لن يتبقى حتى الآن سوى المجالس المحلية ليشارك الإخوان فى انتخاباتها ليكتمل الجزء المفقود فى «بازل الإخوان» الذى خططوا له وأعدوه منذ ثورة يناير، فمن البرلمان للرئاسة والنقابات «يا قلبى لا تحزن»... وحان الدور الآن على المحليات لتكتمل سيطرة الإخوان على مؤسسات الدولة بالفعل، فانتهى عصر الحزب الوطنى ليتبنى حزب الحرية والعدالة نفس الفكر والتوجه بالاعتماد على المغالبة وليس المشاركة.. هل بالفعل سيتجه الإخوان إلى المحليات أو زهدوا فيها بعد المشاركة فى البرلمان والرئاسة أم ستحلو فى أعينهم أكثر وتكون «فرخة بكشك»؟! الدكتور هانى رسلان أستاذ السياسة بمركز الأهرام الاستراتيجى قال: الإخوان سيتوجهون إلى المجالس المحلية بالتأكيد وهى من ضمن خططهم أن يسعوا إلى السيطرة على مفاصل الدولة الرئيسية بالتنظيم والسمع والطاعة.. فمن خلال البرلمان المنحل حاولوا ساعين إلى تغيير قانون المجالس المحلية ليسمحوا لكوادرهم بالترشح والاعتماد على انتخابهم فهم يحتكون مباشرة بالمواطنين وبحياتهم اليومية فإذا بالفعل تم توسيع قوانين المجالس المحلية ستكتمل بالنسبة لهم الحلقة المفرغة وبذلك تكون مؤسسات الدولة فى أيديهم بالفعل، فهم من الآن يعدون عدتهم وكوادرهم حتى يعملوا على المحليات وهم فى انتظار الانتخابات.
سيتواجدون حتما كما قال الدكتور عمرو ربيع رئيس برنامج النظم السياسية بمركز الأهرام الاستراتيجى: من المؤكد دخول الإخوان للمجالس المحلية مثلما دخلوا البرلمان وتقدموا للرئاسة وسيطروا على النقابات فبالتالى لن يتبقى حتى الآن سوى المجالس المحلية.. وأنا لست ضد دخولهم إذا بالفعل دخلوا وأصلحوا وقاموا بالإمساك بملفات وقضايا وشاهدنا تطورا ملحوظا مثلما فعلوا فى بعض النقابات التى طوروها وتعاملوا مع مشاكلها بإيجابية.. ثم أن الإخوان منذ تواجدهم على الساحة بعد ثورة يناير وهم يحاولون بجهد كبير أن يثبتوا أنفسهم فى مختلف مؤسسات الدولة ومن وجهة نظرى سيحاول الإخوان السيطرة على المجالس المحلية لأنهم الأكثر تعاملا واحتكاكا بمشاكل المواطنين. هم والأحياء المهندس عادل إسماعيل رئيس حى المعصرة قال: الإخوان يحاولون التواجد والظهور على السطح دائما فى وقت الأزمات.. وأنا لا أمانع من تقديم خدمات لصالح المواطن أو تقديم مشكلة أو مساعدة إلى الحى لاجتياز مشكلة معينة.. فأنا لا أتعامل من خلال الحى مع الأشخاص وفقا لانتمائهم الحزبى أو التيار الذى ينتمون إليه، وإنما أتعامل معهم على أنه مواطن أراد التعريف بمشكلة ما أو أراد المساعدة لحل قضية ما تهم الحى بأكمله.. فأنا أتعامل مع جميع الأطياف دون النظر إلى انتماءاتهم الحزبية.. أتعامل مع اللجان الشعبية التى أجدها من وجهة نظرى بديلا للمجالس المحلية، كما أتعامل مع الجمعيات المختلفة أما بالنسبة لتواجد الإخوان والبحث عن مشاكل المجتمع وتقديم المساعدات فهم متواجدون بشكل موسع وظاهر ومتفاعلون دائما مع أبناء الحى.. ولكن أنا كرئيس حى دائما أضع المواطن فى الدرجة الأولى، فأى مصلحة أو خدمة ستعود بالنفع على أبناء الحى وأرى أنها فى حدود ميزانية الحى على الفور أقوم بالتعاون مع الجهة التى تمد يدها بالمساعدة على أنهم أفراد أرادوا مصلحة للحى وليس بصفتهم الحزبية.. فمن وجهة نظرى أن اللجان الشعبيه والجمعيات والمتطوعين من الأحزاب المختلفة هم «عين ومساعدة للجهة التنفيذية».. فمثلا فى مشكلة الأنابيب حى المعصرة لم تدم فيها المشكلة وتم حلها بالكامل واستطعنا توفير الأنبوبة بسعر «5جنيه» وجنيه آخر للمشال وقمنا بتوصيل الأنابيب إلى أقرب جمعية للمناطق المختلفه وإلى المساجد.. وهناك تواجد الإخوان وحاولوا أن يأخذوا السبق بعدم وجود أزمة أنابيب لحسابهم من خلال عمل كروت يقومون بتوزيعها وكتابة أرقامهم عليها لإحضار الأنبوبة لهم.. وأنا أطلق على هذا مسمى التعاون ولكنهم لم يحلوا الأزمة وإنما حى المعصرة هو من قام بحلها وهكذا فى أزمة «رغيف العيش» تم حل الأزمة بالتعاون مع القوات المسلحة وتم توزيع 45ألف رغيف فى اليوم عن طريق سيارات الحى إلى الجمعيات المختلفة والشباب المتطوع من مختلف الأحزاب إخوان وتيارات أخرى قاموا بتوزيع الخبز بعدما وفرناه.
كما قال محمد عبدالنبى رئيس حى روض الفرج: قد يكون للإخوان خطط لا يفصحون عنها للوصول إلى المحليات من خلال تدريب كوادر بشرية فى أعمال الأحياء ولكن بالنسبة لى كرئيس حى أتعامل مع الجميع وكل من أراد تقديم المساعدة ويد العون إذا كان من الإخوان أو مسيحى أو يسارى أتعامل معه بعيدا عن انتمائه الحزبى لأن المصلحة تعم لنا جميعا.
وقالت فهيمة صالح رئيس حى غرب مدينة نصر: نحن نعلم بكل المشاكل التى يرصدها الإخوان ويعرضوها علينا أو يحاولون جاهدين القيام على حلها من خلال المتطوعين والجهود البشرية فهم قاموا بعمل مسابقه اسمها «سكوت هنصور» تبنوا هذه الفكرة من فريق صحبة وعملوا عليها من خلال تصوير أهم المشاكل الكائنة بمدينة نصر والعمل على إمكانية حلها من خلال أفكار غير تقليدية وإذا تم عرض هذه المشاكل علينا لنستطيع أن نساعدهم بالإجراءات اللازمة والإمكانيات المتاحة سنفعل بدون تقصير فلكل مشكلة ميزانية خاصة ولكن يتبقى السلوك الفردى فمن الصعب أن أضع وراء كل مواطن مواطنا آخر «يلم» وراءه مخالفاته.. أو يصحح ما أفسده لابد أن يتبنى الفرد السلوك الحضارى حتى نتمكن من تحقيق نتائج فعالة وأكيدة.
الإخوان والمجالس المحلية حسام القاسم المتحدث الرسمى لجمعية بيت العائلة إحدى جمعيات حزب الحرية والعدالة قال: قطعا سندخل انتخابات المجالس المحلية فنحن الآن فى نقطة تحول ديمقراطى ولا يحق لأى أحد أن يمنع دخولنا فى المشاركة فى أى انتخابات لأن أساس العملية السياسية المشاركة ولكن ما لا نعلمه هى النسبة المئوية التى سندخل بها وهل سندخل قائمة موحدة أم لا وكل هذا سيظهر فى حين صدور قانون المحليات الجديد، فنحن من أكثر الأحزاب التى لها احتكاك بالشارع وبصمة مع المواطنين ومن خلال جمعيتنا نقوم بعمليات تطوير وخدمات لمختلف المناطق ولجميع المواطنين.. حزب الحرية والعدالة قام بعمل خطة على مستوى الجمهورية تشمل جميع المناطق والأحياء المختلفة ومن أوائل هذه الخطط هى خطة العمل الأهلى مع الجمعيات المتطوعة وسيتم إدارة التعاون بشكل مختلف، وسيتم تعديل قانون الجمعيات الأهلية 84سنة 2002 لأنه كان مقيدأ للجمعيات فكانت تجمع المال وتنفقه بصفة مباشرة.