أخى القبطى.. لا تحزن، فأنت جزء منى، وكنيستك بيتى الثانى، لا تظن أنهم يرهبونك وحدك، فهم يبيحون دمى قبل إباحة دمك. ولا تعتقد أن الإخوان هم مسلمون، فلا هم بإخوان ولا هم بمسلمين. وليشهد التاريخ أن اليوم الذى أقدم فيه هؤلاء المجرمون على حرق الكنائس المصرية هو نفسه اليوم الذى خرج فيه الإخوان من تاريخ مصر، وإلى الأبد.
ولتعلم يا أخى أنك نصفى الثانى، ومن يمسك بسوء.. يصيبنى بنفس السوء، فأنتم أكثر وطنية من هؤلاء الإرهابيين.
ونحن جميعا مسلمين ومسيحيين.. سنقف يدا واحدة ضد الإرهاب الذى يهدد وطننا وبيتنا.. مصر، ولن يفرقنا أحد.
حوادث نكراء ارتكبتها الجماعة التى تطلق على نفسها جماعة الإخوان المسلمين تتمثل فى حرق كنائس مصرية على مستوى المحافظات، والاعتداء على محلات الذهب الخاصة بالأقباط، وترويع المواطنين الأقباط بجانب حوادث الخطف وطلب فدية.
كلها مخططات إخوانية هدفها جر البلاد إلى فتنة طائفية، وتصوير أو تصدير ذلك للعالم من أجل التدخل الخارجى فى شئون مصر.
فضلا عن قيام صفحات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بالتحريض على أعمال العنف ضد الكنائس خلال الساعات الماضية، عبر نشر تعليقات تحرض على البابا تواضروس، ومهاجمته ووجهت له العديد من التهم والإساءات البالغة وحملته تبعة ما يحدث من عنف، لكن أقباط مصر أحبطوا هذا المخطط وأثبتوا أنهم أكثر وطنية من الإخوان.
∎أهم من المبانى
فعلى الفور خرجت علينا الكنيسة الأرثوذكسية، وأعلن القس أنجيلوس إسحاق -سكرتير البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الكنسية القبطية ترفض أى تدخل خارجى فى شئون مصر بدعوى حماية الأقليات والكنيسة المصرية وراء الشعب المصرى، حيث ترفض جميع البيانات الدولية بشأن الوضع فى مصر.
وأكد إسحاق أن البابا تواضروس قال: «إن الإنسان أهم من المبانى والكنائس فداء الوطن»، وناشد كل القوى فى مصر «الجلوس على مائدة الحوار، لأن الدماء غالية علينا والبابا يدعو المصريين للصلاة من أجل مصر، كما أن اقباط مصر يطالبون بحقوق كل المصريين».
فيما قال ميخائيل- مطران أسيوط: إن كنائس مصر اليوم تتحول إلى مجمرة كبيرة تخرج منها النيران.. كى تصل رائحتها للسماء من أجل أن يتحنن الله على شعبه ويصنع آيات ليس لها مثيل على أرض مصر.
من ناحية أخرى، أكدت الكنيسة القبطية المصرية وقوفها القوى مع الشرطة والقوات المسلحة وسائر مؤسسات الشعب المصرى فى مواجهة جماعات العنف المسلح والإرهاب الأسود فى الداخل ومن الخارج، والاعتداءات على كيانات الدولة والكنائس الآمنة، وترويع المواطنين - أقباطا ومسلمين - الذى يتنافى مع الأديان والأخلاق والإنسانية.
وأعربت الكنيسة عن تقديرها لموقف الدول المخلصة والصديقة التى تتفهم طبيعة مجريات الأمور، والتى قالت إنها تستنكر وبشدة المغالطات الإعلامية التى تنتشر فى الدول الغربية.
ودعت الكنيسة الدول الغربية إلى قراءة حقائق الأحداث بموضوعية، وعدم إعطاء غطاء دولى أوسياسى لهذه الجماعات الإرهابية والدموية وكل من ينتمى إليها، لأنها تحاول أن تنشر الخراب والدمار فى بلادنا العزيزة.
كما أهابت الكنيسة بوسائل الإعلام الغربية والعالمية الالتزام بتقديم الصورة الحقيقية لما يحدث بكل صدق وحق وأمانة، وقدمت الكنيسة تعازيها فى كل الضحايا وشهداء الواجب الذين سقطوا، معربة عن أمنياتها بالشفاء لكل الجرحى والمصابين، وقالت: «إننا نتمسك بالوحدة الوطنية الصلبة، ونرفض تماما أى محاولات لجر البلاد نحو الفتنة الطائفية، ونعتبر كل تدخل أجنبى فى الشأن الداخلى المصرى مرفوضا جملة وتفصيلا».
∎الجيش يأمر بترميمها
وعقب الأحداث مباشرة كلف الفريق أول عبدالفتاح السيسى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بسرعة بناء وإعادة ترميم جميع الكنائس التى تم الاعتداء عليها على نفقة القوات المسلحة، تقديراً للدور الوطنى والتاريخى الذى يقوم به شركاء الوطن من الإخوة الأقباط.
∎ 22 كنيسة
ويعقب على الأحداث الناشط القبطى نادر شكرى- المتحدث باسم شباب ماسبيرو قائلا: للأسف نفذت الجماعات الإرهابية المتشددة من الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية ما كانت تهدد به من شن هجمات على المسيحيين وأقسام الشرطة فى حالة فض اعتصامى رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة، وهو ما قام به الإرهابيون منذ صباح اليوم الذى حدث فيه الاعتصام.
فقاموا بشن هجمات على الكنائس وممتلكات الأقباط فى محافظات «المنيا والفيوم والسويس والأقصر وسوهاج والجيزة والقاهرة».
وبالرغم مما يفعلون، فهم لا يدركون أن ذلك لن يوقع بين المسيحيين والمسلمين وأننا جميعا يد واحدة ولن نتفرق، كما أننا ندرك جيدا أن الإخوان لا يمتون بأى صلة للإسلام، فطالما عشنا سويا فى أرض الكنانة متحابين، لكن منذ أن ظهر فصيل الإخوان من تحت الأرض، والكوارث تحل علينا جميعا.
والحقيقة أنهم جماعة إرهابية تحرق وتسفك كل ما تجده فى طريقها الآن تطبيقا لمثل: أنا ومن بعدى الطوفان، إما أن يحكموا أو يحرقوا البلد.
ولقد رصدنا من غرفة اتحاد شباب ماسبيرو هجمات على كنائس وممتلكات الأقباط فى 6 محافظات.
بداية: حدثت مهاجمة مطرانية سوهاج وحرق كنيسة مارجرجس بها وإلحاق خسائر فادحة، تلتها مهاجمة دير العذراء والأنبا إبرام بقرية دلجا بدير مواس بالمنيا وحرق ثلاثة كنائس بها هى «كنيسة العذراء الأثرية من القرن الثالث وكنيسة مارجرجس وكنيسة الأنبا أنطونيوس ومبنى الخدمات التابع له ومقر الأسقف، بعد ذلك تمت مهاجمة منازل ومتاجر المسيحيين بقرية دلجا؛ حيث تمت مهاجمة ونهب وحرق 20 منزلا ومتجرا وإصابة 3 بطلق خرطوش ومازال الهجوم مستمرا فى غياب للأمن بعد حرق نقطة شرطة دلجا وحرق منزل القس أنجيلوس كاهن كنيسة العذراء والأنبا إبرام بدلجا.
يضيف نادر: بعد ذلك تمت مهاجمة كنيسة مارمينا بمنطقة أبو هلال، وإلقاء زجاجات المولوتوف وإحراق مركز طبى تابع لها، وقذف كنيسة الأنبا موسى القريبة منها وحرق صيدلية للدكتور نبيل قبطى وعيادة الدكتور أمير فهمى المجاورة لها.
أما بالنسبة لمحافظة المنيا، فقد تم إحراق أكبر عدد من الكنائس بها، مثل مهاجمة الكنيسة المعمدانية بمركز بنى مزار بالمنيا، ومهاجمة مدرسة راهبات القديس يوسف بالمنيا، ومهاجمة وقذف كنيسة الأمير تادرس بمدينة المنيا وحرق مركبة الذهبية التابعة للكنيسة الإنجيلية بكورنيش المنيا، فضلا عن مقتل قبطى يدعى إسكندر طوس بقرية دلجا بالمنيا إثر اقتحام منزله وإطلاق النيران عليه.
∎إجراء جذرى
يقول حنا جريس-رئيس الحزب المصرى الديمقراطى: الإخوان يحاولون افتعال الفتنة الطائفية فى البلد، لكن الحقيقة لا توجد فى مصر أى فتن طائفية لأن النظام الحاكم ليس هو من يقوم بارتكاب الحوادث ضد الأقباط، إنما هى جماعة إرهابية تمارس العنف ضد البلد كلها مسلمين ومسيحيين.
والمسيحيون بالرغم مما يلاقونه فى المحافظات، فإنهم يرفضون أى شكل من أشكال الاستقواء بالخارج، فقط يطلبون من الدولة اتخاذ إجراء جذرى مع هذه الجماعة الإرهابية.
وأنا أظن أن ما تفعله الجماعة الآن هو انتحار مجتمعى، مثلما قامت بانتحارها السياسى فى السنة التى تولت فيها الحكم، فجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية انتقلوا من خانة الصراع مع الأطراف السياسية إلى خانة الصراع مع المجتمع المصرى بجميع أطيافه، فالآن أصبحت هناك حالة غضب شديدة من مجمل المجتمع المصرى تجاه الإخوان المسلمين.
وأنا أؤكد أن حرق الكنيسة ليس فتنة إنما هو لإحداث الفوضى، فمصر بعيدة كل البعد عن أى فتنة طائفية، فحتى المسلمين المتشددين أيقنوا الآن أن الإخوان يسعون لحرق مصر من خلال مخططهم.
فما يحدث ليس أفعال فتنة طائفية، إنما هى أفعال لإحداث فوضى شديدة لإسقاط الدولة المصرية، وما يحدث للأقباط هو مخطط لتفكيك مصر حتى يستطيع الإخوان التفاوض للعودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى.