وكأنه يوم العيد.. الجميع في بهجة.. ترتدي النساء أبهي ملابسهن، والأطفال والشباب يمسكون بالأعلام واللافتات، والرجال يصافحون بعضهم البعض مهنئين. بأعلام مصر والزغاريد والهتافات شارك أبناء حي شبرا في تظاهرات 03يونيو التي دعت إليها حركة تمرد بمسيرة حاشدة، انطلقت من دوران شبرا، وضمت عشرات الآلاف من أهالي شبرا، ولحقتها مسيرة أخري من أهالي شبرا الخيمة الذين جاءوا من محافظة القليوبية عابرين كوبري المظلات مرورا بشارع شبرا لأول مرة، لتكون المسيرة الأضخم التي خرجت من الحي، الجميع إلي ميدان التحرير والاتحادية. واستبق الشباب المنظم للمسيرة قبل موعد انطلاقها بيوم توزيع دعوات وكروت حمراء علي أهالي الحي من أجل المشاركة والنزول والاحتشاد، هذا ما أكدوه في بيانهم الذي وزع وجاء به الأسباب التي دفعتهم للنزول، والتي دعوا أبناء الحي للنزول من أجلها، ومنها الثأر لشهداء القوات المسلحة ال61 الذين قتلوا في رفح، وخطف السبعة جنود في سيناء ومشكلة مياه النيل مع إثيوبيا وأزمات انقطاع الكهرباء ورغيف العيش وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب. وطوال المسيرة كان أهالي الحي يصفقون للجموع السائرة، في أجواء احتفالية ويزغردون ويشيرون إليهم بعلامات النصر تأييدا للمسيرة، في الوقت الذي كان يقول فيه السائرون «ياأهالينا ضموا علينا». الجيش والشعب الجيش والشعب إيد وحدة، والشعب يريد إسقاط النظام، وحكم المرشد باطل، مسلم ومسيحي إيد واحدة.. ياللي بتسال إحنا مين إحنا الفقراء المطحونين.. يا أهالينا الحرية ليكم ولينا.. آه لو عبدالناصر عايش كان لبسكوا طرح وغوايش.. حشي الشاطر هانمشيه.. مش هانسلم مش هانبيع مش هانسلمها لكلب بديع .. اللي يفرق شعبه وناسه يبقي عميل من ساسه لراسه». هذه الهتافات وغيرها رددها السائرون في المسيرة حاملين الكارت الأحمر والصفارات، وحمل المحتشدون لافتات كبيرة من الألواح السوداء مكتوبا عليها «الجيش والشعب إيد واحدة»، وصورا للرئيس محمد مرسي رسم عليها علامة خطأ باللون الأحمر للدلالة علي رفضهم لحكمه والرغبة في التغيير. ضد الفقر والبطالة تقول مني كامل: أنا من حزب الكنبة وبانزل كل المسيرات في الاتحادية وشبرا عشان أطالب بالتغيير، فالحالة الاقتصادية صعبة، ابني خاطب ومش لاقي شقة، وابني التاني متجوز وطلعوه من الشغل بعد الثورة، وباصرف عليهم من معاشي هو وعياله، عشان كده كان لازم أنزل. أما بشوي صامويل من اتحاد شباب ماسبيرو فيقول: نزلنا عشان الإخوان ما عندهمش رحمة، الإخوان عاملين زي المافيا في إيطاليا، اللي لا تهمهم الدولة التي يعيشون فيها، بينما تركيزهم علي صفقات وتجارة مع الدول المختلفة، لمصلحة الجماعة أو المافيا. ويكمل: لن نسمح لأحد بأن يضحك علينا مرة أخري، ولن نعود إلا بعد أن تتحقق مطالبنا في انتخابات رئاسية مبكرة أو إسقاط النظام الإخواني والرئيس. ووسط الهتافات ونقر الطبول التي حملها شباب المسيرة تقدم محمد إسماعيل مدرس لمادة التاريخ وهو علي المعاش، ليشارك الشباب في عمل السلاسل البشرية داخل المسيرة: ويقول: برغم سني جئت للمسيرة، لأؤكد أننا أحفاد مصطفي كامل وسعد زغلول ومحمد فريد، جئنا لنثور علي حكم سيد قطب والإخوان علي مصر. ويكمل: أري كأستاذ تاريخ أن حكم الإخوان لا يقل عن حكم الاستعمار الإنجليزي، فلهم تاريخ طويل في القتل والإرهاب، ولابد أن يزول هذا الاستعمار ولأول مرة تشهد شوارع وحارات وأزقة حي شبرا الأطفال الصغار والسيدات الجميع يحمل أعلام مصر ويضعونها في البلكونات ومداخل العمارات في حب مصر الوطن والأم. وعند وصول المسيرة إلي الاتحادية كان استقبال الجموع هناك بالتصفيق والتهليل والزغاريد، لكبر أعداد المسيرة التي تمثل مصر بتركيبتها الفريدة، صناع وأصحاب تجارة وأساتذة جامعة ومدرسين ونشطاء .. نساء ورجالا وأطفالا.. مسلمين ومسيحيين.