بصراحة عندما جاءتنى الدعوة من إدارة مهرجان شفشاون الدولى للتصوير الضوئى لتحكيم المسابقة الدولية والمشاركة فى فعاليات المهرجان فى دورته الرابعة لم يكن لدىّ أى معلومات عن هذه المدينة وكانت كل معلوماتى عن المغرب تقتصر على مدينتى الدار البيضاء والرباط. شفشاون - الجوهرة الزرقاء فلجأت إلى الإنترنت للحصول على معلومات عن تلك المدينة فوجدت أنها مدينة صغيرة تقع فى شمال غرب المغرب على سلسلة جبال الريف تصل إليها من الدار البيضاء بالقطار حتى طنجة ثم بالأوتوبيس أو بسيارة من المطار عبر طريق زراعى طوله 300 كم تتناثر على جانبيه أشجار الزيتون وفى كل الحالات تستغرق الرحلة من القاهرة حتى شفشاون حوالى 12 ساعة على الأقل - التأشيرة تستغرق أسبوعًا للحصول عليها من السفارة بالزمالك.. اسم شفشاون يعنى باللغة الأمازيغية «قرون الجبل»، وقد أطلق على المدينة نسبة لقمم الجبال المطلة عليها أنشئت سنة 1471 م على يد على بن راشد، لإيواء مسلمى الأندلس بعد طردهم من طرف الإسبان من جهة، ولصد الاحتلال البرتغالى للعديد من المدن الساحلية بشمال المغرب من جهة أخرى.. بعد رحلة طويلة وصلت ليلا إلى شفشاون، حيث تم إنزالنا مع باقى الضيوف فى فندق بسيط جميل على الطراز الأندلسى يقع على جبل على أحد أطراف المدينة.. بعد الإفطار اصطحبت كاميرتى وبدأت اكتشاف المدينة والغوص فى شوارعها وحواريها وجبالها، حيث بدأت بالجبال المحيطة بالمدينة، حيث يمكن أن تشاهد المدينة من أعلى بشكل بانورامى، ثم توجهت إلى منطقة رأس الماء، حيث توجد الشلالات الجميلة وسط الطبيعة الساهرة والمبانى الملونة.. ثم توجهت إلى ساحة وطاء الحمام وهى ساحة تقع وسط المدينة العتيقة بمنطقة القصبة، تبلغ مساحتها 300 متر مربع، وكل الطرق فى المدينة تؤدى إليها. ذات طراز معمارى أندلسى، تعتبر مقصد السائحين فى كل وقت، فهى تمثل قلب المدينة، حيث تنتشر المطاعم البسيطة والمقاهى التقليدية المظللة بالأشجار، هناك يمكنك تناول الشاى المغربى الأخضر الشهير المخلوط بالنعناع والقهوة بالحليب، وتشتهر تلك المنطقة بالصناعات اليدوية من نسيج وخزف ومصنوعات خشبية وتعتبر تلك المنطقة كنزًا للمصورين حيث تنتشر بها المبانى القديمة المطلية بالأزرق السّماوى الساطع بما تحويه من منازل وفنادق ومتاجر بسيطة يصل بينها ممرات ضيقة تتوزع عليها الإضاءة والظلال على مدار اليوم فتزيدها جمالا ورونقا.. قضيت أربعة أيام بالمدينة - انبهرت بجمالها وحسن الضيافة وطيبة أهلها وعدتُ بصور وذكريات جميلة وصداقات عديدة وشوق لاستكمال اكتشاف باقى المدن المغربية التراثية من فاس ومراكش وغيرهما. •