أفسح السطور القادمة لقصيدة كتبها الشاعر الجميل جمال بخيت يعلن فيها تأييده للسيد حمدين صباحى كرئيس للجمهورية وما بين الشاعر ومرشح الرئاسة صفات كثيرة أهمها الشجاعة والإقدام.. نزق الثوار.. قضيتهما الغلابة، هذا ما أكده حمدين فى كل تصريحاته وهذا ما عاش لأجله جمال بخيت.. فلنغنى ونصرخ بأعلى أصواتنا: [وردة]
صوتى للناس والنيل.. والصبح أبو وش جميل
نجمه فى الضلمه وليل.. ونايات بتنادى صباحى
صوتى لحمدين صباحى.. فى الثورة وقبل الثورة
كانت بتهز رياحى.. صوتى لحمدين صباحى
صوتى لمصر العربية.. أحلى نسيم للحرية
لأجل البنت المصرية.. أم الخد التفاحى
صوتى لحمدين صباحى.. يا أبويا يا أخويا يا أمى
صوتى لواحد من دمى.. ما أقبلش أعيش متغمى
ونجاح العقل نجاحى.. صوتى لحمدين صباحى
ومنذ أن أعلن جمال بخيت عن هذه القصيدة إلا وتهافت عليها المصريون من الشباب وكذلك الملحنون فظهرت بأكثر من لحن الأول لمحمد رحيم غناء نادر نور، شريف إسماعيل، أحمد خلف، محمد حليم.
أما اللحن الثانى فكان من ألحان وغناء أحمد إسماعيل توزيع أحمد الحناوى.. وكما ترون فإنهم جميعا من الشباب الذى تجد حمدين صباحى واحداً منهم فإنه الوحيد الذى لا أجد له مطامع خاصة وإنما يحلم بغد مشرق لوطن أفضل يجد فيه المواطن كرامته يجد العيش الكريم.. لذلك صوتى لحمدين صباحى.
واكبت انتخابات الرئاسة وفاة الفنانة الجميلة وردة لترحل عنا آخر المقاتلات، فما تعيشه الحياة الفنية هذه الأيام أشبه بحرب ضروس كل شىء فيها مباح.. لذلك كانت وردة إحدى القلاع الصامدة فى وجه الفن القبيح.
كانت مقاتلة من الطراز الأول، ظلت تغنى حتى آخر لحظة شاهدناها مؤخرا فى برامج كثيرة منها «صولا» مع أصالة وتاراتارا ومجموعة من المطربين لتتميز وردة باحترام الصغير قبل الكبير.. بروحها الشفافة الراقية العذبة، الهادئة، الواثقة من نفسها حتى وإن سلبها العمر بعضا من الجمال أو نقاء الصوت.
وردة رفضت أكثر من مرة أن تبتعد عن الغناء على الرغم من توقفها عام 1964 بعد أغنية «لعبة الأيام» لرياض السنباطى وفيلم ألمظ وعبده الحامولى عام 1960. اختفت وردة ما يقرب من عشر سنوات ثم عادت ب «العيون السود» مع بليغ حمدى عام 1972 ثم كانت «لولا الملامة» لعبدالوهاب ثم فيلم «حكايتى مع الزمان» مع رشدى أباظة غنت فيه أغانى مثل و«حشتونى» و«حكايتى مع الزمان» وعام 37، مشوار وردة طويل اجتمعت فيه العذوبة والرقة وقوة الصوت والحضور الشامخ.
∎ آخر حركة
حمدين صباحى يقف إلى جانب الفقراء.. ووردة وقفت إلى جانب الفن الجميل.. نقطتان مضيئتان حتى وإن لم يحالف الحظ الأول ورحلت الثانية.