ورحل الفنان والأب النجم الكبير نور الشريف، الذى لطالما آمن بالموهبة الحقيقية وساندها وأخذ بأيديها إلى بر الأمان، تاركًا فى وجدانها وذاكرتها أرقى مشاعر الحب، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى ومجالس جيل الشباب فى الوسط الفنى، بعد رحيله وحرص جميعهم على التعبير عن مشاعرهم تجاه الأب الذى كتب بيده شهادة ميلاد عدد كبير منهم ليكون «وش السعد» عليهم فى عالم الدراما. • المصير أحد أبرز روائع المخرج الكبير يوسف شاهين، والذى قام من خلاله نور الشريف بدور ابن رشد، وشاركه البطولة من خلاله كل من النجم محمد منير، النجمة ليلى علوى، النجمة صفية العمرى، هذا بالإضافة إلى نخبة كبيرة من المواهب الشابة التى كتب «المصير» شهادة ميلادها، حتى أصبحت اليوم من أبرز نجوم الفن، كان أشهرها النجم هانى سلامة، ومسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، هذا المسلسل الذى شهد حشدًا كبيرًا من المواهب الشابة التى شاهدناها جميعا تلتف حول النجم الكبير نور الشريف أو الحاج عبدالغفور البرعى، والتى على رأسها الفنان محمد رياض، الفنانة حنان ترك، الفنانة منال سلامة، الفنان أحمد سلامة، أيضا مسلسل «عائلة الحاج متولى» وحشد آخر من المواهب الشابة من أبرزها النجمة سمية الخشاب، النجمة رانيا يوسف والنجم مصطفى شعبان، وهكذا مازالت الأعمال الفنية تتوالى ومازالت تتوالى معها اكتشافات نجمنا الكبير نور الشريف، فمن أبرزها، مسلسل «العطار والسبع بنات» وبداية حقيقية كانت أيضا وش السعد على كل من الفنانة لقاء الخميسى، الفنان مجدى كامل، وضعت كلاً منهما على أول الطريق الصحيح، معلنة عن موهبة حقيقية بداخل كل منهما، بتوقيع النجم الكبير نور الشريف. • الرجل الآخر من منا لا يتذكر مسلسل «الرجل الآخر»، الذى قدمه النجم نور الشريف فى عام 2000 وقد شهد بداية حقيقية للفنان أحمد زاهر أو حازم، الذى لعب دور نجل النجم نور الشريف من خلال أحداث المسلسل، أيضا النجمة رانيا فريد شوقى التى حقق لها مسلسل «الرجل الآخر» نقلة حقيقية فى مشوارها الفنى، فمن خلاله قدمت دور كاميليا زوجة الابن، التى استطاعت أن تفرض من خلاله موهبتها التى آمن بها النجم نور الشريف ووضع ثقته فيها، ليكون وش السعد عليها، حتى تشهد على غرارها الفنانة رانيا فريد شوقى انطلاقة حقيقية فى مشوارها الفنى، هذا المشوار الذى حالفها الحظ من خلاله حتى تقف أمام النجم الكبير نور الشريف من خلال كل من مسلسل «الرجل الآخر» ومسلسل «العطار والسبع بنات». على الرغم من ذلك تجد الفنانة رانيا فريد شوقى أن عملين فى صحبة الفنان نور الشريف، حصيلة كافية ومرضية بالنسبة لها، أمهلتها الوقت لمعرفة إنسان وفنان اسمه نور الشريف، التى عبرت عن حزنها الشديد على رحيله قائلة عنه: «خليط بين جيلين، هما جيل الفنان فريد شوقى والفنانة فاتن حمامة وجيله، فأنا طالما لمست ذلك العامل المشترك بينه وبين والدى، هذا العامل هو عشق كل منهما للفن، فقد كان أبى كلما سأل عن أى الفنانين الشباب ترى نفسك فى فترة الشباب، فأنا ما زلت أتذكر إجابته التى لم تتغير بمرور الوقت، فقد كان دائما ما يؤكد أنه يرى نفسه فى نور الشريف، لذلك أجد نفسى فخورة للغاية بالعمل معه، فيكفينى فخرا أنه تمت كتابة اسمى على تيتر مسلسل نجمه هو نور الشريف، فأنا مازلت أتذكره وهو ينادى عليّ: «تعالى يا شقية، يا عفريتة»، لقب لم أكن أدرك قيمته فى البداية، ولكن فى النهاية أدركته وأدركت قيمته، فهو لقب يتم إطلاقه على الممثل الذى يجيد تعدد الأدوار، الآن سوف أتحدث عن نور الشريف الإنسان، فقد كان خلوقًا، يجد أن من واجبه الوقوف بجوار المواهب الجديدة الملتزمة وتشجيعها، التى أحمد الله أننى كنت واحدة منها، فمن أقوى المشاهد التى مازالت عالقة فى ذاكرتى، أحد المشاهد من خلال مسلسل «العطار والسبع بنات»، والنجم الكبير نور الشريف يستوقفنى ليتساءل عن السبب وراء اختيارى للسبحة الزرقاء كأحد اكسسوارت الدور الذى أقدمه، فقد كان يهتم كثيرًا بالتفاصيل الخارجية والداخلية، وهنا صارحته برأيى بأهميتها بالنسبة للدور، فهى برأيى صلة الوصل بين كل من الشخصيتين اللتين أقدمهما من خلال المسلسل، فأنا من خلاله قدمت شخصية الراقصة التى تتوب لتتحول إلى شيخة وصاحبة كرامات، ونقلة فى غاية الصعوبة فى حاجة إلى بعض العناصر التى تبرزها، على سبيل المثال لون السبحة الذى يبرهن على طبيعة تلك المرأة الدلوعة التى كانت راقصة ثم أصبحت شيخة». • الدالى من أبرز نجوم الفن أيضا اليوم والذين حالفهم الحظ بالوقوف أمام النجم الكبير نور الشريف فى أولى تجاربهم التمثيلية فى التليفزيون لإثبات موهبتهم هو الفنان الشاب حسن الرداد، الذى جاء لقاؤه بالفنان نور الشريف بمثابة وش السعد عليه، وذلك من خلال مسلسل الدالى، الذى قدمه نجمنا نور الشريف عام 2007، والذى جسد من خلاله حسن دور نجل الفنان نور الشريف، وأكبر تحدٍ قد يتعرض له أى ممثل فى بداياته، وأحلى مفاجأة قد يحملها له القدر، فقد جاء هذا العمل ليعلن عن ميلاد موهبة جديدة، موهبة كان من أوائل المتحدثين عنها هو نور الشريف، ومن أوائل المتحمسين لها والمؤثرين فيها، تلك الموهبة هى للفنان الشاب حسن الرداد الذى أعلن عبر صفحته الشخصية فور إعلان وفاة النجم الكبير نور الشريف عن فقدانه لا للأستاذ فقط بل للأب حيث قال: «يا حبيبى يا أبويا، صعب الكلام، صعب وداعك يا حبيبى، كنت إنسانًا نادرًا ما يوجد مثله، وعلامة من علامات الفن فى العالم العربى، وداعا الأستاذ نور الشريف، يا أطيب وأجمل إنسان». أما الفنان الشاب أحمد صفوت الذى شهد أيضا مسلسل «الدالى» ميلادًا حقيقيًا لموهبته الذى خرج علينا بدور من أصعب ما يكون وجهًا لوجه أمام النجم نور الشريف، ليكون مجرد البداية الحقيقية فى مشوار عمره الفنى، الذى شهد عقب ذلك اللقاء الفنى بالنجم الكبير نور الشريف انطلاقة حقيقية حافلة بالعديد من البطولات سواء فى السينما أو التليفزيون، فقد تحدث إلينا فى إيجاز شديد عن وش السعد عليه، الأستاذ والأب الروحى بالنسبة إليه الفنان القدير نور الشريف قائلا: «فراغ كبير رحل تاركا لنا إياه أستاذى وأبويا وفنانى الكبير نور الشريف، فقد يكون العالم بأكمله فقد فنانًا قديرًا، أما أنا وجميع أبناء جيلى فقد فقدنا جميعا أبًا وأستاذًا وقيمة أثرت بالكثير فى حياتنا، فقد كنت أجلس بصحبة بعض أبناء جيلى نتحدث عن الفنان الكبير نور الشريف وعودة إلى أجمل الذكريات التى ستظل خالدة فى الذاكرة، وفى لحظة ما استوقفتنى نفسى لثوان قليلة لأكتشف أننى خسرت كثيرا برحيل أستاذى وأبويا الروحى نور الشريف». • ضربة شمس لم يكتف شمس او النجم الكبير نور الشريف باكتشافه لابرز المواهب الشابة على مستوى التمثيل، فكلما ذكر اسم نور الشريف سيخبر التاريخ جميع الاجيال القادمة عن دوره الذى لعبه فى اكتشاف عمالقة الاخراج فى مصر بداية من المخرج الكبير محمد خان، الذى قدم معه نور الشريف فيلمه ضربة شمس، والذى حقق نقلة حقيقية فى تاريخه الاخراجى، ايضا المخرج داوود عبد السيد الذى قام بتأليف فيلم الصعاليك من بطولة النجم نور الشريف والذى حقق ايضا نقلة حقيقية فى مشوار المبدع داوود عبد السيد فى بداية رحلته الفنية، هذا بالاضافة إلى المخرج عاطف الطيب الذى تعاون مع النجم نور الشريف فى بداياته من خلال فيلم سواق الاتوبيس وايضا فيلم الغيرة القاتلة، تلك الاعمال السينمائية التى قدمت حدوتة اخراجية فريدة من نوعها اسمها عاطف الطيب، انصفها واخذ بيدها إلى بر الامان انسان وفنان، وهب حياته لفنه، راهن على الكثير من المواهب الحقيقية، فما من مرة خاب ظنه باحدى تلك المواهب، انه نور الشريف .•