لا شىء يحدث فى هذا الكون صدفة!!.. فعندما تفقد «لبلبة» وينشر صاحبها صورا لها على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«انستجرام» مع بعض نجوم الفن, ويحدد مكافأة مالية قدرها عشرة آلاف جنيه لمن يعثر عليها، ثم يجدها جناينى بسيط ليسلمها لصاحبها ويحصل على المكافأة، لم تكن أيضا صدفة.. بل هى خطوات محسوبة من عند الله.. كانت لبلبة هى طوق النجاة الذى تعلق به الجناينى البسيط لتنقذه من مصيره المجهول الذى كان فى انتظاره وترسم على وجهه الابتسامة والأمل من جديد. لبلبلة هى الببغاء الضائع التى أعادت الحياة لصاحبها فور رجوعها له وكانت أيضا أحد الأسباب التى وضعها الله فى طريق الجناينى لفك كربه لتدخل الفرحة والسرور عليه. وعن رحلة اختفاء لبلبة وعودتها يخبرنا صاحبها حسن قائلا: لبلبة هى صاحبتى التى ترافقنى فى كل مكان أذهب إليه وابنتى التى أخاف عليها عندما تمرض وصديقتى التى تسلينى فى أوقات فراغى.. دائما بجوارى فى السيارة خفتها وشقاوتها ينسيانى زحمة الطريق الذى اعتدت عليه كل يوم أثناء ذهابى للعمل تقف على كتفى أثناء القيادة لتشاهد الناس من زجاج السيارة.. وجودها معى فى المكتب يكسر روتين الحياة الممل ويخفف من ضغوط العمل.. لبلبة طائر محبوب لأبعد الحدود .. فلها معجبون ومحبون على موقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام» ولها أيضا صور مع مجموعة من نجوم الفن والمشاهير.. فهى ليست عائقا فى دخولى أى مكان، لأن حب الناس لها يسهل علىَّ الحياة أكثر. توقف حسن عن الكلام للحظة وكأنه يريد ألا يتذكر لحظة اختفائها مرة أخرى، وأكمل بنبرة صوت شبه حزينة قائلا: اليوم الذى اختفت فيه لبلبة كنت فى بيت أصدقائى وقضيت أنا وهى اليوم معهم، وكانت لبلبة متوترة من أجواء البيت لأنه جديد عليها ولم تتكيف معه.. فاختفت فجأة وظللت أبحث عنها فى المدينة ولم أجدها حتى كتبت إعلاناً ونشرته بشكل موسع على كل مواقع التواصل الاجتماعى.. فهذه الفترة لم تكن سهلة على فاختفاؤها أصابنى بالوحدة.. وبأن هناك شيئا ناقصا فى حياتى.. وأننى قصرت فى حقها عندما تاهت منى.. وبفرحة رجوعها يخبرنا حسن قائلا: صديقى أخبرنى أن هناك «جناينى» وجد لبلبة فى حديقة المنزل المجاور لمنزلهم وتخيلت للحظة أنها لم تكن طائرى الذى ضاع منى.. وعندما رأيتها معه من بعيد شعرت وكأن الحياة عادت إلىَّ من جديد.. فأخذتها على الفور وأعطيت الجناينى المكافأة المالية.. وبعد عودة لبلبة قررت أن أركز معها وأعتنى بها أكثر وأحافظ عليها.. ثم يوضح قائلا: الببغاء لا يستطيع أن يرد الإهانة لصاحبها، إذا تطاول عليه بالشتيمة.. لكنه يعرف جيدا أن يميز بين الشخص الذى يحبه والذى يكرهه.. وأنا أيضا أتعرف على شخصيات الناس من خلال معاملتهم مع لبلبة.. لأن الناس شخصيتهم الحقيقية تظهر عندما يتعاملون مع الأطفال والحيوانات. وعن فرحة الجناينى بالمكافأة المالية التى لا توصف، يخبرنا شعبان والابتسامة لا تفارق وجهه قائلا: سمعت من أصحابى الجناينية أنه يوجد ببغاء ضائع من صاحبه وعارض مكافأة مالية لمن يجده.. وبعد يومين من الخبر.. وجدتها فى الجنينة التى أعمل بها. تخيلت للحظة أننى أتوهم، ولكن سرعان ما ثبت نظرى لأجدها تقف أمامى.. وظللت أحمد ربنا على النعمة التى رزقنى بها من حيث لا أحتسب.. ولأن طول عمرى أعمل فى الطبيعة والخضرة.. فكان لدىَّ خلفية فى كيفية التعامل مع الطيور والعصافير.. وبالفعل تعاملت مع الببغاء بمنتهى الهدوء وأعطيتها الأمان حتى جاء إلىَّ.. وذهبت به على الفور إلى البيت الذى بجوارنا، ليخبروا صاحب الببغاء أننى عثرت عليه.. وظلت محتفظا بها إلى أن جاء صاحبها وسلمته الببغاء فى يده.. وأخذت المكافأة.•