أول ما رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه.. فرحنا كمان عشان هناخد إجازةمن السياسة فى كل حاجة.. هناخد إجازة من التوك شو والأخبار السياسية اللى كنا بناخدها على الريق كل يوم أول ما بنصحى.. حتى الشغل هيرجع اجتماعى ملفات رمضان وطبخاته وفوانيسه بس كلام فى سركم رمضان السنة دى له طعم تانى طلع بطعم «السياسيكو» اكتشفت إنه صعب جدا نفصل حياتنا عن السياسة وأن رمضان اللى فات حمادة واللى احنا فيه حمادة من نوع تانى خالص.. وده اللى حسيته من أول ما قعدت فى الاجتماع وطلبت منى مدير التحرير إنى أفكر فى أفكار اجتماعية.. ولاقتنى فجأة تعبت من المفاجأة وقبل ما تنزل دمعتى بقولها: مش لاقية.. كل الأفكار الاجتماعية بتنفد على السياسة ووقت التنفيذ بتبقى سياسية بحتة.. مش قادرة أوصف لكم صدمة مديرة التحرير فيا.. لأنى معروفة فى المجلة «لميس لايت» وده ملوش علاقة بحجمى بس لأنى طول الوقت بحب أشتغل شغل خفيف لذيذ بعيدا عن عقد السياسة و«كلكعة الكلام» والمؤامرات والأجندات.. ولقتنى بسرعة بقولها يا أستاذة مها متظلمنيش أعمل إيه لما يبقى «الخشاف» مسيس.. أيوه السياسة طالت الخشاف خلت منه كيلو بلح مرسى بسبعة جنيهات وبلح الثورة ب ,91. يعنى أنا لو استرخصت وجبت بلح مرسى مش بعيد بعد ما أفطر ع الخشاف أقول أنا عندى شرعية ساعة تروح وساعة تيجى.. أعمل إيه لما أفتح التليفزيون ألاقى المسلسلات كلها لو حتى مش سياسية زى «الداعية» أو «اسم مؤقت» ألاقى لقطة ولا اتنين فيها سياسة زى الشك والمدرسة اللى قصت شعر البنت رافضة تلبس الحجاب.. لا ومش المسلسلات بس ده حتى برامج المقالب السخيفة بتاعت كل سنة بقت سياسة زى برنامج «يا ثورة ما تمت» وهجوم مقنعين على مدينة الإنتاج، لا وحتى الأستاذ عزب عامل برنامج اسمه «الوش التانى» ومقلد فيه كل القيادات السياسية والشيوخ اللى اتبدروا على كل القنوات وشنا فى وشهم طول السنة.. حتى الإعلانات بقت سياسة.. إعلان يقول مكملين وإعلان تانى يقولك كفايه بقر؟ طيب راضية ذمتكم نكمل بالبقر ولا من غير بقر محددوش سبونا فى المطلق.. لا وبين الإعلانات كمان تطلع إحدى الجمعيات تقول لا ولم ولن ننتمى لأى تيار إسلامى أو حزب سياسى يعنى حتى الجمعيات الخيرية كانت هطولها السياسة، ده غير أحد المنتجات المجمدة اللى نشرت تكذيبا للشائعات السياسية اللى طالتها بأنهم تبع الإخوان.. السياسة دى بقت وباء منتشراً وطال الكل، حتى أكبر هايبر موجود فى سيتى ستارز عشان كان هيتباع لقيادى إخوانى وحصل خلافات عليه مبقاش فيه أى لحوم أو أجبان أو أكل من أساسه عشان لمسته لعنة السياسة هنموت من الجوع.. حتى ألعاب الطفولة انهارت بعد عسكر وحرامية وعريس وعروسة.. تبقى الثورة والثورة المضادة فاضل إيه مبقاش مسيس؟ ده أنا خايفة وأنا بنزل أجهز أختى بدل ما ألاقى جهاز العرايس بأسماء الممثلين زى روب صباح وجلابية نانسى ألاقى روب الدبابةوبيجامة القنبلة وقميص هاتولى راجل؟!