زى المرأة البدوية .. بطاقة هُوية كتب: محمد حمدي القوصي لا تزال الفتيات والسيدات البدويات يحرصن على ارتداء الزى البدوى الذى يعكس هوية وتراث وتاريخ وثقافة المجتمع البدوى، وما يميزه من عادات وتقاليد مقارنة بغيره من المجتمعات، ورغم ذلك لعبت الأبعاد التاريخية والجغرافية دوراً بارزاً فى تشكيل هذا الزى لدرجة اختلاف بعض تفاصيله بين قبيلة وأخرى. فى البداية تقول رئيسة جمعية أبناء سيناء فاطمة طلعت: إن الفتاة البدوية تتعلم منذ صغرها كيفية صناعة الأثواب التى ترتديها وطرق تطريزها، والتى تميز فتيات وسيدات كل قبيلة عن الأخرى، كما أن بساطة المرأة البدوية لم تمنعها من الإبداع فى تصميم أثوابها التى يغلب عليها اللون الأسود المزين بألوان أخرى مثل الأحمر والبرتقالى والأزرق وغيرها من الألوان المبهجة. وتوضح طلعت أن ثوب المرأة البدوية يصنع من قماش سميك، فضفاض لا يُظهر تفاصيل جسدها، ولا يبرز شيئاً من مفاتنها، لافتة الانتباه إلى أن الألوان المستخدمة فى تطريز وصناعة الثوب تعكس الحالة الاجتماعية للمرأة، بمعنى أن المرأة المتزوجة ترتدى الثوب المطرز باللون الأحمر أما المرأة العجوز أو الأرملة فترتدى الثوب المطرز باللون الأزرق فيما ترتدى الفتاة الصغيرة الثوب المطرز بألوان فاتحة. وتضيف: أن «ثوب الشغل» أو الثوب الذى ترتديه المرأة البدوية فى المنزل لمزاولة أعمالها اليومية هو ثوب خفيف التطريز وقليل الألوان، و«ثوب الدَسّ» أو الثوب الذى ترتديه عندما تكون على سفر أو فى المناسبات المختلفة كحفلات الأعراس وغيرها فهو ثوب مليء بالتطريز ويستغرق صنعه وقتاً طويلاً، وغالباً ما يكون اللون الأحمر بارزاً فى هذا الثوب، أما «ثوب الحداد» فهو ثوب ذو تطريز خفيف باللون الأخضر أو الأزرق فقط، ويلبس فى أيام الحداد على المتوفين. وهناك أسماء أخرى للأثواب، منها «الردانى» وهو ثوب طويل ترتديه زوجة شيخ القبيلة، و«الشرش» هو ثوب مصنوع من قماش ال«ملس» لونه أسود ناعم ولامع، يحرص الكثير من البدويات على ارتدائه، و«الخطرة» هو ثوب مخصص للحفلات، و«الدامر» هو ثوب ثقيل يتميز بلونه الكحلى وأشبه بالمعطف. وتلفت الانتباه إلى نقطة مهمة، قائلة: لا غنى للمرأة البدوية عن بعض الإكسسوارات التى تضيفها إلى ملابسها لتضفى عليها مزيداً من الجمال، منها «البرقع» الذى تستخدمه كغطاء للوجه، فهو قطعة أساسية ومهمة ترتديها المرأة البدوية، وتختلف أشكاله وتصميماته وزخارفه من قبيلة لأخرى، وتلبس المرأة البدوية «السركوج» أو «الوقاة» أو «الصمادة» الذى تستخدمه كغطاء للرأس يشبه الطاقية للحماية من أشعة الشمس، وعادة ما تكون حمراء اللون، ويوضع فوقها طرحة مطرزة تسمى «قنعة». وتختتم حديثها بقولها: «تتزين المرأة البدوية بالعقود المصنوعة من العنبر الأصفر والأحمر، والشناف المصنوع من الذهب أو النحاس ليوضع فى الأنف فى جهة الشمال، والأساور المصنوعة من الذهب أو النحاس لتوضع فى اليد». متحف التراث البدوى يكشف أسراره! لا يحظى متحف التراث البدوى بالعريش بكثير من الشهرة رغم ما يحويه من مقتنيات يصل عمرها لأكثر من مائة عام، لذلك قررنا القيام بجولة داخل هذا المتحف لاكتشاف أسرار البادية ومظاهر الحياة البدوية التى تخفى على الكثيرين. أخذنا رئيس جمعية الحفاظ على التراث السيناوى كمال الحلو فى جولة داخل متحف التراث البدوى، مؤكداً أهمية هذا المتحف الذى تم جمع معظم مقتنياته كتبرعات من أهالى سيناء بهدف توثيق التراث السيناوى والحفاظ عليه. وأوضح الحلو أن المتحف يزخر بوجود عدد من المقتنيات النادرة بداخله، منها سيف مصنوع من الفضة المصقولة يصل عمره إلى نحو 100 عام، كما يوجد عدد كبير من الأثواب البدوية التى تعبر عن مختلف القبائل والأزمنة التاريخية بسيناء ويصل عمر بعضها إلى 90 عاماً، فضلاً عن أدوات الطعام والخيام وبيوت الشعر المعروفة فى المجتمع البدوى. ولفت الانتباه إلى أن المتحف ينقسم إلى عدد من الأقسام، أهمها قسم الطب الشعبى الذى يضم بعض الأعشاب الطبية التى يتداوى بها البدوى إذا أصابه المرض، وقسم الأدوات الزراعية الذى يعرض أدوات الزراعة التقليدية التى كان يستخدمها البدوى فى الماضى، وقسم الاستماع والمشاهدة الذى يعرض أفلاماً وثائقية لمختلف ألوان التراث السيناوى من العادات والتقاليد، وبعض الصناعات الحرفية مثل صناعة الكليم البدوى. وبيّن رئيس جمعية الحفاظ على التراث السيناوى أن المتحف توجد به مكتبة تضم مجموعة من الكتب التراثية التى تهتم بسيناء فى الماضى والحاضر باللغتين العربية والإنجليزية. •