فى حضور كوكبة من الفنانين التشكيليين بقاعة «بيكاسو» بالزمالك تم افتتاح معرض الفنان التشكيلى مصطفى رحمة «بلقيس» والذى يستمر حتى 8 يناير 2016 ويتناول رحمة، من خلال لوحات المعرض التى تزيد على الأربعين، مكانة المرأة، التى شهد التاريخ على تأثيرها القوى فى الواقع السياسى والاجتماعى عبر الأزمنة والعصور المختلفة مسلطا الضوء على المرأة المصرية فى عشرينيات القرن الماضى، باعتبارها فترة تليق بها. واللافت فى المعرض إن أهم ما يميز رحمة الذى مارس التصوير باحتراف مؤخرا بعد رحلة طويلة مع الكاريكاتير هو أنه أصبحت له شخصيات خاصة به، وبخاصة ألوانه المشرقة والبهجة التى تميز أعماله، ففى عالم رحمة تستطيع أن تغسل همومك وتحلق مع نسائه فى تلك السماوات البرتقالية ذات الأهلة البيضاء. يلعب الفنان مصطفى رحمة على تيمة «المرأة» التى يرمز لها بالخير فى شكل نساء متعددات فى لوحاته، مرة وهى تتأمل ومرة وهى متأنقة بهية المنظر والجوهر فى ألوان ساخنة طازجة. وينتصر الفنان للمرأة، بطلة معرضه كالعادة قائلاً: تعمدت أن أقدم المعرض عن بلقيس فى إطار استعادة التاريخ القديم، وكذلك من باب الاختلاف عما قدمته سابقاً. مضيفًا: باستمرار أحاول أن أعيد للمرأة حقوقها التى سلبت على مدار السنوات الماضية. ويضيف: إن للمرأة مكانة مميزة تليق بها فاحتلت أغلبية لوحاتى، ولكن اللافت كأن تاريخها مكتوب بالمقلوب، بمعنى، وجودها الكلى بالتاريخ، فمنهن من أدارت شئون بلاد وامبراطوريات من خلال تربعهن على عروشها، بل شكلت مع الرجل كتابة التاريخ الذى نعرفه، بل غيرته فى أحايين كثيرة، وبعضهن جاءتنا أخبارهن عبر أساطير رويت شفاهية كبلقيس ملكة سبأ وغيرها كثيرات، وقد عنونت اسمها «بلقيس» معرضى فى بيكاسو لأرصد ماذا حدث للمرأة فى مصر، بعدما ظهرت فى العشرينيات من القرن الماضى بما يليق بها ويتوافق مع تاريخها المدون فى المعابد القديمة، تاركة لنا جمالاً تحسد عليه، من تبرج فاق كل دور الجمال، نفرتيتى نموذجاً.. ويؤكد رحمة أن المرأة فى بلدى لم تعد ملهمة لرسام أو شاعر كما كانت، فمختار المثال أنتج كل منحوتاته الخالدة والمرأة نموذجه الأثير، كذلك محمود سعيد الفنان الرائد الذى أظهر جمالهن على الرغم من التفاوت الطبقى بينهن حتى جاءنا محطمو التماثيل وأوغلوا فى صدور نسائنا تحريم الفنون كلها، وهل تستقيم الحياة من دون فنان يستلهم أعماله من ملهمة الدنيا كلها، التى أنصفها التاريخ. ونبذناها نحن؟.. وأوضح رحمة أنه مقتنع أن الله لم يبدع الجمال لنخفيه نحن، بل خلق الدنيا لكى ننهل من نعمه من التى أنعم بها على مخلوقاته.. والمرأة على رأس هذه المخلوقات بالطبع. وقال رحمة: إن لوحات المعرض كلها من الذاكرة وأصَّلها بقراءات وخبرات شخصية ومجتمعية والفكرة هى التى قادته للتلوين، وقناعته تامة بفكرة استحضار زمن مضى ولن يعود.. زمن كان يعبر عن مصر الجميلة الحقيقية وليست مصر القبيحة المهملة التى تهاجم أى قيمة جمالية.. وفى تعليقه على المعرض قال الفنان التشكيلى سمير فؤاد: برشاقة خطوطه وفخامة ألوانه يختار «مصطفى رحمه» «بلقيس» عنوانا لمعرضه مستوحيا من ملكة سبأ جانبها الأنثوى تارة، والأسطورى تارة أخرى. فجاءت نساء لوحاته بضات فخيمات لاهيات مع ذواتهن، يقرأن الطالع أو يمتطين أحصنة أسطورية وديعة محلقات فى سماوات صافية لا يعكرها شيء. أما رسام الكاريكاتير سمير عبدالغنى فيقول: إن تجربة رحمة الطويلة كرسام للأطفال والكاريكاتير جعلاه يسعى لنقل الإحساس بالفرح لأى موضوع يقوم برسمه فضلا عن تميز التكوينات فى لوحته بالبساطة المدهشة فضلاً عن قيامه بعملية بحث طويلة ثم يتبعها تبسيط العمل الذى يقدمه بحيث يصبح كالسهل الممتنع.•