كتب - فريدة محمد والاسكندرية - الهام رفعت وعلي بدر وقنا - عبده محمد أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن الأقباط في مصر جزء أساسي من نسيج المجتمع ويتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة ولا يحتجون للحماية من أحد، والمصري المسلم أقرب للمصري القبطي من أي جهة خارجية وهم إخوة في الوطن والعيش المشترك، رافضا أي دعاوي خارجية لحماية المسيحيين في مصر، وأضاف خلال استقباله أمس وفد الكتلة البرلمانية المشتركة للديمقراطيين المسيحيين في البرلمان الألماني والذي يزور مصر حاليا في إطار مبادرة الكتلة بتبني قرار يدعو لحماية المسيحيين، إن مصر حريصة علي أن يبقي الأقباط جزءاً رئيسياً من المجتمع، بعدما عاشوا 14 قرنا قبل أن تتواجد المنظمات الدولية وقبل أن يكون للدول الأوروبية قدرة علي التدخل، ولم يمسهم سوء أو أذي. وشدد الطيب أننا لا نعرف سياسات التطهير الديني أو العرقي التي شهدتها أوروبا والمسلمون احتضنوا اليهود عندما قامت الدولة المسيحية بطردهم. فيما لم تمنع الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة علي المشاركين في حفل العزاء الذي أقامته الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية آلاف الأهالي من تقديم واجب العزاء في ضحايا حادث كنيسة القديسين داخل سرادق عزاء أقيم مساء أمس الأول. تلقي العزاء الأنبا كيرلس راعي دير مارمينا نيابة عن البابا شنودة الثالث والقمص لويس مرقس وكيل البطريركية بحضور البطريرك غريوغوريس بطريرك الإسكندرية وسائر انطاكيا للروم الكاثوليك وأنطونيوس غطاس وكيل الأقباط الكاثوليك، وتقدم المعزين عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية وعضو مجلس الشعب عن دائرة الرمل وعادل لبيب، محافظ الإسكندرية، وكل القيادات الأمنية بالمحافظة ود.سعيد الدقاق أمين الوطني بالمحافظة، وظهر بين المعزين نواب الإخوان السابقون وقيادات حزبي الوفد والأحرار. وفي تحرك مدني لا رسمي أكد المحجوب أن مصر دولة ذات تاريخ عريق يمتد إلي آلاف السنين، وهي من أقدم الدول التي أفرزت ديانات متعددة والحادث الأخير أظهر المعدن المصري الأصيل في التآخي بين الأديان، وكان الوزير قد شكل خلال ورشة العمل التي أقامتها «مؤسسة إسكندرية للتنمية» التي يترأس مجلس إدارتها بعنوان «إعداد كوادر شبابية للمساندة النفسية» فريقًا من ثلاثين شابا وفتاة من المسلمين والمسيحيين بالإسكندرية لمساندة المتضررين في مثل تلك الحوادث. وأضاف: إن المصريين بعيدون عن ارتكاب مثل تلك الجرائم وجريمة «القديسين» حادث خارجي، كما أشارت التحقيقات السابقة لحوادث مشابهة، مؤكدًا ثقته في أجهزة الأمن التي سوف تستطيع أن تصل للجناة من واقع خبرته الأمنية السابقة. وأوضح «المحجوب» أهمية تلك الورش التي تعمل علي التدريب للتعامل مع ضحايا الأزمات والكوارث من الشباب مع المتخصصين لتقديم الدعم النفسي المطلوب وكيفية التأقلم مع نتائج الأزمات المختلفة وإزالة الآثار النفسية الفورية للكوارث، أيا كانت طبيعتها، وتدريب الشباب من الجنسين علي التعامل الأمثل مع الاضطرابات النفسية لدي المراهقين والراشدين علي السواء. في نفس السياق زار وفد من تلاميذ مدارس قنا أمس كنيسة الأقباط الأرثوذكس لتقديم واجب العزاء في الضحايا والتهنئة بعيد الميلاد المجيد. وأشاد خضري علي، وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا بالمبادرة التي تبنتها مدرسة قنا الثانوية للبنات، وأكدت وعيا وطنيا وحسًا ناضجًا وإحساسًا بالمسئولية لدي الطلاب الذين دعوا خلال كلماتهم إلي تجاوز الواقع بكل أحزانه ورسم صورة مشرقة للمستقبل القريب بعيداً عن جميع ألوان التعصب والتطرف. كان في استقبال الوفد الأنبا شاروبيم أسقف قنا وتوابعها وراعي كنيسة الأقباط الأرثوذكس الذي قدم الشكر للتلاميذ علي مشاعرهم وحثهم علي التصدي لدعاة الفتن بترسيخ مبادئ الدين الصحيح. أوصي التقرير البرلماني النهائي حول أحداث الإسكندرية والذي أصدرته لجنة مشتركة من لجان حقوق الإنسان والدفاع والأمن القومي والشئون الدينية بضرورة سرعة ضبط الجناة والمخططين وتقديمهم لمحاسبة عاجلة. وشدد التقرير الذي من المقرر أن يناقشه المجلس اليوم علي أهمية حل جميع القضايا العالقة التي يستثمرها الإرهابيون لبث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين فضلا عن تطوير الخطاب الديني بين المسلمين والمسيحيين فضلا عن تطوير الخطاب الديني بهدف ترسيخ التسامح ومحاربة التطرف ولفت الانتباه لدور الإعلام في تكريس احترام حقوق المواطنة وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وطالب بحث المؤسسات الدستورية ومنظمات المجتمع المدني علي تنظيم دورات تدريبية لبث ثقافة المواطنة لتتعاون المدارس والمعاهد والكليات في القيام بدورها في هذا السياق. من ناحية أخري أصدر رؤساء الجاليات المصرية بالخارج ووزارة القوي العاملة بعد اجتماعهم مع عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة بيانًا أمس أدانوا فيه الاعتداء.وأعرب البيان عن تضامن المصريين بالخارج ووقفهم صفا واحدًا خارج الوطن ورفضهم لهذا الإرهاب الذي يحاول تفتيت الوطن. وأعرب البيان عن تقديم رؤساء المحليات لرسالة القائد وأب كل المصريين الرئيس محمد حسني مبارك التي عبرت عن موقف القيادة تجاه هذا الحدث الأليم الذي أصاب كل المصريين، مشددين علي تقديرهم للموقف الوطني الرائع لقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر لشعب مصر الذي أكد علي وحدة هذا الوطن. واستنكر البابا أيادي الغدر والخسة التي حصدت أرواح الأبرياء وأراقت دماءهم الطاهرة وهم يستقبلون عامًا جديدًا. كان رؤساء الجاليات قد قاموا بزيارة للبابا شنودة قبيل سفره للخارج للعلاج أمس الأول كما قاموا بزيارة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر أمس مؤكدين علي أنهم سوف يواصلون العمل ليل نهار في أوطانهم الثانية ومع جميع أفراد الجالية التي يمثلونها في توضيح المواقف والهدف من هذه المؤامرة الدنيئة التي تستهدف مصر كلها. قال القس شاروبيم فوزي أنبا كنيسة العذراء بالسويس: إن تفجيرات القديسين كانت متوقعة بسبب سوء التعليم والإعلام المرئي المتهم الرئيسي بزرع الفتنة بين المصريين وصنع قنابل موقوتة بين أبناء الوطن الواحد الذي يتم شحنهم عن طريق قنوات غير مسئولة. وأكد القس خلال حفل التأبين لضحايا الحادث الذي أقيم بالحزب الناصري بالسويس مساء أمس، أننا جميعا أمامنا كمصريين عدة مشاكل في مقدمتها التعليم وهو السبب الرئيسي لزرع الفتنة ورفض الآخر بين أبناء الوطن الواحد، لأن بعض المدرسين يحفزون الأطفال والأجيال علي رفض الآخر ويجب أن يتم تعديل المناهج بشكل واضح وسليم، وأقول هذا لأنني عملت مدرساً من قبل. وأشار إلي أن إعلام الفضائيات تخرج منه قنابل موقوتة، مثل شخص ما جاء ليقول: إن بداخل الكنائس ترسانات أسلحة فهذا يزرع الفتنة ويشعل النار، وآخرين يخرجون علينا في الفضائيات ويقولون إن المسلم الباكستاني أقرب لنا من المسيحي المصري.