بهواك يا هوى المصايف بهواك وأنا قلبى خايف لو أجيلك السنة دى تجرحنى حد عارف ما هو الصيف اللى فات أنا راجعة بذكريات وحكاية كتير بتحصل لكتير قوى من البنات كانت هى كلمات الشاعر صلاح فايز التى تغنت بها المطربة أنغام عام 1988 ورغم مرور ما يقرب من الثلاثين عاما على هذه الأغنية فإنها لا تزال تعبر عن واقع نعيشه بكل تفاصيله فى كل صيف.. فحكايات المصايف لا تنتهى ولكل بنت حكاية إما أن تغرقها فى أمواج البحر الهادرة لتنهى بها قصة فاشلة أو حكاية جديدة تبنيها على رمال الشطآن لتشيد قصور التفاؤل والأمل بمستقبل واعد.. ربما هى نية مبيتة أو رغبة ملحة لدى كل فتاة أن تذهب إلى الساحل أو المصيف وألا تعود منه إلا وقد «وقعت» عريسا.. الحكايات كثيرة والروايات أكثر ولكن يبقى السؤال دوما: هل هوى المصايف هو الطبيب المداوى لجرحى القلوب؟!! • أكسجين الجو أنا المصيف بالنسبة لى يعنى «تظبيط»، هكذا قالت ضاحكة نهى توفيق - 21 عاما وتكمل: «نعم أنا أنتظر الصيف بفارغ الصبر كى أنعم بالانتعاش.. ليس انتعاش الهواء الذى يفهمه الجميع ولكن أنا أعنى انتعاشاً من نوع آخر.. أقصد انتعاش القلب والروح الذى يحدثه حب جديد أو علاقة جديدة «تمشى الأكسجين فى الجو».. كل سفرية إلى الساحل أخطط كيف استثمرها فى الإيقاع بفتيان جدد.. لا يهمنى أن تستمر العلاقة أم لا فقط يهمنى أن أجدد مشاعرى وألا أقضى الصيف بلا شريك أو صديق؟!!» • نهاية وبداية مروة وحيد - 24 عاما خريجة كلية حقوق عين شمس تروى قصتها مع «هوا المصايف» قائلة: «كنت فى العام الماضى قد أنهيت لتوى قصة حب فاشلة مع زميل لى بالجامعة.. كانت خلافاتنا مستمرة ورغم حبى الجارف له كان القرار الصعب بالانفصال عنه.. والحقيقة أن والدتى اقترحت عليَّ أن نسافر إلى الساحل كى أحاول أن أستعيد توازنى بعد إخفاقى فى قصة حبى.. سافرت وكان هدفى محاولة ترميم ما تبقى منى من أطلال هذه العلاقة الفاشلة ولم يخطر ببالى ما حدث لى بعدها.. فذات يوم كنت أتنزه مع شقيقتى على الشاطئ غير مكترثة بشيء وفور عودتى إلى الشاليه فوجئت بوالدتى تخبرنى بأنه فى المساء سنستقبل ضيوفا يريدون التعرف عليَّ وعلى أسرتى بعدها عرفت أن هناك شابا أعجب بى عندما كنت أتنزه مع أختى وطلب من والدته أن تذهب للتعرف على أسرتى وبالفعل حدث النصيب ورجعت بعد أسبوع من الساحل وقد اتفقنا على الارتباط وها أنا الآن متزوجة من هذا الشاب وأنجبنا فريدة.. سأظل أذكر يوم لقائنا هذا وسيظل الساحل له الفضل فى التعرف على زوجى حبيبى. • تقليب مواجع أما ميادة شريف 29 عاما مهندسة معمارية فتقول: «هوا المصايف بالنسبة لى هو «تقليب مواجع».. كل صيف يحمل لى ذكرى أليمة ووجعا طالما حلمت أن يندمل.. مع كل سفرية إلى المصيف أتذكر فشلى فى قصص الحب التى مررت بها طوال حياتى.. فمشهد البحر ما أن رأيته إلا واجتررت شريط ذكرياتى الموجعة.. ولكن يبقى بداخلى بصيص أمل أن يحل الصيف القادم وأكون قد تخلصت من شجونى أو رزقت بالحب الذى يضمد جروحى. • البسكلتة أما نورا طارق - 26 عاما محاسبة بأحد البنوك الأجنبية فتقول: «أنا مغرمة بركوب العجل وعادة ما أنتظر المصيف ليس فقط لممارسة هوايتى المفضلة وإنما أيضا لأن هذه الهواية هى الطريقة الناجحة التى تمكننى من ممارسة هوايتى الأفضل وهى الإيقاع بالشباب.!! الطريقة غاية فى البساطة: «أخرج بعد العصر لأجوب القرية بالبسكلتة وأثناء جولتى أحاول أن أحدد الشباب الذين تعجبنى طلتهم كى ألقى بشباكي على من يستجيب منهم وقتها أتظاهر وكأننى أتحدث فى التليفون ثم أوقع بنفسى من على البسكلتة بالقرب من الشاب الذى يعجبنى وعادة ما تنتهى هذه الحكاية برقم تليفونه وموعد فى الكافيه فى نفس اليوم مساء»!! • الكورنيش «المصيف كان وش السعد عليا»، هذا ما قالته بريهان عماد «25 عاما» مدرسة لغة إنجليزية: «فى العام الماضى كنت أسير على كورنيش إسكندرية وفجأة ظهر لى شاب وأخذ يعاكسنى طوال سيرى محاولا إقناعى أنه «شارينى» وأنه غرضه شريف ويريد الارتباط بى وأنه أعجب بى من النظرة الأولى منذ أن رآنى أحدث صديقاتى على الكورنيش.. فى الحقيقة أننى أعجبتنى طريقته برغم تقليديتها ولكن كلماته كانت صادقة ومست قلبى وإحساسى والحقيقة أنه أخذ رقم تليفونى وحدثنى ليلا وطلب منى مقابلة والدى وبالفعل حددت له ميعادا وتقدم لخطبتى وسأل والدى عنه وعن عائلته ووجد أنه من أعيان دمنهور وبالفعل تمت خطبتنا لعدة أشهر ثم تزوجنا وأعيش الآن حياة سعيدة هانئة.•