قبل أن أكرهك (7) «البحر» ينادينى لكننى أقسمت أن لا بحر «بعدك» •