تأسس متحف التراث السيناوي سنة1991 رغم كونه يضم مقتنيات اثرية يصل البعض منها الي اكثر من مائة عام ويعبر عن كل مظاهر الحياة البدوية ومجموعة من الاثواب البدوية المصنوعة باليد تجاوز عمرها تسعين عاما وهو متحف أنشئ بالجهود الذاتية لمحبي تراث سيناء ومنعها من الاندثار الا انه لا يحظي بالاهتمام وهو المتحف الوحيد الذي انشئ بجهود تطوعية فهو واحد من انشطة جمعية متحف التراث المشهرة برقم108 لسنة1990 يتردد كل من يفد الي مدينة العريش لزيارته. ويحلم منشئ المتحف بمواكبة التطوير حيث أنه مبني من الخشب ولم يشهد أي اعمال تطوير منذ ان انشئ.. ويطالب بتخصيص الارض المقامة عليه لاعادة بناءه مرة اخري بشكل حضاري مشرف للمحافظة خاصة وان يتردد عليه الكثير من المحافظات الاخري ومن الدول العربية والاجنبية بالاضافة الي احياء التراث السيناوي. يروي لنا كمال الحلو مدير المتحف عن قصة الانشاء فيقول اقيم المتحف فور عودة سيناء الي الادارة المصرية موضحا أن مقتنيات المتحف تم جمعها من أهالي سيناء في الصحراء والمدن كتبرعات وأن بعض المقتنيات الموجودة بالمتحف يصل عمرها الي نحو100 عام, من بينها سيف مصنوع من الفضة المصقولة هو أقدم المقتنيات الموجودة داخل المتحف, وقد تم الحصول عليها من أحد مواطني سيناء دون مقابل. ويضم المتحف عددا من الأقسام أهمها قسم العمارة, ويضم نموذجا لبيت الشعر البدوي, ونماذج للبيت العرايشي في مراحل تطوره المختلفة, كما يضم نماذج للكليم اليدوي المنسوج والمرقوم والنول البدوي الأرضي الذي يستخدم في صناعة السجاد والأكلمة. وأشار الحلو إلي وجود نماذج لبعض المنازل التي تعود الي عام1948, حيث كان المنزل عبارة عن دور أرضي مبني بالطوب اللبن, ويضم المتحف قسما للأزياء والحلي يحتوي علي نماذج مختلفة من الأثواب البدوية المطرزة والمشغولة, كذلك نماذج من الأقنعة وأغطية الرأس, وأدوات الزينة المطلية بالذهب والفضة والكهرمان والخرز. كما يضم هذا القسم نماذج من البراقع والواقيات المحلاة بقطع من الذهب والفضة بقطع من الذهب والفضة والمعدن. الأثواب البدوية داخل المتحف عمر بعضها يصل الي نحو90 عاما, ويتم الحفاظ عليها من خلال تبخيرها بالمتحف القبطي بالقاهرة كل خمس سنوات حيث يوجد عدد كبير من الأثواب البدوية داخل المتحف تعبر عن مختلف القبائل والأزمنة التاريخية بسيناء. وعن أنواع الخيام الموجودة التي يعرضها المتحف الموجودة في المجتمع البدوي قال الحلو إنها عادة تضم حجرتين للرجال والأخري للسيدات, وهناك أيضا بيت الشعر, ويقام من شعر الماعز لأنه لا يحتفظ بالماء, وللبيت تسعة أعمدة موزعة علي أركانه, منها المقدم والواسط والماضر والسيد والعامر والظافرة. ويضيف أنه توجد داخل البيت القفرة, وهي عبارة عن فرشة توضع للجلوس عليها الأرض, وكان بيت الشعر يحتوي أيضا علي الجراب للنوم بداخله. كما يضم المتحف نماذج للعناج وهو عبارة عن قطعة من القماش الأبيض كانت تستخدم للفضل بين حجرتي الرجال والنساء داخل الخيام. ويضيف مطيع ابراهيم, المدير التنفيذي للمتحف: سجلنا كل ما يهم الحياة البدوية داخل المتحف ومن ذلك( سبوع المولود) وحصلنا علي مقتنيات تعبر عن الأدوات المستخدمة خلال الاحتفال به, ومنها( الكابسات) التي يتم الحصول عليها من( الداية) أي القابلة, والكابسات عبارة عن قطعة قماش توضع بداخلها عملات وقرون ماعزة صغيرة بشرط أن تكون قديمة جدا, حيث توضع بجوار الأم حتي لا تتعرض لانتكاسة صحية لها أو للمولود. ومن أهم أقسام المتحف قسم الطب الشعبي, ويضم نماذج من الأعشاب الطبية التي يتداوي بها المواطن بسيناء وأدوات العلاج بالكي وبعض أنواع الخرز التي تستخدم في علاج بعض الأمراض. كما يضم المتحف أدوات العلاج بالكي, ومنها الطابق وهو عبارة عن مسمار حديد طوله10 سنتيمترات علي الأقل, والمرود وهو عبادة عن سلك طويل يستخدم في الكي أيضا ويزخر المتحف بالكثير من أدوات الطعام, من أهمها الطواي وهي تشبه مقلية الطعام والهنبه وهي قطعة خشبية تستخدم لعمل السلطة وتكون مستطيلة الشكل, والبطية وهي تستخدم في وضع الطعام لنحو أربعة أفراد والمنسف, وهو يستخدم لوضع الطعام في حالة الولائم الكبيرة. ويضم المتحف أقساما أخري منها قسم الأدوات الزراعيةي وتعرض فيه الأدوات الزراعية التقليدية التي كانت تستخدم في الماضي مثل القرد والدثقران والدراء ولوج الراس, الهوجان. وفي قسم الاستماع والمشاهدة يعرض المتحف أفلاما لمختلف الوان التراث السيناوي من العادات والتقاليد والأسواق الأسبوعية وطريقة تجبير الكسور, وبعض الصناعات الحرفية مثل صناعة الكليم اليدوي, وصناعة العجوة وأشغال الإبرة علي الثوب البدوي والقنعة فيما تضم مكتبة المتحف مجموعة من الكتب التراثية التي تهتم بالبادية والبداوة والصحراء, وكتبا أخري عن الرحلات وعن سيناء في ماضيها وحاضرها باللغتين العربية والانجليزية.