∎ أجمل الأحلام قد تحققت أمام عيون نتانياهو ووزير دفاعه، وليست أحلام يقظه بل حقائق تراها العين، هجوم على وزارة الدفاع المصرية بفعل مصريييين واشتباكات دامية بين مصرييين وقيادات مصررررية محرضة على كسر الطوق من الأسلاك الشائكة لإسقاط الجيش المصرررررى، حدث هذا الحلم الواقعى دون محاولات بطش داخلى من جانب إسرائيل ولا هجوم مفاجئ على سماء مصر. [تهاني الجبالي مناضلة]
ما جرى كان بأيد مصرية مصرية للفتك بمصريين وضرب جنود مصريين من بنادق مصرية، فهى غزوة مصرية - مصرية، وليس هذا مشهداً عبثيا كما تصفه أقلام الأدباء ولكنه يوم أسود من أيام لها تاريخ فى مصر مثخنة بالجراح.
∎ وما كان فى استطاعة قلب أعظم الساخرين الولد الشقى محمود السعدنى أن يحتمل ما جرى ويجرى فوق تراب وطن انتمى إليه وتعرض للتشرد من أجله.
لو عاش السعدنى الكبير إلى الآن ورأى ما نراه لجعل من نادى الصحفيين فى شارع البحر الأعظم بالجيزة، مقرا لمدفعية من يريدونها «ثمرة متقشرة» ولهاجم السعدنى الطغاة الجدد ولوجه اللطمات للعابثين المفسدين، باسم الدين، ومن المؤكد أن الناس عندما تنصرف آخر الليل، سيجلس السعدنى الكبير وحيداً منطويا على نفسه وربما تغافله دمعة تنساب على خده لا يلمحها أحد. نعم السعدنى الإنسان لا يعرفه كثيرون، والسعدنى المصرى ابن الجيزة الباكى على صدر المحروسة هو نفسه الذى كان يشبعنا ضحكا على أنفسنا كما فعل الريحانى بقلم بديع خيرى، السعدنى الصديق هو نفسه ابن الحتة الجدع الذى وقف مع أصحاب الحقوق قبل أن يقطع أصحاب الاحتجاجات الفئوية الطرق العامة، السعدنى الصحفى الذى رأس تحرير صباح الخير يوما وعملت معه جعل من صفحات صباح الخير لهباً للطغاة الصغار وكان يصفع هؤلاء على قفاهم فى مقاله أو قل عموده «هذا الرجل»، السعدنى الكاتب فى رحلات العمر فى المكان والزمان سكنت وجدان الناس قدمت لنا «الباكى الضاحك» الذى كان يصوغ من دموعه ضحكات أسعدت جيلاً وكان أداته الكلمة ، السعدنى «الكليم» الذى نافس فرسان الكلام «حسن فؤاد» و«عباس الأسوانى» و«على سالم» ولم يستطع أحد أن ينفذ من سترة أحاديثه السعدنى الأب هو نفسه السعدنى الملهوف المخطوف القلق القلوق على أكرم حين تعرض لوعكة صحية، وكنا نرى أسنان السعدنى تكشفها ابتسامته يوم يعود أكرم معافى وقد اشتد عوده وصار صاحب قلم ولم يعش فى جلباب أبيه، السعدنى «عمدة الجيزة» ومن نفس الجينات عمدة التليفزيون صلاح السعدنى «نوارة» الفن فى الليالى المعتمة، يضىء بثقافته وحضوره من صلبه ويخرج لنا أحمد السعدنى، الممثل الشاب العفوى الأداء، فالعائلة مضروبة بالفن، ضاربة فى تربة مصر المعطاءة ووراء عيلة السعدنى نساء فى الظل، ولكنهن باهرات وبطلات والدة أكرم وشقيقاته ووالدة أحمد السعدنى وقفن خلف محمود وصلاح وكم أفتقد الولد الشقى كثيراً، كصديق وككاتب وكضحكة للقلب الحزين.
∎ مناضلة لا تتلون ولم أحلم بها وزيرة حتى يسكت زئيرها بالقانون واسمها تهانى الجبالى القاضية فى الدستورية العليا.