تحت رعاية كل من مستشفى بهية للسرطان والجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان ودار ليان للنشر لصاحبها الأستاذ فتحى المزين، عقد مؤتمر المرأة المصرية والعربية نحو غد جديد تحت شعار الجميلات هن المحاربات بمسرح رسالة بالمقطم، وقد استضاف المؤتمر عددا من المحاربات فى كل المجالات صحافة وإعلام، أمهات لأطفال ذوى احتياجات خاصة لكن يبقى الجزء الأكبر تأثيرا والذى أرهف مشاعر كل المستمعين هن محاربات السرطان ذلك المرض اللعين والذى قد لا يطيق البعض منا مجرد نطقه أو سماعه فى الوقت الذى يوجد بيننا من يحاربه بقوة وإصرار ومن قرر أن يكون ندا له. عندما استمعت لشهادات خمس من النساء المصابات بالسرطان واللاتى قررن مشاركتنا فى قصص كفاحهن مع المرض اللعين، قصص كفاح يدعمها الأمل والحمد، لا أنكر أنى شعرت بالضعف وأنا أستمع لهن فأوقات نحزن ويصيبنا الاكتئاب بأمور هينة بالمقارنة بمدى صبر وجلد الآخرين. بالرجوع للحالات الخمس أو بالرجوع للمحاربات الجميلات الخمس واللاتى تكلمن بقوة وصلابة لم أر مثيلاً لها فإنى قد استمعت لهن بقلب وعقل امرأة وليست الصحفية المرأة التى من الممكن أن تصاب فتفقد ثديها أو شعرها أو يدخل إلى حياتها من يبتز مشاعرها فى لحظات ضعف ويتركها أشد ضعفا ووهنا عما كانت عليه. المرأة التى من الممكن أن يتخلى الجميع عنها لتجد نفسها محاربة، فمريضة السرطان لا تحارب مرضا فقط ولكنها تحارب ما هو أكثر مجتمع يتعامل معها بضعف، زوج يتخلى عنها فى أشد اللحظات احتياجا، أنوثة مشوهة من العمليات الجراحية والبتر والاستئصال ابتزاز عاطفى من المستغلين من حولها وأخيرا مرض ينهش فى جسدها وعلاج كيماوى وإشعاعى وهرمونى. حرب مكتملة الأركان تخوضها المرأة بمفردها وإذا لم تكن هى الأكثر دعما لنفسها فلن يدعمها أحد. • القصة الأولى «أجمل بعد السرطان» رشا محمد عبدالقادر قالت: السرطان جعلنى أرى أشياء لم أرها من قبل، قائلة كنت موظفة وزوجة لرجل أحببته أربع سنوات وتم زواجى به وبعد تحقق حلمى فى الاقتراب منه بشهر ونحن نستعد للسفر للسعودية والإقامة هناك اكتشفت مرضى وهو سرطان ثدى كان عمرى 23 سنة وقد خضعت لجلسات الكيماوى والعلاج الإشعاعى ولكن الزوج لم يحتمل البقاء معى وتخلى عنى لأجد نفسى فجأة بلا حب وبلا وظيفة وأحارب مرضاً لعيناً. فكرت كثيرا فى حبيبى هل تركنى لمرضى أم لأنه شخص لا يستحق حتى التفكير فيه وبالفعل لم أقف كثيرا عند هذه النقطة وكان بداخلى دائما مقولة «ما ضاقت إلا لما فرجت» وقاومت إحباط العلاج الكيماوى والآن أنا مازلت فى مرحلة العلاج. رشا أشارت إلى دور الجمعية المصرية لعلاج السرطان فى دعم الجانب النفسى.. واختتمت رشا كلامها قائلة لم أكن أر نفسى جميلة قبل المرض أنا الآن أصبحت أجمل، ووجهت رشا رسالة لزوجها الذى تخلى عنها بعد مرضها قائلة: إن «المريض بيشفى والسليم هو اللى بيموت فجأة». •القصة الثانية «حرق وقت» سمينة الباز مريضة سرطان عظام ورئة.. أول ما قالته بعدما أمسكت الميكروفون مخاطبة المستمعين «أنتوا بتحرقوا وقتكم كل واحد فيكم يشوف كام ساعة بيقضيها على النت وعلى التليفون لكن أنا قررت أنى ما أحرقش وقتي» سمينة قالت: أصبت بسرطان العظام وقد قال لى الأطباء إن أمامى اختيارين إما أن أبتر رجلى أو أن أخضع لعلاج ثلاث سنوات وأتوقف عن الحياة تماما وأقيم فى المستشفى فترة الثلاث سنوات كان عمرى عشرين عاما وقررت وقتها البتر حتى لا أضيع من عمرى ثلاث سنوات. وزنى زاد 20 كيلو بعد عملية البتر وتغير شكلى لم أعد أعرف نفسى وقررت عدم الاستسلام كنت مشغولة بأن أرجع لصديقاتى من جديد ودون أى تغيير فى شكلى لهذا قررت إنقاص وزنى واعتدت على المشى بالرجل البديلة. النجاح يحتاج لمثابرة لا يحتاج لواسطة أو فلوس لأنى بعد ذلك قررت أن أخوض تجربة جديدة فى العمل فعملت فى مجال الإدارة وتفوقت فى مجال عملى وتم تكريمى فى العمل. • القصة الثالثة «بساتين مصر» صفا الخولى طبيبة أسنان ومذيعة مصابة بسرطان المخ أصيبت منذ ستة أعوام سنة 2010 جلست على المسرح وهى تمسك بعكازها الذى تقاوم معه آلام المرض اللعين وحولها طفلاها قالت كنت أشعر بصداع وكنت أعتقد أنه الصداع الطبيعى ولكنى اكتشفت أنى مريضة بالسرطان أصبح عملى طبيبة أسنان صعب خاصة بعد تأثير ذلك على يدى ولكن كان لدى هدف آخر فأنا من محبى الزراعة ودائما كان يقلقنى رؤية اللون الرمادى فى مصر فقمت بمبادرة اسمها بساتين مصر. صفا لم تتحدث كثيرا عن المرض لكنها تحدثت عن الأمل متمثلا فى الزراعة داعية أى شخص يستمع لها أن يزرع أى شيء لكى تستمر الخضرة. • القصة الرابعة «الداعم المبتز» بطلتها هى رانيا السيد مريضة سرطان ثدى.. ربما هى القصة الأكثر تأثيرا لأنها طرحت موضوعا مهما سمته الداعم المبتز وهو الشخص الذى يظهر فى أسوأ مرحلة فى حياة المرأة المصابة بالسرطان والتى يتساقط فيها الشعر ويتشوه الجسم من العمليات الجراحية والبتر والاستئصال ولا يطلب المريض أى دعم لكن يظهر فى حياته من يدعمه من يقدم له الحب فى أكثر الفترات احتياجا ثم بعد ذلك تحدث الصدمة ويطالب الداعم المبتز بطلبات يستحيل تنفيذها كأن يقول أنا أريد امرأة مكتملة الأنوثة وهو يعلم أن ثديها تم استئصاله أو شعرها يتساقط أو أنه يقول إنه يريد الإنجاب وهو يعلم تماما أن الآثار الجانبية للعلاج الكيماوى والإشعاعى قد تكون سبب الحرمان من الإنجاب. رانيا قالت الداعم المبتز هو أشد من السرطان نفسه لأنى أتفهم أن الزوج كى يرفض الاستمرار فى الزواج بعد إصابة زوجته لكن فى هذه الحالة فإن الابتزاز يحدث بعد المرض وفى فترات الضعف بدعوى الدعم النفسى، وقد اقترب الداعم المبتز من المريضة فى فترة ضعفها ناصحة كل امرأة مصابة بالسرطان أن تأخذ حذرها فى أن تخوض فى تجارب غير محسومة. • القصة الخامسة «السعادة» فايزة السيد ربة منزل قالت: بالرغم من التجربة القاسية والتى مررت بها فى مرحلة العلاج وكان علاجى الوحيد للتخلص من السرطان هو عملية زرع النخاع وبالرغم من خطورتها ونسب نجاحها القليلة أو حتى فرص الحياة بعد نجاح العملية إلا أننى كنت سعيدة لأنى استطعت أن أعيش تفاصيل كل لحظة مع أولادى وأصحابى وأقدر أعمل اللى نفسى فيه، فضلا عن أن عملى فى الجمعية من دعم المرضى نفسيا جعلنى فى وضع نفسى أفضل، ففى أوقات المرض يكون الإنسان فى أشد لحظات الاحتياج والدعم. فايزة قالت: «أنا مش خايفة من السرطان ومش خايفة أنى هموت.. أنا هموت لما عمرى ينتهى ويحين الأجل». •