وبدأت أجراس الخطر تدق.. وازدادت المناوشات، وباتت المواجهات علنية، حماس تضغط وجيشنا المصرى يقف كالأسد فى مواجهة كل من يقترب منه، أو من مصر، ويحاول أن يمس أمنها القومى بأى سوء. فبدءاً من مقتل جنود رفح، مرورا بتهريب الزى العسكرى حتى القبض على عناصر حماسية فى سبيلها لتنفيذ مخططات تضر البلد، وجميعا تحت شعار: إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب..نكشف لكم هذه المخططات، والمؤشرات الخطيرة التى تحيكها حماس للإخلال بالأمن القومى، وللتفرقة بين الشعب وجيشه المصرى.
يعتبر المؤشر الأخطر والذى سرع وتيرة الأحداث، وكشف الطرف الأول من المخطط هو قيام القوات العاملة فى تطهير سيناء بالقبض على 12 عنصراً من حماس والجهاد والقاعدة، قبل تنفيذهم عملية لاستهداف منشآت حيوية فى جنوب وشمال سيناء، ووحدات لتمركز الجيش والشرطة، وبعض الشخصيات العامة من رموز المعارضة، كما تمكنت قوة من الجيش والشرطة من ضبط 3 فلسطينيين لدى خروجهم من أحد الأنفاق فى العريش وأحيلوا إلى التحقيق.
∎الخلية الجهادية
وكشف مصدر مسئول عن أن الخلية الجهادية المقبوض عليها تضم عناصر من حماس وتنظيم القاعدة دخلوا سيناء، قادمين من غزة عبر الأنفاق، إضافة إلى مصريين تابعين للسلفية الجهادية، وعناصر من الخلايا النائمة لجماعة التكفير والهجرة الذين هربوا من السجون عقب اقتحامها فى أحداث ثورة 25 يناير.
وقد ضبطتهم قوات العمليات الخاصة فى أحد المنازل المهجورة فى درب جبلى بالقرب من الشيخ زويد وبحوزتهم أسلحة آلية وقنابل زمنية .. وأجهزة اتصال حديثة مرتبطة بالأقمار الصناعية، وملابس صيفية خاصة بالشرطة والجيش، علاوة على «كتّافات» برتب «نقيب ورائد وعميد».
وقد أكد المصدر أن المتورطين كانوا يعتزمون استخدامها فى عملياتهم أول شهر يونيو المقبل، كما أن بحوزتهمخريطة لبعض المنشآت الحيوية فى القاهرة وأماكن المظاهرات، وكانت خطتهم إطلاق النار على المتظاهرين لتوريط الداخلية فى الأمر، واستهداف بعض الأهالى المدنيين فى سيناء لإحداث صدام بين البدو والجيش.
ويرجع المصدر أن سبب ذلك هو أن بعض الجماعات أرادت تكوين ميليشيات مسلحة ولجان شعبية وجماعات بديلة عن الجيش والشرطة لكنها فشلت، ولذا سعت لإشعال الفتنة بين الجيش والمواطنين.
∎الزى العسكرى
ثانى المؤشرات التى تفيد بتورط حماس فى المخطط هو ضبط الأقمشة الخاصة بملابس القوات المسلحة فى نفق الصرصورية، حيث اتجهت أنظار الشك إلى حماس، حيث إن ذلك النفق يتوجه مباشرة إلى هناك إلى جانب أن حماس هى المتضرر الأكبر من غلق الأنفاق.
وتأكد هذا الشك بعد تعليق المتحدث باسم حماس على واقعة التهريب قائلا: نحن نفصل منها ملابس للأطفال.
فهل يعقل ألا يجد أطفال غزة من بين مئات أنواع الأقمشة المصرية سوىزى الجيش المصرى لكى يفصلوا لهم منه ملابس، والحقيقة أن تلك الواقعة خطيرة بالفعل، وللمرة الأولى يضطر الجيش المصرى لتغيير ثياب جنوده بعد إعلانه عن اكتشاف مجموعات تخريبية تستخدم أزياء منسوبة للجيش، ومن الممكن أن ترتكب أعمالاً إجرامية ضد منشآت أو مواطنين وتنسب إلى القوات المسلحة.
لكن الجيش المصرى تدارك هذا وقام بتغيير زى الجيش الثانى والثالث على الفور لإحباط هذا المخطط.
∎مقتل جنود رفح
أما ثالث المؤشرات فهو قضية مقتل الجنود المصريين على الحدود قبيل الإفطار فى رمضان الماضى. فبالرغم من أن التحقيقات مازالت مستمرة فى القضية، لكن الكشف المبدئى عن الحادث يفيد أن حماس لها ضلع فيما يحدث بطريقة أو بأخرى، إما عن طريق إشراكها أو تهريبها للأسلحة المستخدمة، وذلك بهدف خلق جو من التوتر على الحدود المصرية مع إسرائيل.
∎حرب الكلام
ونحن مقبلون على زمن جديد يتطور فيه كل شىء.. أصبحت حرب الكلام، والحرب النفسية هما الحربان الجديدتان على الساحة وهذا ما نراه يحدث الآن، فبعد واقعة تهريب الملابس العسكرية عبر الأنفاق، وجدنا بعض الأقلام تتجه إلى نشر شائعة أن الجيش المصرى اختلق هذه القصة ليغير زيه الذى كان يسعى لتبديله، لكن الميزانية لا تكفى.
وبالمثل عندما وجدنا أحد قيادات الحرية والعدالة يخرج علينا بخرافات لا توجد إلا فى عقله، ويدعى أن القوات المسلحة هى من قتلت جنودها فى رفح بهدف توريط مرسى أمام الرأى العام، والشعب المصرى.
∎الضغط على الجيش
ويعلق اللواء مختار قنديل- الخبير الاستراتيجى والأمنى على ذلك، فيقول: ما تفعله حماس هو محاولة للضغط على الجيش المصرى، ومحاولة جره لحرب مع إسرائيل.
وهنا نسأل: كيف يفعلون ذلك؟ عن طريق افتعال مشكلات مع إسرائيل من ناحية مصر، حتى تظن إسرائيل أن مصر هى من تفعل ذلك، وتقع الحرب بينهما.
أما عن قضية مقتل الجنود،فهناك احتمال شبه مؤكد بأن لهم ضلعاً فى ذلك لأن من نفذوا العملية دخلوا من غزة ثم خرجوا مرة أخرى، وأخذوا معهم عربتين مدرعتين من حرس الحدود، ودخلوا إسرائيل.
ويجب أن نضع فى الحسبان أن حماس دارسة لكل أنحاء مصر،وتعرف سيناء عن ظهر قلب،ولذا هى الأقرب للفاعل.
∎سيناريوهات ملابس الجيش
أما بالنسبة لملابس الجيش، فهناك سيناريوهات أولها: القيام بعمليات بهذه الملابس، والثانى: إحداث الوقيعة بين الشرطة والجيش، والثالث: إحداث الصدام بين الجيش والشعب.
وعندما ندقق النظر، ونتساءل: من أين يأتى الجيش بزيه؟، هو يقوم بشراء القماش من مصانع القطاع العام، ويقومون بتفصيلها فى مصانع القوات المسلحة.
فالذى يريد أن يقوم بعملية تخريبية سيشترى القماش، ويصنعه فى مصر ويلبسه لمليشياته ويضرب المتظاهرين، فتقوم فتنة بين الجيش والشعب.
فالأمر حقا خطير، ويجب حظر تداول ملابس الجيش، والتنبيه على الجنود والتشديد معهم فى تسلم واستلام الأفرولات.
أما بالنسبة للنقطة الخاصة بأن حماس وسطت الرئاسة لترك الأنفاق، يعلق اللواء مختار قنديل قائلا: الرئاسة أولا، وأخيرا لا يمكن أن تفعل ما يضر بالأمن القومى المصرى، وعندما يأتى الفريق السيسى ويقول للرئيس يجب غلق الأنفاق لخطورتها على أمن مصر القومى، ويعرفه مدى خطورة تهريبهم للملابس، فلن يرضى الرئيس.
وما تفعله حماس هو استعطاف للرئاسة لمحاولة رفع يد الجيش عن الأنفاق، لكن القوات المسلحة لن ترضى لأنها هى المنوطة بحماية الأمن القومى.
∎الحل فى المعابر
يقول اللواء نبيل فؤاد- مساعد وزير الدفاع السابق: الجيش المصرى لا يمكن أن يأخذ خطوة إلا بناء على تحقيقات ونتائج مؤكدة، ويبدو على السطح وجود عمليات شد وجذب بين الجيش المصرى وحماس، لكن القوات المسلحة لا تتدخل أبدا فى السياسة.
أما العلاقة بين مصر وحماس فهى علاقة سياسية من النوع الأول لا دخل للجيش المصرى بها والذى تكمن مهمته الرئيسية فى حفظ الأمن القومى.
والقوات المسلحة لها مهام فى سيناء يرضى بها من يرضى، ويأبى من يأبى، وعلى رأسها هدم الأنفاق التى تضر مصر ضررا كبيرا، ولا تعود عليها بأى منفعة اقتصادية ولا أمنية.
نفس الأمر بالنسبة لملابس الجيش المهربة، فاحتمال أن تكون مهربة لأحد العناصر الجهادية لارتدائها والتسلل بها إلى مصر، والقيام بعمليات تخريبية فى سيناء بعد أن أصبحت سيناء شبه مغلقة أمامهم.
أما الاحتمال الآخر فهو أن يرتديها المخربون، ويندسوا فى إحدى المظاهرات ويقوموا بعمليات باسم القوات المسلحة للإيقاع بينها وبين الشعب، ولكن أنا أؤكد أن كلها احتمالات يجب تأكيدها من التحقيقات.
وما نحن أمامه اليوم حدوث تعبئة شعبية ضد حماس، وهى لن يرضيها أن تفقد مصر كحليف قوى ومدافع عن قضيتها، وبناء على ذلك سيكونون غير عقلانيين لو خدشوا الجيش بأى شىء يجعل المصريين ينقلبون عليهم.
وبالنسبة لموضوع الأنفاق، أكد اللواء نبيل فؤاد أن حماس تضررت من الأنفاق، قائلا: بالفعل لقد تضررت حماس من غلق الأنفاق سواء ماديا، حيث إنهم كانوا يأخذون جمارك على السلع المارة مثل أى ميناء، وفى نفس الوقت نقص بعض المواد عندهم لأنهم فى حالة حصار، لكن الأهم عندنا هو أمن مصر القومى.
ويرجع اللواء نبيل خطر الأنفاق على الأمن للأسباب الآتية: أولا: من الناحية الأمنية لأنه يمرر عناصر إرهابية غير مرغوب فيها، كما أنه يمرر سلعا مدعمة وأشياء ممنوعة، وثالثا: اقتصاديا لأن هذه السلع كان من الممكن أن تأخذ عليها رسومًا مثل أى ميناء.
وأنا أرى أن الحل يكمن فى المعبرين: كارم أبو سلم، ورفح. إسرائيل تتحكم فى المعبر الأول حيث ينفذ إليها، أما رفح فهو مخصص لمرور الأفراد فقط فإذا جعلناه لعبور المعونات والأغذية أيضا كما فعل الوزير السابق نبيل العربى وفتح معبر رفح من جهةواحدة، لن يحتاجوا لهذه الأنفاق مرة أخرى.
إذا مطلوب إعادة النظر فى قضية المعابر لأن الحل يكمن فيها.