ترى هل الإخوان بحق قوم بتوع ربنا كما يدعون فى كل مناسبة؟ لا أفهم أن يكون سلوك الإخوان بهذا الأسلوب الفاشى فى كل تعاملاتهم مع الشعب المصرى، لقد تتبعت سلوكهم خلال مشوارهم السياسى بعد الثورة وبالطبع كانت صدمتى الأولى فى أول أيام الثورة عندما جلس البلتاجى والكتاتنى والمرسى مع عمر سليمان لعقد صفقة كان محتواها الإعتراف بالإخوان المسلمين كجماعة شرعية والإفراج عن كل المعتقلين الإخوان بما فيهم خيرت الشاطر فى مقابل أن ينسحب الإخوان من الميدان فور خروجهم من الاجتماع. وتم الاتفاق وعندما عرض الثلاثة الأمر على شباب الإخوان فى الميدان رفضوا بشدة الانسحاب. وفشلت الصفقة أو يمكننا أن نقول بعد توالى الأحداث السياسية أنها أجلت لموعد معلوم وهو ما قد حدث بالفعل بعد عدة أسابيع من تنحى المخلوع. وبدأ الإخوان مخططهم الشهير فى التكويش على مصر بخوضهم كل الانتخابات المتاحة والحصول عليها بأغلبية مطلقة مستغلين جهل وكسل وغرور الآخرين. وتجرأ الإخوان وقاموا بترشيح اثنين من كوادرهم الشاطر والاحتياطى بتاعه محمد المرسى رئيس الحزب، وذهب الشاطر ليقدم أوراقه فى لجنة الانتخابات الرئاسية وما هالنى هو حجم ميليشيات الإخوان ممن يحرسون الشاطر فى صلاح سالم مقر اللجنة. الشاطر ذهب فى حماية ميليشيات الإخوان فى دائرة مغلقة صغيرة تحيط به ودائرة متوسطة حوله ودائرة موسعة على جانبى الطريق لتأمين سعادته حتى ينتهى معاليه من تقديم أوراقه. ثم بدأ الرجل انتشاره على الفضائيات يذكر لنا فيها أنه يوسف الصديق من سينقذ اقتصاد مصر من الضياع والإفلاس وقبل أن يخطو الشاطر تلك الخطوات قام بعدة سفريات أولها إلى تركيا للتعرف على كيفية كتابة الدستور ثم إلى قطر وهناك اتفق على تمويل حملته الانتخابية وقابل رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة فى عهد المخلوع وجلس معة ثلاث مرات امتدت كل مرة إلى ثلاث ساعات والمرة الأخيرة امتدت إلى خمس ساعات كاملة خرج بعدها الشاطر ببرنامج للإصلاح الاقتصادى مهندسه هو رشيد ولو راجعت برنامج الشاطر الاقتصادى مع برنامج رشيد الاقتصادى ستجدهما متتطابقين! وسافر الشاطر إلى باريس وقابل هناك مجموعة من رجال الأعمال المقربين من جمال مبارك واستمع لهم وأبدى الرجل إعجابه الشديد بفكرهم الاقتصادى المتفتح. الإخوان قوم رأسماليون من طراز فريد.
وهو وجه التطابق ما بين الإخوان ورجال أمانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل. هذا على المستوى الاقتصادى، أما على المستوى السياسى فلا فرق تقريبا ما بين الاثنين ولو راجعت كل حوارات الشاطر فى الصحف والفضائيات وراجعت كل حوارات أحمد عز فى الصحف والفضائيات ستقع فى حيرة من فيهم أحمد عز ومن فيهم خيرت الشاطر نسخة طبق الأصل يامحترم. ويظن الإخوان أنهم استحوذوا على السلطة وعلى الثورة ولا يعلمون أنهم جزء من الثورة المضادة. ويظنون أن رئيس مصر يأتى بالانتخاب ويمكن للشاطر أو المرسى أن يجلس على عرش مصر ونهر النيل يجرى من تحته - ده عند امه يا أدهم - ما يسعدنى حقا أن الإخوان - بتوع ربنا - كشفوا أنفسهم أمام الشعب الغلبان المطحون الجائع الخائف الباحث عن مخلص لمحنته بعدما تخلى عنه الجميع. الإخوان فى الرمق الأخير من حياتهم السياسية ولسنوات قادمة. لن تجد لهم الشعبية التى اكتسبوها منذ عام 82 وفقدوها خلال عام واحد فقط، لا عزاء للإخوان . هكذا حال الأغبياء فى عالم السياسة.