خاص من لندن بريطانيا.. كما أمريكا وإيطاليا وغيرها، لاتريد مزيدا من العمل العسكرى فى الشرق الأوسط ولهذا دعت بعد مذبحة المصريين المروعة فى ليبيا التى استنكرتها بشدة، إلى الهدوء والتحلى بالصبر والبحث عن حلول سلمية.. وعدم الانغماس فى عمليات عسكرية.. وهو ماردده رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون. وقالت صحيفة «تايمز» فى افتتاحيتها إن الرئيس السيسى من خلال الغارات الجوية على مراكز داعش فى ليبيا وهى مهمة يمكن تفهمها، يحاول أن يخلص المصريين من الوضع غير المستقر الذى تسببه هذه المنظمات الإرهابية، رغم مخاطر ذلك، لكنها مهمة تستحق المخاطرة، كما أنه يضع مصر من جديد كلاعب قيادى فى الشرق الأوسط. لكن «التايمز» حذرت أيضا من التمادى فى العمل العسكرى. فهل هو الخوف من ظهور «ناصر» جديد؟! أم أنه تملق السياسيين البريطانيين (ونحن على أعتاب انتخابات برلمانية بريطانية فى مايو) للناخب الذى لم ينس جريمة تونى بلير بمشاركة «بوش الصغير» فى الحرب على العراق؟ فالغرب بزعامة أمريكا لا يرغب فى التورط فى مزيد من الأعمال العسكرية المباشرة بقواته المسلحة فى المنطقة ومن هنا الحديث المكرر عن «الحلول الدبلوماسية» والحوار.. والعمل السلمى. لكن الصحيفة رأت أن الانتظار السلبى حتى يأتى الغرب بقواته للتدخل يجب ألا يكون خيارا، يعنى أنه لامانع من أن تحاربوا داعش لكن لاتطلبوا تدخل قواتنا. ومع ذلك نشرت مقالا يقول بعكس هذا الرأى ويطالب الغرب بالتدخل العسكرى السريع من خلال الفرق الخاصة وعمليات حرب العصابات للقضاء على داعش ومواليه من العصابات المسلحة! المقال كتبه واحد من أبرز القيادات العسكرية البريطانية المتخصصة فى هذا النوع من القتال وهو «اللوفتنانت كولونيل ريتشارد وليامز» القائد السابق للفرق الخاصة التى عملت فى كوسوفو وأفغانستان وشاركت فى القضاء على تنظيم «القاعدة» فى العراق. وهذا هو نص المقال: داعش تضعف.. أطلقوا القوات الخاصة قضينا على عصابات مسلحة فى بغداد عام 2005 بخطط مدروسة ويمكن القيام بمثلها الآن مع داعش، واحد من أصعب الأمور فى التقدير خلال معركة مثل تلك الجارية الآن ضد تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» هو متى تتحرك من وضع «الدفاع» إلى وضع «الهجوم الاستراتيجى»؟ والأصعب هو تحديد الوقت المناسب للحركة المطلوبة للقضاء عليه. حتى عندما تواجه عدوا يرتكب الأخطاء، وتبدأ فى كشف نقاط ضعفه، يبدو أن المنطق والبديهة تقضى بأن البقاء خارج أرض المواجهة لمدة أطول قليلا، سوف يمنحك بشكل ما، فرصة لأن تكون مهمتك الهجومية المقبلة أسهل. وهذا هو التحدى الذى تواجهه قوات التحالف الآن ضد داعش وحلفائه الدوليين، آمنة خلف استراتيجية معلنة من وقف الانتشار ومنع تكاثر العنف المتصاعد عبر شمال أفريقيا واليمن وشوارع باريس وكوبنهاجن. يبدو أن أعضاء التحالف جميعا يتمنون أن سنة أخرى من الاندماج فى العمليات الدبلوماسية وحدها، سوف تكون كافية لإضعاف قوة داعش فى الشرق الأوسط بشكل ملحوظ. وهم يتخيلون أن الإبقاء على مواطنيهم فى أمان يمكن تحقيقه من خلال قوات محلية دون الحاجة إلى وجود قوات عسكرية غربية على الأرض أو من خلال معجزة حدوث هبات شعبية ضد قيادات هذه العصابات. لكن هذا المدخل المتهدل يتجاهل حقيقة أنه بغض النظر عن وحشيتها فقد أصبحت داعش فعلا أضعف أمام مناهضيها فى الشهور الستة الأخيرة، وليست أقوى. وتصعيداتها زادت من شدة وتشدد حكومات المنطقة ضدها لمواجهة محاولاتها التوسعية ويكفى أن نراقب فشلها فى السيطرة على «عين العرب» السورية الذى يشير إلى أن قواتها يمكن أن تهزم أينما تمكنت قوة منظمة ولو محدودة من مواجهتها، كما كشفت هجماتها فى باريس وكوبنهاجن بالتأكيد كيف أن قوة الأغلبية المحبة للسلام قادرة على وقف امتدادها أكثر. منذ عدة أشهر مضت دعوت إلى الصبر والحذر ناصحا بأنه يجب علينا أن ننتظر حتى تتضح أكثر نوايا الحكومة العراقية تجاه مواطنيها السنة، وحتى نتفهم قدرات القوات العراقية وحتى تتبلور لنا رؤية واضحة حول كيفية استقبال أى تدخل عسكرى من قوات التحالف الدولية فى المنطقة. وايدت الاطمئنان إلى محتوى التهديد كلما أمكن مع الاحتفاظ بالقدرة الدفاعية. وأن هذا سوف يمنحنا الوقت الكافى لتقدير طبيعة تهديد داعش والتأكد من تكامل عناصر قوى التحالف الأساسية وأيضا لنعرف المزيد عن قدرة القوات التى علينا أن نهزمها. لكن الأمور تغيرت الآن وتحركت، وأمريكا ترتب وتسعى للحصول على فرصة لعمل القوات الخاصة على الأرض، ربما لدعم مهام القوات العراقية الحليفة ضد داعش، ومطلب التدخل بحملات وغارات طيران يتزايد فى الشرق الأوسط، والحملة جاهزة الآن للتحرك الهجومى ونحن فى بريطانيا يجب أن نكون مستعدين للمزيد من المساندة والترابط مع هؤلاء الذين نجحوا من قبل فى مواجهة «القاعدة» منذ عام 2005 يجب علينا الآن أن نكون مستعدين لمواجهة المخاطر التى تتطلبها مساعدة حلفائنا فى مواجهتهم للتحدى القائم على الأرض. لقد بعثنا بأكثر قواتنا قدرة وهى القوات الخاصة، التى تقوم بعمليات حرب عصابات تتجاوز أساليب الحرب التقليدية، لتشارك فى المهام القتالية ونجحت فى القضاء على كل عصابة من المسلحين مثل عصابات داعش. وجعلتها تركع وتخلصنا من الإرهاب الذى تسببت فيه. وهكذا فالنزول بأحدث وأكفأ القوات الخاصة للقيام بعمليات وتكنيكات خاصة مثل «نجمة الموت».. يجب أن تكون ضمن مخطط مستقبلى عاجل للعمليات الهجومية على عصابات داعش الإجرامية وهذه المرة نحن نتمتع بمزيد من العناصر المدربة وكذلك المزيد من التفوق التكنولوجى. وربط كل هذا بشبكة معلومات عن العصابات الإرهابية عالميا سوف يجعلنا جاهزين لمواجهة تهديداتها حول العالم. نحن الآن فى 2015 ويجب أن نكون مستعدين لإنزال هذه القوات لتقوم بعمليات هجومية. •