جولات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الناجحة لدول العالم شرقا وغربا.. واستعادة مصر لدورها المحورى الخارجى.. كان ضد مصالح بعض الدول، فأثار هجوم بعض الدوائر الإعلامية والدبلوماسية على مصر.. لمعرفة كواليس تلك الهجمة كان لنا هذا الحوار مع المتحدث الرسمى للخارجية المصرية: المستشار أحمد أبو زيد.. • أزمة ( السفير البريطانى الأخيرة) تعيد للأذهان ما واجهته مصر مع الإعلام الغربى والدبلوماسية العالمية عقب 30 يونيو، واستطاعت تجاوزه.. فهل نشهد الأزمة نفسها لتشويه صورة مصر الآن ؟! - بالفعل شهدت فترة ما بعد ثورة 30 يونيو حالة من (التشكيك) وعلامات الاستفهام وتشويه للثورة المصرية، ولكننا تجاوزنا تلك المرحلة بنجاح، وذلك من خلال ما تم إنجازه على خارطة الطريق، من الانتخابات الرئاسية، الدستور، استفتاء الدستور، وفى كل مرحلة كنا نقوم بتوضيح الإنجازات ما جعل الدول المتشددة تتحول لدعم مصر. ولذلك يجب أن نفرق بين المستوى الرسمى والدبلوماسى فى علاقتنا بالخارج وبين التعامل مع الإعلام. العلاقات الخارجية الرسمية سواء مع الولاياتالمتحدة أو الاتحاد الأوروبى، وأيضا الاتحاد الإفريقى، خطت خطى كبيرة، ولدينا علاقات قوية ومتزايدة، وذلك نتيجة لقرب الانتهاء من خارطة الطريق بنجاح. وبفضل جولات السيد الرئيس على مدى عام، سواء لدى الكتلة الشرقيةوالغربية ايضا، وباستثناء بعض الدول ذات المصلحة فى انهيار مصر التى لا تتعدى أصابع اليد الواحدة. فإن علاقتنا بدول العالم متنامية وقوية. أما على مستوى الإعلام.. فالأمر مختلف حيث إننا واجهنا، ومازلنا نواجه قوى أخرى تتحرك ضد الصالح المصرى وهى ( تنظيم الإخوان الإرهابي)، فى محاولة لتعبئة بعض دوائر الإعلام الغربى ونقل صورة غير واقعية. ولكننا الآن لدينا خطة كاملة لشرح ما يحدث بمصر والرد على كل ما يعرض فى الخارج والتواصل مع الإعلام الغربى بشكل مباشر. لدى وزارة الخارجية الآن موقع باللغة الإنجليزية على أكثر من موقع من مواقع التواصل الاجتماعى، ومؤخرا تم إطلاق مدونة وزارة الخارجية للرد على ما يكتب فى الإعلام الخارجى، ونعمل للوصول للمجتمع الغربى ولا نترك الأمر لسوء فهم أو سوء نية. ومثال ذلك ما حدث فى موضوع الرهينة الكرواتى مع شبكة C.N.N عندما نُشرت ادعاءات خاطئة. تم نشر رد الحكومة المصرية على الشبكة نفسها وفضحنا كذب الادعاءات القائلة بأن سيناء خارج سيطرة الحكومة المصرية. والأمر نفسه حدث مع ادعاءات (محمد سلطان) حول معاملة السجناء داخل السجون المصرية الذى نُشر فى نيويورك تايمز، حيث قمنا بالرد بالمستندات التى تكذب ادعاءات (محمد سلطان)، ولكن كان للجريدة عدة استفسارات معنية بها وزارة الداخلية وطلبنا منهم إمهالنا يوماً واحداً للرد ما بعد يوم الجمعة ووعدونا بعدم استكمال النشر إلا بعد استكمال تلك الاستفسارات، وفوجئنا بهم يخالفون وعدهم، ولكننا قمنا بالرد عليهم، خاصة أن هذا يتعارض مع أخلاقيات المهنة، على حساب الوزارة فى تويتر، وفيس بوك. وفوجئوا من سرعة الرد والندية. ونجحنا أيضا فى الحصول على دعم الدول الصديقة للموافقة على قانون مكافحة الإرهاب رغم حملة التشويه ضده، وذلك من خلال تحرك السفارات المصرية بالخارج بحملة لشرح بنوده ودواعيه. وحتى مشروع قناة السويس الجديدة كانت هناك محاولات لتشويه ولكن الإعلام الغربى المتخصص قال الحقيقة وأكد أنه مشروع محورى للعالم. • وماذا عن السفير البريطانى والحملة الإعلامية المصاحبة لحكم قضية خلية الماريوت ؟! - بعض الدوائر الغربية تعاملت مع حكم خلية الماريوت على كونه انتهاكاً لحرية الصحافة والتعمير واعتبروه يؤثر على صورة مصر. وقامت وزارة الخارجية بالرد على هذه الادعاءات نيابة عن الشعب المصرى. ولكن سلوك السفير البريطانى كان غير مقبول وإن كان لا يجب أن يأخذ أكثر من حقه حيث إن العلاقات بين مصر وبريطانيا قوية ومتزايدة، وهناك دعوة من رئيس وزراء بريطانيا للرئيس السيسى وسوف تتم تلبيتها قريبا. وقد تم توجيه رسالة للسفير البريطانى بأن حديثة غير مقبول وأن مصر ترفض أى تدخل فى شأن داخلى لها أو التعليق على القضاء المصرى، وأن الصحفيين المتهمين يحاكمون على سلوك جنائى موثق بمستندات وليس رأى أو حرية نشر، وأن الوحيد الذى له الحق فى الاعتراض على حكم القضاء هو الشعب المصرى، وأنه يجب على السفير فى أى دولة تعزيز العلاقات وإقامة الروابط. ولكن مفهوم لماذا قام السفير بهذا السلوك. لأن هناك ( مواطناً بريطانياً هو أحد المتهمين فى هذه القضية)، وقد تم توجيه تلك الرسالة لنقلها لحكومته بقرار من وزير الخارجية وقد وعد السفير بذلك. • رحلة السيد الرئيس للكتلة الشرقية وهل لهذا تأثير على علاقة مصر بالكتلة الغربية ؟! - مصر دولة محورية، مصر لها ثقلها السياسى على المستوى الدولى والعربى، وليس منطقيا أن مصر بقدرتها على التأثير العالمى وتشعب علاقاتها وتنوعاتها، يعتبر انفتاحها على الشرق يأتى على حساب الغرب أو العكس. وتوجهات السيد الرئيس وجولاته فى الشرق والغرب على مدى عام وإلى الآن تعكس هذا التوجه. وجولته الحالية إلى ( آسيا) جاءت للاستفادة من تجاربها الاقتصادية والعلمية ( سنغافورة -الصين - أندونيسيا)، هذه الدول أظهرت تقارباً ودعماً لمصر منذ ثورة 30 يونيو. وطبيعى أن يحدث انفتاح على هذه الدول. سنغافورة دولة تتمتع بقدرة عالية على جذب رءوس الأموال ونحن على أعتاب مشروع قناة السويس. الصين أيضا عملاق اقتصادى، ولها علاقة مع مصر وشراكة كاملة منذ 2009، ويقدر حجم التعامل الاقتصادى 12 مليار دولار فى عام 2014. و70% من صادرات مصر من الرخام تصدر إلى الصين. ولذلك كان من الضرورى زيارة السيد الرئيس إلى الصين حيث تم توقيع عدة بروتوكلات خاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتنمية الثروة السمكية فى مصر وقطاع البترول. وليس صحيحا أن انتفاح مصر على الشرق يعنى انغلاقها ضد الغرب. السيد الرئيس زار ألمانيا، وإيطاليا تعتبر الشريك الاقتصادى الأكبر لمصر، وتم استعادة الحوار الاستراتيجى مع (أمريكا) الذى كان متوقفا منذ 7 سنوات، كذلك التعاون العسكرى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية الذى تمت استعادته بصفقة طائرات F16 ولكن من الخطأ اختزال علاقات مصر الخارجية فقط فى علاقاتها بأوروبا وأمريكا وكأنهما العالم كله، فهناك آسيا وإفريقيا أيضا. • الملف الإفريقى أصبح ضرورة حياة لمصر فى ظل الاستمرار فى بناء (سد النهضة) ما آخر ما وصل إليه هذا الملف ؟ - التوجه المصرى تجاه إفريقيا استراتيجى وليس تكتيكياً بمعنى أن مصر تدرك جيدا أن لها مصالح مع إفريقيا. ولكنها ايضا لها رغبة فى إحياء علاقاتها التاريخية مع إفريقيا التى تأسست على الشراكة وإن كانت قد انقطعت لفترة أو أُهملت. فنحن نعمل لاستعادتها بقوة، وذلك من خلال دعم قضايا التنمية والأمن الإفريقى ونحن جزء منها، ولذا علاقاتنا ثنائية بأقطاب القارة الإفريقية مثل: اثيوبيا - السنغال - الكونغو. ومحاولة مصر لتطوير الصندوق الإفريقى إلى «الوكالة الإفريقية» من أجل التنمية هو التطبيق العملى للتواصل مع إفريقيا. فهناك مشروعات لوزارات الزراعة والتعليم المصرى فى إفريقيا، وكذلك دور الأزهر فى إفريقيا لتعليم المسلمين وسطية الإسلام، وتواصل الكنيسة المصرية أيضا مع الكنيسة فى إثيوبيا. أما مشكلة سد النهضة، فإن حل القضية له شقان سياسى وفنى، يتم الأول من خلال لقاءات دورية مفتوحة بين قادة الدول لدعم المسار الفنى، أما الثانى فهو إتمام الدراسات الفنية الخاصة بالسد وتحديد الضرر المحتمل من السد، وتأثيره على دول المصب، وهو دور اللجنة الوطنية الثلاثية، التى تعمل للتوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاثة ولمصلحة الدول الثلاث، وهو ما تم الاتفاق عليه فى أول لقاء بين الرئيس المصرى فى (مالبوا) ورئيس إثيوبيا. وكذلك فى مارس الماضى فى لقاء (اتفاق المبادئ) بين الرئيس السيسى والرئيس البشير، ثم تحديد اتفاق المبادئ على أن تتم موافقة الدول الثلاث على قواعد التشغيل للسد وخاصة قبل الملء والتفريغ للمرة الأولى. فالعبرة ليست توقيع على اتفاقات، ولكن العبرة فى الإرادة السياسية للحفاظ على المصلحة المشتركة للشعوب فى الدول الثلاث. وهو ما يجعل المفاوضين يتحلون بالهدوء والتروى والتدقيق فى التفاصيل، رغم إدراك أهمية الوقت ولكننا واثقون من إدراك القيادة السياسية بعدم التفريط بالأمن المائى المصرى. • ولكن ماذا عما يقال عن الاختراق الإسرائيلى لإفريقيا ؟ - إسرئيل دولة لها علاقات بدول العالم ومنها إفريقيا، ولكن نحن نراقب التحركات الدولية، وندرك أن بعضاً من تلك التحركات الدولية فى إفريقيا وبعض دول حوض النيل قد لا يكون لصالح مصر. ولكننا نواجه ذلك بمزيد من الانخراط وندعم علاقاتنا بدول إفريقيا. وخاصة حوض النيل. •