حبيبى اختزلت العالم فيك الفكرة من كوني أحبك أنني اختزلت العالم فيك.. لا تندهش.. فأنت بالفعل مؤد بارع لكل شخوص ومفردات الحياة. أنت كل القطارات والمطارات والموانئ والجبال والكهوف وأشجار الصنوبر وطيور الطنان وأنهار العسل واختصارات المسافات العنيدة، واحتضارات مواسم الأحزان. أنت كل الأحلام الكبيرة والصغيرة.. كل الممكن بنكهة المستحيل في زمن الشتات. الفكرة من كوني أحبك أنك عالق هنا بين شرفات القلب وبين ممرات الضلوع واختلاجات الأنفاس وشهقات البكاء والوشوشات والهمهمات والضحكات والدموع وكل المشاعر.. كل المشاعر سيدى. أنت مندهش، ودهشتك تلك تعتريك لأن الطفلة الصغيرة التي أكونها بحضرتك، استطاعت أخيرا أن تفكك رموز الخريطة التي حيرتك وعجزت عن استيعاب تفاصيلها، فأسستك فيها دولةً بجنود وبنود ومريدين وأتباع. حقيقة.. إن الركض إليك ممتع، واحتواء أنفاسك وتأمل عينيك وتقبيل أناملك كالهذيان، ربما لأنك تفوق التوقع وخارج حدود التجريب. أنت مدخل لكل البراهين وحلول لكل القضايا المستعصية. أنت الدروب التي وشمت خطي العاشقين وكل الجياد التي ركضت في ملكوت قلوبهم أنت كل مدارات الجاذبية والمنارات المضيئة والسحب وألوان الشفق التي أذهلت الشعراء. أنت الدفاتر الأنيقة وقصاصات الورق التليدة والأقلام الملونة وأحبار التفرد، أنت الطواويس الجميلة وبذور الرمان اللذيذة وثمار العنب وحبات التوت. الفكرة من كوني أحبك أنني بعد موتي لن أفتقدك أبدًا.. لأنني ممتزجة بك حد التوحد، مغرمة بك حد التمزق، ربما أخبرك وقتها بأنك الرجل الوحيد الذي رغبته كل النساء وأنهن قطعن أيديهن ذهولا وتوقا وعشقا ورغبة ولهفة وجنونا وسكونا وتذكرنه حضورًا وغيابا. الفكرة من أنني أحبك أنني سأخبر نفسي في كل مرة نكون فيها معا، أنني سأعود لأرتب فوضاى، لألملم شتاتى، ولأعشق تلك المرأة بداخلي كلما زرت المرآة. حرية سليمان حبيبتى مازلت أحبك! يسألوننى لماذا أنت؟! لأن حبك هو الذى اقتحمنى بلا هوادة.. أخذنى من نفسى فسعدت.. سرق كيانى فاغتنيت.. أضعفنى فارتفعت.. أقتبس من كلماتك.. نعم.. فحبك أبدا لم يكن خسارة -كما يدعى البعض - ولكنه المكسب الكبير لو كانوا «يشعرون».. حبك كان «حجي» إلى رحاب الجمال.. كان «توبة» عن أخطائى.. «صلاة» إلى خالق الأشياء!! تقولين لي: لا تندهش.. كيف؟!.. وحبك الصادق لى هو ما جعلنى دائما أقف فى صحراء من الدهشة.. حبك لعيوبى أسرنى.. تحملك لديكتاتوريتى استعبدنى.. عاملتنى كطفل مدلل.. يأمر فتطيعى.. ابتسامتك الساحرة هى سعادتى.. جعلتنى أحب شكل العاشقين.. أين حياتى منك الآن؟! حبك كان نعمة وجودى.. معك كنت أرتاح من نفسى.. نعم ما زلت أحبك لأنك كافأتى الحب وأضفت إليه.. أهديك كلماتى هذه لأنك أنت من جعلتها تنساب من داخلى بدون استئذان.. نعم.. فأنا ما زلت أحبك. أحمد سيف