لبنان التى فى خيالنا بلد الرفاهية والدلع والشياكة.. النساء المدللات القادمات من كوكب الجمال والأناقة والبارفانات. هيفاء، إليسا، نانسى.. وغيرهن من النجمات، المصيفات طوال العام، ليل نهار، صيف شتاء!!.. صافى الرفاعى كانت إحداهن منذ عدة سنوات، أما اليوم فهى الشيخة صفاء الداعية الإسلامية ورئيسة أول قناة للمنتقبات، والتى اشترطت على كل العاملين بالقناة أو حتى الضيوف ارتداء النقاب بينما تجاوزت عن السن والخبرة!!.. ولكن كيف حدث ذلك وكيف تحولت من النقيض للنقيض؟
الشيخة صفاء فى أول حوار لمجلة عربية تروى لصباح الخير أسرار رحلتها التى بدأت بالجينز وانتهت بالنقاب!!
الشيخ السلفى ابو اسلام احمد عبد الله
عندما طلبت إجراء حوار مع الشيخة صفاء رحبت بشخصى ولكنها اعتذرت عن إجراء الحوار قائلة: آسفة جدا أنا لا أتعامل مع روزاليوسف!!
ولكن عندما أخبرتها أن الحوار لمجلة صباح الخير رحبت على الفور مؤكدة أنها من قرائها، فسألتها:
مدام صفاء.. كيف تعرفين نفسك للقراء فقالت: - عفوا.. أفضل أن تنادينى بالشيخة صفاء لأننى أهل لذلك، فأنا خريجة معهد الدعاة وحاصلة على إجازات كثيرة فى القرآن الكريم، فضلا عن دورات كثيرة فى الفقة والعلوم الشرعية.
أما عن بياناتى الشخصية فأنا اسمى صفاء الرفاعى 54 سنة، والدى لبنانى من أصل سعودى وكان يعمل مدير إدارة التفتيش بلبنان ووالدتى ربة منزل من أصل تركى.. زوجى مصرى وهو موظف كبير بمديرية الشباب والرياضة لكنه موظف شريف.. يعنى مديون وعليه أقساط!!.. أم لبنتين منتقبتين ولدى حفيدة محجبة بالصف الأول الابتدائى!!
وأنا أعمل داعية إسلامية بعدد من المساجد فضلا عن منصبى كرئيس لقناة ماريا للمنتقبات.
نعلم أنك كنت من النساء السافرات فكيف تحولت من السفور إلى النقاب؟
- لا أنكر أننى بدأت حياتى زى كل بنات لبنان يعنى جينز وملابس قصيرة وعربيات ونوادى.. ثم ارتديت الحجاب وخلعته، وفى النهاية ارتديت النقاب عندما أدركت أنه فرض وليس فضلاً كما يدعى البعض، ولكن الذى يدعى ذلك هم كل الشيوخ ورجال الدين والأزهر الشريف والداعيات المصريات، كلامهم غير صحيح، لأن الحجاب فرض وكلمة حجاب فى المعجم تعنى ستر كل الجسم واتحدى أن يأتينى أحد بنص صريح أو دليل قاطع على أن الحجاب يعنى إظهار أى قطعة من الجسم.. هناك دليل قاطع وهو حديث عن أسماء بنت أبى بكر والتى روت عن النبى أنه قال إذا بلغت المحيض لا ينبغى أن يظهر منها سوى الوجة والكفين.
هذا حديث منكر.. منقطع.. لا يصح.
كيف تحولت من الدعوة بالمساجد إلى إعلام المنتقبات وما الهدف من ذلك؟
- بعد أخذ موافقة لجنة الفتوى بالحرم الشريف بدأت بالعمل فى قناة الحافظ، كمعدة ومقدمة لبرنامج عن أحكام تجويد القرآن وقراءته بطريقة صحيحة وكذلك فض بعض الإشكاليات الدينية، وحقق البرنامج نجاحاً ملحوظاً، ولكننى تركت القناة عندما وجدت القائمين عليها يتدخلون فى عملى بشكل سافر ويقومون بتغيير جوهرى فى محتواه دون الرجوع لى.
علمت بعد ذلك أن باقى النساء العاملات بالقناة تركوها أيضا، بعد ذلك عملت بقناة الخليجية وتركتها سريعا لنفس الأسباب ثم ذهبت إلى الشيخ أبوإسلام صاحب قناة الأمة وعرضت عليه العمل بقناة ماريا ووجدت منه كل ترحيب والأهم من ذلك أنه ترك لى كل شئون القناة لأديرها كيفما أريد فقط وضع لى الخطوط العريضة للقناة وترك لى التفاصيل واختيار فريق العمل من مذيعات ومخرجات ومعدين ومصورين، وبالفعل عملت عدة إعلانات لطلب جروب العمل من مذيعات ومعدات ومصورات ومخرجات.
كل من شاهد إعلانات طلب وظائف بالقناة أصابته الدهشة عندما علم أن الإعلان يشترط أن تكون السيدات منتقبات فقط ولا يشترط فيهن الخبرة أو السن فكيف ذلك؟
- فعلا لن يظهر فى القناة أى امرأة محجبة أو غير منتقبة، كما أن طاقم العمل سيكون مكوناً من النساء المنتقبات، لأن النقاب فرض وهو الأصل وصحيح الدين، وليس هناك من له الحق فى رؤية وجهى تحت أى مسمى، والحرية التى يطالبون بها إنما هى خدعة ضحك بها الرجل على المرأة ليعريها ويستمتع بها.
ولذلك اشترطت ارتداء النقاب لأنه أساس القناة ودستورها وفريق العمل معظمهن مررن بتجربة العمل بالقنوات العلمانية.. وتم طردهن بعد ارتداء النقاب رغم أن هذه القنوات تتشدق بالحرية بينما الحرية لديهم هى حرية التعرى وليست حرية الملبس، فعندما ترتدى المرأة الميكروجيب والملابس الضيقة وتترك شعرها ينسال على كتفيها ويلمس يدها هذا وذاك وتتضاحك مع هذا وذاك.. تظل الأمور جميلة بينما حين ترتدى النقاب تضطهد..
أما الخبرة بالعمل فمن السهل تعليمها وتدريبها عليها، ولكن هذا لا يعنى رفضى للعمل مع غير المنتقبات فأنا كنت واحدة منهن حتى فتح الله على ولبست النقاب، بل أننى أرحب بالعمل مع الجميع منقبات ومحجبات وسافرات ولكن خلف الكاميرا وليس أمامها فبجانب ال 52 مذيعة المنتقبات لدى معدات برامج منقبات ومحجبات وسافرات أيضا، ولعلك تدهشين لو عرفت أننى لدى مخرج رجل بل إن إحدى المصورات سافرة أى تلبس جينز ولا تغطى شعرها.
كيف تقبلين العمل مع رجل وتضعينه ضمن طاقم العمل أليس هذا مخالف لمنهج القناة؟ - ليس مخالفاً أبدا طالما يحقق الأهداف المرجوة ومادام أن التعامل معه سوف يكون فى إطار العمل أما فى المضمون، فالرسول لم يحرم التعامل مع السيدات ولم يحدث أن جاءته سيدة ورفض أن يجيبها أو قال لها روحى وابعتى جوزك!!
كيف تم اختيار اسم القناة؟ وماذا عن البرامج هل ستكون داخل إطار دينى بحت؟ - تم اختيار اسم «ماريا» ليكون عنواناً ودليلاً على الحرية، التى تجسدت فى ماريا القبطية زوجة النبى (ص) بعد أن أعتقها النبى وتزوجها وجعلها حرة بعد أن أنجبت الولد. والبرامج ستكون نسائية بحتة وتناقش كل ما يهم المرأة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأسريا، ولن يسمح للرجال بالتدخل فى سياستها العامة أو نوعية برامجها، أما صاحب القناة الشيخ أبوإسلام أحمد عبدالله، فسوف يكون له دور استشارى بحكم الخبرة الإعلامية.
ظهور قناة للمنتقبات فقط أثار انتقاد كثيرين منهم الفنانة آثار الحكيم، التى قالت: من حقى أن أرى من يحدثنى عبر الشاشة فالناس لن تتفاعل مع مذيعة لا تراها، كما أن تخصيص قناة للمنتقبات فقط شىء غير مبرر، لأننا لسنا فى أفغانستان أو إيران؟ - التفاعل بين المشاهد والمذيعة يكفى لخلقه استخدام الصوت وتطويع نبراته ونغماته، لذلك تجربتى فى قناة الحافظ والنجاح الذى حققته ونسبة المشاهدة العالية تؤكد ذلك، ومن ينتقدنى سوف أرد عليه بقوة دون خوف - أنا بشوط على طول - وعلى فكرة الانتقادات لا تؤثر سلبا على نسبة مشاهدة القناة بالعكس سوف تزيدها والمؤشرات تؤكد ذلك حيث قمت بعمل عدة حوارات لمجلات عالمية إيطالية وفرنسية وأسبانية، كما أن التليفزيون الصينى قام بعمل برنامج تسجيلى عن القناة.
طالما أن وجه المذيعات لن يرى على الشاشة فما جدوى ظهورهن أصلا على القناة؟ فمن الممكن الاكتفاء بأصواتهن؟ - لابد من ظهور المنتقبات على الشاشة لأن ذلك فى حد ذاته رسالة أبعث بها إلى السافرات تقول سوف نأذيكن بالنقاب كما آذيتمونا بملابسكن العارية ومكياجكن وشعركن، فالقنوات السافرة أخذتنا بالتعود حتى خلعنا ملابسنا ومشينا فى الشارع عرايا، وفى النهاية صار نجوم السينما والمتبرجات هن المثل الأعلى، ولذلك فسوف نتبع سياسة - الخطوة خطوة - وزى ما عين المشاهد تعودت على الإثم حتى ألفته ثم أحبته وقلدته سوف نعودها على النقاب حتى تألفه وتحبه وتقلده فى النهاية وتصبح الداعيات الإسلاميات هن المثل الأعلى لكل بنت.
هذا عن المذيعات فماذا عن ضيوف القناة هل ستجبروهن على لبس النقاب؟ - لا يمكن أن يحدث أن نقول لأحد لازم تلبس النقاب ولكن سوف نختار ضيوفنا من المنقبات، ففى كل مجال أو حقل واحدة أو أكثر منتقبات سيكن الهدف والمقصد، ولو فرض أننى احتجت لضيفة غير منقبة سوف أخيرها بين أن أضع غطاءً أسود على وجهها أو تظهر فى القناة بصوتها فقط وليس بصورتها.
معنى هذا أن جمهور القناة سيظل دائما وأبدا من المنقبات فقط؟ - لا طبعا.. أنا استهدف كل النساء بمن فيهن السافرات لعل الله يهديهن إلى النقاب عن طريقى، ففى محاضراتى التى ألقيها بالمسجد كنت أرى نماذج من السيدات السافرات اللاتى كن يحضرن للمسجد لا لتلقى العلم بل للجدل وحرق الدم ولكن باللين والصبر والموعظة الحسنة كن يلبسن الحجاب ثم النقاب أيضا وهذا الأسلوب هو ما أنتوى اتباعه مع المشاهدين.
ولكن الظهور على الفضائيات بالنقاب أو الصوت فقط ونوعية البرامج وأسلوب تقديمكن لها بعيد كل البعد عن مقومات النجومية للمذيعات وللقناة أيضا؟
- لا يهمنى مقومات النجومية لأنها قناة دعوية ومخصصة للدعوة ولتعليم صحيح الإسلام وإعلاء كلمة الله، وعلى فكرة هناك جمهور كبير يعجبه هذا اللون ففى قناة الحافظ كانت تأتينى مكالمات من جميع أنحاء العالم العربى والأجنبى ومعظمها - برايفيت نمبرز - يعنى من علية القوم و يكفينى هذا.
ولكن مقومات النجومية لا تعنى الشهرة فقط بل الإعلانات التى تعنى دخلاً ثابتاً للقناة يمكنها من الاستمرار والمنافسة وهى أمور مهمة لأى مؤسسة إعلامية؟! - أنا عندى الإعلانات بتاعتى وعلى فكرة هى من ناس عادية وليست مؤسسات دينية وليس عندى محاذير عن الإعلان عن سلعة، طالما ترضى الله ورسوله ولكن إن لم تأت إعلانات للقناة فلا بأس فلن نتوقف.
نفهم من هذا أن الكلام الذى نسمعه عن التمويل المادى للقناة من دول خارجية وجهات مسنودة صحيح؟
- فين التمويل ده؟ ده احنا شحاتين! ولو كان هذا الكلام صحيحاً كان مقر القناة سيكون فى مدينة الإنتاج الإعلامى وليس فى العباسية، ولكن الحقيقة أن إمكانيات القناة متواضعة جدا، لا تكفى لاستكمال الاستديوهات وتجهيزاتها حتى الديكورات والستائر أحضرناها من بيوتنا، والأهم من ذلك أننى أنا والمذيعات لا نأخذ أجراً من القناة بل نعمل تطوعا ولا يأخذ أجراً سوى المخرج وبعض المعدين والمصورين، وسيظل الوضع هكذا حتى تقف القناة على رجليها.
كأى قناة تليفزيونية تحتاجون لعمل تصريحات من الوزارات والجهات السيادية للسماح لكم بالتصوير والتسجيل مع مسئوليها، فأى الجهات التى رفضت التعامل معكم ؟
- أعلم أن هناك هيئات لا يعجبها أمثالنا واعتادوا السخرية من المنقبات والفلاحين مثل روزاليوسف ودريم، CBC ولذلك رفضت إجراء حوارات معهم لأن الذى يتطاول على النقاب لا يشرفنى الحديث معه.
ولكن ليس هناك جهات بعينها رفضت التعاون معنا واتركينى أحدثك عن أهم الجهات وهى الداخلية، وهى جهة علاقتى بها ممتازة منذ وقت أن كنت داعية بالمساجد حيث كان يطلب منى عمل تقارير شهرية عن محفظات القرآن وأعدادهن و نوعية الدروس التى ألقيها على المترددات - وكنت متعاونة جدا ولم يحدث مرة أن كذبت أو كتبت تقريراً مخالفاً للحقيقة - ولهذا عندما تركت المسجد وصرت أعمل الندوات فى منزلى وأراد الأمن أن يستجوبنى لم يستدعنى شخصيا بل قاموا باستدعاء زوجى - وكلموه بالذوق - قائلين له أن عدد الأحذية أمام منزلك أكبر من عدد الأحذية اللى أمام باب المسجد، قول لمراتك تعطى الدروس فى أى مسجد وبلاش دروس البيت دى. وبعدها شرب شاى ورجع تانى معزز مكرم، ولذلك أنا بصدد عمل برنامج عن السجينات وحياتهن داخل السجن.
وهل سوف تسمح لك الداخلية بدخول مذيعات ومصورات منقبات إلى هيئة السجون، ولو سمحت بذلك هل ستسمح الهيئة بارتداء السجينات للنقاب تمشيا مع سياسة القناة؟ - ليس شرطا أن نرسل لهم مذيعات ومصورات منقبات، ممكن قوى يذهبوا بالحجاب وفى المونتاج نخفى المذيعة ولا يظهر سوى المايك فقط أما السجينات فسوف نضع شاشة سوداء على وجوههن وذلك لسترهن أولا وتمشيا مع سياسة القناة.
ثانيا باعتباركم قناة تتبع الجماعة السلفية هل أعددتم برامج لدعم مرشحكم الإسلامى محمد مرسى؟
- مرشحنا للرئاسة ليس مرسى مرشحنا كان حازم أبوإسماعيل، وهناك فرق كبير بين الاثنين ولكن الناس قد تحسبه على التيار السلفى لأن الاثنين فى نفس الجسد ولكن جسد واحد عنده حول.. عين شمال والأخرى يمين.
البعض يظن أن السلفيين والإخوان وجهان لعملة واحدة فإذا كان حازم قد خرج من سباق الرئاسة فمن الممكن أن يأتى مرسى بديلا عنه فما رأيك؟
- السلفيون و الإخوان مش حتة واحدة، فالسلفيون معندهمش غير لونين الأبيض والأسود ومعندهمش مجاملات، لأن ولاءهم لله مش للمرشد، ولا عندنا عهد وقسم نقسمه قبل الدخول فى الجماعة لأن عهدنا مع الله وليس لنا مرشد لأن مرشدنا هو الرسول، كما أن السلفيين لم يقولوا أننا لن نترشح لأى منصب ثم ترشحوا لمجلسى الشعب والشورى ثم الرئاسة، والأهم من ذلك أن هناك جهات عملت استبيان للإخوان والسلفيين وسألتهم هل تقبلوا أن يتم دمج الإخوان والسلفيين فى تيار واحد؟ السلفيون قبلوا والإخوان رفضوا!
هذا إلى جانب أمور أخرى سوف نتحدث عنها فى حينها. على هامش الحوار الشيخ السلفى أبو إسلام أحمد عبدالله صاحب قناة «ماريا» للمنقبات يواجه منذ إعلانه عن تأسيسه للقناة العديد من الانتقادات، كان آخرها دعوى قضائية من الإعلامية منى الحسينى.. التى رفعت دعوى قضائية ضده، وذلك لقيامه بسبها على الهواء مباشرة خلال مداخلة هاتفية له مع الإعلامى وائل الإبراشى فى برنامج «الحقيقة» على قناة «دريم». حيث وصفها بأنها كانت سببا فى إحداث فرز طائفى فى المجتمع، مع غيرهن من المذيعات اللواتى تسببن فى الانحطاط الأخلاقى بسبب ارتدائها ملابس ضيقة ومكشوفة اليدين.∎