الكوميديا النسائية لها شروط أهمها هو تصنيف الجمهور نفسه لهذه الممثلة إنها كوميديانة من خلال رصيدها وتكوينها، والشخصية الكوميدية النسائية لابد أن تتمتع بخفة ظل وتلقائية بغض النظر عن مستوى جمالها وأحيانا نجد ممثلة ليست كوميديانة لكن تستطيع لعب الأدوار التى تعتمد على كوميديا الموقف والأمر هنا يتوقف على موهبة الممثلة فى هذه المنطقة مقارنة بزميلاتها ونستطيع القول بضمير مرتاح أن هناك أكثر من اسم نسائى من الموجودات على الساحة لديهن هذه الموهبة وفى مقدمتهن ياسمين عبدالعزيز ونيللى كريم ومى عز الدين ومنة شلبى، ومن الأجيال السابقة فحدث ولاحرج.
مقدمة لابد منها بعد مشاهدتى لفيلم «نظرية عمتى» الذى يتصدر أفيشه وتيتراته حورية فرغلى وحسن الرداد ليأتى بعدهما فلتة زمانها «لبلبة» والمخضرم حسن حسنى.
نأتى للفيلم نفسه أنت أمام تيمة مكررة اتهريت فى الأفلام الأجنبية والعربية، سواء القديمة أو الحديثة. وقد يقفز إلى ذهنك فيلم «البحث عن فضيحة» لعادل إمام وسمير صبرى ومرفت أمين أثناء مشاهدة «نظرية عمتى» مع بعض الاختلافات، فعادل إمام تلعب دوره حورية فرغلى ولبلبة تلعب دور سمير صبرى أما حسن الرداد فيلعب دور مفت أمين.
المفروض أن «نظرية عمتى» قائم على فكرة دليل المرأة للإيقاع بعريس ودور الخبيرة فى الرجال بالفيلم هى لبلبة ولابد طبعا أن تقارن بين دورها فى هذا العمل وبين دورها كطبيبة استشارات زوجية فى فيلم «النعامة والطاووس»، مع الفرق الواضح فى تناولها لكل شخصية على حدة، أما حورية فرغلى فهى التى تريد الإيقاع بزميلها المذيع «حسن الرداد» كعريس لها، وبغض النظر عن التفاصيل فأنت من خلال الأفيشات والإعلان الدعائى للفيلم تعتقد أنه فيلم كوميدى ولابد أن تسأل نفسك ما علاقة حورية فرغلى وحسن الرداد بالكوميديا هل الجمهور وضعهما فى هذا القالب ونحن فى غفلة من الزمن أم أكل العيش حكم و هل أحد أقنع حورية فرغلى أن الكوميديا ماهى إلا تكرار السقوط على الأرض أو الاصطدام بأى شيء، ومثلما قلت فى البداية الجمهور هو صاحب إعطاء تأشيرة صلاحية القيام بأدوار كوميدية للممثل، وأعتقد أن حورية فرغلى أخذت الأمر من منطلق التجريب فقط وهذا حقها على اعتبار أنها لاتزال فى بدايتها والتنوع مطلوب، لكنها لن تكون سعيدة عندما تعلم أن فيلم «نظرية عمتى» كان بلا جمهور طوال أيام العيد، والدليل أن المسئول عن السينما التى شاهدت بها الفيلم اضطر لتشغيله لى خصيصا رغم عدم وجود أى جمهور. وهذا كفيل بأنها لا تكرر التجربة خاصة أنها ممثلة جيدة حققت خطوات جيدة فى الدراما التليفزيونية بداية من دورها فى مسلسل «دوران شبرا» للمخرج خالد الحجر ومرورا بدورها فى مسلسل '«سيدنا السيد» «لجمال سليمان» ونهاية بدورها فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» والمؤكد أن الحفاظ على النجاح فى غاية الصعوبة لكن ما أسهل الخصم من رصيد الممثلة التى تلعب أدوارا لا تناسبها أو تقديمها لتنازلات فى أعمال ليست ذات قيمة مثلما حدث مع حورية فرغلى بفيلم «قلب الاسد».
حسن الرداد من الممثلين المجتهدين وحقق نجاحات لا ننكرها فى الدراما وعندما يتواجد فى فيلم سينمائى يكون للمخرج حضوره الطاغى، فالمؤكد أنه يجد التوجيه اللازم لدوره مما يجعله فى أفضل حالاته مثلما حدث مع حسن الرداد فى فيلم «احكى ياشهر زاد» للمخرج يسرى نصر الله والمؤلف وحيد حامد، أما فيلم «نظرية عمتى» فالملاحظ به غياب دور المخرج أكرم فريد، مما انعكس على أداء بطليه، والملاحظ أن غياب توجيه المخرج لممثليه كان متوافرا بفيلم «توم وجيمى» وهو أيضا لأكرم فريد.