من رغيف العيش إلى رصف الطرق وسداد الديون إلى حركة تمرد.. مسلسل خدمات يقدمها الإخوان المسلمون هدفها التحايل على الناس من أجل الوصول إلى أرقام بطاقاتهم.. هذه ليست فزورة، بل حقيقة فرقم البطاقة لدى الإخوان المسلمين هو مفتاح الوصول لكرسى البرلمان!!
''خلى بالك من بطاقتك'' هذا اسم فيلم جديد بطله هو الإخوان المسلمين.. والممثلون هم أعضاء الجماعة والحرية والعدالة!! أما الضحية التى لا تتغير فهى ''الشعب المصرى'' المغلوب على أمره.. تدور أحداث الفيلم حول أن الإخوان كعادتهم يمارسون اللف والدوران، بل والخديعة أحيانا حتى يصلوا إلى الناس وإقناعهم بما يفعلونه - وكله فى سبيل خدمة وراحة المواطن وبما لا يخالف شرع الله- وهذا ما يظهرونه أمام الناس، عباءتهم الناصعة البياض لأن ما يخفوه أكبر من هذا بكثير!!.. فالحقيقة أن كل ما يقومون به هو مخالفلشرع الله.. عندما يستغلون احتياج الفقير لهم فى البحث عن الستر ولقمة العيش مقابل أخذ صور بطاقاتهم بحجة تسجيل أسمائهم، فماذا يسمى هذا؟!!.. وأيضا عندما يلفون على البيوت ويأخذون صور البطاقات للناس مقابل توصيل رغيف العيش للمنازل، ولم يصل لهم بعد!!. هل هذا هو شرع الله بالنسبة لهم؟!!.. النصب والضحك على الناس باسم الدين!!.. فأين تذهب صور هذه البطاقات؟!!.. وفى ماذا ستستخدم؟!..
∎جدتى
وجدت جدتى تتصل بى هاتفيا وتتحدث معى ونبرة صوتها مليئة بالقلق والخوف عندما سألتها ما بها فوجدتها تقول لى: وجدت جارى يدق على باب الشقة ومعه صديقه عرفنى بى وبعدها علمت أنه من جماعة الإخوان المسلمين.. عرض على كوبونات لتوصيل العيش للمنازل مقابل 30جنيهاً فى الشهر.. بدلا من نزولى ووقوفى فى الطابور نظرا لكبر سنى.. وعندما لاحظ قلقى فى البداية وجدته يعرض على أسماء الناس الذين شاركوا حتى يطمئن قلبىوأن ما يفعله هو مجرد خدمة ليس فقط لكبار السن، بل للناس جميعا.. وافقت على هذه الفكرة.. لكنه طلب منى أن أعطيه صورة البطاقة حتى يقوم بتسجيلى ضمن الناس الذين سيصل لهم العيش للمنزل أعطيته صورة البطاقة وقام بتسجيل اسمى فى الورقة.. ومر الآن شهر ولم أر أحدا منهم وما زالت الكوبونات معى لم ينقص منها كوبون على أمل أنه سيأتى.. أعطيه الكوبونات وآخذ منه صورة البطاقة.. بعد ما علمت بأن هذا نوع من أنواع النصب حتى يستطيعوا التزوير فى الانتخابات القادمة.. لذلك أنا نادمة على ما فعلته.. فإن استغلال سذاجتى هو ما أوقعنى فى هذا الفخ.. فكل ما يشغل بالى الآن هو أن تستخدم البطاقة وأجد نفسى متورطة فى مصيبة ما.. وبعد انتهاء الحديث مع جدتى أوصيتها بالذهاب إلى قسم الشرطة والقيام بعمل محضر بما حدث معها أملا فى أن تستيقظ الشرطة من الغيبوبة التى ألمت بها وتنقذ ما يمكن إنقاذه فى البلد!!..
∎ حدائق حلوان
كنت فى زيارة لمنطقة حدائق حلوان وأثناء زيارتى سمعت صوت «مكبرات صوت» وكان هذا عقب صلاة العشاء فى البداية أيقنت أنه عزاء.. لكن عندما خرجت فى الشرفة كى أرى من أين يأتى هذا الصوت.. فإذا بى أجد على مرمى بصرى صوان به منصة وعليه ناس يخاطبون فئة معينة من الناس وهم ''فئة الغلبان المحتاج الذى يجرى على قوت يومه كل يوم، فكان منهم الأرزقى والبواب الفقير وسائق التاكسى وبائعة الخضار''.. وبعدها علمت إنهم الإخوان المسلمين قاموا بعمل ندوة فى الشارع لتقديم خدمات للناس، سواء كانت هذه الخدمات شخصية أو خدمات عامة!!.. ذهبت إليهم فوجدت الناس تخبرنى قائلة ''إذا كنت تريدين خدمة قومى بتسجيل اسمك و رقم تليفونيك ورقم بطاقتك فى هذه الورقة''.. وأثناء الندوة كانوا يقولون نحن جماعة الإخوان المسلمين نقوم بتقديم المساعدات للناس.. من يرد أن نرصف له الشارع، فليقل!!.. من يرد خدماتلتوظيف للأبناء، فليقل أيضا!!.. من يرد أن نجعل له مرتبا شهريا أو نفك دينا له فليأت لنا دون خجل.. كانت الناس جالسة أمامهم على الكراسى يصفقون لهم بحرارة والفرحة تلمع فى عيونهم وكأنهم وجدوا مصباح علاء الدين الذى سيحقق لهم كل ما يحلمون به!!..- طبعا لن أنسى أن أذكركم بالقرآن الكريم الذى كانوا يشغلونه فى فواصل الندوة -.. فى البداية أصابتنى الندوة بضحك هستيرى عما يقولونه ويفعلونه لكن فى نفس الوقت شعرت بحزن كبير على الفقراء الذين يتمسكون بحبال ذائبة لم ينبهم من كل هذا إلا إنهم أعطوا أرقام بطاقاتهم لمن لا يرحم ..!!
∎التليفون
لن يكف الإخوان عن ألعيبهم وحيلهم فمازلوا يصلون للناس بطرق غير مباشرة ومازالت أيضا الناس تنخدع فيهم رغم الرفض التام لهم ولجماعتهم.. فوجئت بصديقة لى تخبرنى أن أحد أقاربهم تلقى مكالمة من شخص يخبره أنه من حملة ''تمرد'' وأنه يقوم بجمع التوقيعات لسحبالثقة من الرئيس وبدأ هذا الشخص ينتقد الرئيس وجماعته.. حتى لايشعر قريبى بالقلق.. بدأ هذا الرجل يقنعه ويقول له إن التوقيعات كل يوم فى ازدياد مستمر.. وظل يتحدث معه على مدار ساعة حتى اقتنع وأعطاه قريبى رقم بطاقته.. وبعدها استأذنه أن يعطيه بعضاً من أرقام أصحابه حتى يتصل بهم ويأخذ أرقام بطاقاتهم.. رحب قريبى على الفور وأعطاه الأرقام و قال له «سنعمل أى شىء لإسقاط مرسى وجماعته''.. لكن هذا الشخص لم يستطع أن يستمر فى التمثيلية التى يقوم بها ويستمع المزيد من الكلام السيئ عن رئيسه وجماعته.. فكشف عن أنيابه وقال لقريبى: ''نحن حمله تجرد سنسحقكم ولن تستطيعوا أن تسحبوا الثقة من الرئيس وافعلوا ما تفعلونه والشاطر سيضحك فى الآخر!!''.. و بعدها أغلق التليفون فى وجهه.. اتصل بى قريبى على الفور وأخبرنى بما حدث معه وقال: إذا اتصل بك أحد منهم لا تعطيهم بياناتك ورقم بطاقتك مهما قالوا لك.. ونزل على الفور وقام بعمل محضر.
∎احتياج المواطن ليس قابلاً للمساومة
أنهيت معها الحديث وأنا أتحدث مع نفسى قائلة هذا الرجل استطاع أن ينقذ نفسه فما بال الفقير غير المتعلم ماذا سيحدث معه وأين تذهب بطاقاته وفيما ستستخدم فى نصب أم تزوير؟!!.. أسئلة كثيرة تدور بداخلى..
لكنى لم أجد الإجابه إلا عند الأستاذ طاهر أبوزيد- المحامى والمتخصص فى شئون حقوق الإنسان- فيقول:
هذه صورة من صور الاستغلال لاحتياج البشر لكل ما هو ضرورى فى الحياة.. وهذا الاستغلال لم يكن يظهر فى عصر الإخوان، بل هو منذ أيام النظام السابق وعلى التحديد أيام الحزب الوطنى، الذى كان يستغل احتياج المواطن وظروفه الاقتصادية والاجتماعية.. فالفقير الآن فى حالة احتياج كبير لكل ما هو مفقود.. وبالتالى سهل عليه أن يتنازل عن أى شىء مقابل إشباع حاجاته.. فهو يرى أن هذه البطاقة لم تفرق معه فى شىء!!، وماذا ستفعل به أكثر مما هو فيه الآن!!.. فأينما كانت المشاكل والكوارث التى ممكن أن تحدث له من خلالها لا يضعها فى عين الاعتبار لأن احتياجه هو الغالب الأكثر عليه.. وهذا لن يحدث فقط مع الإخوان.. فمندوبو شركات المحمول الذين يأخذون صور البطاقات ويعطونها لأشخاص غير آمنين من السهل أن يورطوهم فى مشاكل.. فالمواطن فى كلتا الحالتين مضطر لهذا لأنه يعيش فى بلد لا يسير فيها غير الاستغلال.. فكل هذا يوضع تحت نقطة استغلال احتياج المواطن، سواء كان هذا الاستغلال شخصياً أو دينياً أو سياسياً أو اجتماعياً.. وباعتبار أن الإخوان هم السلطة الآن فى البلد وهم فى الأصل سلطة استغلال فليس بعيداً عليهم أن يقوموا بهذا.. يضيف أبوزيد قائلا: إن تعبئة احتياج المواطن يجب أن تسير بشكل يحفظ لهم الكرامة.. وهذا واجب وفرض على الدولة وليس قابلاً للمساومة.