منذ أيام حكمت المحكمة بمعاقبة أحد رموز الفن فى مصر بالحبس لمدة ثلاثة أشهر وذلك بعد أن توجه أحد محامينا الأعزاء بتقديم الأدلة والبراهين التى تدعم رفعه الدعوى ضد هذا الفنان واتهامه إياه بذنب مضى عليه عشرات الأعوام «ازدراء الأديان».. والمتهم الزعيم والفنان الكبير «عادل إمام»، والسؤال هنا هل من الممكن محاكمة فنان بهذا القدر والقيمة الفنية على عمل الرقابة نفسها أجازته ليعرض على جمهور عريض فى مختلف البلدان العربية، نال به العديد من التكريمات من أكبر المهرجانات شهرة فى العالم ؟، ليصبح تكريمه اليوم من أبناء وطنه بحبسه والتقليل من شأن ما قدمه ؟ والسؤال الأهم هل الفن أصبح فى هذا العصر مجرد سلعة من السهل جدا التخلص منها لتصبح فى هذا المجتمع مجرد ذكرى فى تاريخ هذه الأمة؟ ∎ نظرية دبح القطة
أحدث النظريات التى توصل إليها نظامنا الجديد، نظام الثورة والحرية والديمقراطية نظرية «دبح القطة» أو أضغط على الكبير، يخاف منك الصغير، وهذا ما حدث بالفعل مع أكبر رموز الفن فى مصر بداية من النجم «عادل إمام» مرورا ب «وحيد حامد»، وصولا إلى «محمد فاضل» وتاريخ كامل من الإبداع يستحقون جزاءه تكريم أبناء وطنهم والحق يقال التكريم حدث بالفعل، ولكن كان بالمفاجأة لجميع الشعب المصرى والعربى من محبى هؤلاء النجوم وقد أجمع كبار نجوم الفن على تطبيق نظرية دبح القطة التى تنص على «حبس وغرامة لكبيركم، ما هو إلا إنذار لأمثالكم» ومن بين هؤلاء النجوم النجمة القديرة رجاء الجداوى التى أكدت : «أنا مصابة بحالة من الهلع من الأمر ولا أزال فى مرحلة استيعاب الحكم، فمحاكمة هذا الرمز المقصود منه إنذار لنا جميعا كفنانين مصريين، وخاصة أن الفن فى مصر لا يتضمن من الابتذال ما يستدعى اللجوء إلى القضاء، وحرية الإبداع من المفترض أنها مكفولة لكل فنان، وهذا لا يمنع من وجود الرقابة، ولكن على الأعمال الخارجة والمبتذلة، فنحن نسعى إلى تقديم فن راق كل مشهد موظف لخدمة العمل، وأناشد من يدعى احتواء هذه الأعمال على ما يخالف الدين أن يقدم براهينه ودلائله ليثبت للجميع صحة ادعائه».
∎ عصر الخيمة والجمل
أما النجم الكبير «عزت العلايلى» فقد رأى الأمر من منظور آخر حيث قال : «ما يحدث ما هو إلا نتيجة حتمية للمستجدات الطارئة على المجتمع خلال الفترة الماضية، والغرض من كل هذا تمهيد للعودة إلى عهد الجاهلية، حيث الخيمة والجمل، ولكن حتى فى عصر الجاهلية كانت هناك مظاهر ونشاطات فنية خاصة بهذا العصر، والسؤال من المفترض طرحه على من يحاولون إخفاء الفن من تاريخ هذه الأمة والاستهزاء بقيمة الدور الذى يلعبه الفن والفنانون فى نهوض أى مجتمع.
∎ مناشدة
عدد كبير من فنانى مصر اكتفوا بمناشدة القضاء المصرى والعدالة وروحها التى حلمنا بها مطولا، وبعد ثورة يناير اعتقدنا أن الحال غير الحال، ولكن الواقع والمحيطين به أكدوا عكس ذلك، فقد جاء حكم الحبس لنجم مثل «عادل إمام» صدمة لكل محبيه والمحيطين به والذين حرصوا على مناشدة القضاء بإعادة النظر فى تاريخ هذا الرجل .. من بين هؤلاء النجمة «مادلين طبر» التى هتفت من خلال حديثها : «محاكمة عادل إمام وصمة عار على جبين مصر الحضارى، ولكن وسام فى تاريخ هذا الرجل، لهذا رجاء مبعوث من قلبى إلى كل مسئول فى القضاء المصرى بإعادة النظر فى هذا الحكم، فأنا على علم تام بقيمة القضاء المصرى ونزاهته المسند إلى أدلة وبراهين، ولكن أعتقد أن حرية إبداء الرأى أهم بكثير من مجموعة نصوص وضعت..».
∎ رجعية.. قرارات مشكوك فيها
أما النجم «عمرو واكد» فقد أكد : «قرار الحبس الذى تم تأييده على الزعيم عالد إمام قرار مشكوك فى أمره ولا ندرك على أى أساس تم الوصول إليه ؟
فمسئولية الفنان مهما كان سواء نجما أو أى فنان شاب لا تسمح أبدا بمحاكمته، فالمسئولية الأكبر فى أى عمل ترجع إلى المنتج، المؤلف، المخرج، والرقابة التى أجازت عرض الفيلم، لهذا فإن هذا الحكم، حكم بغيض طبقا لعدالة خاوية فاختلافنا مع هذا النجم سياسيا لا يعنى ولا يجوز التجنى عليه فالاختلاف أمر طبيعى، ولكن ما يحدث لا يمكن وصفه إلا بكونه رجعية والأولى عدم مشاهدة العمل ومنعه من العرض، فهذا العقاب أشد بكثير مما يحدث، فأشد عقاب لأى فنان عدم مشاهدة عمله الفنى وإن كنت أرى أن الحكم هنا لابد أن يشمل أيضا الجمهور الذى دفع ليشاهد الفيلم وضحك على هذا النجم، وكل هذا لتحقيق مصالح أخرى لأفراد من هذا المجتمع. ∎ بأثر رجعى
الغريب فى الأمر هو محاكمة هذا النجم على عمل تمت إذاعته منذ عشرات الأعوام، وهذا هو المؤسف فى الموضوع، فالعمل أجازته الرقابة منذ أعوام طويلة وتم عرضه وبعد مشوار طويل من عرض العمل اتضح للجميع مالا تصدقه العين ولا يدركه العقل أن العمل يتضمن ما يخالف الدين وشريعتنا، ولعل هذا ما أكدته النجمة الكبيرة «دلال عبدالعزيز» التى قالت : «الأمر مؤسف للغاية ومحزن لكل الفنانين، فمحاكمة نجم كبير مثل عادل إمام بأثر رجعى أمر مرفوض فى أى بلد يدعو إلى الديمقراطية والحرية ، فحرية الإبداع خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه، فالفن علامة رقى وتطور أى مجتمع ومحاكمة الزعيم تعنى محاكمة كل الفنانين من وجهة نظرى، فكيف تتم معاقبته على عمل حقق وقت عرضه نجاحا كبيرا واسعد الكثير من جمهور هذا النجم، الإجابة لديهم بالتأكيد.»
∎ ازدراء أديان.. وقت الحساب
مصطلح تكرر ذكره أكثر من مرة خلال الفترة الماضية وربما لا يدرك الكثيرون المعنى الحقيقى وراء هذا المصطلح، فعلى أثره تكرر طرح السؤال نفسه ماذا يعنى «ازدراء الأديان» ومن بين هؤلاء النجوم النجمة الشابة «راندا البحيرى» التى قالت «هذا المجتمع لم يعرف مصطلح «ازدراء الأديان» من قبل، وأصلا يعنى إيه «ازدراء الأديان» فجميع الأفراد فى هذا البلد مهما كانت ديانتهم عاشوا على هذه الأرض ونعموا بخيرها ولم يجرأ أحد على التفوه بأحد هذه المصطلحات والتى من بينها ازدراء الأديان، وهذه مصيبة فى حد ذاتها وإن كنت لا أدرك حقيقة ما يحدث فالرقابة فى هذا الموضوع لابد أن تُحاسب إذا كان هذا وقت الحساب، فنحن جميعا إلى جانب هذا النجم وأى فنان آخر فى موقفه والإساءة لهذا الفنان إساءة للفن ولمصر كلها وسوف نتجاوز معا هذا الأمر».
∎ مسيرات.. مظاهرات
أما نقيب الفنانين «أشرف عبد الغفور» فقد أكد على استمرار المسيرات الفنية والمظاهرات المطالبة بحرية الإبداع والحرية لهؤلاء النجوم حتى تتضح الحقوق والواجبات فنحن جميعا يد واحدة، وفى انتظار كل جديد وتجاوزه مادامنا على حق..».
∎ عرايس ماريونت
نحن لسنا عرايس ماريونت يتم توجيهنا لصالح محاولات لغرض لن نقبل به فما يحدث ما هو إلا محاولة لتضليلنا، وبداية لمرحلة ضبابية مجهولة الملامح حتى نصل إلى نقطة البداية بلا تقدم طفيف منذ لحظة التنحى التى كنا تعتقد أننا بها سنحيا عصر الحرية والديمقراطية، ولكن كنا فين وبقينا فين، والمستقبل فى علم الغيب.. كل هذه السطور جاءت مباشرة من النجم الكبير توفيق عبدالحميد الذى أكد أننا لن نحيا كعرايس ماريونت، فنحن نملك الإرادة والقدرة على الاختيار والإصلاح مهما كانت المحاولات لتضليلنا.
∎ الهم واحد
أما الفنان «هشام عبدالحميد» فقد كان شديد الغضب أثناء حديثه لما يحدث للفن والفنانين فى مصر، وقال: «غضبى مبرره واضح لكل فنان عاشق لهذا الفن وخطورة الأمر تستحق منا إعادة النظر فيما يحدث وشعورى حاليا كأن ما يحدث يخصنى وكأننى المتضرر الأساسى من الأمر، فالهم واحد والنتيجة لن تخص فناناً بعينه وإنما كل فنانى مصر وإهانة عادل إمام إهانة للجميع وإهانة لكل المصريين.
∎ على فين ؟
والسؤال المهم أو الأهم إلى أين نحن ذاهبون ؟، ومن بين هؤلاء النجوم الذين أبدوا أيضا انزعاجهم وقلقهم مما يحدث الكاتب الكبير مجدى صابر الذى أكد : «نحن رايحين على عهد أسوأ من عهد «حسنى مبارك»، فعلى الرغم من الديكتاتورية والظلم الذى تعرضنا إليه فى عهد هذا الرجل إلا أنه لم يحدث أن تم حبس فنان عن عمل قام بتقديمه، وخاصة أن الحكم بهذه الحالة غريب جدا، فالمحكمة بأثر رجعى عن عمل تاريخه الفنى أكثر من ثلاثين عاما أمر يستدعى الاندهاش والذهول والغرض من هذا تنقيب الفن والمطلوب خلال الفترة القادمة، وهذا أمر كارثى على مصر بكل المقاييس، لهذا لابد أن يقف المجتمع كله يدا واحدة، فى مواجهة هذا، لأن شعبا بلا فن أقرب إلى الحيوانات، وإعلان الجميع رفضهم محاكمات الحسبة، والقانون المزمع الصادر عن مجلس الشعب حتى من خلال يوم إضراب عام لمواجهة كل ما يصدر من التيارات السلفية والمتأسلمة التى أصبحت عدوة للفن..»
ويستكمل الحديث الناقد «مجدى الطيب» حيث يؤكد : محاكمة فيلم منذ عشرات الأعوام أمر غريب وأين هى الرقابة التى أجازت العمل، وفى هذا عودة إلى دعاوى الحسبة ونظير خطر على الفن والمجتمع كله، فالقضاء نفسه أقر منع دعاوى الحسبة وأنها غير موضوعية فى العصر الحالى، فبعيدا عن التعليق على أحكام القضاء، ولكن القضية فى حد ذاتها غريبة ومثيرة للشك وخصوصا توقيتها الذى يؤكد أننا على أعتاب مجتمع متطرف يجوز من خلال محاكمة الإبداع وفرض قيود على الحرية، وهذا ما ينذر بخطورة الأمر بشكل عام.
∎ وجهة مصر
أما النجمة الشابة نيكول سابا التى حرصت على المشاركة فى هذا الحدث، وذلك من خلال مكالمة تليفونية أجرتها مع النجم عادل إمام لتعبر من خلالها عن أسفها على ما يحدث حيث قالت خلال حديثها : النجم «عادل إمام» رمز من رموز الفن فى مصر ووجهة مصر فى الكثير من المهرجانات، فأنا أحترم القانون المصرى، ولكن هذا النجم لا يستحق منا هذا على الإطلاق، فحرية الإبداع مكفولة لكل فنان هكذا كانت مصر وستظل مادام بها فنانون مثل «عادل إمام».
∎ رايحين فى داهية
المنتج الفنى «محمد حسن رمزى» : «مش غريب ما يحدث والدور خلال الفترة القادمة علينا، فكلنا رايحين فى داهية، فمحاكمة «عادل إمام» بحبسه ثلاثة أشهر من وجهة نظر أبناء بلده تكريم عن مجمل أعماله خلال مشواره الطويل الضخم لأكثر من نصف قرن». الفنان أحمد راتب: إن تأكيد حكم مثل هذا هو شىء خطير جدا وهو ليس فقط محاولة للسيطرة على الإبداع ولكنه سيطرة على الديموقراطية بشكل عام والحرية فى مصر وهذا ليس ما كنا ندعو له ولا نحلم به بعد ثورة 52 يناير وإن هذا لن يقيد الإبداع أبدا لآن الإبداع فى النفس البشرية والمبدع سيظل يقدم كل ما لديه مادام على وجه الحياة «وغصب عن أى حد» لأننا لسنا فى دولة فاشية ولا مظلمة بل نحن فى مصر التى كانت وستظل منارة لكل الدول الأخرى.
الكاتب «بشير الديك»: هذا كلام فارغ ويجب أن نفوق والناس يجب أن تقوم برد فعل وتحتشد لأننا إذا سكتنا فالموضوع سيتطور ويزيد ونحن لا نريد هذا فالرد يجب أن يكون حاسما وقاطعا حتى لا تتفاقم المشكلة، وبغض النظر عن عادل إمام كشخص وسواء أتفقنا أم اختلفنا معه ولكن المسألة هنا مسألة مبدأ، ونحن لدينا «وثيقة الأزهر» وهى تنص على احترام حرية الإبداع وهذا شىء يجب الاستشهاد به لمنع هذا العبث لأننا بالفعل مقبلون على مرحلة من العبث والاستهانة بالعقول فنحن فى القرن الواحد والعشرين ولسنا فى القرون الوسطى، وإذا تصرفنا بهذه الطريقة حيال أفلام عرضت بأثر رجعى فبذلك سنعود إلى أدب كتابنا ومثقفينا لنقلب فى الدفاتر القديمة، لذلك يجب أن نفوق ونقف بشكل قوى لأنها أصبحت مسألة حياة أو موت، وهذه هى بلدنا كلنا وليست بلد حزب واحد أو فصيل واحد وهم ليسوا وكلاء لله فى الآرض.
الأديب «يوسف القعيد» يرى أن حكم مثل هذا يعتبر إشارة بدء للتيارات الظلامية لكى يقولوا لنا «اتلموا» فى زمن قادم وكل واحد يأخد باله، والحساب الآن ليس على ما تقومون به بل على الماضى وبأثر رجعى على كل ما تمت كتابته من قبل، علما أن هذا فى حد ذاته يعد مخالفة للقانون، لآن حتى الجرائم التى ارتكبت تسقط بأثر رجعى بعد مرور سنوات، وهذا يعتبر نوعا من محاولة إشعال حريق فى الوطن وهو أصلا محترق، محترق بمشاكله وبأسعار السلع فيه وبعدم التوافق السياسى بين الأطياف والفصائل المتناحرة، وأرى أن المستشار «حسام الغريانى» يجب أن يثبت لنا أن ضمير القاضى بداخله أقوى من إخوانيته ويستدعى هذا الحكم ويعرضه على التفتيش القضائى لأنه ملئ بالثغرات والفجوات، لأنه لا يجوز حرمان مصر من مبدعيها وقوتها الناعمة فنحن لا نستحق ما يحدث الآن.
الفنانة «إلهام شاهين»: أنا لست قلقة على مستقبل الإبداع وهذا الحكم يعد أول درجة والحكاية لن تمر بهذا الشكل ومازال هناك إستئناف ومعارضة للحكم، ولن يخيفنا أحد كفنانين ومبدعين، فهذه ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها فنانون للترهيب وأصبحنا لا نعطى أهمية لهذا فحدث هذا من قبل مع عادل إمام نفسه و إيناس الدغيدى ويسرا، ولن نتأثر ولن يغير أحد ما فينا فنحن شعب مبدع ومستنير بطبعه ولن نتحول إلى مجتمع مغلق لأن التفتح والوسطية فى تركيبنا الجينى بالأساس.
الفنان «أحمد بدير» يقول: لن نستطيع التعليق على حكم قضائى من جهة ومن جهة أخرى فعندما يكون هذا الحكم بأثر رجعى فهذا بحد ذاته خطأ فهذه الأعمال من عشرة أعوام وما الذى أعادها إلى أذهانهم الآن وكيف يحاكمون الفنانين والمخرج والمؤلف وفى الأساس هناك جهة رقابية كانت صرحت وسمحت بخروج هذا العمل إلى النور من البداية، فالرقابة تبعد وترفض أى عمل ترى فيه مجرد إيحاء، ومرت هذه الأعمال على جهات دين وأزهر وغيرها وعرضت ولم يتناولها أحد بالرفض فهل أنتم أعلم من رجال الدين والأزهر والمفتى وقتها، وأنا واثق بأن الحكم لن ينفذ لأن مازال هناك معارضة وكل الأمور ستعود إلى نصابها إن شاء الله وأنا لن أتشاءم بالنسبة لمستقبل مصر ولن نعود للعصور الظلامية مرة أخرى.
الفنانة «حنان مطاوع»: هذه مهزلة وعيب ولا يجوز فالفنان عادل إمام قامة كبيرة ومن يريد محاسبة عادل إمام يجب أيضا أن يحاسب الجمهور الذى قطع تذاكر لأفلامه ومسرحياته طول السنوات الماضية ومازالوا يرددون إيفيهات أفلامه، وعيب أن يحدث هذا بعد الثورة لأن هذا حكر على حرية الإبداع وتعتبر ضربة لأى مبدع وكل التيارات المستنيرة، فأنا وإن اختلفت مع عادل إمام فى بعض مواقفه لكن لن أختلف حول كونه فنانا ذا طراز رفيع، فالفنان وظيفته أن يعرى المجتمع ويكشف عيوبه لمحاولة معالجتها وإذا احتكرنا أفكاره إذا فنحن دخلنا إلى جحور الظلام، وأنا لدى سؤال إلى القضاء المصرى العظيم، كيف يصدر حكم على فنان كبير كل جريمته إنه عبر عن وجهة نظره وعبر عن رأيه بشكل راق، بينما لم نحاسب القتلة حتى الآن.
الفنان حسين فهمى يقول: لا يجوز أن يتحكم أى تيار فى الإبداع الفنى، ولا أن يشكك أحد فى المبدعين ويتهمهم بأزدراء الدين، فحرية الإبداع ليس لها حدود ونحن على دراية بديننا جيدا وعلى دراية بالخطوط الحمراء ونعرف كيف ندافع عن ديننا ولسنا بحاجة لمن يوجهنا ،كما أنه لا يجوز أن نعود للخلف بعد ثورة يناير خطوات من شأنها أن تعود بنا للعصور الظلامية .
الفنانة القديرة «شهيرة» وقد بدا عليها تأثر بالغ تقول إن ما يحدث هو قمة العبث، أى ازدراء الذى قد يتهم به فنان للأديان الدين اسمى وأغلى من اى اتهام مثل هذا، بل إن ما نواجهه الآن هو قمة التعنت ومحاولة فرض القوة على الفنانين والمبدعين حتى لو كان هذا الاتهام بالباطل ولك الله يا مصر
الفنانة جيهان فاضل تقول: سنظل ندافع عن حقوقنا التى نزلنا من أجلها من أول يوم فى الثورة ومنها حرية تعبيرنا عن آرائنا وعدم كبتها سواء آراءنا السياسية أو وجهة نظر يتم تقديمها من خلال عمل فنى ولا يحق لأى أحد مصادرة هذه الحرية، ونحن هنا أمام أعمال عرضت منذ 51 عاما شاهدها الملايين عبر العالم العربى كله، فكيف تم محاسبتي لمجرد أنني عبرت عن رأيى، تأتى هذه التيارات الظلامية لتكفر ملايين ممن شاهدوا هذه الأعمال وكيف ستتحول البلد إلى محاكم لكل من يعبر عن رأيه، وهل عاقبنا من سرق وقتل؟ وأنا عندى ثقة فى الشعب المصرى الذى يعرف أن ما يحدث محاولة لإلهاء الرأى العام عن قضايا أخرى أهم ولكننا سنظل ندافع عن حقوقنا ولن نسمح بسرقتها ولن اتشاءم ولن أندم.