لماذا يجازف الأهلى بالتجديد للمدرب البرتغالى مانويل جوزيه؟ الحقيقة أن جوزيه نفد بجلده من هذا الموسم الذى كان صعباً عليه جدا، وكان شبه مستحيل أن ينفرد بالقمة ويفوز بالبطولة!
كان الأهلى قد بدأ الموسم بصفقات ناجحة جدا، اعتقد البعض أنها ستكون عامل الحسم بالنسبة له، لكن الذى حدث أن المنافس وهو الزمالك أبرم صفقات أكثر تأثيراً، وأكثر قوة، وكان من الممكن أن يحقق بها المعجزات لولا سوء الحظ الذى لازمه فى بعض المباريات. تمسك جوزيه باللاعب جونيور، واعتقد أنه سيكون البديل لفلافيو، أو هو الأمل بالنسبة له رغم أن إمكانياته بدت للكل أقل بكثير من فلافيو، وكان الأهلى بالفعل هو صاحب أفشل صفقات المهاجمين الأفارقة فى المواسم السابقة.. والدليل دومنيك وفرانسيس وغيرهما.. استمر جوزيه مع الأهلى رغم أن الكل اعتقد أنه لن يكمل.. وقد كان من الممكن ألا يكمل لولا أن الموسم ضاع، وانتهت المنافسة، وأصبح أمامه وقت لتصحيح الأوضاع، والبدء من جديد بشكل أكثر هدوءا، بعيدا عن صراع النقاط الذى بدا الأهلى فيه أقل مما عود جماهيره فى المواسم السابقة.
إدارة الأهلى لم تجازف بالتغيير فى هذا الوقت، وفضلت الاستمرار بجوزيه حتى نهاية الموسم الجديد، لتنتهى ولايته مع نهاية ولاية إدارة الأهلى وقبل مجىء مجلس إدارة جديد يتحمل كل التبعات. ورغم أن المؤشرات تؤكد أن إدارة الأهلى الحالية ستستمر بشكل آخر، عن طريق شركة كرة القدم التى سيتم تكوينها لترعى هى الكرة وتتولى أمورها فإن استمرار جوزيه حتى بعد نهاية الموسم القادم وارد، خاصة إذا لم يظهر فى الأفق مدرب على نفس الكفاءة، وبنفس قوة تأثيره على اللاعبين.
والمؤشرات تقول أيضا، إن إدارة الأهلى تضع عينها على بدرو مساعد جوزيه ليتولى القيادة بعد رحيل جوزيه بعد أن يكون قد شرب الصنعة من جوزيه، وعرف كل المخابئ والمنافذ التى يستطيع بها أن يتسلل إلى قلوب اللاعبين وإلى أسرار الفوز بالبطولة فى مصر. إدارة الأهلى إذن لن تجازف بالتغيير فى وقت صعب على الكرة المصرية كلها، هو نفس الأمر الذى سينطبق على إدارة الزمالك التى لن تجازف بأى تهور فى هذا الوقت الحساس.. ربما موقف الزمالك أسهل من الأهلى، لأن الزمالك يستطيع أن يؤثر على حسن شحاتة من أجل تخفيض راتبه على أساس أن الدورى متوقف، عكس الأهلى الذى لن يستطيع أن يجرؤ حتى أن يفتح هذا الموضوع مع جوزيه! الأندية الكبيرة فعلا فى موقف حرج جدا.. كل الأطراف تطالب بحقوقها، ولا يوجد أى مورد مالى فى الوقت الحالى.. صحيح أن الأندية الصغيرة كانت خسرانة خسرانة، على أساس أن إنفاقها غالبا ما كان أكثر من مكاسبها من الكرة، لكن الحياة فى حد ذاتها فى الملاعب كانت كفيلة بجلب أى أموال لهذه الأندية سواء ببيع حقوق البث للمباريات، أو حتى بيع اللاعبين الذين يتألقون معهم للأندية الكبيرة.. والعامل الأخير كان خير ممول لنشاط الأندية فى الفترة الأخيرة، والدليل صفقة عبدالله السعيد التى أنقذت الإسماعيلى وصفقة وليد سليمان التى أنقذت إنبى.. على الجميع أن يحتمل الفترة الصعبة التى نتمنى أن تمر بسلام على الكل!