أوركسترا المنتخب فكرة جديدة تتبناها وزارة الشباب والرياضة للعام الأول، حيث تعتمد الفكرة على اختيار شباب موهوب بداية من سن 18 عاما بهدف تكوين فريق منتخب للموسيقى والغناء يمثل الوزارة فى الاحتفالات والأعياد والمناسبات القومية والمعسكرات الشبابية والدولية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. فى مدينة أبى قير الشبابية بالإسكندرية كنت مع شباب معسكر «منتخب الموسيقى والغناء» خلال فترة اجتيازهم للاختبارات والفعاليات استغرقت أربعة أيام على فترات مكثفة شملت العزف على جميع الآلات الموسيقية، وكورال الغناء. وقد تقرر اختيار الفريق وفقا لثلاث مراحل للتصفيات لاختيار أفضل العناصر من الموهوبين، بدأت الأولى منها بالمدينة الشبابية بالإسكندرية وتضمنت المرحلة تجميع المشاركين من أعضاء مراكز الفنون بمديريات الشباب والرياضة على مستوى 11 محافظة هى (القاهرة، الجيزة، القليوبية، الشرقية، الدقهلية، الغربية، البحيرة، الإسكندرية، المنيا، الإسماعيلية وبورسعيد). وتستكمل المرحلة الأولى من خلال تنفيذ محاضرات نظرية وعملية لعدد 75 شابا وفتاة فى مجال العزف والغناء الفردى والجماعي، والذين يتم اختيارهم من قبل اللجنة المتخصصة بعضوية كل من د. عزالدين طه رئيس قسم التأليف الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية ود. أسامة على أستاذ الموسيقى بكلية التربية الموسيقية وعمر غالب إخصائى الفنون بالإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية بالوزارة. فيما يتم خلال المرحلة الثانية، تنفيذ معسكر فنى لصقل المواهب الفنية ممن تم اختيارهم بالمرحلة الأولى. كما يتم تنفيذ معسكر فنى تدريبى آخر خلال شهر أكتوبر 2014 - ضمن فعاليات المرحلة الثالثة - للفريق المنتخب لإحياء حفل ذكرى نصر أكتوبر المجيد. التقيت بعدد من الشباب الذى جاء للمشاركة. كان أكثر ما جذب انتباهى هو إصرارهم وتمسكهم بموهبتهم. فأغلبهم وإن لم يكن جميعهم هواة، دارسون لتخصصات مختلفة يعزفون سماعى ولا يقرأون النوتة الموسيقية، إلا أن الإصرار على ممارسة الفن هو أكثر ما يميزهم. • المتسابقون إيهاب عماد 24عاما من محافظة الإسكندرية يعزف البيانو، يدرس المحاسبة بكلية التجارة كان حريصا على الالتزام بميعاد المسابقة، فكان من أول الحضور. قال لى: عرفت بأمر المسابقة من مديرية الشباب والرياضة بالإسكندرية وتقدمت وتم قبولى وأتمنى أن أمثل مصر فى المنتخب. إيهاب يحب الموسيقى ويعزف منذ سنوات. محمود عبد الصبور 23 عاما كان قلقا خلال الاختبارات التى تنوعت بين سولفيج الإيقاع وسولفيج الغناء واختبار الوحدة الزمنية والأذن الإيقاعية والعزف على الآلات الموسيقية المختلفة، وقد حاولت اللجنة من تهدئة قلقه حتى استطاع أن يجتاز الاختبارات. محمد فتحى 24 عاما خريج جامعة عمالية من محافظة الجيزة قال لي: عرفت أمر المسابقة من خلال مديرية الشباب التابعة للمحافظة ومن خلال مركز الشباب الذى أذهب إليه مؤكدا أنها المرة الأولى التى يشارك فيها فى مسابقة. محمد يعزف الأورج فى حفلات مركز الشباب والمحافظة والحفلات العائلية، لم يحالفه الحظ ليدرس فى كلية التربية الموسيقية، ويؤكد أنه لو تم قبوله فى أوركسترا المنتخب فسوف يحقق ما تمناه طيلة السنوات الماضية. أحمد فايز القمحاوى 18 سنة يعزف على الأورج، يدرس فى الفرقة الأولى من كلية التربية الموسيقية أكد أنها ليست المرة الأولى له فى معسكر شباب، فقد شارك قبل ذلك فى معسكر رأس البر وشارك فى مسابقات عديدة بالقاهرة، مشيرا إلى أنه يستفيد من وجوده فى المعسكرات الصيفية ويحب العمل الجماعي. محمود سعيد 20 عاما يدرس فى معهد الاتصالات واللاسلكى من محافظة الشرقية مركز بلبيس، يعزف على الأورج، محمود يهوى الشهرة ويتمنى أن يصبح عازفا مشهورا ويشارك فى جميع حفلات محافظة الشرقية قال: كنت أتمنى دراسة الموسيقي، ولكنى لم أتمكن لظروف شخصية، وعندما علمت من خلال مركز الشباب أن هناك مسابقات لاختيار أوركسترا المنتخب سارعت بالتقديم، فهى فرصة عظيمة لأى شاب يحب الموسيقى ويتمنى أن يكمل مشواره الفنى فيها. محمد عماد موهبته الغناء والعزف على الجيتار، عمره 19 عاما.. ينتظر نتيجة مكتب التنسيق، لكنه يتمنى دراسة تجارة إنجليزي، عماد يؤكد أن الموسيقى بالنسبة له موهبة، لا يريد احترافها، عرف عن المسابقة من خلال مركز الشباب التابع له بمحافظة القاهرة قال: أول مرة فى حياتى أتقدم لمسابقة، محمد كان متوترا لأنه هاوٍ - على حد قوله - لا يستطيع أن يقرأ من نوتة ويغنى بالفطرة، لكنه يؤكد على أن لجنة التحكيم نجحت فى القضاء على التوتر الذى بداخله بعد ثوانٍ قليلة من وجوده. أحمد سعيد 20 عاما يدرس كمبيوتر ساينس بجامعة القاهرة شارك فى عدة مسابقات كلها تابعة لمراكز الشباب، أحمد يغنى ويتمنى أن ينجح ويؤكد أنه سيعمل فى مجال دراسته فهو مجال مربح أما الغناء فسيظل هواية. • الصعايدة هنا.. محافظة المنيا كان لها نصيب كبير من المواهب المميزة ومن الفتيات المشاركات فدائما الصعيد تحفل بالعديد من المواهب فى جميع المجالات ودائما تتصدر المشهد. روفيدة زين محمود 20 عاما تدرس علوم من محافظة المنيا تقول: صوت المرأة لايزال عورة فى الصعيد وفكرة أن تغنى المرأة هى فكرة غير مستحبة. فقبل دخولى المرحلة الجامعية كانت الفكرة مستحيلة وبعد دخولى الجامعة حاولت إقناع أهلى كثيرا. روفيدة من الشخصيات العنيدة التى إذا ما أرادت شيئا لابد أن تمتلكه، تكمل قائلة: أنا لا أفكر فى احتراف الغناء، لكنى لابد أن أثبت لأهلى أننى إذا أردت أن أغنى سأغنى لكى أشبع موهبتي. روفيدة أول مرة تواجه فيها جمهورا أو لجنة تحكيم بحكم طبيعة المجتمع المغلق الذى تعيش فيه والذى تتمنى الفرار منه مع زوج متفهم. سارة عبدالعزيز 21 عاما تدرس تربية إنجليزى من محافظة المنيا موهبتها الغناء أكدت أنها أول مرة تشارك فى مسابقة. سارة أيضا تواجه نفس المشكلة، حيث يعتبرها المجتمع عورة وأن المكان الأفضل لها هو البيت. لكنها تأمل فى زوج المستقبل أن يعطى لها الحرية التى حرمها منها والدها، مؤكدة أن جيل الشباب الحالى قد يكون أكثر انفتاحا من جيل الآباء والفضل يرجع لوسائل الاتصال الاجتماعية. سارة تقول: سأظل أغنى مهما حاول الآخرون إحباطى وسأتعلم الفترة القادمة العزف على البيانو. مايكل ممدوح يوسف 24 عاما خريج تجارة إنجليزى من المنيا. هو الوحيد الذى يريد أن يحترف الغناء من المجموعة التى قابلتها فهو يسعى للشهرة والاحتراف. إبرام مجدى المنيا 20 سنة كلية سياحة وفنادق، شارك فى مسابقات خاصة بمديرية شباب المنيا، يرى أن فكرة المنتخب فكرة عبقرية لأننا منذ سنوات اعتدنا أن كل محافظة تكتفى بأنشطتها وتعيش فى عزلة ولا يعرف أحد عنها شيئا، اليوم كلنا معا نتشارك الهواية والثقافة. إبرام يتدرب مع مديرية الشباب والرياضة بالمنيا ويشارك فى مسابقات قصر ثقافة المنيا. • بورسعيد ريتا 21 سنة من بورسعيد تدرس بكلية التجارة تعزف على الكمان منذ أربعة شهور، نالت استحسان اللجنة تقول: أعشق الموسيقى وتلقيت تدريبا بالكنيسة ببورسعيد وأتمنى الانضمام للمنتخب. هويدا محسن 22 سنة من محافظة بورسعيد تعزف الكمان منذ فترة قصيرة عرفت بالمسابقة من خلال مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد، هويدا تعشق الموسيقى وتتمنى أن تصبح عازفة كمان مشهورة. • لجنة التحكيم جزء مهم من الاختبارات كان يعتمد على الجانب النفسى للمشارك فمنهم المستهتر غير المسئول الذى تم استبعاده، ومنهم المتوتر الذى حرصت اللجنة على طمأنته، وتظهر شخصية العازف أو المغنى من خلال وقفته وأذنيه الموسيقية)، هذا ما أكده الدكتور عزالدين طه رئيس قسم التأليف الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون مؤكدا أن الفكرة عظيمة تشكر عليها وزراة الشباب والرياضة فالمبادرة تخرج جيلا واعيا من الشباب، والواضح أن وزير الشباب المهندس خالد عبدالعزيز يهتم بالشباب عن حق وليس مجرد شعارات. الدكتور عز الدين أكد أن منتخب أوركسترا لا يقل أهمية عن منتخب الرياضة، بل إنه من المنتخبات الأصعب ويحتاج لتدريب مكثف موضحا أن الأهمية الأعظم لمثل هذا الحدث هو أن المواهب ستجد من يهتم بها ويدعمها، بالإضافة إلى أن التواجد فى صورة مجموعات شبابية يفيد الشباب بشكل كبير ويجعل التواصل بينهم أمرا جيدا خاصة أن هناك مواهب متنوعة. عز الدين يصف المواهب المتقدمة بأنها مواهب صافية واعدة ينقصها الدراسة، ومن خلال التدريب فيما بعد سيكون هناك منتخب قوى يمثل مصر. وعن نسبة التمثيل الضعيفة للبنات أكد طه أن البنات قد يجدن مشاكل فى العزف تتعلق باحتياج العمل لكثير من المجهود والتأخير بما يتنافى مع طبيعة الأسر المصرية، لذلك فإن أكثرهن فى مجال الغناء. • اهتمام حقيقى بالشباب الدكتور أسامة على أستاذ الموسيقى بكلية التربية الموسيقية بجامعه حلوان يؤكد أن المبادرة إيجابية وأهم شيء فيها اختلاط الثقافات بين عدة محافظات وهى المحافظات المشاركة فغالبا ما يتم الاهتمام بالمواهب فى محافظتى الإسكندريةوالقاهرة فقط ويتم إغفال باقى المحافظات كالصعيد والشرقية، لذلك فالمسابقة فرصة لاجتماع الشباب من جميع المحافظات، مما يشيع جو الحماس. الدكتور أسامة يرى أن أوركسترا الشباب هو أول خطوة تؤكد أننا فعلا بدأنا نهتم بالشباب، فالموسيقي تجعلنا نعرف كيف يفكر الشباب. عمرو غالب إخصائى الفنون بالإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية بالوزارة أكد أنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها الاهتمام بالمواهب، فقد قامت الإدارة قبل ذلك بتنفيذ برنامج لتفعيل الأنشطة الفنية بمراكز الفنون بمراكز الشباب على مستوى 16 محافظة بدأ منذ إبريل الماضي، وتتضمن التدريب صقل وتنمية المهارات الفنية للطلبة والخريجين من الأعضاء والمشاركين بأنشطة تلك المراكز، وكذا اختيار عدد من الأصوات والمواهب المتميزة التى برزت خلال المسابقات الفنية ومنها مسابقة «إبداع» التى نظمتها الوزارة للمواهب الفنية والثقافية على مستوى جامعات ومعاهد الجمهورية. عمرو أكد أن نسبة الحضور فى مسابقات اوركسترا المنتخب وصلت ل 195 شابا مؤكدا أن الهدف الأساسى للمشروع تبنى الشباب الموهوب الذى لم تُتح له فرصة الدراسة كى يظل محافظا على موهبته وحلمه، فكثير من الهواة قد يصبحون محترفين بكثير من الاهتمام.•
