مفاجآت كثيرة تكتشفها وأنت تقرأ كتاب (أقدم ثورة فى التاريخ) للزميل محمد نسيم مراجع التحرير بروزاليوسف، حيث يكشف الكتاب الستار عن أسرار أقدم ثورة عرفتها الحضارة البشرية أو كما سماها المؤرخون «الثورة الاجتماعية الأولى». ويؤكد محمد نسيم فى كتابه أن أقدم ثورة فى التاريخ هى ثورة مصرية فرعونية خالصة قام بها المصريون القدماء منذ أكثر من 0034 سنة ويتناول الكتاب أسباب اشتعال الثورة المصرية الأولى وكيف بدأت هذه الثورة وكيف انتهت.. كما يشير الكتاب أيضا إلى أوجه التشابه الشديد ما بين الثورة المصرية القديمة وثورة يناير (1102) التى خلع فيها المصريون مبارك ونظامه بعد 03 عاما من الظلم والفساد وذلك من حيث التفاصيل، الأحداث، الظروف السياسية، والاقتصادية والاجتماعية التى صاحبت الثورتين.. ويشير الكاتب إلى مظاهر حالة الغضب التى سيطرت على الشعب المصرى فى ذلك الوقت والتى دفعته للقيام بالثورة على نظام الملك بيبى الثانى وبدأت بترديد الشعارات الثورية حيث وُجدت هذه الشعارات مكتوبة على ألواح الفخار فى المعابد المصرية القديمة.
كما كانت هذه الشعارات تعبر عن إحساس الإنسان المصرى بالغضب والضيق حيال الأوضاع القائمة فى مصر فى ذلك الوقت من عجز الملك، وفرض الضرائب الباهظة على الفقراء، وفساد الكهنة، وسيطرة طبقة واحدة على مقدرات وثروات البلد والذين قاموا باحتلال المناصب العليا فى البلاد وكان هذا فى فترة حكم الملك «بيبى الثانى» فأراد الشعب المصرى القضاء على هذه الأوضاع بعد تفشى الظلم والفساد فى المجتمع.. فاشتعلت الثورة المصرية الأولى تماما كما حدث بالضبط فى عهد «مبارك».. ويشير الكاتب إلى أوجه التشابه المذهل ما بين فتره حكم «الملك بيبى الثانى» آخر ملوك الأسرة السادسة وفترة حكم «مبارك»، حيث تشابهت الظروف التى أحاطت بهما وعلاقة كل منهما بالسياسة وشئون البلاد.. فالملك بيبى الثانى كان طاعنا فى السن وكان غافلا عما كان يجرى حوله من أحداث وكان محاطا بطبقة من المنافقين من حاشيته ورجال قصره والذين كانوا يقومون بتزييف الحقائق من خلال التقارير التى كانوا يقدمونها إليه عن أحوال البلاد.