إلهام شاهين فنانة كبيرة لا ينكر أحد بصمتها فى رمضان كل عام، بشكل كوميدى مختلف تطل علينا هذا العام فى «نظرية الجوافة» بمسلسل كوميدى يرصد واقعا نفسيا واكتئابا حادا أصاب أغلبية الشعب المصرى مؤخرا، ووافقتنى أن مصر كادت تتحول ل «مستشفى للمجانين» لو لم يفق الشعب ويستعيد ثورته.. لعل العام الماضى لم يكن هو الأفضل بالنسبة لإلهام شاهين التى عانت فيه كثيرا، ولكنها متفائلة جدا وتتوقع أن تزول الغمة نهائيا وأن مصر ستعود كما عهدناها دائما أرض الأمن والأمان والوسطية.. سعيدة بزوال حكم الإخوان إلى الأبد، ولكن قلبها على مصر ومحاولات التدمير.. عن السياسة والفن تحدثنا. ∎ «نظرية الجوافة» تجربة كوميدية سياسية جديدة عليك تماما كلمينى عنها؟ - هو شكل جديد علىَّ بالتأكيد وهذا الشكل السياسى الكوميدى، أنا فكرت كثيرا فى تقديم عمل كوميدى خاصة أن الناس تمر بحالة اكتئاب نفسى حاد ونفسها تضحك، فحاولت تقديم عمل كوميدى من خلال معادلة سياسية كوميدية من واقع حياتنا العامين الماضيين، وتأثير واقعنا الاجتماعى على نفسية المواطنين. كلنا مكتئبون نفسيا سواء اعترف بعضنا بذلك أم لم يعترف، فالاكتئاب أصبح مرض العصر والمرحلة التى نمر بها حالة عامة، الاكتئاب فى الماضى كان يصيب فئة معينة وفى ظروف معينة، أما الآن فهو حالة عامة. فكانت هذه أحد أسباب قبولى لعمل كوميدى لعله يخفف وطأة الأحداث، بالإضافة إلى أن العمل ككل حقيقى قوى، ويتكلم عن أحداث الساعة وصدقته جدا وعشت معه. ∎ أثناء مشاهدتك للدكتورة «هالة» ألا تندهش إلهام شاهين مما تشاهده على الشاشة؟ تضحك وتقول لى: أنت بتقولى فيها بستغرب جدا إن دى أنا، وأكثر من شخص من المقربين لى وأصدقائى كان هذا سبب دهشتهم وقالوا لى أنت اتحديت نفسك، فهى شخصية جديدة تماما على بردود فعل وطريقة كلام لم أقدمها من قبل وشخصية غريبة جدا، ولكن أنا سعيدة من ردود الفعل حولها وأن الناس معجبة بها وبالمسلسل، خاصة أن المسلسل به مجموعة كبيرة جدا من الأبطال وعناصر العمل ككل. ∎ هل كادت مصر تصبح «مستشفى أمراض عقلية» من كثرة حالة الإحباط والاكتئاب؟ - المصريون كانوا أوشكوا على مرحلة الانفجار بسبب الأزمات المتتالية بسبب تدهور الأحوال من السيئ إلى الأسوأ وأزمات متتالية على مدار عامين وانقطاع كهرباء وأزمة سولار وانفلات أمنى وغيرها، ولكن كل الأزمات ستمر والتغيير سيصل إلى الناس وسيشعرون به مع الوقت، لكن بشرط أن تعود حالة الأمن والأمان فى الشارع وأن نبدأ فى البناء والعمل ونتعب ونشتغل ونبذل أقصى جهدنا، عايزين نرجع مصر بلد الأمن والأمان، وهذا الكلام للكل وليس لفئة واحدة أو فصيل واحد، والمسألة ليست فريقا انتصر على الآخر أو بلدا انتصر على بلد، كلنا فى مركب واحد لن نستمتع بانتصارنا إلا بعد أن نشعر بوحدتنا وقتها فقط سنستمتع بالانتصار وببلدنا وعودتها إلى أحضاننا وقتها سيكون الخير لنا جميعا. صحيح أن حكم الإخوان قد انتهى، ولكن الإخوان سيظلون فى حياتنا وجزء من نسيج المجتمع وفصيل مهم، ويجب أن تقبل هذه الحقيقة وعلى كل منا تقبل الآخر وتقبل حريته فى آرائه الشخصية وانتماءاته. ∎ وهل قد تلجئين لأى استشارات نفسية إذا شعرت بالإحباط أو الاكتئاب؟ - المرض النفسى ليس عيبا، كل إنسان معرض لنوبات من الإحباط أو الاكتئاب وبالتأكيد فى هذه الحالة سألجأ لمساعدة مختص، ولن أخجل من التصريح بهذا. ∎ وعلى الصعيد السياسى هل أنت سعيدة بتطور الأحداث مؤخرا؟ - سعيدة بسقوط حكم الإخوان ولكن لست سعيدة بتطور الأوضاع فى البلد حرق وتخريب ونهب وناس بتموت وتفقد أرواحها وأمهات تحرق قلوبهن، لماذا يحب أن تنتهى هذه الحالة وأن تعود مصر بلد الأمن كما عهدناها وقتها فقط سأشعر بالسعادة وبمدى الانتصار العظيم الذى حققه جيشنا العظيم. ∎ ألا تخشين من استمرار ردود الأفعال العنيفة وهجمات غادرة على الشارع المصرى، وتهديدات بأعمال إرهابية؟ - الله أعلم وربنا يستر ، لا أستطيع التكهن بهذا وجميعنا نتمنى عدم حدوث هذا وندعو الله أن يحمينا ويحفظنا من الغدر والغادرين ومن يتربصون لمصر بالسوء، أى وطنية التى تدعو إلى القتل والتخريب، لا أعلم. ∎ تخوضين تجربة الإنتاج حتى الآن من خلال أعمالك فقط، ألم يخطر ببالك الإنتاج بشكل مؤسسى، وتقديم أعمال لفنانين آخرين؟ - لا أنا باشتغل إنتاج لنفسى فقط ولن أقدمها بشكل مؤسسى فأنا أنتج بمزاجى، لأن هدفى من التجربة فى البداية تقديم الأعمال التى سأقدمها لكى تخرج كما أريد وألا يتحكم أحد فى، لذلك فالإنتاج ليس هدفا فى حد ذاته بالنسبة لى، وسأظل أنتج لنفسى الموضوعات التى أحبها فقط. ∎ بعد 30 يونيو والإجراءات التى اتخذت بإغلاق بعض القنوات المثيرة للفتنة، تحدث بعض المعارضين لقرارات الجيش بأن هذا يعد تعتيما إعلاميا ولا يمت للديمقراطية بصلة؟ - هذه قنوات للفتن فقط وتثيرها بين الشعب الواحد ولم تلتزم بأى ميثاق للشرف الإعلامى، وكانت تروج للدين بشكل خاطئ، لذلك فإغلاقها كان منعا لأى مشاكل قد تسببها ولا يعد تعتيما إعلاميا، ويجب أن توضع أى قناة تتحدث باسم الدين تحت الرقابة، لأن البعض أصبح يخلط بين الكلام باسم الدين ومن يقول آراء شخصية ويحمل نوايا غير معروفة، ويفسر الدين بشكل شخصى. الرقابة لابد منها على هذه القنوات ورقابة غير متطرفة، قنوات تتوقف عن إقحام الدين فى السياسة، نريد المتحدثين فى الدين نماذج وسطية غير متطرفة كالتى نشأنا عليها. ∎ سؤالى الأخير لك: «محمد مرسى «مش صعبان عليك»؟ - هو شخص وضع فى المكان الخطأ ومكان لا يناسبه، لذلك لا.