خديها منى حكمة يا غالية ما بينفعكيش غير قرشك وصحتك..لا رجالة بينفعوا.. ولا أهل بيشفعوا… والجواز جاى جاي.. … لازم تبقى مستغنية عن الراجل علشان تقدرى تعاشريه.. لازم يبقى فى إيدك القرش اللى تقدرى تستغنى بيه عنه لو حصل وكرهتيه.. تبقى داخله بيته وانتى عارفة أنك هاتقدرى تخرجى بمزاجك.. وإلا يبقى اتحكم عليكى بسجن مؤبد.. ولا فيه خروج فى نص المدة ولا حسن سير وسلوك هايشفعوا لك.. أنا فى سجن النسا حرة و لو على بابى ميت سجان).. حوار لأنثى مستهلكة ، أنهكها الفقر وأنهكتها الحسابات ، امرأة تعرت من أجل (لقمة العيش) فى مجتمع لا يرحم ولا يعطى فرصة ثانية ، دلال انعكاس لمجتمع متخبط مزدوج يختزل الشرف فى جسد الأنثى مادامت لم يمسسها بشر.. وبعيدا عن سجن النسا ، عدنا مع درة إلى تونس ، لتتحدث مع «صباح الخير» وتخبرنا عن الطالبة المتفوقة التى تحولت بوصلتها إلى عالم الفن وكيف واجهت أسرتها بهذا وأقنعتهم بعد رفض تام ، وكيف واجهت لحظات التردد والوحدة التى اضطرتها أن تقول (اللى أنا بعمله ده صح ولا غلط ؟) تذكرة سفر (تونس- القاهرة)
نبدأ معك من قبل مجيئك للقاهرة وقرار الاستقرار فيها ؟ -أنا بدأت التمثيل فى المراهقة أما التمثيل بشكل احترافى فكان فى الجامعة وبدأت بالمسرح ثم المسلسلات والأفلام تأخرت فى الخطوة قليلا لصغر سنى وقتها فأنا جئت إلى مصر فى الخامسة والعشرين ، قبلها كان سنى صغير جدا ، ذهبت إلى يوسف شاهين فى مكتب أفلام مصر العالمية وقابلت جابى خورى ، وشاهد أستاذ يوسف شاهين صورى و لم أكن أعلم أنهم يعدون وقتها لفيلم (هى فوضي) وكلفنى بدور فى الفيلم ، فكانت بداية قوية حتى لو كانت مساحة الدور صغيرة ، فما بالك ببداية مع يوسف شاهين ، بعدها قدمت فيلما مع أستاذ يسرى نصر الله وهو جنينة الأسماك ، ثم الأولى فى الغرام و كانت مساحة أكبر وأول بطولة حيث اقترح خالد يوسف اسمى وقابلت أستاذ وحيد حامد وبالفعل اشتركت فى العمل.
وكيف كانت ردود الفعل حول السفر من جانب الأسرة خاصة لرفضهم دخولك الوسط الفنى من البداية وتخوفهم منه؟ - فى البداية ، جئت الى مصر ولم أكن أنوى الاستقرار وبالطبع هى مخاطرة كبيرة ولكن الاستمرار فيها مرهون بنجاحى وما سأحققه ، فإذا لم أنجح سأعود مرة أخرى ، كما أننى سأسافر إلى بلد عربى أعرف ثقافتها وعندى خلفية عنها، فمصر من أكثر البلدان التى لا نشعر فيها بغربة خاصة من المسلسلات والأفلام وليست منطقة جديدة نكتشفها لأول مرة، وهذا بالنسبة لكل العرب فلدينا خلفية عن المجتمع حتى من روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس و وصفهم الدقيق للمجتمع ، ولكن الموضوع كان بالغ الصعوبة لأن النجاح فى مصر ليس سهلا والمنافسة كبيرة جدا بسبب وجود نجوم ونجمات من مختلف الجنسيات موجودين على الساحة فى مصر ، فأنت هنا لا تنافسين بلدا واحدا بل المنافسة تكون بينك وبين الوطن العربى كله سواء مصر ، تونس ، لبنان أو المغرب فالمواهب كلها تصُب فى مصر ، والراغب فى النجاح يجب أن تكون موهبته حقيقية ولديه الصبر لأنه كما أن هناك نجاحا هناك أيضا فترات صعبة تمر علينا.
أسرة بعيدة تماما عن الفن كيف تقبلوا فكرة دخولك الوسط الفنى خاصة بعد رفضهم التام فى البداية ؟ - بدأوا يتقبلون الفكرة بالتدريج بعد عملى فى تونس ولمسوا ردود الأفعال وأصبح كل همهم أن أقدم أعمالا محترمة، بالإضافة إلى طبيعتهم المرنة والمتفتحة. فأبى يعمل محاميا وأمى تعمل فى البنك المركزى التونسى. مع الوقت تقبل أبى فكره عملى فى التليفزيون والمسرح ولكن السينما كان لديه تحفظات عليها لجرأتها المعروفة، وأعتقد أن الموضوع أصبح متعلقا بسياسة المراحل، وبالنجاح الذى أحققه فى كل خطوة جعلته يقتنع باختيارى، وأنا أتفهم تخوفهم فأنا لو لدى ابنة أتمنى ألا ترى نفسها فى مهنة التمثيل إشفاقا عليها من طبيعة المهنة ومصاعبها التى يعيشها الفنان سواء شابا أو نجما كبيرا. فهذه هى ضريبة الحفاظ على النجاح.
تحقق الحلم وأصبحت نجوميتك أمرا واقعا، ما وقع قرار استقرارك فى مصر عليهم إذا ؟ - لم أسافر القاهرة بهدف الاستقرار ولكن لاشتراكى فى بعض الأعمال وبعد الانتهاء منها كنت أعود إلى تونس مرة أخرى، ولكن اكتشفت أن هذا حل غير عملى على الإطلاق ونصحنى بهذا جابى خورى وخالد يوسف لأظل على اتصال بالمنتجين والمخرجين، وكان قرار الاستقرار بعد (الأولى فى الغرام)، وأعتقد أن نجاحى كان سببا فى تخطى هذه المرحلة بالنسبة لهم كما أننى أتواجد فى تونس باستمرار ولا أنقطع عنها ووالدتى دائما معى هنا فى القاهرة هى وأختي.
وما تقييمهم لأعمالك الآن بعد أن اصبحت فى صفوف النجمات وأصبح نجاحك أمر واقعا؟ - أمى سعيدة خاصة بردود فعل زملائها فى العمل واهتمامهم حتى بحواراتى الفنية فى الصحف والمجلات، أما الطريف أن أبى هو الأكثر اهتماما بالمتابعة للمسلسلات وحواراتى فى البرامج التليفزيونية وأسلوبى فى الكلام والرد، وعندما يحب مسلسلا يتابعه فأحب دورى فى (العار) و(الزوجة الرابعة) وكانت لديه تحفظات على مزاج الخير. رغم إدراكه إن هذا عمل درامى وأنه يجب أن يكون هناك تنوع فى الأدوار، وأن الأهم أن يكون العمل فى مجمله عملا راقيا. مثل سجن النسا مثلا فرغم وجود نماذج مختلة إلى حد ما وبعضها غير سوى إلا أنها موجودة فى المجتمع والعمل كان فى مجمله راقيا ومحترما. ويتابع الآن سجن النسا لأنه لم يستطع متابعته خلال شهر رمضان،وهو رغم أنه متحفظ جدا فى آرائه إلا أننى أستشعر ما أعجب به ومالديه تحفظات عليه، و أعجب جدا بمسلسل صديق العمر وتلك المرحلة التاريخية المهمة ودور برلنتي، وأندهش من الانتقادات التى أثيرت حوله، وعموما هو من فترة طويلة يرى أننى أتطور بشكل جيد كممثلة.
طبيعة عملك تجبرك على التواجد وحدك لفترات طويلة ، كيف أثر ذلك عليك، وكيف تتعاملين مع تلك الوحدة ؟ - لن أكذب عليك طوال الوقت أمر بمرحلة تقييم وإعادة للحسابات و أنا بطبعى صريحة جدا مع نفسي. . وأحيانا أسأل نفسى (اللى عملته ده صح ولا غلط) و أحيانا كثيرة أشعر بالوحدة ولكن الآن تخطيت مرحلة الانتشار لمجرد التواجد وبدأت أبحث عما هو جيد وما يحقق فقط التميز والاختلاف وهذه هى المرحلة الأصعب للحفاظ على النجاح. وتتابع قائلة: من المهم جدا تواجد الأصدقاء حولى خاصة بسبب ابتعادى عن أهلى ولكن فعلا الأصدقاء الحقيقيين يعوضون غياب الأهل بشكل ما ولكن طبيعة عملى وسفرى الدائم جعلتنى أعتمد على نفسى بشكل كبير وجعلتنى (ب 100 راجل) وأتحايل على الوحدة بالعمل فقط، خاصة أوقات التصوير يجعلنى لا أفكر فى أى شئ طوال تواجدى فى اللوكيشن.
عودة إلى تونس ، تلك المرحلة قبيل النجومية خاصة أن دراستك كانت للاقتصاد والعلوم السياسية ؟ - فى مرحلة الطفولة لم تتبلور فكرة التمثيل فى رأسى ولم أحدد اتجاهى إلا فى مرحلة المراهقة، كنت كطفلة أقوم فقط بإعداد مسرحيات مع أصدقائى وأخوتى وأوزع عليهم الأدوار وعندما تبلورت الفكرة بدأت أنجذب لكل ما هو مبهر ومتعلق بالظهور والأداء كالمسرح وال modern dance والباليه ، وبدأت أتمرن عليهما واشتركت فى فرق وقدمت عروضا.
المسرح وبداية الشغف. - المسرح التونسى قوى جدا وأتابعه منذ طفولتى ومن هنا تعلقت بعالم المسرح وشعرت أنه مكمل للرقص الذى يعتمد على الأداء الحركى والتعبير بالجسد ، وينقصه عنصر الكلام فالمسرح يكمل هذا النقص، ومن هنا بدأت أبحث عن المسرح وبالفعل وجدت فيه كل ما أريده ، وقدمت عروضا للمسرح بعد اشتراكى فى فرقة تياترو قدمت معهم مسرحية (المجنون) مع المخرج التونسى (توفيق الجبالي) ومسرحية (الفلسطيني) . وبالطبع العروض المسرحية يحضرها الكثير من الأوساط الفنية و رشحنى مساعد مخرج وقتها لأول مسلسل تونسى أشارك فيه بعنوان (حسابات وعقبات) وعرض على قناة تونسية ، وفعلا كانت أول خطوة فى عالم الشهرة واستغربت جدا من النجاح الذى حققه ومعنى أن ينادينى الناس باسم الشخصية فى الشارع واختيارى كأفضل ممثلة فى استفتاءات فنية.
ولماذا قررت استكمال الماجستير رغم تحول بوصلتك إلى عالم الفن ونجاحك فيه؟ -كنت متفوقة جدا فى دراستي، واخترت الاقتصاد والعلوم السياسية لعلمى برفض أهلى لدراستى للفن، وأعتقد أن هذا آخر عمل فى الفن وبعد انتهائى جاء موضوع الماجستير بالصدفة فأنا كنت الثانية على دفعتي. أخبرنى دكتور بالجامعة وقتها بأن الجامعة تعد للدراسات العليا بالاشتراك مع جامعة بيروت ويريدون إرسال بعض الطلاب الى هناك فوافقت على الفور لسببين. أولا حبى الشديد لبيروت، ثانيا فى هذا التوقيت كانت بيروت بالنسبة للدارسين للعلوم السياسية أرض خصبة جدا لما يدور فيها من أحداث وصراعات حيث كان هذا قبل ثورات الربيع العربى وكانت دول الشرق الأوسط كلها مستقرة عدا بيروت التى كانت قلب الأحداث الساخنة، وكنت سأكمل للدكتوراه ولكن خفت أن يعطل هذا مشوارى فى الفن وقررت العودة إلى تونس ومنها إلى القاهرة.
بسبب الأوضاع السياسية (عايزة أعيش فى زمن تاني).
بالتأكيد دراستك للسياسة تجعلك قريبة جدا مما يدور فى الساحة العربية الآن. فما تعليقك؟ -أنا فعلا وصلت لقناعة بأن لا أحد يفهم الآن ماذا يدور على الساحة ، فنحن نعيش فى أكثر مرحلة معقدة فى تاريخ الشرق الأوسط ،فالوضع ليس باستعمار وليس بحرب وليس بصراع مع ديكتاتور كما درسنا فى التاريخ ، لكن الوضع الآن تخطى كل هذه الحروب ، أصعب ما عاصرناه منذ طفولتنا كان الصراع الفلسطينى -الإسرائيلي، ولكن العدو هنا معروف ولكن نحن الآن لا نعلم من هو العدو هل هو خارجى أم داخلى ويريد التخريب وإعادة تغيير الخريطة ، وكيف لإنسان أن يسعى لتخريب بلده أو إسقاط جيشه ومن أين جاءه هذا الكم من الكره والحقد ، ومن المُحرك له. فإن الوضع على الساحة بأكمله يجعلنى أحيانا أقول لنفسى (أنا مش عايزة أعيش فى الزمن ده).
وهل القتامة التى نعيشها هى التى تسببت فى التغيير النوعى للأعمال الدرامية والمشاهد العنيفة فيها ؟ - كما نقول دائما إن الدراما ما هى إلا انعكاس للواقع ولا يمكن أن يتم تقديم أعمال درامية بمعزل عن تلك الأحداث فكل ما نعيشه من مشاكل وفقر هو تربة خصبة لصناعة العنف والإرهاب ، وفى المقابل كانت هناك أعمال تحمل جانبا مضيئا و بهجة وتدعو للتفاؤل مثل مسلسل (صاحب السعادة) فالتوازن فى الدراما مطلوب.
(الحجر المتحرك - ينبت عليه العشب) هل تأثرت حياتك العاطفية نتيجة هذه الحالة الدائمة من النشاط ؟ - الحركة المستمرة وإيقاع العمل تجعل مسألة الاستقرار صعبة لأن أى قصة حب تحتاج إلى التواصل لكى تنمو وتستمر.فأحيانا حتى مع التواصل تحدث الخلافات وسوء فهم لبعض المواقف ما بالك بانعدام التواصل وفترات الغياب الطويلة.
وهل مرت عليك فترات شعرت فيها بالندم أم أن نجاحك عوضك عن هذا الشعور؟ - رغم أهمية النجاح فى الحياة العملية إلا أن الحياة الأسرية والعاطفية واستقرارهم هو عامل مهم جدا ولا يشبعه ولا يعوضه شىء لفترة معينة فى حياتى كنت أعتبر أن نجاحى على مستوى العمل أهم. لكن الآن اختلف تقييمى وحساباتى لهذه المسألة. وعادة أنا لا أحسب المسألة بتوقيتات محددة أو سن معينة فأنا قدرية جدا فيما يتعلق بهذا الموضوع. ولن أكذب عليك أكيد فكرة تأجيل خطوة الزواج والأمومة حتى الآن تأخذ من تفكيرى أحيانا . ولعل هناك بعض الندم لوجود أشخاص فى مرحلة ما فى حياتى كان من الممكن أن تكون بيننا علاقة ناجحة ولكن أولوياتى وقتها كانت مختلفة وكان العمل بالنسبة لى هو الأهم.
ماذا لو اضطررت إلى الاختيار بين عملك فى الفن وحياتك الشخصية ؟ - لا أعتقد أننى سأضطر أن أكمل مع شخص وضعنى أمام هذه المقارنة لأن من يحب إنسانا يحبه بكل ظروفه لا ينتظر منه أن يشكل حياته على مقاسه، فتركى للفن أو استمرارى فيه مرهون بقرار منى وليس بفرض من أحد.
دلال انعكاس لمجتمع متناقض.
إلى سجن النسا مرة أخرى.... احكى لنا عن دلال؟ - كاملة أبو ذكرى كلمتنى وعرضت على الدور وهو مازال معالجة وكانت الأدوار عبارة عن خطوط عريضة وسعدت جدا بترشيحها لى للعمل معها خاصة بإعجابى الشديد بمسلسل «ذات» وأعمالها السابقة ، وبمجرد قراءتى واقترابى للدور فعلا خفت منه جدا ، ليس لجرأته كمشاهد على الشاشة ولكن الدور نفسه بمراحله جرئ ، دور مركب جدا ويمثل تحديا لأى فنانة.
ظهورك بدون ماكياج فى معظم المشاهد خطوة تخشاها بعض الفنانات؟ فما تعليقك؟ - أنا فنانة ولست تمثالا ووظيفتى تتطلب منى أن أكون مقنعة فى أدائى للشخصية وتناولها خاصة إذا كانت الشخصية تتطلب هذا ، فأنا هنا لست درة التى تظهر فى الإعلام وأغلفة المجلات ، فدلال وأزالتها للماكياج تمثل إسقاطاً لازدواجيتها وتغير شكلها من حالة لأخرى ، من القناع الذى ترتديه إلى حياتها الطبيعية التى تعود بها لأمها بوجهها البريء.
(لا رجالة بينفعوا... ولا أهل بيشفعوا)
دلال نموذج لم يعطها المجتمع فرصة ثانية تدخل السجن لتخرج مُدانة ، مجتمع يختزل الشرف فى الشكل الخارجى ؟ - دلال نموذج وانعكاس لمجتمع يحمل تناقضات كثيرة فهى ترتدى الحجاب كزى اجتماعى وليس دينيا، ترتدى العباءة وتحتها الجينز ، ترى نفسها شريفة مادام لم يلمسها أحد وهذه الشخصية موجودة حولنا بكثرة مع أختلاف الظروف ومراحل حياتها التى أودت بها إلى السجن، ورغم أن الشرف فى الأفكار وليس فى الملابس ، ولكنها هى كانت ضحية لمجتمع لم يعطها فرصة ثانية بعد أن أصبحت موصومة حتى لو كانت لديها رغبة فى التوبة والعودة للطريق الصحيح ، وهذه معاناة كل من دخلوا سجن النسا تغير مجرى حياتهم للأبد ، فتخرج فقط للانتقام من نفسها ومن المجتمع وتفكيرها فقط فى كيفية جمع المال كما دار الحوار بينها وبين غالية (لا رجالة بينفعوا... ولا أهل بيشفعوا).. الفقر أذلها وتعانى من كل التناقضات حولها حتى من أخواتها حين تنصلوا منها رغم استفادتهم منها.
دور فتاة الليل ، يُعد فخا قد تقع فيه أى فنانة فإما أن ينجح أو يصبح بذيئا ومبتذلا ، ما هى الخطوط العريضة التى وضعتها للشخصية للخروج من هذا المأزق؟ كانت هذه أول مشكلة واجهتنى أنا وكاملة أبو ذكرى ومريم نعوم وهى الاختلاف لأن شخصية فتاة الليل قدمت كثيرا فى أعمال درامية عديدة على عكس شخصية السجانة التى نادرا ما نراها بتفاصيلها فى عمل، حاولنا الابتعاد عما تم تقديمه من قبل، أردنا أن تكون بريئة فى ملامحها وقريبة من أى بنت عادية إلى أن تتدرج فى المراحل فهى لم تولد فتاة ليل ، بل الظروف هى التى تطورت بها إلى هذه المرحلة ، شاهدت فيلما وثائقيا بعنوان (فى الليل يرقصن) يعرض حالات من فتيات يرقصن فى الأفراح الشعبية من داخل منازلهن ويعرض جزءا كبير ا من حياتهن ، وحاولت قدر الإمكان الابتعاد عن الكليشيهات التى تم تقديمها من قبل عن فتاة الليل والصورة النمطية لحركاتها وتصرفاتها ، وحاولت أن تكون بعيدة عن الابتذال على العكس فبراءتها هى الأبرز، فالهدف من الشخصية أن تنال دلال استعطاف المشاهد.