لعنة أمريكا التى أصابت الشيخ فسقط عن جواده الرئاسى.. فى تعليق أبسط لسيدة تحمل صورته قائلة «لما لقوا له شعبية قالوا أمه أمريكية».. نعم إنها الجنسية الأمريكية.. تلك الورقة التى أطاحت بالشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل من انتخابات الرئاسة ووضعته على دكة «المتفرج» ليجلس بعدها منتظرا خلف القضبان بتهمة التزوير فى أوراق رسمية.
المحامى الشيخ خرج علينا بعد طول انتظار ليقول بأنه لم يكن يعلم. ثم نفى حيازتها لهذه الجنسية ثم عاد فوجه اتهامه بمن أفشوا ذلك السر بالمتآمرين لأنهم لا يريدون لشرع الله أن يطبق ولكن ترى هل طبقه هو؟!
فى دعاية انتخابية صممت خصيصا للشيخ حازم تؤكد حالة من البذخ والإسراف يرفضها الشرع ظهرت واضحة فى الجمعة الماضية بميدان التحرير من بوسترات ولافتات وتشيرتات وأعلام عليها صورته بالإضافة إلى توزيع كتيبات دينية مجانا مع كل بوستر وصورة للشيخ، مما أكد لى ما قاله مصدر عن قيمة التمويل الذى حصل عليه الشيخ حازم والذى يقدر بقيمة 051 مليون جنيه قادمة من قطر عن طريق جمعية أنصار السنة المحمدية.
وجاء بيان المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، فى الاجتماع الذى عقده منذ أيام والذى قال فيه إن اللجنة تسلمت خطابين من وزارة الخارجية، يتضمن أولهما أن وزارة الخارجية الأمريكية أفادت بأن السيدة نوال عبدالعزيز نور، والدة حازم أبو إسماعيل، حصلت على الجنسية الأمريكية فى 52 من أكتوبر سنة 6002 وتضمن الثانى صورة من الطلب المقدم من السيدة المذكورة للحصول على الجنسية الأمريكية. وقد قررت اللجنة ضم تلك المكاتبات لملف ترشح السيد محمد حازم أبو إسماعيل، وإخطاره بها.
وبعد أن حسمت اللجنة العليا للانتخابات موقفها من حازم صلاح أبوإسماعيل لم يحسم القضاء بعد موقفه من المرشح الرئاسى السابق والذى يرى أساتذة القانون أنه قد يواجه عقوبة السجن بتهمة تزوير فى أوراق رسمية.
فمن حلم الرئاسة إلى قفص الاتهام يقف المحامى حازم صلاح أبوإسماعيل مدافعا عن نفسه. وترى فوزية عبدالستار أستاذ القانون الجنائى أن شروط الترشح للرئاسة لا تنطبق على الشيخ أبوإسماعيل حيث إن هناك بندا مهما وهو أن يكون المرشح مصرى الجنسية هو ووالداه وزوجته وهو ما خالفه الشيخ المرشح بعد تأكيد الخارجية الأمريكية على حمل والدته للجنسية الأمريكية وهذا ما ستحسمه اللجنة العليا للانتخابات باستبعاده من السباق الرئاسى أما من الناحية القانونية فهذا سيكون بين يدى الجهة القضائية وتتدخل فيها النيابة العامة وعموما فإذا كان المرشح لا يعلم بهذه الحقيقة وهى حمل والدته لجنسية أخرى غير المصرية فلن يسأل جنائيا أما فى حال نفى علمه أن والدته كانت تحمل الجنسية الأمريكية فقد يتم الحكم عليه بالحبس 6 شهور فقط، لأنها بذلك تعد تزويراً دون قصد ولكن إذا ثبت معرفته بهذه الحقيقة وإخفائها فسوف يسأل عن مدى قصده الجنائى وعما إذا قد كتب عن توافر هذه الشروط بخط يده. وهنا يواجه تهمة التزوير والاحتيال على اللجنة العليا للانتخابات، وهنا يطبق عليه قانون العقوبات فى تلك الجريمة والتى تكون السجن ما بين 3 سنوات إلى 5 سنوات، والقانون سوف يطبق دائما لأننا فى دولة القانون.
∎ تزوير معنوى
المحامى خالد أبوبكر عضو الاتحاد الدولى للمحامين، يرى أن للقضية بعداً آخر فيقول لست هنا للحديث عن خروج حازم أبوإسماعيل من سباق الرئاسة لأننى أرى أن هذه قضية حسمتها ما قدمته الخارجية الأمريكية ووزارة الداخلية المصرية من حقائق ومستندات للجنة العليا للانتخابات والتى ستقدم على إثره الإقرار الذى قدمه الشيخ حازم أثناء تقديم أوراق ترشحه للجنة والذى يقر فيه بأن والديه لم يحملا أى جنسية غير المصرية، وتأكيده أن والدته مصرية فقط إلا أنه عقب إثارة الموضوع تضاربت الأقوال فقال أنها كانت تعيش لفترة هناك ثم صرح أنها تحمل «جرين كارد» وكل ذلك لا يعد سوى كذب وتضليل للرأى العام، ومحاولة للالتفاف عن الحقيقة، وهنا تقع جريمة التزوير المعنوى وعقوبتها السجن والذى سيحدد مدته الهيئة القضائية، لذلك يجب أن يتم التعامل مع هذه القضية باعتبارين: أولا على إنها قضية جنائية يجب التحقيق فيها جنائيا وسؤال أبوإسماعيل عن تهمة التزوير المعنوى وإحالته إلى التحقيق لسماع أقواله، ثانيا: باعتبارها قضية أخلاقية تتمثل فى ادعاء شخصية كان من المحتمل أن يكون رئيسا قادما لمصر.
∎ مؤامرة!
تتعجب المستشارة سامية المتيم نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية من استمرار المعاندة والمكابرة فى الخطأ من الشيخ وأتباعه رغم وضوح الأدلة والمستندات فتقول بعد تأكيد وزارة الداخلية عن طريق هيئة الجوازات والهجرة أن السيدة والدة المرشح حازم أبوإسماعيل قد سبق لها الدخول إلى مصر ثلاث مرات بجواز سفر أمريكى فهذا يعنى بما لا يدع مجالا للشك أنها تحمل الجنسية الأمريكية كذلك بيان اللجنة العليا للانتخابات الذى أكدت فيه ذلك على أثره يتم فورا إقصاء الشيخ حازم من الترشح لهذا المنصب الرفيع فى الانتخابات الرئاسية وسيحسم هذا فعلا لا قولا اللجنة العليا للانتخابات والتى ستقوم بعد غلق باب الترشح بفحص كل أوراق المرشحين بصورة دقيقة ويتم الإعلان عن الذى سيتم تنحيته فى هذا السباق. وبوجه عام فكل مرشح يعلم جيدا شروط الترشح الرئاسى وإن كان أخفى هذه المعلومة عن عمد فهذا سيعرضه للمسئولية الجنائية ولا أعتقد أن هناك من لا يعلم حقيقة جنسية والدته وكان من الأولى به أن يعترف بذلك وأن يجاهد فى شأن آخر.
أما فكر المؤامرات والمكائد التي يتحدث عنها مريدوه فهى درب من الخيال فلماذا الشيخ حازم لشخصه من يتعرض لذلك فلم يكن الأوحد فى التصريح بتطبيق الشريعة لكى يغتالوه سياسيا كما صرحوا وهددوا الجمعة الماضية بميدان التحرير. كما لا يعقل أن تكذب كل هذه الجهات الرسمية خوفا من شعبية حازم أبوإسماعيل.
ويختتم المستشار أحمد مكى القول بأن النص الدستورى صريح والذى يشترط على أن يكون والدى المرشح مصرى الجنسية وألا يسبق لأحدهم حمل جنسية أخرى وإن حدث غير ذلك فهذا مخالف للقانون وتتوافر شروط العقوبة القانونية والجنائية.
لكن لم تشفع هذه التصريحات فى إقناع مريدى الشيخ المعزول من السباق الرئاسى بأن شيخهم «المهدى المنتظر» لم يعد «الرئيس المنتظر» ليتراجعوا عن مساندته إنما التفوا حول شيخهم بمسجد أسد بن الفرات ليكفروا باقى المرشحين ويفكروا فى مخرج آخر حفظا لماء الوجه فمنهم من هدد وآخر توعد وثالث أكد أن المخرج هو البيعة الشرعية لأبوإسماعيل بأن بايعوه على أن يكون رئيسهم.
ولعل أول ما صادفت كان لمجموعة من رجال وشباب من الصعيد وقفوا حاملين لافتة مكتوبا عليها «الصعايدة يبايعون أبوإسماعيل حتى الموت» وتحدث معى الشاب شريف عبود من أسيوط قرية النخيلة قائلا: نحن نسير وراء من يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» دون تحديد شخص معين ولكن هذا ما انطبق على الشيخ حازم لذلك بايعناه رئيسا لنا. أما عن شائعة جنسية والدته الأمريكية فهى وليدة إعلام مضلل وسياسة عليا وجدت أن الشيخ حازم لديه شعبية كبيرة والأخطر أنه يريد تطبيق شرع الله لذلك حاربوا الشيخ الكريم. وأضاف قائلا نحن 04 مليون صعيدى يبايعون أبوإسماعيل حتى الموت ونحن معه حتى لو قالوا إنه عميل مع الموساد.
ومن متحدى واشنطن والموساد إلى عبدالله حربى طالب بالفرقة الثالثة شريعة إسلامية بالأزهر حاملا علما أسود مكتوبا عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وبدا كلامه قائلا نحن نتحدى كل ما قيل عن الشيخ حازم ونسانده لأنه قال إنه سيطبق الشريعة لذلك لا يريده «كبار البلد» ونحن وراءه وحتى لو كانت والدته أمريكية الجنسية سنظل نسانده ولنا مشايخنا وعلماؤنا الذين يأمرونا فننفذ ونحن فى انتظار إشارتهم مثل الشيخ إسحق الحوينى والشيخ يعقوب وغيرهما وإن قالوا اصمتوا فلنفعل وإن قالوا تحركوا فبالتأكيد سنقوم بالتنفيذ لما يحددوه، وسألته لماذا لم تحمل علم مصر بدلا من هذا العلم فأجابنى لأن هدفنا تطبيق الشريعة ولا شىء غير ذلك.
سيدة أخرى فى الخمسين من عمرها تدعى الحاجة فوزية أم نصر تسير بجانب مؤيدى أبوإسماعيل وتحمل صورته فسألتها عن سبب مجيئها تحديدا فقالت «جئت لأنصر الشيخ حازم أنا وزوجى وأولادى»، وأضافت مؤكدة بأن والدة الشيخ لا تحمل الجنسية الأمريكية وعن مصدر تأكيدها قالت فى عفوية «قالوا لنا فى الجامع إن دى مكيدة ضد الشيخ علشان عايز يطبق الإسلام ويظبط البلد وإن شاء الله هيحكمنا الشيخ حازم بالقرآن والسنة وأنهت كلامها بمثل قائلة «لما لقوا له شعبية قالوا أمه أمريكية».
أما محمود المهدى المؤيد للشيخ حازم أبوإسماعيل ولكن بطريقة أخرى شرعية كما قال عنها لأنه يرى أن الديموقراطية كفر كما لا يعترف بمجلس الشعب لأنه مجلس الطاغوت. فقال موضحا هناك طريقة ربانية لاختيار الحاكم وهى البيعة الشرعية ولها شروط خاصة فى اختيار الحاكم كما أنها تعطيه صلاحيات محددة لذلك فالبديل للبيعة الشرعية هو الانتخابات وهى شرعية «قوانين» وضعية قد نعتد بها أو لا وعلى ذلك فالديموقراطية شرك ومجلس الشعب اسمه مجلس الطاغوت ونحن بايعنا الشيخ حازم بيعة شرعية بمسجد أسد بن الفرات كحاكم للبلاد طالما أنهم نحوه بقوانينهم الوضعية فسننصبه بقوانيننا الشرعية.
وما أن أنهى كلامه حتى خرجت سيدتان منتقبتان بالقرب من مسجد عمر مكرم معارضتان للشيخ حازم وكأن كليهما هو ما أشعل النار فى حلقات نقاشية امتدت إلى تشابك بالأيدى أمام المسجد وفى حديث لإحدى السيدتين قالت فيه: إننى حزينة على أن تكون كل هذه الحشود لشخصية غير جديرة بالجلوس على عرش مصر فمن هو هذا الشيخ الذى يهتفون بحياته ولم نكن نراه إلا على شاشة الفضائيات الدينية جالسا على كرسيه كداعية يعظ الناس فكيف له أن ينتقل فجأة وبدون مقدمات إلى كرسى الرئاسة يأمر فيطاع، وهؤلاء ليسوا سلفيين إنما أعضاء حزب النور.