استطاع القائمون على سيمبوزيوم أسوان الدولى وبعد مرور ثمانية عشر عاما أن يحققوا حلمهم بكل تفاصيله رغم الصعاب التى واجهتهم فى كثير من الأحيان ليعود حجر أسوان الصلب ليؤكد للعالم أن مصر ستظل قبلة لفنانى النحت فى العالم كما كانت منذ آلاف السنين. الفنان العالمى الكبير (آدم حنين) صاحب فكرة سيمبوزيوم أسوان الدولى يقول عنه: كنت أشارك فى سمبوزيوم بفرنسا وأعجبت بالفكرة والتجربة ففكرت بعمل مثلها بمصر وبالتحديد فى أسوان لإحياء فن النحت الذى برع فيه قدماء المصريين وللآسف الآن نجده فى طريقه للتراجع بسبب قلة فناني النحت وخاصة على الجرانيت فى مصر وهذا ما يؤكده قلة أعداد الطلبة بأقسام النحت بالكليات الفنية.
ثم يضيف قائلا: عندما طرحت على «الفنان فاروق حسنى» الفكرة رحب بها وتحمس لها وقدم لنا كل التسهيلات لنجاحها، واليوم نحتفل بالدورة ال18 بدون أن نتوقف منذ عام 1966 رغم كل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد أخذت الفكرة تتبلور ثم تتحقق على أرض الواقع عاما بعد عام حتى أصبح عدد الأعمال 260 عملا منها 147 عملا بمتحف سيمبوزيوم أسوان الدولى و27 عملا معروضة فى مدينة أسوان و2442 عملا موزعة على 7 مدن من شمال القطر إلى جنوبه وتلك الأعمال أبدعها الفنانون المصريون والأجانب، فقد شارك فى السيمبوزيوم إلى الآن خمسون فنانا يمثلون 44 دولة من دول العالم المختلفة، هذا بالإضافة إلى ورش العمل من شباب المثالين والتى شارك فيها أكثر من خمسين شابا مما كان له أثر واضح على حركة الفن التشكيلى بمصر وأصبح النحات المصرى مطلوبا لتمثيلها فى الملتقيات الدولية.
وعن الجديد هذا العام قال حنين: وجهت الدعوة لمجموعة من الفنانين مما لهم سابق خبرة وتحققت لهم معايشة المتحف والجو المحيط به بشكل يسمح لهم وبخبراتهم الزائدة إبداع أعمال يتم وضعها بشكل مجمع فى الساحة الأمامية للمتحف لتصبح عنوانا له يستقبل الزائر والعابر على الطريق وإن شاء الله هذا العام سنقيم احتفالية بافتتاح المتحف المفتوح بعد استكمال مبنى استراحة الزوار.
∎المتحف المفتوح يقول الفنان أكرم المجدوب عضو اللجنة العليا للسيمبوزيوم: فى مدخل المتحف المفتوح نجد العمل يجرى على قدم وساق لإنشاء مجموعة مبانى إدارية تم تصميمها بشكل يتناسب وطبيعة المكان الجبلى للمتحف، ويأخذنا الطريق لمطلع الجبل عبر سلالم من الحجر الرملى تنقلنا بين مستويات الجبل المختلفة فنجد أنفسنا أمام مسرح مفتوح.. ساحة كبيرة تصلح لاستقبال العديد من العروض ونستكمل الرحلة صعودا حتى نصل إلى جاليرى خاص ذي حوائط زجاجية وأعمدة خشبية وهنا نتوقف أمام مجموعة من الأعمال النحتية الجرانيتية الصغيرة ونتجول بين المعروضات لنخرج من الجاليرى ليسحرنا الأفق البعيد وطبيعة أسوان الخلابة تحت أعيننا وكلما نصعد إلى أعلى الجبل تجد أعمال النحت لفنانى السيمبوزيوم على جانبيك تقف جنبا إلى جنب بجوار الكتل الحجرية الطبيعية بالجبل لتشكل وحدة جمالية رائعة من صنع الإله والأخرى من صنع البشر.
∎ حفل الختام 18 فى حفل ختام الدورة ال18 والذى حضره عدد من كبار الفنانين والشباب وبعض المهتمين بحركة الفن التشكيلى بمصر وعدد كبير من الإعلاميين والمسئولين والذين كان على رأسهم محافظ أسوان السيد اللواء مصطفى السيد والمهندس محمد أبوسعدة مدير قطاع صندوق التنمية الثقافية ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الدكتور صلاح المليجى وبدأ الاحتفال بكلمات الفنان آدم حنين القوميسير العام للسيمبوزيوم متحدثا فيها عن إنجازات هذه الدورة وقال: إن إقامة السيمبوزيوم فى موعده وفى ظل المعوقات التى تمر بها البلاد يعد تحديا كبيرا ولم يكن لنا سبيل فى هذا إلا بمواصلة العمل الذى هو سلاحنا الوحيد ثم فضلنا أن يكون تكريم المشاركين دون أى مظاهر احتفالية لاتناسب مع الوضع الحزين الذى تمر به البلاد.
أما المهندس أبوسعدة فقال فى كلمته: إننا عندما نستعرض مسيرة السيمبوزيوم عبر السنوات الثمانية عشرة الماضية نشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز بقدرة هذا الملتقى على تهيئة الجو الإبداعى المناسب لاستضافة هذا الكم من فنانى النحت على مستوى العالم والإصرار على ثبات مستواه طوال الدورات السابقة ليقدم فى كل عام إنتاجا فنيا نسعد به جميعا ونشعر بالثقة فى أن هذا الفن الذى أبدعه المصرى القديم لايزال متواصلا عبر أجيالنا الحالية، مؤكدا أن مسيرة الفن المصرى لاتتأثر بالرياح العابرة التى تسعى إلى عرقلته فهو صلب كالحجارة التى ينحتها فنانونا المتميزون ورقيق كخيالهم الواسع الذى يمنحنا هذا الفيض من الابتكار المتواصل، وفى نهاية كلمته رحب أبوسعدة بالفنانين الشباب من كليات الفنون المختلفة من القاهرة والمنيا والإسكندرية وجنوب الوادى وتمنى أن يكونوا قد استفادوا من حضورهم ومشاركتهم فى ورش هذا العام.
أما اللواء مصطفى السيد فقال فى كلمته: بفضل السيمبوزيوم أصبحت أسوان قبلة لفنانى النحت من مختلف بقاع العالم ومصدراً لإلهام فنونهم وأفكارهم بسحر وروعة موقعها الجغرافى وعبقرية تراثها الإنسانى الذى جعل منها مركزا لتلاقى الحضارات والثقافات المختلفة، والذى يؤكد أن مصر ستبقى دائما عبر العصور جامعة للأدباء والمبدعين والفنانين والمثقفين الذين يعكسون القوة الناعمة لمصر القوية بشعبها وآثارها ومعابدها ونيلها الخالد وأيضا بأزهرها وكنيستها وسنعبر إن شاء الله بكل هذا المرحلة الانتقالية الحرجة التى نمر بها.
وفى نهاية الحفل قام محافظ أسوان والمهندس أبوسعدة بتوزيع الدروع وشهادات التقدير على الفنانين المشاركين هذا العام وهم: آدم حنين وأكرم المجدوب وشريف عبدالبديع وخالد زكى وفيفيان البتانونى وهانى فيصل من مصر وباتريس بيلين وفرانسوا فاى من فرنسا وراث جاير أتيلا من المجر وهاروكوياماشينا من اليابان وقد شارك فى الورش الفنية كل من أحمد مجدى وأحمد موسي وإسلام عبادة وأمينة عاطف ومحمد صبرى ووليد فتحى.