رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفال مرور 20 عامًا على تأسيس مركز الإبراهيمية للإعلام    نجاح السياسة المصرية في ملفات غزة والاتحاد الأوروبي.. محافظ شمال سيناء يوضح أهمية الزيارات الدولية    عماد الدين حسين: التحرك المصري يستهدف تهيئة الظروف لإعادة إعمار غزة    منتخب سيدات اليد يخسر أمام النمسا في أولى لقاءاته ببطولة العالم    تريزيجيه يسجل التعادل للأهلي في شباك الجيش الملكي    كارثة على الطريق.. سيارة تدهس طفلًا وتصيب آخرين بالقليوبية    محمد إمام يكشف تفاصيل حريق «ستوديو مصر» أثناء تصوير «الكينج»    تكريم يليق بالبطولة.. محافظ الإسماعيلية يعتمد إعانة 50 ألف جنيه لأسرة «شهيد الشهامة»    المتسابق محمد سامى بدولة التلاوة: استفدت من ملاحظات لجنة التحكيم بالمرحلة الأولى    تحكيم دولة التلاوة للمتسابق خالد عطية: صوتك قوى وثابت وراسى    شرم الشيخ.. عقد من الإبداع    أكرم القصاص: دعم مصر لفلسطين لا يقبل التشكيك ومؤتمر عالمي لإعادة إعمار غزة    وزير قطاع الأعمال يلتقي وزيري الصناعة الصيدلانية والصحة الجزائريين لبحث توسيع آفاق التعاون الدوائي    10 آلاف كاش باك.. الأوراق المطلوبة وإجراءات استبدال التوك توك بالسيارة كيوت    مصر تفوز بمقعد في الجمعية العامة للمنظمة البحرية الدولية IMO    رفعت فياض يكشف حقيقة عودة التعليم المفتوح    صور | مصرع وإصابة 3 في حادث مروري بقنا    محمود بسيونى يكتب: جيل الجمهورية الجديدة    لجنة تابعة للأمم المتحدة تحث إسرائيل على التحقيق في اتهامات تعذيب الفلسطينيين    علي ناصر محمد: مصر كانت الدولة الوحيدة الداعمة لجمهورية اليمن الديمقراطية    الولايات المتحدة تطالب لبنان بإعادة صاروخ لم ينفجر في اغتيال الطبطبائي    علي ناصر محمد يكشف تفاصيل أزمة الجيش اليمنى الجنوبى وعفو قحطان الشعبى فى 1968    فايا يونان وعبير نعمة تضيئان مهرجان صدى الأهرامات | صور    وزير الشباب والرياضة يتفقد مركز شباب الحبيل ويفتتح ملعب خماسي بالأقصر    النحاس يسجل مستوى قياسيا مدفوعا باضطرابات التداول وشح المعروض    المصري يوجه الشكر لبعثة بيراميدز لمساندتها النسور خلال مباراة زيسكو    خلاف شخصي والحق سيظهر، حلمي عبد الباقي يوضح حقيقة أزمته مع مصطفى كامل    المفتى السابق: الشرع أحاط الطلاق بضوابط دقيقة لحماية الأسرة    يسري جبر يروي القصة الكاملة لبراءة السيدة عائشة من حادثة الإفك    يسري جبر: لو بسط الله الرزق لعباده دون ضوابط لطغوا فى الأرض    جامعة حلوان تطلق المرحلة الثانية من الجلسات التعريفية بالمنح التدريبية المجانية لطلابها    تلبية لدعوة الشرع.. مئات آلاف السوريين في الساحات لرفض التقسيم ودعم الوحدة    راموس يستعد للرحيل عن الدوري المكسيكي    الأرصاد: طقس الغد معتدل على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة الكبرى 26 درجة    جاهزية ثلاثي حراسة الزمالك لمواجهة كايزر تشيفز    جامعة القاهرة تُكرّم نقيب الإعلاميين تقديرا لدوره البارز فى دعم شباب الجامعات    أكاديمية الشرطة تستقبل عدد من طلبة وطالبات المرحلة الثانوية    فحص 20 مليون و168 ألف شخص ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    زيارة مفاجئة لوكيل صحة أسيوط لمستشفى منفلوط المركزي اليوم    خلال لقاء ودي بالنمسا.. البابا تواضروس يدعو رئيس أساقفة فيينا للكنيسة الكاثوليكية لزيارة مصر    عمر جابر: مواجهة كايزرتشيفز تختلف عن ستيلينبوش    السيطرة على حريق باستديو مصر بالمريوطية    رانيا المشاط تبحث مع «أكسيم بنك» تطور تنفيذ المشروعات الجارية في مجالات البنية التحتية المختلفة    سعر اللحوم في مصر منتصف تعاملات اليوم الجمعة    ضبط 3618 قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    كامل الوزير يتفق مع شركات بريطانية على إنشاء عدة مصانع جديدة وضخ استثمارات بمصر    العائدون من جهنم.. 15 أسيرا فلسطينيا يروون ل اليوم السابع تفاصيل حياة الجحيم داخل زنازين الاحتلال.. العيش كفئران تجارب.. الموت بطعام فاسد وأصفاد لنصف عام تخرم العظام.. وغيرها من أساليب التعذيب حتى الموت    تناول الرمان وشرب عصيره.. أيهما أكثر فائدة لصحتك؟    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    تحقيق عاجل بعد انتشار فيديو استغاثة معلمة داخل فصل بمدرسة عبد السلام المحجوب    مشاركة مصرية بارزة في أعمال مؤتمر جودة الرعاية الصحية بالأردن    استعدادات مكثفة في مساجد المنيا لاستقبال المصلين لصلاة الجمعة اليوم 28نوفمبر 2025 فى المنيا    «الصحة» تعلن تقديم خدمات مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ل15 مليون مواطن    رئيس كوريا الجنوبية يعزي في ضحايا حريق المجمع السكني في هونج كونج    صديقة الإعلامية هبة الزياد: الراحلة كانت مثقفة وحافظة لكتاب الله    صلاة الجنازة على 4 من أبناء الفيوم ضحايا حادث مروري بالسعودية قبل نقلهم إلى مصر    رئيس شعبة الدواجن: سعر الكيلو في المزرعة بلغ 57 جنيهاً    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



25 يناير أطلقت عنان الشعر لدى
نشر في صباح الخير يوم 17 - 02 - 2015

من مواليد المنصورة «الملاذ الوحيد لديه للهروب من زحمة القاهرة»، عاشق للقراءة، فمن أبرز الأسماء التى قرأ لها كان شاعرنا بيرم التونسى، الشاعر الكبير إبراهيم ناجى، الشاعر فؤاد حداد، تزامن تكوين شخصيته مع جيل عملاق بكل قاماته بجميع المجالات: صحافة، سينما، شعر، غناء، مما أثر فى مسيرته الفنية، والذى ظهر جليا من خلال أولى تجاربه الفنية بعنوان «وقامت مصر»،
هذا العرض المسرحى الذى قام بكتابته بالتعاون مع د. محمد العدل والذى قدر له أن يطوف مختلف الجامعات المصرية لنجومه من الشباب، الذين أصبحوا اليوم نجوما فى سماء الفن، كان نجم حوارى فى ذلك الوقت طالبا بكلية الطب جامعة عين شمس، وما هى إلا خطوات معدودة التى كانت تفصله عن تحقيق حلمه بأن يصبح شاعرا كبيرا وسيناريست شهيرا، صاحب الكم الكبير من الأشعار العذبة والكثير من الأعمال الفنية الأبرز سواء فى السينما أو التليفزيون، إنه الطبيب، الشاعر، السيناريست، والإعلامى مؤخرا د. مدحت العدل، الذى فتح قلبه لنا ليتحدث إلى معشوقته مجلة «صباح الخير» فى حوار من القلب وإلى القلب عن أهم مراحل حياته الفنية على مدار ثلاثين عاما من المذاكرة والبحث، والتجوال بين مختلف بلدان هذه الأرض، ولتكون النتيجة باقة هائلة من أعذب الكلمات فى حب هذا الوطن «مصر».
رغم جميع ميولى الفنية بأن الموضة فى ذلك الوقت وإن لم تكن فى كل الأوقات حيث عقدة المجموع الكبير، الذى يضطرك إلى دخول كلية من اثنين طب أو هندسة وبما أن كل زملائى دخلوا طب وهندسة، إذا إلى كلية الطب، التى بلا مبالغة كانت دراستى من خلالها قد أفادتنى كثيرا فى مسيرتى الأدبية والفنية وفى حياتى بشكل عام، ولكن دراستى للطب لم تأخذنى من عشقى الأكبر للشعر، فما من مرة فتحت فيها أحد كشاكيلى بالكلية إلا وجدت على ظهرها أشعارى الخاصة التى ظلت مجرد أشعار على ورقة من ورقات كثيرة تتضمنها كشاكيل عديدة عمرها من عمر دراستى للطب إلى أن تعرفت على النجم على الحجار والنجم محمد الحلو، أصدقاء شقيقى الأكبر سامى العدل ومع مرور الوقت ونظرا لطبيعتى الخجولة التى منعتنى من التعريف بمهاراتى الشعرية، ولكن تشاء الأقدار أن يعلم محمد الحلو بموهبتى الشعرية من قبل أخى ليطلب منى أن أقوم بكتابة أشعار عدد من أغانى ألبومه الجديد وقد كانت البداية من خلال أغنية «بيعى» وأغنية «جت من الغريب وماجتش منك»، هكذا بدأ حديثه الشاعر الكبير د. مدحت العدل، حيث أهم وأحلى المحطات التى صنعت ذاكرته التى سمح لنا بمشاركته لحظة استرجاع ذكرياته مع مدينة المنصورة وكلية الطب وبداية تعارفه بأبرز نجوم الغناء.
• آيس كريم فى جليم
• ومن عالم الغناء إلى عالم السينما حيث نخبة كبيرة من أبرز ما قدمت السينما المصرية بداية من «آيس كريم فى جليم، أمريكا شيكا بيكا، قشر البندق، البطل، همام فى أمستردام»!
- بالصدفة البحتة ليس إلا، كان دخولى إلى عالم السينما، فقد كنت دائما وأبدا قارئا جيدا عن السينما والنقد، كان وقتها المخرج خيرى بشارة يقوم بإخراج آيس كريم فى جليم عن قصة محمد المنسى قنديل، وكان يبحث عن شاعر لكتابة أغنية عن القاهرة، والجدير بالذكر صداقتى القوية بخيرى بشارة، صديقى الغالى، الذى دائما ما لديه خيالات غير محددة المعالم، كان خيرى له أصدقاؤه من الشعراء وعمرو دياب لديه أصدقاؤه من الشعراء، وبالفعل كانت لهم بعض المبادرات بشأن هذه الأغنية وهم أسماء لامعة ولكن للأسف هذه المبادرات لم تحظ بإعجاب خيرى أو عمرو، إلى أن طلب عمرو من خيرى أن يترك أمر هذه الأغنية عليه ليكلف بها أحد أصدقائه من الشعراء، كان وقتها مجدى النجار والعبد لله، صاحبى النصيب الأكبر من أغنيات عمرو وبالفعل عرض عمرو على خيرى الاسمين، الاسم الأول شاعر طبيب والاسم الثانى شاعر ضابط شرطة، «وبما أن خيرى ميوله نحو الطب لا الشرطة»، بالصدفة البحتة، وإن كنت من عشاق خيرى بشارة وأعماله كمشاهد وقع على الاختيار لكتابة الأغنية، وعليه
ألتقيت بخيرى وإذا به يطلب منى كتابة أغانى الفيلم إلا أغنية «آيس كريم فى جليم».
• ولكن ماذا حدث حتى أصبحت هذه الأغنية واحدة من أنجح ما قدم الشاعر مدحت العدل؟
- وبعند شديد نابع من صغر السن مكثت لأكتب، ولتكون أول كلماتى هي: أنا جوه دماغى حاجات هتغير شكل الكون، آيس كريم فى ديسمبر آيس كريم فى جليم وأول أغنية أنجح فى إنجازها، وكأننى أتحدث إلى خيرى شخصيا بكل عند وتحد، إلى أن أتى إلى وقرأها وأعجب بها إلى درجة كبيرة بعدها اطلع على أشعارى الأخرى التى أعجب بها أيضا كثيرا وتحمس لها وطلب أن يتم الاستعانة بها من خلال الفيلم، نظرا لكونها شديدة الشبه من موضوع الفيلم، بعدها فوجئت به يطلب منى أن أساعده فى كتابة حوار الفيلم ولكننى فى الحقيقة رفضت وطلبت منه أن يجربنى فى كتابة الحوار دون تدخل منه أو من أى شخص آخر لأننى لا أحب المشاركة، وعليه حصلت منه على عشرة مشاهد أكتبها وكان أول مشهد للنجم عزت أبو عوف وسيمون، وبالفعل كتبته وبعدها تقابلت معه هو وطارق التلمسانى فى فندق النبيلة بشارع جامعة الدول فأنا مازلت أتذكر وكأن هذا اللقاء كان بالأمس، وكانت هذه أول مرة التقى فيها طارق التلمسانى، من خلال هذا اللقاء قرر خيرى بشارة أن أكتب حوار فيلم آيس كريم فى جليم، فأنا أدعى أن الكثير من الأفكار ضمن آيس كريم فى جليم هى أفكارى الشخصية، خاصة أن بطل العمل عمرو دياب وهو من الأساس صديقى ونفس الشيء بالنسبة إلى فرقته كأننى أتحدث عن نفسى، لذلك كانت التجربة من أروع ما تكون سواء من حوار أو أغان، كان من أشهرها رصيف نمرة خمسة والأغنية التى كسرت الدنيا عن القاهرة.
• رصيف نمرة خمسة
• بمناسبة الحديث عن رصيف نمرة خمسة.. صحيح أنك قمت بكتابتها فى مشوار من فيصل الى شارع الهرم؟
- حقيقى .. فعلى مدار أسبوع كامل كانت لى من خلاله العديد من المحاولات الفاشلة لإنجاز تلك الأغنية قررت بعدها أن أعتذر عن عدم كتابتها وبالفعل طلبت لقاء عمرو وخيرى فى بيت حسين الإمام، وأثناء توجهى إليهم للاعتذار وأنا فى شارع فيصل متجها إلى شارع الهرم لفت انتباهى القهاوى والناس الجالسة عليها وإعلانات الدكاترة لأكتشف أن هذه هى القاهرة، فإذا بى أحمل قلمى وأكتب وما هى إلا ساعة وانتهيت من كلمات رصيف نمرة خمسة، والحقيقة أنه لأول مرة تكون للزحمة فائدة، بعدها قام رحمة الله عليه حسين الإمام بتلحينها بأسلوبه، إلا أن عمرو دياب طلب منه أن يتم تلحينها كما لو أن الشيخ إمام هو من قام بتلحينها والحمدلله كسرت الدنيا حتى ذلك الوقت.
• يعنى إيه كلمة وطن
• برأيك كشاعر كبير «يعنى إيه كلمة وطن»؟
- سؤال فى غاية الصعوبة، الحمدلله نجحت فى الإجابة عنه من خلال فيلم «أمريكا شيكا بيكا» الذى تتضمن هو الآخر مجموعة من الأغانى كان من أقربها إلى أغنية «يعنى إيه كلمة وطن»، التى قام بغنائها النجم محمد فؤاد من خلال أحداث الفيلم وثانى تجاربى السينمائية التى قررت قبل أن أخوضها أن أمر بمرحلة مكثفة من المذاكرة خاصة أننى رجل علم وعلى وعى تام بأهمية الدراسة والمذاكرة بغض النظر عن طبيعة المجال الذى سأستمر من خلاله طب كان أو سينما، وعليه بدأت فى إحضار أهم سيناريوهات السينما الأجنبية مكتوبة والاطلاع على النسخة المرئية وعقد المقارنة بين كيفية رسم الصورة والحوار وتوظيف الزمن، إلى أن بدأت فى كتابة الفيلم والحقيقة أننى كنت قد سبق لى قراءة حادثة مشابهة لحادثة الفيلم على صفحات مجلة «صباح الخير» لمجموعة من المصريين، ممن سافروا إلى بلد أوروبى، وبالفعل تم النصب عليهم وضلوا طريقهم، بعدها تجمدت أطرافهم واضطروا لقطعها، الحقيقة أن ما لفت انتباهى هو نوعيات الشخصيات المهاجرة، حيث تجد بينهم الفلاح والموظف البسيط، وليكون «أمريكا شيكا بيكا» أول فيلم عن الهجرة غير الشرعية.
• بعد شوقة
• عقب أعوام طويلة جاء قرارك المفاجئ بإصدار ديوان شعرك الأول رصيف نمرة خمسة، برأيى هذا القرار جاء متأخرا كثيرا، ماذا عنك؟
- بالتأكيد أوافقك الرأى ولكن هذا التأخير جاء لأسباب عديدة أهمها انشغالى بشكل دائم ثانيا مهمة تجميع قصائدى منذ ثلاثين عاما كان بالأمر الصعب، ثالثا ثورة 25 يناير التى أطلقت عنان الشعر لدى الذى كان قد توقف، لاختلاف المناخ لأكتفى بوضع تترات المسلسلات مثل قضية رأى عام، والحقيقة أن هذا القرار يعود الفضل فيه بعد ربنا إلى أبنائى وزوجتى، فعلى مدار عام مكثت أجمع فى قصائدى، كل ذاك لاشيء بالنسبة إلى رهاب النشر، الذى كنت أعانيه، فأنا على اقتناع تام بأن طالما أن القصيدة فى حضنى فهى ملكى ولكن بمجرد أن يتم نشرها أصبحت ملكا للقارئ وللتاريخ، وعادة هناك جزء فى شخصيتى ولدى شعور أن ما أكتبه لا يستحق عناء النشر، طول عمرى فى كل مرة اكتب عملا فنيا جديدا وأنا أسلمه لا يمكننى وصف مدى التردد الذى ينتابنى، ومدى الشعور بالفرحة كلما قام أحد الممثلين أو المخرج بقراءة السيناريو والإشادة به، وهذا مبرره كثرة انغماسى التى جعلت منى أفتقد الاحساس بمدى جودة العمل، وتميزه، بقيمة ما أقدمه نفس شعور المرأة المصرية عقب كل طبخة تقوم بإنجازها.
• ولماذا رصيف نمرة خمسة؟
- أثناء العمل على الديوان وقع اختيارى على قصيدة يعنى إيه كلمة وطن لتكون عنوانا للديوان، وذلك لعشقى الشديد لهذه القصيدة تحديدا، فعلى كثرة ما حصدت من تكريمات.. إلا أن هناك تكريما محددا حصلت عليه أعتز به كثيرا من قناة النيل للمنوعات السبب فيه دورى فى تغيير شكل ومفهوم الكلمة الوطنية من خلال كتاباتى، ولا سيما يعنى إيه كلمة وطن وأول أغنية تقال عن الوطن بهذا الشكل، فقد كان للشاعر الكبير مجدى نجيب رأى فى هذه القصيدة يفيد أنها لا تقل قيمة وأهمية عن أشعار لوركا التى كتبها عن إسبانيا، لهذه الأسباب نجحت هذه الشهادة فى لمس شيء ما ألا وهو سعيى الدائم دون أن أشعر إلى التغيير من مفهوم الأغنية الوطنية، بعدها نجح القائمون على دار النشر والقائمون على تقديم الديوان من الشباب فى إقناعى باختيار رصيف نمرة خمسة، نظرا لكونه الاسم الأفضل تسويقيا، أيضا لكونه اسما لا يضع الديوان فى خانة الوطنية وتجاريا الأغنية شهيرة وناجحة والديوان عن القاهرة، إذا فالأغنية هى الأقرب شبها من إجمالى ما تضمنه الديوان والحقيقة أننى كمدحت أعشق الرصيف والقهاوى لأن برأيى هذه هى مصر.
• فى حانة سبارتاكوس
• من خلال ديوان رصيف نمرة خمسة العديد من القصائد التى تتمتع فى مضمونها بجرأة شديدة من أبرزها فى حانة سبارتاكوس التى لفت انتباهى هذا التناقض بين حال فتيات القصيدة وعنوانها؟
- ولعل هذا أحد أسباب تحمسى لكتابة هذه القصيدة فهى بالفعل تتمتع بجرأة شديدة حول بار فى إسبانيا التى سافرت اليها فى الصغر، هذا البار الذى يحوى بداخله بنات من مختلف بلدان العالم فتيات ليل والغريب اسم الحانة سبارتاكوس أو محرر العبيد وهن عبيد، هذا التناقض دفعنى لكتابتها، ولعل الجرأة فى التناول المباشر لفتيات الليل من خلال القصيدة، فمن خلال حانة صغيرة جدا تناولت الرأسمالية والشيوعية ومنظومة عالمية ضخمة، من خلال مفردات فى غاية الجرأة، وللعلم فى حانة سبارتاكوس ليست القصيدة الأولى أو الأخيرة التى تتمتع بالجرأة، بل هناك قصائد أخرى بالنسبة إلى مثل المدافن، والحقيقة أننى منذ فترة وأنا أحاول مراجعة كل الثوابت التى تربيت عليها مثل حب الوطن، احساسى بالوطن، فهناك ثوابت فى الأفكار لابد أن تتغير وإلا سأصبح لا إراديا كمن يعبد الأصنام، ثابت عند فكرة معينة حتى الشخصيات التى صنعنا لها على مدار أعوام هالة نحبها، كان لابد أن نضع هذه الهالة جانبا ونعيد التفكير فى سلبياتها وإيجابياتها.
• إحنا شعب وانتو شعب
• إذا انتقلنا إلى مرحلة أخرى من حياة د. مدحت العدل وقصيدة «إحنا شعب وانتوا شعب» التى اتهمها البعض بالدعوة إلى التفرقة والعنصرية؟
- البعض وجد فيها دعوة للتفرقة وأنا أجدها تلخيصا لمصر، التى برأيى هى ذلك العسكرى الذى يجلس على الحدود يستمع إلى الراديو وبمجرد أن يستمع إلى صوت الأذان يبكى، فأنا عندما كتبت انتو شعب وإحنا شعب، كنت قبلها قد دخلت فى مناظرات سواء على الهواء مباشرة فى مداخلات مع بعض الإعلاميين خاصة عندما أنصت لأحد الأشخاص وهو يؤكد أن أدب نجيب محفوظ يدعو إلى الدعارة، وهو نفس الشخص مع اختلاف الأسماء يحرض على زواج الفتيات اللاتى لا تتجاوز أعمارهن الثمانية أعوام، وأشياء أخرى من هذا المنطلق دفعتنى أثناء تواجدى بأحد متاحف القاهرة لأعمال الفلاحين على النول برفقة زوجتى وأنا أشاهد فلاحات يعملن على النول، لوحات خرافية من البيئة، استغرقت منهن ما يقرب من ستة أشهر، قريبات فى الشبه من جداتهن منذ آلاف الأعوام، وهنا قلت هل هن بالفعل شعب يجوز أن نقول له إن الفن حرام، فى البداية كتبت مقالة وصفت من خلالها تجربتى ولكن بعدها لمست أنه من المستحيل أن يكون من قال إن الفن حرام هو مصرى لتكون قصيدة «إحنا شعب وانتو شعب» .
• أنت حر
• فجأة وبدون سابق إنذار قرر د.مدحت العدل الجلوس على كرسى المذيع وبرنامج أنت حر؟
- هذا القرار الدافع الرئيسى وراءه هو إحساسى الملح بضرورة قيامى بدورى التنويرى بالنسبة للمشاهدين وسط هذا العبث الإعلامى الذى نعيشه، لا لدوافع أخرى مثل الشهرة أو المكسب المادى خاصة أننى لست بحاجة إليهما.
• ولماذا أنت حر الذى برأيى ليس مجرد اسم بل رسالة يبعث بها د.مدحت العدل إلى كل مشاهديه؟
- من خلال أنت حر كنت حريصا على تأكيد مفهوم الحرية من خلال تشجيع الضيوف بفتح قلوبهم والحديث بكل صراحة وحرية ووضوح، فعلى سبيل المثال حلقة الكاتب وحيد حامد، الذى بدا متحفظا فى بداية الحلقة.. إلا أننى طالبته بالحرية فى الحديث والتمتع بأكبر قدر من الحرية لأن حريته هى حريتى أى بمجرد أن أستشعر أى سقف مستجد من قبل القناة للمساس بحريتى سأغادر البرنامج على الفور بلا رجعة، خاصة أننى شخص مدرك تماما لحدودى، ولا أتجاوزها فأنا أكاد أزعم أننى لدى القدرة على انتقاد الآخر دون أن أتجاوز مع أكثر الشخصيات اختلافا معى.
• براءة لا مفر منها
• إذا عدنا إلى مدحت العدل الشاعر، تنبأت بنجاح ثورة يناير وقدمت «الله حى شعبنا جاي»، فهل تنبأت ببراءة مبارك؟
- كل المقدمات كانت تؤكد أن القضايا التى يحاكم عليها مبارك تشير إلى البراءة، فقد كان لابد أن يحاكم على الفساد السياسى أما فى حال محاكمته على فيللا، فالمؤسسات التى صنعها مبارك هى التى تحاكمه وبالتالى فالبراءة أمر لا مفر منه، لكن من البداية كان ينبغى محاكمته على تجريف العقل المصرى وتوابيت الموت الآتية من العراق ونزع القوة من مصر.
• واحد مننا
• هذا الحديث سيدفعنى أن أتساءل عن العوامل التى أدت بك إلى تقديم أغنية «واحد مننا» التى كتبت لمبارك فى عيد ميلاده؟
- كنت أمكث فى إجازة بشرم الشيخ وإذا بوزير الإعلام الأسبق أنس الفقى يتصل بى ويطلب منى كتابة أغنية لمبارك فى عيد ميلاده خاصة أن هناك تكهنات بمهاجمة شباب 6 إبريل له فى نفس اليوم، انتهت المكالمة على وعد منى بمكالمة أخرى بمجرد أن أصل إلى القاهرة، بعدها فوجئت باتصال من عمرو دياب يتساءل عن الأغنية وقتها أدركت أن أنس الفقى بجانبه، وأنا فى طريقى بدأت فى التفكير فى كلمات الأغنية.. فوجدت أنه من الضرورى أن تتضمن الكلمات كلمة شكر وعرفان بالجميل لكل مصرى ساهم بشيء من أجل مصر والذى بالتأكيد هو واحد مننا، وبالفعل فإذا استعرضنا كلمات الأغنية سنكتشف ذلك وأيضا بمشاهدة الكليب الأول لها الذى تناول صورا لكل من جمال عبد الناصر، أحمد زويل، طه حسين، محمد منير عقب ذلك تم توظيفه ليكون من أجل مبارك ولكن أثناء ثورة 25 يناير شاهدناه كليب عن شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر وشعبها.
• حارة اليهود
• أخيراً إذا انتقلنا إلى أحدث مشاريعك الدرامية وخمس سنوات من العمل والتحضير من أجل مسلسل حارة اليهود، برأيك أليست بفترة طويلة؟
- المهم توقيت عرض المسلسل الذى برأيه الأكثر مناسبة حيث عرض للحياة فى مصر، التى كان على أرضها يعيش المصرى مسلماً كان أو مسيحيا أو يهودياً وغير المؤمن بأى ديانات، من خلال هذا المسلسل هناك رسالة فى غاية الأهمية ألا وهى أنه حان الوقت من التخلص من هاجس القولبة الذى يصور لنا اليهودى ذلك الإنسان الأخنف والخائن لان هذا مجرد ادعاء، ولعل أبسط دليل يوسف درويش الذى منحت عائلته منزلها هدية مقر السفارة الجزائرية الآن فهذه هى مصر ليس إلا. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.