اليوم.. السيسي يشهد احتفالية عيد العمال    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 2-5-2024 بالصاغة    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 2 مايو 2024    مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة تنتشر لتطويقها    قوات الجيش الإسرائيلي تقتحم مخيم عايدة في بيت لحم وقرية بدرس غربي رام الله ومخيم شعفاط في القدس    "الحرب النووية" سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    رامي ربيعة يهنئ أحمد حسن بمناسبة عيد ميلاده| شاهد    «الهلال الأحمر» يقدم نصائح مهمة للتعامل مع موجات الحر خلال فترات النهار    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    فيلم شقو يتراجع إلى المرتبة الثانية ويحقق 531 ألف جنيه إيرادات    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: لم نرصد أي إصابة بجلطات من 14 مليون جرعة للقاح أسترازينيكا في مصر    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    عقوبات أمريكية على روسيا وحلفاء لها بسبب برامج التصنيع العسكري    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    البنتاجون: إنجاز 50% من الرصيف البحري في غزة    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    كوكولا مصر ترفع أسعار شويبس في الأسواق، قائمة بالأسعار الجديدة وموعد التطبيق    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    انخفاض جديد في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 2 مايو بالمصانع والأسواق    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



25 يناير أطلقت عنان الشعر لدى
نشر في صباح الخير يوم 17 - 02 - 2015

من مواليد المنصورة «الملاذ الوحيد لديه للهروب من زحمة القاهرة»، عاشق للقراءة، فمن أبرز الأسماء التى قرأ لها كان شاعرنا بيرم التونسى، الشاعر الكبير إبراهيم ناجى، الشاعر فؤاد حداد، تزامن تكوين شخصيته مع جيل عملاق بكل قاماته بجميع المجالات: صحافة، سينما، شعر، غناء، مما أثر فى مسيرته الفنية، والذى ظهر جليا من خلال أولى تجاربه الفنية بعنوان «وقامت مصر»،
هذا العرض المسرحى الذى قام بكتابته بالتعاون مع د. محمد العدل والذى قدر له أن يطوف مختلف الجامعات المصرية لنجومه من الشباب، الذين أصبحوا اليوم نجوما فى سماء الفن، كان نجم حوارى فى ذلك الوقت طالبا بكلية الطب جامعة عين شمس، وما هى إلا خطوات معدودة التى كانت تفصله عن تحقيق حلمه بأن يصبح شاعرا كبيرا وسيناريست شهيرا، صاحب الكم الكبير من الأشعار العذبة والكثير من الأعمال الفنية الأبرز سواء فى السينما أو التليفزيون، إنه الطبيب، الشاعر، السيناريست، والإعلامى مؤخرا د. مدحت العدل، الذى فتح قلبه لنا ليتحدث إلى معشوقته مجلة «صباح الخير» فى حوار من القلب وإلى القلب عن أهم مراحل حياته الفنية على مدار ثلاثين عاما من المذاكرة والبحث، والتجوال بين مختلف بلدان هذه الأرض، ولتكون النتيجة باقة هائلة من أعذب الكلمات فى حب هذا الوطن «مصر».
رغم جميع ميولى الفنية بأن الموضة فى ذلك الوقت وإن لم تكن فى كل الأوقات حيث عقدة المجموع الكبير، الذى يضطرك إلى دخول كلية من اثنين طب أو هندسة وبما أن كل زملائى دخلوا طب وهندسة، إذا إلى كلية الطب، التى بلا مبالغة كانت دراستى من خلالها قد أفادتنى كثيرا فى مسيرتى الأدبية والفنية وفى حياتى بشكل عام، ولكن دراستى للطب لم تأخذنى من عشقى الأكبر للشعر، فما من مرة فتحت فيها أحد كشاكيلى بالكلية إلا وجدت على ظهرها أشعارى الخاصة التى ظلت مجرد أشعار على ورقة من ورقات كثيرة تتضمنها كشاكيل عديدة عمرها من عمر دراستى للطب إلى أن تعرفت على النجم على الحجار والنجم محمد الحلو، أصدقاء شقيقى الأكبر سامى العدل ومع مرور الوقت ونظرا لطبيعتى الخجولة التى منعتنى من التعريف بمهاراتى الشعرية، ولكن تشاء الأقدار أن يعلم محمد الحلو بموهبتى الشعرية من قبل أخى ليطلب منى أن أقوم بكتابة أشعار عدد من أغانى ألبومه الجديد وقد كانت البداية من خلال أغنية «بيعى» وأغنية «جت من الغريب وماجتش منك»، هكذا بدأ حديثه الشاعر الكبير د. مدحت العدل، حيث أهم وأحلى المحطات التى صنعت ذاكرته التى سمح لنا بمشاركته لحظة استرجاع ذكرياته مع مدينة المنصورة وكلية الطب وبداية تعارفه بأبرز نجوم الغناء.
• آيس كريم فى جليم
• ومن عالم الغناء إلى عالم السينما حيث نخبة كبيرة من أبرز ما قدمت السينما المصرية بداية من «آيس كريم فى جليم، أمريكا شيكا بيكا، قشر البندق، البطل، همام فى أمستردام»!
- بالصدفة البحتة ليس إلا، كان دخولى إلى عالم السينما، فقد كنت دائما وأبدا قارئا جيدا عن السينما والنقد، كان وقتها المخرج خيرى بشارة يقوم بإخراج آيس كريم فى جليم عن قصة محمد المنسى قنديل، وكان يبحث عن شاعر لكتابة أغنية عن القاهرة، والجدير بالذكر صداقتى القوية بخيرى بشارة، صديقى الغالى، الذى دائما ما لديه خيالات غير محددة المعالم، كان خيرى له أصدقاؤه من الشعراء وعمرو دياب لديه أصدقاؤه من الشعراء، وبالفعل كانت لهم بعض المبادرات بشأن هذه الأغنية وهم أسماء لامعة ولكن للأسف هذه المبادرات لم تحظ بإعجاب خيرى أو عمرو، إلى أن طلب عمرو من خيرى أن يترك أمر هذه الأغنية عليه ليكلف بها أحد أصدقائه من الشعراء، كان وقتها مجدى النجار والعبد لله، صاحبى النصيب الأكبر من أغنيات عمرو وبالفعل عرض عمرو على خيرى الاسمين، الاسم الأول شاعر طبيب والاسم الثانى شاعر ضابط شرطة، «وبما أن خيرى ميوله نحو الطب لا الشرطة»، بالصدفة البحتة، وإن كنت من عشاق خيرى بشارة وأعماله كمشاهد وقع على الاختيار لكتابة الأغنية، وعليه
ألتقيت بخيرى وإذا به يطلب منى كتابة أغانى الفيلم إلا أغنية «آيس كريم فى جليم».
• ولكن ماذا حدث حتى أصبحت هذه الأغنية واحدة من أنجح ما قدم الشاعر مدحت العدل؟
- وبعند شديد نابع من صغر السن مكثت لأكتب، ولتكون أول كلماتى هي: أنا جوه دماغى حاجات هتغير شكل الكون، آيس كريم فى ديسمبر آيس كريم فى جليم وأول أغنية أنجح فى إنجازها، وكأننى أتحدث إلى خيرى شخصيا بكل عند وتحد، إلى أن أتى إلى وقرأها وأعجب بها إلى درجة كبيرة بعدها اطلع على أشعارى الأخرى التى أعجب بها أيضا كثيرا وتحمس لها وطلب أن يتم الاستعانة بها من خلال الفيلم، نظرا لكونها شديدة الشبه من موضوع الفيلم، بعدها فوجئت به يطلب منى أن أساعده فى كتابة حوار الفيلم ولكننى فى الحقيقة رفضت وطلبت منه أن يجربنى فى كتابة الحوار دون تدخل منه أو من أى شخص آخر لأننى لا أحب المشاركة، وعليه حصلت منه على عشرة مشاهد أكتبها وكان أول مشهد للنجم عزت أبو عوف وسيمون، وبالفعل كتبته وبعدها تقابلت معه هو وطارق التلمسانى فى فندق النبيلة بشارع جامعة الدول فأنا مازلت أتذكر وكأن هذا اللقاء كان بالأمس، وكانت هذه أول مرة التقى فيها طارق التلمسانى، من خلال هذا اللقاء قرر خيرى بشارة أن أكتب حوار فيلم آيس كريم فى جليم، فأنا أدعى أن الكثير من الأفكار ضمن آيس كريم فى جليم هى أفكارى الشخصية، خاصة أن بطل العمل عمرو دياب وهو من الأساس صديقى ونفس الشيء بالنسبة إلى فرقته كأننى أتحدث عن نفسى، لذلك كانت التجربة من أروع ما تكون سواء من حوار أو أغان، كان من أشهرها رصيف نمرة خمسة والأغنية التى كسرت الدنيا عن القاهرة.
• رصيف نمرة خمسة
• بمناسبة الحديث عن رصيف نمرة خمسة.. صحيح أنك قمت بكتابتها فى مشوار من فيصل الى شارع الهرم؟
- حقيقى .. فعلى مدار أسبوع كامل كانت لى من خلاله العديد من المحاولات الفاشلة لإنجاز تلك الأغنية قررت بعدها أن أعتذر عن عدم كتابتها وبالفعل طلبت لقاء عمرو وخيرى فى بيت حسين الإمام، وأثناء توجهى إليهم للاعتذار وأنا فى شارع فيصل متجها إلى شارع الهرم لفت انتباهى القهاوى والناس الجالسة عليها وإعلانات الدكاترة لأكتشف أن هذه هى القاهرة، فإذا بى أحمل قلمى وأكتب وما هى إلا ساعة وانتهيت من كلمات رصيف نمرة خمسة، والحقيقة أنه لأول مرة تكون للزحمة فائدة، بعدها قام رحمة الله عليه حسين الإمام بتلحينها بأسلوبه، إلا أن عمرو دياب طلب منه أن يتم تلحينها كما لو أن الشيخ إمام هو من قام بتلحينها والحمدلله كسرت الدنيا حتى ذلك الوقت.
• يعنى إيه كلمة وطن
• برأيك كشاعر كبير «يعنى إيه كلمة وطن»؟
- سؤال فى غاية الصعوبة، الحمدلله نجحت فى الإجابة عنه من خلال فيلم «أمريكا شيكا بيكا» الذى تتضمن هو الآخر مجموعة من الأغانى كان من أقربها إلى أغنية «يعنى إيه كلمة وطن»، التى قام بغنائها النجم محمد فؤاد من خلال أحداث الفيلم وثانى تجاربى السينمائية التى قررت قبل أن أخوضها أن أمر بمرحلة مكثفة من المذاكرة خاصة أننى رجل علم وعلى وعى تام بأهمية الدراسة والمذاكرة بغض النظر عن طبيعة المجال الذى سأستمر من خلاله طب كان أو سينما، وعليه بدأت فى إحضار أهم سيناريوهات السينما الأجنبية مكتوبة والاطلاع على النسخة المرئية وعقد المقارنة بين كيفية رسم الصورة والحوار وتوظيف الزمن، إلى أن بدأت فى كتابة الفيلم والحقيقة أننى كنت قد سبق لى قراءة حادثة مشابهة لحادثة الفيلم على صفحات مجلة «صباح الخير» لمجموعة من المصريين، ممن سافروا إلى بلد أوروبى، وبالفعل تم النصب عليهم وضلوا طريقهم، بعدها تجمدت أطرافهم واضطروا لقطعها، الحقيقة أن ما لفت انتباهى هو نوعيات الشخصيات المهاجرة، حيث تجد بينهم الفلاح والموظف البسيط، وليكون «أمريكا شيكا بيكا» أول فيلم عن الهجرة غير الشرعية.
• بعد شوقة
• عقب أعوام طويلة جاء قرارك المفاجئ بإصدار ديوان شعرك الأول رصيف نمرة خمسة، برأيى هذا القرار جاء متأخرا كثيرا، ماذا عنك؟
- بالتأكيد أوافقك الرأى ولكن هذا التأخير جاء لأسباب عديدة أهمها انشغالى بشكل دائم ثانيا مهمة تجميع قصائدى منذ ثلاثين عاما كان بالأمر الصعب، ثالثا ثورة 25 يناير التى أطلقت عنان الشعر لدى الذى كان قد توقف، لاختلاف المناخ لأكتفى بوضع تترات المسلسلات مثل قضية رأى عام، والحقيقة أن هذا القرار يعود الفضل فيه بعد ربنا إلى أبنائى وزوجتى، فعلى مدار عام مكثت أجمع فى قصائدى، كل ذاك لاشيء بالنسبة إلى رهاب النشر، الذى كنت أعانيه، فأنا على اقتناع تام بأن طالما أن القصيدة فى حضنى فهى ملكى ولكن بمجرد أن يتم نشرها أصبحت ملكا للقارئ وللتاريخ، وعادة هناك جزء فى شخصيتى ولدى شعور أن ما أكتبه لا يستحق عناء النشر، طول عمرى فى كل مرة اكتب عملا فنيا جديدا وأنا أسلمه لا يمكننى وصف مدى التردد الذى ينتابنى، ومدى الشعور بالفرحة كلما قام أحد الممثلين أو المخرج بقراءة السيناريو والإشادة به، وهذا مبرره كثرة انغماسى التى جعلت منى أفتقد الاحساس بمدى جودة العمل، وتميزه، بقيمة ما أقدمه نفس شعور المرأة المصرية عقب كل طبخة تقوم بإنجازها.
• ولماذا رصيف نمرة خمسة؟
- أثناء العمل على الديوان وقع اختيارى على قصيدة يعنى إيه كلمة وطن لتكون عنوانا للديوان، وذلك لعشقى الشديد لهذه القصيدة تحديدا، فعلى كثرة ما حصدت من تكريمات.. إلا أن هناك تكريما محددا حصلت عليه أعتز به كثيرا من قناة النيل للمنوعات السبب فيه دورى فى تغيير شكل ومفهوم الكلمة الوطنية من خلال كتاباتى، ولا سيما يعنى إيه كلمة وطن وأول أغنية تقال عن الوطن بهذا الشكل، فقد كان للشاعر الكبير مجدى نجيب رأى فى هذه القصيدة يفيد أنها لا تقل قيمة وأهمية عن أشعار لوركا التى كتبها عن إسبانيا، لهذه الأسباب نجحت هذه الشهادة فى لمس شيء ما ألا وهو سعيى الدائم دون أن أشعر إلى التغيير من مفهوم الأغنية الوطنية، بعدها نجح القائمون على دار النشر والقائمون على تقديم الديوان من الشباب فى إقناعى باختيار رصيف نمرة خمسة، نظرا لكونه الاسم الأفضل تسويقيا، أيضا لكونه اسما لا يضع الديوان فى خانة الوطنية وتجاريا الأغنية شهيرة وناجحة والديوان عن القاهرة، إذا فالأغنية هى الأقرب شبها من إجمالى ما تضمنه الديوان والحقيقة أننى كمدحت أعشق الرصيف والقهاوى لأن برأيى هذه هى مصر.
• فى حانة سبارتاكوس
• من خلال ديوان رصيف نمرة خمسة العديد من القصائد التى تتمتع فى مضمونها بجرأة شديدة من أبرزها فى حانة سبارتاكوس التى لفت انتباهى هذا التناقض بين حال فتيات القصيدة وعنوانها؟
- ولعل هذا أحد أسباب تحمسى لكتابة هذه القصيدة فهى بالفعل تتمتع بجرأة شديدة حول بار فى إسبانيا التى سافرت اليها فى الصغر، هذا البار الذى يحوى بداخله بنات من مختلف بلدان العالم فتيات ليل والغريب اسم الحانة سبارتاكوس أو محرر العبيد وهن عبيد، هذا التناقض دفعنى لكتابتها، ولعل الجرأة فى التناول المباشر لفتيات الليل من خلال القصيدة، فمن خلال حانة صغيرة جدا تناولت الرأسمالية والشيوعية ومنظومة عالمية ضخمة، من خلال مفردات فى غاية الجرأة، وللعلم فى حانة سبارتاكوس ليست القصيدة الأولى أو الأخيرة التى تتمتع بالجرأة، بل هناك قصائد أخرى بالنسبة إلى مثل المدافن، والحقيقة أننى منذ فترة وأنا أحاول مراجعة كل الثوابت التى تربيت عليها مثل حب الوطن، احساسى بالوطن، فهناك ثوابت فى الأفكار لابد أن تتغير وإلا سأصبح لا إراديا كمن يعبد الأصنام، ثابت عند فكرة معينة حتى الشخصيات التى صنعنا لها على مدار أعوام هالة نحبها، كان لابد أن نضع هذه الهالة جانبا ونعيد التفكير فى سلبياتها وإيجابياتها.
• إحنا شعب وانتو شعب
• إذا انتقلنا إلى مرحلة أخرى من حياة د. مدحت العدل وقصيدة «إحنا شعب وانتوا شعب» التى اتهمها البعض بالدعوة إلى التفرقة والعنصرية؟
- البعض وجد فيها دعوة للتفرقة وأنا أجدها تلخيصا لمصر، التى برأيى هى ذلك العسكرى الذى يجلس على الحدود يستمع إلى الراديو وبمجرد أن يستمع إلى صوت الأذان يبكى، فأنا عندما كتبت انتو شعب وإحنا شعب، كنت قبلها قد دخلت فى مناظرات سواء على الهواء مباشرة فى مداخلات مع بعض الإعلاميين خاصة عندما أنصت لأحد الأشخاص وهو يؤكد أن أدب نجيب محفوظ يدعو إلى الدعارة، وهو نفس الشخص مع اختلاف الأسماء يحرض على زواج الفتيات اللاتى لا تتجاوز أعمارهن الثمانية أعوام، وأشياء أخرى من هذا المنطلق دفعتنى أثناء تواجدى بأحد متاحف القاهرة لأعمال الفلاحين على النول برفقة زوجتى وأنا أشاهد فلاحات يعملن على النول، لوحات خرافية من البيئة، استغرقت منهن ما يقرب من ستة أشهر، قريبات فى الشبه من جداتهن منذ آلاف الأعوام، وهنا قلت هل هن بالفعل شعب يجوز أن نقول له إن الفن حرام، فى البداية كتبت مقالة وصفت من خلالها تجربتى ولكن بعدها لمست أنه من المستحيل أن يكون من قال إن الفن حرام هو مصرى لتكون قصيدة «إحنا شعب وانتو شعب» .
• أنت حر
• فجأة وبدون سابق إنذار قرر د.مدحت العدل الجلوس على كرسى المذيع وبرنامج أنت حر؟
- هذا القرار الدافع الرئيسى وراءه هو إحساسى الملح بضرورة قيامى بدورى التنويرى بالنسبة للمشاهدين وسط هذا العبث الإعلامى الذى نعيشه، لا لدوافع أخرى مثل الشهرة أو المكسب المادى خاصة أننى لست بحاجة إليهما.
• ولماذا أنت حر الذى برأيى ليس مجرد اسم بل رسالة يبعث بها د.مدحت العدل إلى كل مشاهديه؟
- من خلال أنت حر كنت حريصا على تأكيد مفهوم الحرية من خلال تشجيع الضيوف بفتح قلوبهم والحديث بكل صراحة وحرية ووضوح، فعلى سبيل المثال حلقة الكاتب وحيد حامد، الذى بدا متحفظا فى بداية الحلقة.. إلا أننى طالبته بالحرية فى الحديث والتمتع بأكبر قدر من الحرية لأن حريته هى حريتى أى بمجرد أن أستشعر أى سقف مستجد من قبل القناة للمساس بحريتى سأغادر البرنامج على الفور بلا رجعة، خاصة أننى شخص مدرك تماما لحدودى، ولا أتجاوزها فأنا أكاد أزعم أننى لدى القدرة على انتقاد الآخر دون أن أتجاوز مع أكثر الشخصيات اختلافا معى.
• براءة لا مفر منها
• إذا عدنا إلى مدحت العدل الشاعر، تنبأت بنجاح ثورة يناير وقدمت «الله حى شعبنا جاي»، فهل تنبأت ببراءة مبارك؟
- كل المقدمات كانت تؤكد أن القضايا التى يحاكم عليها مبارك تشير إلى البراءة، فقد كان لابد أن يحاكم على الفساد السياسى أما فى حال محاكمته على فيللا، فالمؤسسات التى صنعها مبارك هى التى تحاكمه وبالتالى فالبراءة أمر لا مفر منه، لكن من البداية كان ينبغى محاكمته على تجريف العقل المصرى وتوابيت الموت الآتية من العراق ونزع القوة من مصر.
• واحد مننا
• هذا الحديث سيدفعنى أن أتساءل عن العوامل التى أدت بك إلى تقديم أغنية «واحد مننا» التى كتبت لمبارك فى عيد ميلاده؟
- كنت أمكث فى إجازة بشرم الشيخ وإذا بوزير الإعلام الأسبق أنس الفقى يتصل بى ويطلب منى كتابة أغنية لمبارك فى عيد ميلاده خاصة أن هناك تكهنات بمهاجمة شباب 6 إبريل له فى نفس اليوم، انتهت المكالمة على وعد منى بمكالمة أخرى بمجرد أن أصل إلى القاهرة، بعدها فوجئت باتصال من عمرو دياب يتساءل عن الأغنية وقتها أدركت أن أنس الفقى بجانبه، وأنا فى طريقى بدأت فى التفكير فى كلمات الأغنية.. فوجدت أنه من الضرورى أن تتضمن الكلمات كلمة شكر وعرفان بالجميل لكل مصرى ساهم بشيء من أجل مصر والذى بالتأكيد هو واحد مننا، وبالفعل فإذا استعرضنا كلمات الأغنية سنكتشف ذلك وأيضا بمشاهدة الكليب الأول لها الذى تناول صورا لكل من جمال عبد الناصر، أحمد زويل، طه حسين، محمد منير عقب ذلك تم توظيفه ليكون من أجل مبارك ولكن أثناء ثورة 25 يناير شاهدناه كليب عن شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر وشعبها.
• حارة اليهود
• أخيراً إذا انتقلنا إلى أحدث مشاريعك الدرامية وخمس سنوات من العمل والتحضير من أجل مسلسل حارة اليهود، برأيك أليست بفترة طويلة؟
- المهم توقيت عرض المسلسل الذى برأيه الأكثر مناسبة حيث عرض للحياة فى مصر، التى كان على أرضها يعيش المصرى مسلماً كان أو مسيحيا أو يهودياً وغير المؤمن بأى ديانات، من خلال هذا المسلسل هناك رسالة فى غاية الأهمية ألا وهى أنه حان الوقت من التخلص من هاجس القولبة الذى يصور لنا اليهودى ذلك الإنسان الأخنف والخائن لان هذا مجرد ادعاء، ولعل أبسط دليل يوسف درويش الذى منحت عائلته منزلها هدية مقر السفارة الجزائرية الآن فهذه هى مصر ليس إلا. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.