ليس بالغريب أن تعشقه فتيات السينما المصرية فهو فارسها الأول واستطاع من خلال تقديمه للعديد من الشخصيات الضابط والمهندس والعمدة والطبيب أن يضع لنفسه مكانة بين الجماهير إنه الفنان حسين فهمى الذى قدم حوالى «211» فيلما سينمائياً و«91» مسلسلا تليفزيونيا و«7» مسرحيات والآن يقوم بتصوير مسلسله الجديد «حافة الغضب» إخراج حسنى صالح، صباح الخير التقته لتتعرف على حقيقة اختياره لدور من شخصيتين مختلفتين ورأيه فى دراما رمضان هذا العام ولماذا قال إن السينما والمسرح دخلا فى النفق المظلم وأشياء أخرى من خلال الحوار التالى. ∎ لماذا اخترت تقديم عمل من جزءين كما فعل العديد من النجوم فى الأعوام السابقة؟
- رغم تقديمى للعديد من الشخصيات الطيبة والشريرة إلا أن هذا المسلسل جذبنى حيث أقدم دورين الأول «حالة حب» وأجسد فيه شخصية محب عاطفى دكتور نساء وولادة يعيش بمفرده والعديد من الطالبات يطاردنه فى الجامعة وكذلك زميلته مغرمة به ونكتشف من هذه الأحداث أنه كان متزوجا من والدتها قبل ذلك لفترة قصيرة وأيضاً العديد من المواقف الكوميدية والإنسانية حيث يعالج العديد من المرضى بدون مقابل وتدور الأحداث بعد ذلك أما الجزء الثانى ويسمى «موت محتوم» وهى قصة مأخوذة من «جارسيا ماركيز» وهو مؤلف كولومبى على مستوى نجيب محفوظ وأحد الحاصلين على جائزة نوبل وهى رواية عن الريف الكولومبى ومتقاربة من شخصياتنا المصرية وفكرة جديدة وجادة لذلك طلبت من المخرج حسنى صالح أن أقدمها وستكون مفاجأة لأنها مكتوبة بتكنيك سينمائى جيد.
∎ كيف ترى صراع دراما رمضان هذا العام؟
- الصراع ليس مقصوراً على الدراما فقط بل على السياسيين لما تشهده مصر فى اختيار رئيس الجمهورية وكذلك محاكمات الرئيس السابق لذلك أتوقع أن يكون موسم هزيل حيث إن عدد المسلسلات يقارب الستين وكذلك أكثر من «60» برنامجا ونحن فى فصل الصيف ومن المعروف أن العديد من العائلات يذهبون للمصايف وكل ذلك خلال 30 يوماً فالموسم خسارة حتى على المشاهد الذى لا يستطيع متابعة الأعمال التليفزيونية وأفضل أن يكون هناك موسم آخر لذلك اقترحت على المخرج عدم عرض المسلسل فى موسم رمضان هذا العام.
∎ صرحت قبل ذلك بأن السينما والمسرح دخلا فى النفق المظلم فهل لايزالان داخل النفق ومتى يخرجان منه؟
- ستظل السينما داخل النفق ولن تخرج منه لأن السينما فى العالم تقلصت ولن تبقى إلا الأمريكية فى الغرب والهندية فى الشرق لأن التكنولوجيا الحديثة استطاعت أن تخترق كل الأماكن فأصبح من الممكن أن تشاهد أى فيلم فى العالم على اللاب توب أو آى باد الذى تحمله فى يدك وغيرهما من الوسائل وبذلك أصبح كل شخص لديه سينما خاصة به ولا يحتاج دخول العرض السينمائى والدليل على تأكيد كلامى أن عدد مشاهدى السينما فى السبعينيات والثمانينيات «1500» كل حفلة والآن لا تزيد على «100» رغم أننا فى الألفية الثانية وأن الأفلام السينمائية فى المرحلة القادمة لن تسوق إلا عن طريق التليفزيون أما المسرح فاندثر فى العالم كله ولم يبقى إلا الإنجليزى والأمريكى لعدم إقبال المشاهد عليه.
∎ من وجهة نظرك هل السينما استطاعت خلال الأربعة أعوام السابقة أن ترتقى بفكر الإنسان المصرى؟
- برغم محاربة النظام السابق لصناع السينما ولكن خلال هذه الفترة قدم العديد من المخرجين سينما متميزة منهم يسرى نصرالله وداوود عبدالسيد وشريف عرفة ومحمد خان الذى قدم «مصر الجديدة» وخالد يوسف قدم أفلاما قيمة عن مشاكل المجتمع المصرى وتنبأت فيها عن قيام ثورة وأن الشعب المصرى سيأتى عليه يوم ويثور وأذكر فيلم «أولاد العم» الذى لفت نظرنا على أشياء كثيرة لم نسمع عنها ورغم ذلك فهناك أفلام لا تصلح للمشاهدة.
∎ ما السبب وراء انهيار السينما فى الفترة الحالية؟
- السينما لم تنهار ولكن الأحداث فرضت عليها الركود والدليل تخوف الناس حتى للنزول إلى الشارع وهناك العديد من الأفلام فى العلب ولم تعرض ورغم أنها جيدة فنحن فى انتظار رئيس جديد للبلاد واستقرار أمنى حتى تعود السينما إلى طبيعتها.
∎ ألم يعرض عليك أى حزب الانضمام له بعد الثورة؟
- أرفض الانضمام لأى حزب لأن الفنان لابد أن يكون مستقلا حتى يعبر عن رأيه بمنتهى الشفافية والصراحة لأننا لا نمثل رأينا فقط بل آراء الناس كذلك.
∎ ما رأيك فى استخدام بعض الأحزاب السياسية للغة الدين للتأثير على الشارع؟
- أنا ضد إدخال الدين فى السياسة لذلك أرفض أن يكون هناك حزب دينى فالتاريخ يؤكد أن جميع الأحزاب الدينية فى العالم أثبتت فشلها فمصر دولة مدنية والسياسة قائمة على الكذب والنفاق وأذكر أحد المشايخ عندما دخل فى السياسة كذب وهذا ضد الدين لذلك لابد من فصل السياسة عن الدين لأن ديننا أرقى وأسمى من ذلك فالدين لله والوطن للجميع.
∎ ما رأيك فى أول برلمان بعد الثورة؟
- البرلمان لا يمثل جميع طوائف الشعب المصرى بل جزء منه ويستحوذ عليه جماعة الإخوان المسلمين من جهة والسلفيون من جهة أخرى، أما الليبراليون فى حيرة حيث لا يوجد لهم رأى وهذا يؤكد أنك أمام برلمان إسلامى وكأننا فى جامع حتى إن القضايا التى طرحت للمناقشة مثل الختان وحضانة الطفل ترجعنا إلى نقطة الصفر فضلاً على الطامة الكبرى جماع الوداع.
∎ ولكنهم ينكرون ذلك؟
- بل ذكرت فى إحدى لجان المجلس وعلى هذا نحن علمنا.
∎ وما تعليقك على مشروع قانون منع المشاهد الإباحية فى جميع وسائل الإعلام؟
- دعنا نفسر أولا ما هى المشاهد الإباحية فهل وضع يدك على الكتف ومسك يد البنت إباحة والغريب أن هناك من ينادى بحذف المشاهد من الأعمال الفنية السابقة التى تمثل تراث مصر الفنى وكذلك شطبها من القصص الأدبية التى كتبها كبار كتابنا نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس وغيرهم فلماذا لم يفكروا فى إيجاد الحلول للعديد من القضايا التى تهم الشعب المصرى الذى أعطى لهم صوته وكذلك يخرج علينا أحدهم شرف الأمة أن هناك سيدة بالمايوه وأنا أقول له إن شرف الأمة أن تكون مصر من أفضل خمس جامعات فى العالم وأن يحصل الطالب على أفضل تعليم وأن يكون لدينا أفضل مستشفيات لعلاج مرضانا وغيرها من الأشياء.
∎ ما رأيك فى اختيار فيلم «بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصر الله لمهرجان كان؟
- أى فيلم يرشح لمهرجان كان أرفع له القبعة وهذا انتصار للسينما المصرية فى ظل الظروف التى نعيشها؟
∎ ما تقييمك للإعلام المصرى بعد ثورة يناير؟
- مازال الإعلام المصرى منسيا ولم يتحرر مادام أن المحطات الفضائية توجه لأغراض معينة ورغم ذلك فهناك العديد من المذيعين أحترمهم مثل عمرو أديب والسيد على وريهام السهلى وغيرهم.
∎ وماذا عن التليفزيون المصرى؟
- رغم أنه يحاول أن يعود مرة أخرى للمنافسة ولكنه دائماً متهم لأنه تليفزيون الدولة وأطالب بإغلاقه أو تحويله إلى هيئة مستقلة.
∎ ألم تفكر يوما أن تجسد شخصية دينية؟
- لم أقتنع بأى عمل دينى شاهدته على الشاشة حيث لاحظت تصنعا فى أداء الشخصيات التى تقدم كما أننى لا أميل لمثل هذه الأعمال.
∎ هل أثرت الدراما التركية على المصرية؟
- بالتأكيد لأنها قدمت صورة جميلة سواء فى الأفلام أو المسلسلات أما نحن قدمنا القبح لفترة طويلة وأظهرنا الشخصيات بصورة سيئة فبلاشك تركيا تستعد لغزو الوطن العربى درامياً لتستثمر ذلك فى الجذب السياحى الذى يجلب لها الملايين كل عام.
∎ ما رأيك فى مهرجان القاهرة السينمائى خلال العامين الماضيين قبل الثورة؟
- أنا حزين لما شاهدته فى آخر مهرجان قبل الثورة حيث شعرت أننى أمام ديفيليه لعرض الفساتين والمؤسف أن وزير الثقافة قام بإلغاء المهرجان بعد الثورة فأنا أطالب بإقامة المهرجان هذا العام ولو بشكل بسيط لنثبت للعالم أن السينما المصرية موجودة.
∎ وهل سيختلف أداؤه بعد الثورة؟
- لابد أن يختلف فمصر قبل الثورة غير بعدها حيث يجب أن نقدم أفلاما متميزة ونختار لجنة تحكيم على مستوى عالٍ ورغم ذلك فهناك ثوابت أطالب بالمحافظة عليها مثل ملابس الافتتاح والختام كأى مهرجان دولى من الدرجة الأولى ونتمنى أن نقدم مهرجانا يليق بمصر الثورة.
∎ ماذا تريد من الرئيس القادم؟
- أن يشعر بقيمة الإنسان المصرى البسيط أكثر من مركزه كرئيس وأن لا يعلق صوره فى الدواوين والمعالم الحكومية التى اقتبسناها من الملكية ويعلم جيداً أنه سيحاسب بعد أربع سنوات لذلك عليه أن يتعامل مع الشعب كصديق.